وحيث كان الرسول مصحوبا بكتاب من عند الله تعالى تضمن ذكر استهزائهم بالرسول استهزاءهم بالكتاب ولذلك قال سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12كذلك أي مثل السلك الذي سلكناه في قلوب أولئك المستهزئين برسلهم وبما جاؤوا به
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12نسلكه أي ندخله يقال: سلكت الخيط في الإبرة والسنان في المطعون أي أدخلت: وقرئ (نسلكه) و «سلك» و «أسلك»
[ ص: 18 ] كما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة بمعنى واحد، والضمير عند جمع ومنهم الحسن على ما ذكره
الغزنوي للذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12في قلوب المجرمين أي أهل
مكة أو جنس المجرمين فيدخلون فيه دخولا أوليا، ومعنى المثلية كونه مقرونا بالاستهزاء غير مقبول لما تقتضيه الحكمة، وحاصله أنه تعالى يلقي القرآن في قلوب المجرمين مستهزأ به غير مقبول لأنهم من أهل الخذلان ليس لهم استحقاق لقبول الحق كما ألقى سبحانه كتب الرسل عليهم السلام في قلوب شيعهم مستهزأ بها غير مقبولة لذلك، وصيغة المضارع لكون المشبه به مقدما في الوجود وهو السلك الواقع في شيع الأولين.
وَحَيْثُ كَانَ الرَّسُولُ مَصْحُوبًا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى تَضَمَّنَ ذِكْرُ اسْتِهْزَائِهِمْ بِالرَّسُولِ اسْتِهْزَاءَهُمْ بِالْكِتَابِ وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30454_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12كَذَلِكَ أَيْ مِثْلُ السَّلْكِ الَّذِي سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ أُولَئِكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِرُسُلِهِمْ وَبِمَا جَاؤُوا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12نَسْلُكُهُ أَيْ نُدْخِلُهُ يُقَالُ: سَلَكْتُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ وَالسِّنَانَ فِي الْمَطْعُونِ أَيْ أَدْخَلْتُ: وَقُرِئَ (نَسْلُكُهُ) وَ «سَلَكَ» وَ «أَسْلَكَ»
[ ص: 18 ] كَمَا ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالضَّمِيرُ عِنْدَ جَمْعٍ وَمِنْهُمُ الْحَسَنُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ
الْغَزْنَوِيُّ لِلذِّكْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=12فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ أَيْ أَهْلِ
مَكَّةَ أَوْ جِنْسِ الْمُجْرِمِينَ فَيَدْخُلُونَ فِيهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَمَعْنَى الْمِثْلِيَّةِ كَوْنُهُ مَقْرُونًا بِالِاسْتِهْزَاءِ غَيْرَ مَقْبُولٍ لِمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ، وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ تَعَالَى يُلْقِي الْقُرْآنَ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ مُسْتَهْزَأً بِهِ غَيْرَ مَقْبُولٍ لِأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْخِذْلَانِ لَيْسَ لَهُمُ اسْتِحْقَاقٌ لِقَبُولِ الْحَقِّ كَمَا أَلْقَى سُبْحَانَهُ كُتُبَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي قُلُوبِ شِيَعِهِمْ مُسْتَهْزَأً بِهَا غَيْرَ مَقْبُولَةٍ لِذَلِكَ، وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ لِكَوْنِ الْمُشَبَّهِ بِهِ مُقَدَّمًا فِي الْوُجُودِ وَهُوَ السَّلْكُ الْوَاقِعُ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ.