nindex.php?page=treesubj&link=28659_30340_31753_31755_31756_31758_31761_32433_32438_32440_32441_32445_32446_34255_34277_34437_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إن في خلق السماوات والأرض : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
أبي الضحى – معضلا- :
أنه كان للمشركين حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فلما سمعوا هذه الآية تعجبوا، وقالوا : إن كنت صادقا فأت بآية نعرف بها صدقك، فنزلت. ولفرط جهلهم لم يكفهم الحجة الإجمالية المشير إليها الوصفان، وإنما جمع ( السماوات ) وأفرد ( الأرض ) للانتفاع بجميع أجزاء الأولى باعتبار ما فيها من نور كواكبها وغيره دون الثانية، فإنه إنما ينتفع بواحدة من آحادها، وهي ما نشاهده منها. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : لم تجمع ( الأرض ) ؛ لأن جمعها ثقيل، وهو مخالف للقياس، ورب مفرد لم يقع في القرآن جمعه لثقله وخفة المفرد، وجمع لم يقع مفرده كالألباب، وفي المثل السائر نحوه. وقال بعض المحققين: جمع ( السموات )؛ لأنها طبقات ممتازة كل واحدة من الأخرى بذاتها الشخصية، كما يدل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29فسواهن سبع سماوات سواء كانت متماسة، كما هو رأي
الحكيم أو لا، كما جاء
[ ص: 31 ] في الآثار: أن بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، مختلفة الحقيقة لما أن الاختلاف في الآثار المشار إليه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وأوحى في كل سماء أمرها يدل عليه، ولم يجمع ( الأرض )؛ لأن طبقاتها ليست متصفة بجميع ذلك، فإنها سواء كانت متفاصلة بذواتها، كما ورد في الأحاديث من أن:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665590 "بين كل أرضين كما بين كل سماءين" أو لا تكون متفاصلة - كما هو رأي
الحكيم - غير مختلفة في الحقيقة اتفاقا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164واختلاف الليل والنهار أي: تعاقبهما وكون كل منهما خلفا للآخر، أو اختلاف كل منهما في أنفسهما ازديادا وانتقاصا، أو ظلمة ونورا، وقدم الليل لسبقه في الخلق أو لشرفه.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164والفلك التي تجري في البحر عطف على ( خلق السموات ) لا على السموات أو عطف على ( الليل والنهار ) ، والفلك من الألفاظ التي استعملت مفردا وجمعا، وقدر بينهما تغاير اعتباري، فإن اعتبر أن ضمته أصلية كضمة ( قفل ) فمفرد، وإن اعتبر أنها عارضة كضمة ( أسد ) فجمع، ومن الأول قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=119في الفلك المشحون ومن الثاني قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22إذا كنتم في الفلك وجرين بهم وقيل : إنه جمع ( فلك ) بفتح الفاء وسكون اللام، وقيل : إنه اسم جمع، وزعم بعضهم أنه قرئ ( فلك ) بضمتين، وهو عند بعض مفرد لا غير. وقال
الكواشي : الفلك والفلك ( بضمتين ) لغتان الواحد والجمع سواء في اللفظ، ويعرف ذلك بجمع ضمير فعلهما وإفراده.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بما ينفع الناس ( ما ) إما مصدرية؛ أي: بنفعهم، أو موصولة؛ أي: بالذي ينفعهم، وعلى الأول ضمير الفاعل إما للفلك؛ لأنه مذكر اللفظ مؤنث المعنى، كما قيل: ( أو ) للجري، ( أو ) للبحر، واحتمال كونها موصوفة لا يلائمه مقام الاستدلال.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وما أنزل الله من السماء من ماء عطف على الفلك قيل : وتأخيره عن ذكرها مع كونه أعم منها نفعا لما فيه من مزيد تفضيل، وقيل : المقصود من الأول الاستدلال بـ ( البحر ) وأحواله لا بـ الفلك الجاري فيه؛ لأن الاستدلال بذلك إما بصنعته على وجه يجري في الماء، أو العلم بكيفية إجرائه، أو بتسخير الريح والبحر لذلك، أو توسله إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17ما ينفع الناس وشيء منها ليس من حاله في نفسه، ولأن الاستدلال بالفلك الجاري في البحر استدلال بحال من أحوال البحر بخلاف ما لو استدل بـ البحر وجميع أحواله فإنه أعم وأليق بالمقام، إلا أنه خص الفلك بالذكر مع أن مقتضى المقام حينئذ أن يقال: والعجائب التي في البحر؛ لأنه سبب الاطلاع على أحواله وعجائبه، فكان ذكره ذكرا لجميع أحواله، وطريقا إلى العلم بوجوه دلالته، ولذلك قدم على ذكر المطر والسحاب؛ لأن منشأهما البحر في غالب الأمر، وإلا فالمناسب بعد ذكر اختلاف الليل والنهار الذي هو من الآيات العلوية ذكر ( المطر والسحاب ) اللذين هما من كائنات الجو ، وعدم نظم الفلك في البين لكونها من الآيات السفلية. وعندي أن هذا خلاف الظاهر جدا - وإن جل قائله - ؛ إذ يؤول المعنى إلى: ( والبحر الذي تجري فيه الفلك بما ينفع الناس ) وهو قلب للنظم الكريم بغير داع إليه، ولا دليل يعول عليه، وأي مانع من كون الاستدلال باختلاف الفلك وذهابها مرة كذا ومرة كذا على حسب ما تحركها المقادير الإلهية، أو بالفلك الجارية في البحر من حيث إنها جارية فيه موقرة مقبلة ومدبرة، متعلقة بحبال الهواء على لطفه، وكثافتها لا ترسب إلى قاع البحر مع تلاطم أمواجه واضطراب لججه، وكون شيء من ذلك ليس حالا لها في نفسها غير مسلم، ووجه الترتيب على ما أرى أنه سبحانه ذكر أولا خلق أمرين علوي وسفلي، واختلاف شيئين بمدخلية أمرين سماوي وأرضي، ( ثانيا ): إذ تعاقب الليل والنهار أو اختلافهما
[ ص: 32 ] ازديادا وانتقاصا، أو ظلمة ونورا، إنما هو بمدخلية سير الفلك وحيلولة جرم الأرض على كيفيتين مخصوصتين، ثم عقب ذلك بما يشبه آيتي الليل والنهار السابح كل منهما في لجة بحر فلكه، الدوار المسخر بالجريان فيه ذهابا وإيابا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بما ينفع الناس في أمر معاشهم وانتظام أحوالهم، وهو الفلك التي تجري على كبد البحر بذلك، ويختلف جريانها شرقا وغربا على حسب تسليك المقادير الإلهية في هاتيك المسالك، فالآية حينئذ على حد قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=39والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=41وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون إلا أن الفرق بين الآيتين أن الآيتين في الثانية ذكرتا متوسطتين صريحا بين حديث الفلك وشأن الليل والنهار، وفي الأولى تقدم ما يشعر بهما ويشير إليهما، ثم عقب ذلك بما يشترك فيه العالم العلوي والعالم السفلي، وله مناسبة لذكر البحر بل ولذكر الفلك التي تجري فيه بما ينفع الناس وهو إنزال الماء من السماء، ونشر ما كان دفينا في الأرض بالأحياء، وفي ذلك النفع التام والفضل العام. و من الأولى ابتدائية والثانية بيانية، وجوز أن تكون تبعيضية، وأن تكون بدلا من الأولى، والمراد من السماء جهة العلو، وقد تقدم تحقيق ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164فأحيا به الأرض بتهييج قواها النامية، وإظهار ما أودع فيها من أنواع النبات والأزهار والأشجار
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بعد موتها وعدم ظهور ذلك فيها لاستيلاء اليبوسة عليها حسبما تقتضيه طبيعتها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وبث فيها من كل دابة عطف إما على ( أنزل ) والجامع كون كل منهما آية مستقلة لوحدانيته - تعالى - وهو الغرض المسوق له الكلام مع الاشتراك في الفاعل، و أحيا من تتمة الأول كان الاستدلال بالإنزال المسبب عنه الأحياء، فلا يكون الفصل به مانعا للعطف، إما على أحيا فيدخل تحت فاء السببية، وسببية إنزال الماء للبث باعتبار أن الماء سبب حياة المواشي والدواب، والبث فرع الحياة، ولا يحتاج إلى تقدير الضمير للربط لإغناء فاء السببية عنه في المشهور، وقيل : يحتاج إلى تقدير به- أي بالماء- ليشعر بارتباطه بـ أنزل استقلالا كـ أحيا وفاء السببية لا تكفي في ذلك؛ إذ يجوز أن يكون السبب مجموعهما، وحيث أن المجرور إنما يحذف إن جر الموصول بمثله أكثري لا كلي، و من بيانية على التقدير الأول على الصحيح، والمراد
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164من كل دابة كل نوع من الدواب، ومعنى ( بثها ) تكثيرها بالتوالد والتولد، فالاستدلال بتكثير كل نوع مما يدب على الأرض وعدم انحصاره في البعض، وقيل : تبعيضية؛ لأن الله - تعالى - لم يبث إلا بعض الأفراد بالنسبة إلى ما في قدرته، على أنه أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري دواب في السماء أيضا في سورة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق ، وفيه أن بث كل نوع مما يدب على الأرض لا ينافي كون بعض أفراده مقدرا ولا وجوده في السماء، على أن مدلول التبعيضية كون شيء جزءا من مدخولها لا فردا منه، وزائدة على التقدير الثاني لعدم تقدم المبين، وعدم صحة التبعيض، وهي زيادة في الإثبات لم يجوزها سوى
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وتصريف الرياح أي: تقليب الله - تعالى - لها جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا، حارة وباردة وعاصفة ولينة وعقيما ولواقح، وتارة بالرحمة ومرة بالعذاب، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: ( الريح ) على الإفراد، وأريد به الجنس، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- : " ( الرياح ) للرحمة، و (الريح) للعذاب". وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=943747أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان إذا هبت ريح قال: "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا" ولعله قصد بالأول والثاني قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=46ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=41وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم [ ص: 33 ] وعقب إحياء الأرض بالمطر، وبث كل دابة فيها بتصريف الرياح؛ لأن في ذلك تربية النبات وبقاء حياة الحيوانات التي تدب على وجه الأرض، ولو أمسك الله - تعالى - الريح ساعة لأنتن ما بين السماء والأرض كما نطق به بعض الآثار.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164والسحاب : عطف على ما قبله، وهو اسم جنس واحده سحابة، سمي بذلك لانسحابه في الجو أو لجر الرياح له.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164المسخر بين السماء والأرض صفة ( للسحاب ) باعتبار لفظه، وقد يعتبر معناه فيوصف بالجمع كـ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سحابا ثقالا ، و (بين) ظرف لغو متعلق بالمسخر، ومعنى تسخيره أنه لا ينزل ولا يزول، مع أن الطبع يقتضي صعوده إن كان لطيفا وهبوطه إن كان كثيفا، وقيل: الظرف مستقر وقع حالا من ضمير المسخر، ومتعلقه محذوف؛ أي: المسخر للرياح، حيث تقلبه في الجو بمشيئة الله - تعالى - ، وتعقي تصريف الرياح بالسحاب؛ لأنه كالمعلول للرياح، كما يشير إليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=9والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا ، ولأن في جعله ختم المتعاطفات مراعاة في الجملة لما بدئ به منها؛ لأنه أرضي سماوي، فينتظم بدء الكلام وختمه، وبما ذكرنا علم جهة الترتيب في الآية، وقال بعض الفضلاء: لعل تأخير تصريف الرياح وتسخير السحاب في الذكر عن جريان الفلك وإنزال الماء، مع انعكاس الترتيب الخارجي للإشعار باستقلال كل من الأمور المعدودة في كونها آية، ولو روعي الترتيب الخارجي لربما توهم كون المجموع المرتب بعضه على بعض آية واحدة، ولا يخفى أنه يبعد هذا التوهم ظاهر قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164لآيات اسم (إن) دخلته ( اللام ) لتأخره عن خبرها والتنكير للتفخيم كما وكيفا أي آيات عظيمة كثيرة دالة على القدرة القاهرة والحكمة الباهرة والرحمة الواسعة المقتضية لاختصاص الآلهية به - سبحانه -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164لقوم يعقلون 164 أي: يتفكرون، فالعقل مجاز عن التفكر الذي هو ثمرته، أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله تعالى عنها -
أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما قرأ هذه الآية قال : "ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها" وفيها تعريض بجعل المشركين الذين اقترحوا على النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - آية تصدقه، وتسجيل عليهم بسخافة العقول، وإلا فمن تأمل في تلك الآيات وجد كلا منها مشتملا على وجوه كثيرة من الدلالة على وجوده - تعالى - ووحدانيته، وسائر صفاته الكمالية الموجبة لتخصيص العبادة به - تعالى - ، واستغنى عن سائرها، ومجمل القول في ذلك أن كل واحد من هذه الأمور المعدودة قد وجد على وجه خاص من الوجوه الممكنة دون ما عداه مستتبعا لآثار معينة وأحكام مخصوصة، من غير أن تقتضي ذاته وجوده، فضلا عن وجوده على النمط الكذائي، فإذا لا بد له من موجد لامتناع وجود الممكن بلا موجد قادر إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، حكيم عالم بحقائق الأشياء وما فيها من المفاسد والمصالح، يوجده حسبما يستدعيه علمه بما فيه من المصلحة، وتقتضيه مشيئته، متعال عن مقابلة غيره؛ إذ لو كان معه واجب يقدر على ما يقدر الحق - تعالى - عليه، فإن وافقت إرادة كل منهما إيجاده على وجه مخصوص أراده الآخر، فالتأثير إن كان لكل منهما لزم اجتماع فاعلين على أثر واحد، وهو يستلزم اجتماع العلتين التامتين، وإن كان الفعل لأحدهما لزم ترجيح الفاعل من غير مرجح لاستوائهما في إرادة إيجاده على الاستقلال، وعجز الآخر لما أن الفاعل سد عليه إيقاع ما أراده، وإن اختلفت الإرادتان بأن أراد أحدهما وجوده على نحو، وأراد الآخر وجوده على نحو آخر، لزم التمانع والتطارد لعدم المرجح، فيلزم عجزهما، والعجز مناف للألوهية بديهة، وفي الآية إثبات الاستدلال بالحجج العقلية، وتنبيه على شرف علم الكلام وفضل أهله، وربما أشارت إلى شرف علم الهيئة.
nindex.php?page=treesubj&link=28659_30340_31753_31755_31756_31758_31761_32433_32438_32440_32441_32445_32446_34255_34277_34437_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
أَبِي الضُّحَى – مَعْضَلًا- :
أَنَّهُ كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا، فَلَمَّا سَمِعُوا هَذِهِ الْآيَةَ تَعَجَّبُوا، وَقَالُوا : إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَأْتِ بِآيَةٍ نَعْرِفُ بِهَا صِدْقَكَ، فَنَزَلَتْ. وَلِفِرْطِ جَهْلِهِمْ لَمْ يَكَفِهِمُ الْحُجَّةُ الْإِجْمَالِيَّةُ الْمُشِيرُ إِلَيْهَا الْوَصْفَانِ، وَإِنَّمَا جَمَعَ ( السَّمَاوَاتِ ) وَأَفْرَدَ ( الْأَرْضَ ) لِلِانْتِفَاعِ بِجَمِيعِ أَجْزَاءِ الْأُولَى بِاعْتِبَارِ مَا فِيهَا مِنْ نُورِ كَوَاكِبِهَا وَغَيْرِهِ دُونَ الثَّانِيَةِ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُنْتَفَعُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ آحَادِهَا، وَهِيَ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْهَا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ : لَمْ تُجْمَعِ ( الْأَرْضُ ) ؛ لِأَنَّ جَمْعَهَا ثَقِيلٌ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْقِيَاسِ، وَرُبَّ مُفْرَدٍ لَمْ يَقَعْ فِي الْقُرْآنِ جَمْعُهُ لِثِقْلِهِ وَخِفَّةِ الْمُفْرَدِ، وَجَمْعٍ لَمْ يَقَعْ مُفْرَدُهُ كَالْأَلْبَابِ، وَفِي الْمَثَلِ السَّائِرِ نَحْوُهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: جَمَعَ ( السَّمَوَاتِ )؛ لِأَنَّهَا طَبَقَاتٌ مُمْتَازَةٌ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْأُخْرَى بِذَاتِهَا الشَّخْصِيَّةِ، كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ سَوَاءٌ كَانَتْ مُتَمَاسَّةً، كَمَا هُوَ رَأْيُ
الْحَكِيمِ أَوْ لَا، كَمَا جَاءَ
[ ص: 31 ] فِي الْآثَارِ: أَنَّ بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، مُخْتَلِفَةُ الْحَقِيقَةِ لِمَا أَنَّ الِاخْتِلَافَ فِي الْآثَارِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَجْمَعِ ( الْأَرْضَ )؛ لِأَنَّ طَبَقَاتِهَا لَيْسَتْ مُتَّصِفَةً بِجَمِيعِ ذَلِكَ، فَإِنَّهَا سَوَاءٌ كَانَتْ مُتَفَاصِلَةً بِذَوَاتِهَا، كَمَا وَرَدَ فِي الْأَحَادِيثِ مِنْ أَنَّ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665590 "بَيْنَ كُلِّ أَرْضَيْنِ كَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءَيْنِ" أَوْ لَا تَكُونُ مُتَفَاصِلَةً - كَمَا هُوَ رَأْيُ
الْحَكِيمِ - غَيْرُ مُخْتَلِفَةٍ فِي الْحَقِيقَةِ اتِّفَاقًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ: تَعَاقُبُهُمَا وَكَوْنُ كُلٍّ مِنْهُمَا خَلَفًا لِلْآخَرِ، أَوْ اختلاف كُلٍّ مِنْهُمَا فِي أَنْفُسِهِمَا ازْدِيَادًا وَانْتِقَاصًا، أَوْ ظُلْمَةً وَنُورًا، وَقَدَّمَ اللَّيْل لِسَبْقِهِ فِي الْخَلْقِ أَوْ لِشَرَفِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ عَطْفٌ عَلَى ( خَلْقِ السَّمَوَاتِ ) لَا عَلَى السَّمَوَاتِ أَوْ عَطْفٌ عَلَى ( اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) ، وَالْفَلَكِ مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي اسْتُعْمِلَتْ مُفْرَدًا وَجَمْعًا، وَقُدِّرَ بَيْنَهُمَا تَغَايُرٌ اعْتِبَارِيٌّ، فَإِنِ اعْتُبِرَ أَنَّ ضَمَّتَهُ أَصْلِيَّةٌ كَضَمَّةِ ( قُفْلٍ ) فَمُفْرَدٌ، وَإِنِ اعْتُبِرَ أَنَّهَا عَارِضَةٌ كَضَمَّةِ ( أُسْدٍ ) فَجَمْعٌ، وَمِنَ الْأَوَّلِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=119فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَمِنَ الثَّانِي قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ وَقِيلَ : إِنَّهُ جَمَعَ ( فَلْكٍ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ، وَقِيلَ : إِنَّهُ اسْمُ جَمْعٍ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قُرِئَ ( فُلُكٌ ) بِضَمَّتَيْنِ، وَهُوَ عِنْدَ بَعْضٍ مُفْرَدٌ لَا غَيْرَ. وَقَالَ
الْكَوَاشِيُّ : الْفَلَكُ وَالْفُلُكُ ( بِضَمَّتَيْنِ ) لُغَتَانِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ فِي اللَّفْظِ، وَيُعَرِّفُ ذَلِكَ بِجَمْعِ ضَمِيرِ فِعْلِهِمَا وَإِفْرَادِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ( مَا ) إِمَّا مَصْدَرِيَّةٌ؛ أَيْ: بِنَفْعِهِمْ، أَوْ مَوْصُولَةٌ؛ أَيْ: بِالَّذِي يَنْفَعُهُمْ، وَعَلَى الْأَوَّلِ ضَمِيرُ الْفَاعِلِ إِمَّا لِلْفُلْكِ؛ لِأَنَّهُ مُذَكَّرُ اللَّفْظِ مُؤَنَّثُ الْمَعْنَى، كَمَا قِيلَ: ( أَوْ ) لِلْجَرْيِ، ( أَوْ ) لِلْبَحْرِ، وَاحْتِمَالُ كَوْنِهَا مَوْصُوفَةً لَا يُلَائِمُهُ مَقَامُ الِاسْتِدْلَالِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ مَاءٍ عَطْفٌ عَلَى الْفُلْكِ قِيلَ : وَتَأْخِيرُهُ عَنْ ذِكْرِهَا مَعَ كَوْنِهِ أَعَمَّ مِنْهَا نَفْعًا لِمَا فِيهِ مِنْ مَزِيدِ تَفْضِيلٍ، وَقِيلَ : الْمَقْصُودُ مِنَ الْأَوَّلِ الِاسْتِدْلَالُ بِـ ( الْبَحْر ) وَأَحْوَالِهِ لَا بِـ الْفَلَك الْجَارِي فِيهِ؛ لِأَنَّ الِاسْتِدْلَالَ بِذَلِكَ إِمَّا بِصَنْعَتِهِ عَلَى وَجْهٍ يُجْرِي فِي الْمَاءِ، أَوِ الْعِلْمِ بِكَيْفِيَّةِ إِجْرَائِهِ، أَوْ بِتَسْخِيرِ الرِّيحِ وَالْبَحْرِ لِذَلِكَ، أَوْ تَوَسُّلِهِ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17مَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَشَيْءٌ مِنْهَا لَيْسَ مِنْ حَالِهِ فِي نَفْسِهِ، وَلِأَنَّ الِاسْتِدْلَالَ بِالْفُلْكِ الْجَارِي فِي الْبَحْرِ اسْتِدْلَالٌ بِحَالٍ مِنْ أَحْوَالِ الْبَحْرِ بِخِلَافِ مَا لَوِ اسْتُدِلَّ بِـ الْبَحْر وَجَمِيعِ أَحْوَالِهِ فَإِنَّهُ أَعَمُّ وَأَلْيَقُ بِالْمَقَامِ، إِلَّا أَنَّهُ خَصَّ الْفَلَكَ بِالذِّكْرِ مَعَ أَنَّ مُقْتَضَى الْمَقَامِ حِينَئِذٍ أَنْ يُقَالَ: وَالْعَجَائِبُ الَّتِي فِي الْبَحْرِ؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ الِاطِّلَاعِ عَلَى أَحْوَالِهِ وَعَجَائِبِهِ، فَكَانَ ذِكْرُهُ ذِكْرًا لِجَمِيعِ أَحْوَالِهِ، وَطَرِيقًا إِلَى الْعِلْمِ بِوُجُوهِ دَلَالَتِهِ، وَلِذَلِكَ قُدِّمَ عَلَى ذِكْرِ الْمَطَرِ وَالسَّحَابِ؛ لِأَنَّ مَنْشَأَهُمَا الْبَحْرُ فِي غَالِبِ الْأَمْرِ، وَإِلَّا فَالْمُنَاسِبُ بَعْدَ ذِكْرِ اختلاف اللَّيْل وَالنَّهَار الَّذِي هُوَ مِنَ الْآيَاتِ الْعُلْوِيَّةِ ذِكْرُ ( الْمَطَرِ وَالسَّحَابِ ) اللَّذَيْنِ هُمَا مِنْ كَائِنَاتِ الْجَوِّ ، وَعَدَمُ نَظْمِ الْفَلَك فِي الْبَيْنِ لِكَوْنِهَا مِنَ الْآيَاتِ السُّفْلِيَّةِ. وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا خِلَافُ الظَّاهِرِ جِدًّا - وَإِنَّ جُلَّ قَائِلِهِ - ؛ إِذْ يُؤَوَّلُ الْمَعْنَى إِلَى: ( وَالْبَحْرِ الَّذِي تَجْرِي فِيهِ الْفُلْكُ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ) وَهُوَ قَلْبٌ لِلنَّظْمِ الْكَرِيمِ بِغَيْرِ دَاعٍ إِلَيْهِ، وَلَا دَلِيلَ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ، وَأَيُّ مَانِعٍ مِنْ كَوْنِ الِاسْتِدْلَالِ بِاخْتِلَافِ الْفُلْكِ وَذَهَابِهَا مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا عَلَى حَسَبِ مَا تُحَرِّكُهَا الْمَقَادِيرُ الْإِلَهِيَّةُ، أَوْ بِالْفُلْكِ الْجَارِيَةِ فِي الْبَحْرِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا جَارِيَةٌ فِيهِ مُوَقَّرَةٌ مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً، مُتَعَلِّقَةً بِحِبَالِ الْهَوَاءِ عَلَى لُطْفِهِ، وَكَثَافَتِهَا لَا تُرَسَّبَ إِلَى قَاعِ الْبَحْرِ مَعَ تَلَاطُمِ أَمْوَاجِهِ وَاضْطِرَابِ لُجَجِهِ، وَكَوْنُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ حَالًا لَهَا فِي نَفْسِهَا غَيْرَ مُسَلَّمٍ، وَوَجْهُ التَّرْتِيبَ عَلَى مَا أَرَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ ذَكَرَ أَوَّلًا خَلْقَ أَمْرَيْنِ عُلْوِيٍّ وَسُفْلِيٍّ، وَاخْتِلَافَ شَيْئَيْنِ بِمَدْخَلِيَّةِ أَمْرَيْنِ سَمَاوِيٍّ وَأَرْضِيٍّ، ( ثَانِيًا ): إِذْ تَعَاقُبُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَوِ اخْتِلَافُهُمَا
[ ص: 32 ] ازْدِيَادًا وَانْتِقَاصًا، أَوْ ظُلْمَةً وَنُورًا، إِنَّمَا هُوَ بِمَدْخَلِيَّةِ سَيْرِ الْفُلْكِ وَحَيْلُولَةِ جِرْمِ الْأَرْضِ عَلَى كَيْفِيَّتَيْنِ مَخْصُوصَتَيْنِ، ثُمَّ عَقَّبَ ذَلِكَ بِمَا يُشْبِهُ آيَتَيِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ السَّابِحُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي لُجَّةِ بِحْرِ فَلَكِهِ، الدَّوَّارُ الْمُسَخَّرُ بِالْجَرَيَانِ فِيهِ ذَهَابًا وَإِيَابًا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ فِي أَمْرِ مَعَاشِهِمْ وَانْتِظَامِ أَحْوَالِهِمْ، وَهُوَ الْفُلْكُ الَّتِي تَجْرِي عَلَى كَبِدِ الْبَحْر بِذَلِكَ، وَيَخْتَلِفُ جَرَيَانُهَا شَرْقًا وَغَرْبًا عَلَى حَسَبِ تَسْلِيكِ الْمَقَادِيرِ الْإِلَهِيَّةِ فِي هَاتِيكَ الْمَسَالِكِ، فَالْآيَةُ حِينَئِذٍ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=38وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=39وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=40لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=41وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ إِلَّا أَنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ أَنَّ الْآيَتَيْنِ فِي الثَّانِيَةِ ذُكِرَتَا مُتَوَسِّطَتَيْنِ صَرِيحًا بَيْنَ حَدِيثِ الْفُلْكِ وَشَأْنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي الْأُولَى تَقَدَّمَ مَا يُشْعِرُ بِهِمَا وَيُشِيرُ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ عَقَّبَ ذَلِكَ بِمَا يَشْتَرِكُ فِيهِ الْعَالَمُ الْعُلْوِيُّ وَالْعَالَمُ السُّفْلِيُّ، وَلَهُ مُنَاسَبَةٌ لِذِكْرِ الْبَحْرِ بَلْ وَلِذِكْرِ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِيهِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاس وَهُوَ إِنْزَالُ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ، وَنَشْرُ مَا كَانَ دَفِينًا فِي الْأَرْضِ بِالْأَحْيَاءِ، وَفِي ذَلِكَ النَّفْعِ التَّامِّ وَالْفَضْلِ الْعَامِّ. وَ مِنَ الْأُولَى ابْتِدَائِيَّةٌ وَالثَّانِيَةُ بَيَانِيَّةٌ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ تَبْعِيضِيَّةَ، وَأَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْأُولَى، وَالْمُرَادُ مِنَ السَّمَاءِ جِهَةُ الْعُلُوِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بِتَهْيِيجِ قُوَاهَا النَّامِيَةِ، وَإِظْهَارِ مَا أَوْدَعَ فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ النَّبَاتِ وَالْأَزْهَارِ وَالْأَشْجَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164بَعْدَ مَوْتِهَا وَعَدَمُ ظُهُورِ ذَلِكَ فِيهَا لِاسْتِيلَاءِ الْيُبُوسَةِ عَلَيْهَا حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ طَبِيعَتُهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ عَطْفٌ إِمَّا عَلَى ( أَنْزَلَ ) وَالْجَامِعُ كَوْنُ كُلٍّ مِنْهُمَا آيَةً مُسْتَقِلَّةً لِوَحْدَانِيَّتِهِ - تَعَالَى - وَهُوَ الْغَرَضُ الْمَسُوقُ لَهُ الْكَلَامُ مَعَ الِاشْتِرَاكِ فِي الْفَاعِلِ، وَ أَحْيَا مِنْ تَتِمَّةِ الْأَوَّلِ كَانَ الِاسْتِدْلَالُ بِالْإِنْزَالِ الْمُسَبَّبِ عَنْهُ الْأَحْيَاءُ، فَلَا يَكُونُ الْفَصْلُ بِهِ مَانِعًا لِلْعَطْفِ، إِمَّا عَلَى أَحْيَا فَيَدْخُلُ تَحْتَ فَاءِ السَّبَبِيَّةِ، وَسَبَبِيَّةُ إِنْزَالِ الْمَاءِ لِلْبَثِّ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْمَاءَ سَبَبُ حَيَاةِ الْمَوَاشِي وَالدَّوَابِّ، وَالْبَثُّ فَرْعُ الْحَيَاةِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ الضَّمِيرِ لِلرَّبْطِ لِإِغْنَاءِ فَاءِ السَّبَبِيَّةِ عَنْهُ فِي الْمَشْهُورِ، وَقِيلَ : يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ بِهِ- أَيْ بِالْمَاءِ- لِيُشْعِرَ بِارْتِبَاطِهِ بِـ أنْزَل اسْتِقْلَالًا كَـ أَحْيَا وَفَاءُ السَّبَبِيَّةِ لَا تَكْفِي فِي ذَلِكَ؛ إِذْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ السَّبَبُ مَجْمُوعَهُمَا، وَحَيْثُ أَنَّ الْمَجْرُورَ إِنَّمَا يُحْذَفُ إِنْ جُرَّ الْمَوْصُولُ بِمِثْلِهِ أَكْثَرِيٌّ لَا كُلِّيٌّ، وَ مِنْ بَيَانِيَّةٌ عَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ عَلَى الصَّحِيحِ، وَالْمُرَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ كُلُ نَوْعٍ مِنَ الدَّوَابِّ، وَمَعْنَى ( بَثِّهَا ) تَكْثِيرُهَا بِالتَّوَالُدِ وَالتَّوَلُّدِ، فَالِاسْتِدْلَالُ بِتَكْثِيرِ كُلِّ نَوْعٍ مِمَّا يَدِبُّ عَلَى الْأَرْضِ وَعَدَمِ انْحِصَارِهِ فِي الْبَعْضِ، وَقِيلَ : تَبْعِيضِيَّةٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - لَمْ يَبُثَّ إِلَّا بَعْضَ الْأَفْرَادِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا فِي قُدْرَتِهِ، عَلَى أَنَّهُ أَثْبَتَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ دَوَابَّ فِي السَّمَاءِ أَيْضًا فِي سُورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=2عسق ، وَفِيهِ أَنَّ بَثَّ كُلِّ نَوْعٍ مِمَّا يَدِبُّ عَلَى الْأَرْضِ لَا يُنَافِي كَوْنَ بَعْضِ أَفْرَادِهِ مُقَدَّرًا وَلَا وُجُودَهُ فِي السَّمَاءِ، عَلَى أَنَّ مَدْلُولَ التَّبْعِيضِيَّةِ كَوْنُ شَيْءٍ جُزْءًا مِنْ مَدْخُولِهَا لَا فَرْدًا مِنْهُ، وَزَائِدَةٌ عَلَى التَّقْدِيرِ الثَّانِي لِعَدَمِ تَقَدُّمِ الْمُبِينِ، وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّبْعِيضِ، وَهِيَ زِيَادَةٌ فِي الْإِثْبَاتِ لَمْ يُجَوِّزْهَا سِوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ أَيْ: تَقْلِيبُ اللَّهِ - تَعَالَى - لَهَا جَنُوبًا وَشَمَالًا وَقَبُولًا وَدَبُورًا، حَارَّةً وَبَارِدَةً وَعَاصِفَةً وَلَيِّنَةً وَعَقِيمًا وَلَوَاقِحَ، وَتَارَةً بِالرَّحْمَةِ وَمَرَّةً بِالْعَذَابِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: ( الرِّيحَ ) عَلَى الْإِفْرَادِ، وَأُرِيدَ بِهِ الْجِنْسُ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- : " ( الرِّيَاحُ ) لِلرَّحْمَةِ، وَ (الرِّيحُ) لِلْعَذَابِ". وَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=943747أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا" وَلَعَلَّهُ قَصَدَ بِالْأَوَّلِ وَالثَّانِي قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=46وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَقَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=41وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ [ ص: 33 ] وَعَقَّبَ إِحْيَاءَ الْأَرْضِ بِالْمَطَرِ، وَبَثَّ كُلَّ دَابَّةٍ فِيهَا بِتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَرْبِيَةَ النَّبَاتِ وَبَقَاءَ حَيَاةِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، وَلَوْ أَمْسَكَ اللَّهُ - تَعَالَى - الرِّيحَ سَاعَةَ لَأَنْتَنَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا نَطَقَ بِهِ بَعْضُ الْآثَارِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164وَالسَّحَابِ : عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ وَاحِدُهُ سَحَابَةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْسِحَابِهِ فِي الْجَوِّ أَوْ لِجَرِّ الرِّيَاحِ لَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ صِفَةٌ ( لِلسَّحَابِ ) بِاعْتِبَارِ لَفْظِهِ، وَقَدْ يُعْتَبَرُ مَعْنَاهُ فَيُوصَفُ بِالْجَمْعِ كَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سَحَابًا ثِقَالا ، وَ (بَيْنَ) ظَرْفُ لَغْوٍ مُتَعَلِّقٌ بِالْمُسَخَّرِ، وَمَعْنَى تَسْخِيرِهِ أَنَّهُ لَا يَنْزِلُ وَلَا يَزُولُ، مَعَ أَنَّ الطَّبْعَ يَقْتَضِي صُعُودَهُ إِنْ كَانَ لَطِيفًا وَهُبُوطَهُ إِنْ كَانَ كَثِيفًا، وَقِيلَ: الظَّرْفُ مُسْتَقِرٌّ وَقَعَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمُسَخَّرِ، وَمُتَعَلِّقُهُ مَحْذُوفٌ؛ أَيِ: الْمُسَخَّرُ لِلرِّيَاحِ، حَيْثُ تَقْلَبُهُ فِي الْجَوِّ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَتَعْقِيُ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ بِالسَّحَابِ؛ لِأَنَّهُ كَالْمَعْلُولِ لِلرِّيَاحِ، كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=9وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ، وَلِأَنَّ فِي جَعْلِهِ خَتْمَ الْمُتَعَاطِفَاتِ مُرَاعَاةً فِي الْجُمْلَةِ لِمَا بُدِئَ بِهِ مِنْهَا؛ لِأَنَّهُ أَرْضِيٌّ سَمَاوِيٌّ، فَيَنْتَظِمُ بَدْءُ الْكَلَامِ وَخَتْمُهُ، وَبِمَا ذَكَرْنَا عُلِمَ جِهَةُ التَّرْتِيبِ فِي الْآيَةِ، وَقَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ: لَعَلَّ تَأْخِيرَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَتَسْخِيرَ السَّحَابِ فِي الذِّكْرِ عَنْ جَرَيَانِ الْفُلْكِ وَإِنْزَالِ الْمَاءِ، مَعَ انْعِكَاسِ التَّرْتِيبِ الْخَارِجِيِّ لِلْإِشْعَارِ بِاسْتِقْلَالِ كُلٍّ مِنَ الْأُمُورِ الْمَعْدُودَةِ فِي كَوْنِهَا آيَةً، وَلَوْ رُوعِيَ التَّرْتِيبُ الْخَارِجِيُّ لَرُبَّمَا تُوُهِّمَ كَوْنُ الْمَجْمُوعِ الْمُرَتَّبِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ آيَةً وَاحِدَةً، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ يُبْعِدُ هَذَا التَّوَهُّمَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164لآيَاتٍ اسَمُ (إِنَّ) دَخَلَتْهُ ( اللَّامُ ) لِتَأَخُّرِهِ عَنْ خَبَرِهَا وَالتَّنْكِيرُ لِلتَّفْخِيمِ كَمًّا وَكَيْفًا أَيْ آيَاتٌ عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ دَالَّةٌ عَلَى الْقُدْرَةِ الْقَاهِرَةِ وَالْحِكْمَةِ الْبَاهِرَةِ وَالرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِاخْتِصَاصِ الْآلِهِيَّةِ بِهِ - سُبْحَانَهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 164 أَيْ: يَتَفَكَّرُونَ، فَالْعَقْلُ مَجَازٌ عَنِ التَّفَكُّرِ الَّذِي هُوَ ثَمَرَتُهُ، أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا -
أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ قَالَ : "وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا" وَفِيهَا تَعْرِيضٌ بِجَعْلِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اقْتَرَحُوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آيَةً تُصَدِّقُهُ، وَتَسْجِيلٌ عَلَيْهِمْ بِسَخَافَةِ الْعُقُولِ، وَإِلَّا فَمَنْ تَأَمَّلَ فِي تِلْكَ الْآيَاتِ وَجَدَ كُلًّا مِنْهَا مُشْتَمِلًا عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى وُجُودِهِ - تَعَالَى - وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَسَائِرِ صِفَاتِهِ الْكَمَالِيَّةِ الْمُوجِبَةِ لِتَخْصِيصِ الْعِبَادَةِ بِهِ - تَعَالَى - ، وَاسْتَغْنَى عَنْ سَائِرِهَا، وَمُجْمَلُ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمَعْدُودَةِ قَدْ وُجِدَ عَلَى وَجْهٍ خَاصٍّ مِنَ الْوُجُوهِ الْمُمْكِنَةِ دُونَ مَا عَدَاهُ مُسْتَتْبِعًا لِآثَارٍ مُعَيَّنَةٍ وَأَحْكَامٍ مَخْصُوصَةٍ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقْتَضِيَ ذَاتُهُ وُجُودَهُ، فَضْلًا عَنْ وُجُودِهِ عَلَى النَّمَطِ الْكَذَائِيِّ، فَإِذًا لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُوجِدٍ لِامْتِنَاعِ وُجُودِ الْمُمْكِنِ بِلَا مُوجِدٍ قَادِرٍ إِنْ شَاءَ فَعَلَ وَإِنْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَفْعَلْ، حَكِيمٌ عَالِمٌ بِحَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَفَاسِدِ وَالْمَصَالِحِ، يُوجِدُهُ حَسْبَمَا يَسْتَدْعِيهِ عِلْمُهُ بِمَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ، وَتَقْتَضِيهِ مَشِيئَتُهُ،ُ مُتَعَالٍ عَنْ مُقَابَلَةِ غَيْرِهِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ مَعَهُ وَاجِبٌ يَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ الْحَقُّ - تَعَالَى - عَلَيْهِ، فَإِنْ وَافَقَتْ إِرَادَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا إِيجَادَهُ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ أَرَادَهُ الْآخَرُ، فَالتَّأْثِيرُ إِنْ كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا لَزِمَ اجْتِمَاعُ فَاعِلَيْنِ عَلَى أَثَرٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ يَسْتَلْزِمُ اجْتِمَاعَ الْعِلَّتَيْنِ التَّامَّتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ لِأَحَدِهِمَا لَزِمَ تَرْجِيحُ الْفَاعِلِ مِنْ غَيْرِ مُرَجِّحٍ لِاسْتِوَائِهِمَا فِي إِرَادَةِ إِيجَادِهِ عَلَى الِاسْتِقْلَالِ، وَعَجْزُ الْآخَرِ لِمَا أَنَّ الْفَاعِلَ سَدَّ عَلَيْهِ إِيقَاعَ مَا أَرَادَهُ، وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الْإِرَادَتَانِ بِأَنْ أَرَادَ أَحَدُهُمَا وُجُودَهُ عَلَى نَحْوٍ، وَأَرَادَ الْآخَرُ وُجُودَهُ عَلَى نَحْوٍ آخَرَ، لَزِمَ التَّمَانُعُ وَالتَّطَارُدُ لِعَدَمِ الْمُرَجِّحِ، فَيَلْزَمُ عَجْزُهُمَا، وَالْعَجْزُ مُنَافٍ لِلْأُلُوهِيَّةِ بَدِيهَةً، وَفِي الْآيَةِ إِثْبَاتُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْحُجَجِ الْعَقْلِيَّةِ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى شَرَفِ عِلْمِ الْكَلَامِ وَفَضْلِ أَهْلِهِ، وَرُبَّمَا أَشَارَتْ إِلَى شَرَفِ عِلْمِ الْهَيْئَةِ.