nindex.php?page=treesubj&link=19797_23465_33401_34480_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وأنفقوا إلخ، فكانت ( التهلكة ) الإقامة في الأموال وإصلاحها وترك الغزو. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي: ( التهلكة ) الإسراف في الإنفاق، فالمراد بالآية النهي عنه بعد الأمر بالإنفاق؛ تحريا للطريق الوسط
[ ص: 78 ] بين الإفراط والتفريط فيه، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، أنها البخل؛ لأنه يؤدي إلى الهلاك المؤبد، فيكون النهي مؤكدا للأمر السابق، واختار
البلخي أنها اقتحام الحرب من غير مبالاة، وإيقاع النفس في الخطر والهلاك، فيكون الكلام متعلقا بـ قاتلوا نهيا عن الإفراط والتفريط في الشجاعة، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب، أنه قيل له:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة هو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل، قال : لا، ولكن هو الرجل يذنب الذنب فيلقي بيديه فيقول: لا يغفر الله - تعالى - لي أبدا، وروي مثله عن
عبيدة السلماني، وعليه يكون متعلقا بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فإن الله غفور رحيم وهو في غاية البعد، ولم أر من صحح الخبر عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء - رضي الله تعالى عنه - سوى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم، وتصحيحه يوثق به، وظاهر اللفظ العموم والإلقاء تصيير الشيء إلى جهة السفل وألقي عليه مسألة مجاز، ويقال لكل من أخذ في عمل ألقى يديه إليه وفيه، ومنه قول
لبيد في الشمس :
حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها
وعدي ( بإلى ) لتضمنه معنى الإفضاء أو الإنهاء، ( والباء ) مزيدة في المفعول لتأكيد معنى النهي؛ لأن ( ألقى ) يتعدى بنفسه كما في
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فألقى موسى عصاه وزيادتها في المفعول لا تنقاس، والمراد بالأيدي الأنفس مجازا، وعبر بها عنها؛ لأن أكثر ظهور أفعالها بها، وقيل: يحتمل أن تكون زائدة، والأيدي بمعناها، والمعنى لا تجعلوا التهلكة آخذة بأيديكم قابضة إياها، وأن تكون غير مزيدة، ( والأيدي ) أيضا على حقيقتها، ويكون المفعول محذوفا؛ أي: لا تلقوا بأيديكم أنفسكم إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195التهلكة وفائدة ذكر ( الأيدي ) حينئذ التصريح بالنهي عن الإلقاء إليها بالقصد والاختيار، و التهلكة مصدر كالهلك والهلاك، وليس في كلام
العرب مصدر على تفعلة ( بضم العين ) إلا هذا في المشهور، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
العرب: ( تضرة وتسرة ) أيضا بمعنى الضرر والسرور، وجوز أن يكون أصلها ( تهلكة بكسر اللام ) مصدر هلك مشددا كالتجربة والتبصرة، فأبدلت الكسرة ضمة، وفيه أن مجيء تفعلة بالكسر من فعل المشدد الصحيح الغير المهموز شاذ، والقياس تفعيل، وإبدال الكسرة بالضم من غير علة في غاية الشذوذ، وتمثيله بالجوار مضموم الجيم في جوار مكسورها ليس بشيء؛ إذ ليس ذلك نصا في الإبدال، لجواز أن يكون بناء المصدر فيه على فعال مضموم الفاء شذوذا، يؤيده ما في الصحاح جاورته مجاورة وجوارا وجوارا، والكسر أفصح، وفرق بعضهم بين ( التهلكة ) والهلاك، بأن الأول ما يمكن التحرز عنه، والثاني ما لا يمكن، وقيل: الهلاك مصدر، و ( التهلكة ) نفس الشيء المهلك، وكلا القولين خلاف المشهور، واستدل بالآية على تحريم الإقدام على ما يخاف منه تلف النفس، وجواز
nindex.php?page=treesubj&link=15499_15498الصلح مع الكفار والبغاة إذا خاف الإمام على نفسه أو على المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وأحسنوا أي: بالعود على المحتاج، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، وقيل: أحسنوا الظن بالله تعالى، وأحسنوا في أعمالكم بامتثال الطاعات، ولعله أولى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195إن الله يحب المحسنين 195 ويثيبهم.
nindex.php?page=treesubj&link=19797_23465_33401_34480_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَأَنْفِقُوا إِلَخْ، فَكَانَتِ ( التَّهْلُكَةُ ) الْإِقَامَةُ فِي الْأَمْوَالِ وَإِصْلَاحُهَا وَتَرْكُ الْغَزْوِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجِبَّائِيُّ: ( التَّهْلُكَةُ ) الْإِسْرَافُ فِي الْإِنْفَاقِ، فَالْمُرَادُ بِالْآيَةِ النَّهْيُ عَنْهُ بَعْدَ الْأَمْرِ بِالْإِنْفَاقِ؛ تَحَرِّيًا لِلطَّرِيقِ الْوَسَطِ
[ ص: 78 ] بَيْنَ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ فِيهِ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، أَنَّهَا الْبُخْلُ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاكِ الْمُؤَبَّدِ، فَيَكُونُ النَّهْيُ مُؤَكِّدًا لِلْأَمْرِ السَّابِقِ، وَاخْتَارَ
الْبَلْخِيُّ أَنَّهَا اقْتِحَامُ الْحَرْبِ مِنْ غَيْرِ مُبَالَاةٍ، وَإِيقَاعُ النَّفْسِ فِي الْخَطَرِ وَالْهَلَاكِ، فَيَكُونُ الْكَلَامُ مُتَعَلِّقًا بِـ قَاتَلُوا نَهْيًا عَنِ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ فِي الشَّجَاعَةِ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الْعَدُوَّ فَيُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ : لَا، وَلَكِنْ هُوَ الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُلْقِي بِيَدَيْهِ فَيَقُولُ: لَا يَغْفِرُ اللَّهُ - تَعَالَى - لِي أَبَدًا، وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ
عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَعَلَيْهِ يَكُونُ مُتَعَلِّقًا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَهُوَ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ، وَلَمْ أَرَ مَنْ صَحَّحَ الْخَبَرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - سِوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ، وَتَصْحِيحُهُ يُوثَقُ بِهِ، وَظَاهِرُ اللَّفْظِ الْعُمُومُ وَالْإِلْقَاءُ تَصْيِيرُ الشَّيْءِ إِلَى جِهَةِ السُّفْلِ وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ مَجَازٌ، وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ أَخَذَ فِي عَمَلٍ أَلْقَى يَدَيْهِ إِلَيْهِ وَفِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ
لَبِيدٍ فِي الشَّمْسِ :
حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدًا فِي كَافِرٍ وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلَامُهَا
وَعُدِّيَ ( بِإِلَى ) لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الْإِفْضَاءِ أَوِ الْإِنْهَاءِ، ( وَالْبَاءُ ) مَزِيدَةٌ فِي الْمَفْعُولِ لِتَأْكِيدِ مَعْنَى النَّهْيِ؛ لِأَنَّ ( أَلْقَى ) يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ كَمَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=45فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ وَزِيَادَتُهَا فِي الْمَفْعُولِ لَا تَنْقَاسُ، وَالْمُرَادُ بِالْأَيْدِي الْأَنْفُسُ مَجَازًا، وَعَبَّرَ بِهَا عَنْهَا؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ ظُهُورِ أَفْعَالِهَا بِهَا، وَقِيلَ: يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ زَائِدَةً، وَالْأَيْدِي بِمَعْنَاهَا، وَالْمَعْنَى لَا تَجْعَلُوا التَّهْلُكَة آخِذَةً بِأَيْدِيكُمْ قَابِضَةً إِيَّاهَا، وَأَنْ تَكُونَ غَيْرَ مَزِيدَةٍ، ( وَالْأَيْدِي ) أَيْضًا عَلَى حَقِيقَتِهَا، وَيَكُونُ الْمَفْعُولُ مَحْذُوفًا؛ أَيْ: لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195التَّهْلُكَةِ وَفَائِدَةُ ذِكْرِ ( الْأَيْدِي ) حِينَئِذٍ التَّصْرِيحُ بِالنَّهْيِ عَنِ الْإِلْقَاءِ إِلَيْهَا بِالْقَصْدِ وَالِاخْتِيَارِ، وَ التَّهْلُكَة مَصْدَرٌ كَالْهَلَكِ وَالْهَلَاكِ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ مَصْدَرٌ عَلَى تَفْعُلَةٍ ( بِضَمِّ الْعَيْنِ ) إِلَّا هَذَا فِي الْمَشْهُورِ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ عَنِ
الْعَرَبِ: ( تَضُرَّةٌ وَتَسُرَّةٌ ) أَيْضًا بِمَعْنَى الضَّرَرِ وَالسُّرُورِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا ( تَهْلِكَةً بِكَسْرِ اللَّامِ ) مَصْدَرُ هَلَكَ مُشَدَّدًا كَالتَّجْرِبَةِ وَالتَّبْصِرَةِ، فَأُبْدِلَتِ الْكَسْرَةُ ضَمَّةً، وَفِيهِ أَنَّ مَجِيءَ تَفْعِلَةٍ بِالْكَسْرِ مِنْ فِعْلِ الْمُشَدَّدِ الصَّحِيحِ الْغَيْرِ الْمَهْمُوزِ شَاذٌّ، وَالْقِيَاسُ تَفْعِيلٌ، وَإِبْدَالُ الْكَسْرَةِ بِالضَّمِّ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فِي غَايَةِ الشُّذُوذِ، وَتَمْثِيلُهُ بِالْجُوَارِ مَضْمُومِ الْجِيمِ فِي جِوَارٍ مَكْسُورِهَا لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ إِذْ لَيْسَ ذَلِكَ نَصًّا فِي الْإِبْدَالِ، لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ بِنَاءُ الْمَصْدَرِ فِيهِ عَلَى فُعَالٍ مَضْمُومِ الْفَاءِ شُذُوذًا، يُؤَيِّدُهُ مَا فِي الصِّحَاحِ جَاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وَجِوَارًا وَجُوَارًا، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ، وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ بَيْنَ ( التَّهْلُكَةِ ) وَالْهَلَاكِ، بِأَنَّ الْأَوَّلَ مَا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ عَنْهُ، وَالثَّانِي مَا لَا يُمْكِنُ، وَقِيلَ: الْهَلَاكُ مَصْدَرٌ، وَ ( التَّهْلُكَةُ ) نَفْسُ الشَّيْءِ الْمُهْلِكِ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ خِلَافُ الْمَشْهُورِ، وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى تَحْرِيمِ الْإِقْدَامِ عَلَى مَا يُخَافُ مِنْهُ تَلَفُ النَّفْسِ، وَجَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=15499_15498الصُّلْحِ مَعَ الْكُفَّارِ وَالْبُغَاةِ إِذَا خَافَ الْإِمَامُ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَأَحْسِنُوا أَيْ: بِالْعَوْدِ عَلَى الْمُحْتَاجِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ، وَقِيلَ: أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَأَحْسَنُوا فِي أَعْمَالِكُمْ بِامْتِثَالِ الطَّاعَاتِ، وَلَعَلَّهُ أَوْلَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 195 وَيُثِيبُهُمْ.