nindex.php?page=treesubj&link=30356_30362_30364_30497_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ووضع الكتاب عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا
داخل تحت الأمور الهائلة التي أريد بذكر وقتها تحذير المشركين كما مر، وإيراد صيغة الماضي للدلالة على التقرر والمراد من الكتاب كتب الأعمال ف «أل» فيه للاستغراق، ومن وضعه إما جعل كل كتاب في يد صاحبه اليمين أو الشمال، وإما جعل كل في الميزان، وجوز أن يكون المراد جعل الملائكة تلك الكتب في البين ليحاسبوا المكلفين بما فيها، وعلى هذا يجوز أن يكون المراد بالكتاب كتابا واحدا بأن تجمع الملائكة -عليهم السلام- صحائف الأعمال كلها في كتاب وتضعه في البين للمحاسبة ولكن لم أجد في ذلك أثرا، نعم قال
اللقاني في شرح قوله في جوهرة التوحيد:
وواجب أخذ العباد الصحفا كما من القرآن نصا عرفا
جزم
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي بما قيل: إن صحف العباد ينسخ ما في جميعها في صحيفة واحدة انتهى، والظاهر أن جزم الغزالي وأضرابه بذلك لا يكون إلا عن أثر؛ لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما هو الظاهر، وقيل: وضع الكتاب كناية عن إبراز محاسبة الخلق وسؤالهم فإنه إذ أريد محاسبة العمال جيء بالدفاتر ووضعت بين أيديهم ثم
[ ص: 291 ] حوسبوا فأطلق الملزوم وأريد لازمه، ولا يخفى أنه لا داعي إلى ذلك عندنا، وربما يدعو إليه إنكار وزن الأعمال.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما: «ووضع الكتاب» ببناء وضع للفاعل وإسناده إلى ضميره تعالى على طريق الالتفات ونصب الكتاب على المفعولية؛ أي: ووضع الله الكتاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49فترى المجرمين قاطبة فيدخل فيهم الكفرة المنكرون للبعث دخولا أوليا، والخطاب نظير ما مر
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مشفقين خائفين
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مما فيه أي الكتاب من الجرائم والذنوب لتحققهم ما يترتب عليها من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ويقولون عند وقوفهم على ما في تضاعيفه نقيرا وقطميرا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49يا ويلتنا نداء لهلكتهم التي هلكوها من بين الهلكات فإن الويلة كالويل الهلاك ونداؤها على تشبيهها بشخص يطلب إقباله كأنه قيل: يا هلاك أقبل فهذا أوانك ففيه استعارة مكنية تخييلية وفيه تقريع لهم وإشارة إلى أنه لا صاحب لهم غير الهلاك، وقد طلبوه ليهلكوا ولا يروا العذاب الأليم.
وقيل: المراد نداء من بحضرتهم كأنه قيل: يا من بحضرتنا انظروا هلكتنا، وفيه تقدير يفوت به تلك النكتة.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مال هذا الكتاب أي: أي شيء له؟ والاستفهام مجاز عن التعجب من شأن الكتاب، ولام الجر رسمت في الإمام مفصولة، وزعم
الطبرسي أنه لا وجه لذلك، وقال
البقاعي: إن في رسمها كذلك إشارة إلى أن المجرمين لشدة الكرب يقفون على بعض الكلمة، وفي لطائف الإشارات وقف على «ما»
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب والباقون على اللام والأصح الوقف على «ما» لأنها كلمة مستقلة، وأكثرهم لم يذكر فيها شيئا اه. وأنت تعلم أن الرسم العثماني متبع ولا يقاس عليه ولا يكاد يعرف وجهه وفي حسن الوقف على ما أو اللام توقف عندي. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يغادر أي: لا يترك
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49صغيرة أي: هنة صغيرة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ولا كبيرة إلا أحصاها أي: إلا عدها وهو كناية عن الإحاطة، جملة حالية محققة لما في الجملة الاستفهامية من التعجب أو استئنافية مبنية على سؤال نشأ من التعجب كأنه قيل: ما شأن هذا الكتاب حتى يتعجب منه؟ فقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يغادر صغيرة إلخ.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير تفسير الصغيرة بالمسيس والكبيرة بالزنا، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال في الآية: الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمنين والكبيرة القهقهة بذلك، وعلى هذا يحمل إطلاق
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه في الرواية عنه رضي الله تعالى عنه تفسير الصغيرة بالتبسم والكبيرة بالضحك ويندفع استشكال بعض الفضلاء ذلك ويعلم منه أن
nindex.php?page=treesubj&link=19178الضحك على الناس من الذنوب. nindex.php?page=hadith&LINKID=696476وعن عبد الله بن زمعة رضي الله تعالى عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ويعظهم في ضحكهم من الريح الخارج بصوت وقال: علام يضحك أحدكم مما يفعل؟
بل ذكر بعض علمائنا أن
nindex.php?page=treesubj&link=30481من الضحك ما يكفر به الضاحك كالضحك على كلمة كفر، وقيده بعضهم بما إذا قدر على أن يملك نفسه وإلا فلا يكفر، وتمام الكلام في ذلك في محله، وكان الظاهر: لا يغادر كبيرة ولا صغيرة بناء على ما قالوا من أن الترقي في الإثبات يكون من الأدنى إلى الأعلى وفي النفي على عكس ذلك؛ إذ لا يلزم من فعل الأدنى فعل الأعلى بخلاف النفي لكن قال المحققون: هذا إذا كان على ظاهره، فإن كان كناية عن العموم كما هنا وقولك: ما أعطاني قليلا ولا كثيرا جاز تقديم الأدنى على الأعلى في النفي كما فصله
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في المثل السائر، وفي البحر قدمت الصغيرة اهتماما بها، وروي عن
الفضيل أنه كان إذا قرأ الآية قال: ضجوا والله من الصغائر قبل الكبائر، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة [ ص: 292 ] أنه قال في الآية: اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء ولم يشتك أحد ظلما فإياكم والمحقرات من الذنوب؛ فإنها تجمع على صاحبها حتى تهلكه.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ووجدوا ما عملوا في الدنيا من السيئات أو جزاء ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49حاضرا مسطورا في كتاب كل منهم أو عتيدا بين أيديهم نقدا غير مؤجل، واختير المعنى الأخير وإن كان فيه ارتكاب خلاف الظاهر؛ لأن الكلام عليه تأسيس محض
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ولا يظلم ربك أحدا بما لم يعمله؛ أي: منهم أو منهم ومن غيرهم، والمراد أنه عز وجل لا يتجاوز الحد الذي حده في الثواب والعقاب وإن لم يجب ذلك عليه تعالى عقلا، وتحقيقه
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531أنه تعالى وعد بإثابة المطيع والزيادة في ثوابه وبتعذيب العاصي بمقدار جرمه من غير زيادة وأنه قد يغفر له ما سوى الكفر، وأنه لا يعذب بغير جناية فهو سبحانه وتعالى لا يجاوز الحد الذي حده ولا يخالف ما جرت عليه سنته الإلهية فلا يعذب أحدا بما لم يعمله ولا ينقص ثواب ما عمله مما أمر به وارتضاه ولا يزيد في عقابه الملائم لعمله الذي نهي عنه ولم يرتضه، وهذا مما أجمع عليه المسلمون وإن اختلفوا في أن امتناع وقوع ما نفي هل هو سمعي أو عقلي فذهب إلى الأول
أهل السنة وإلى الثاني
المعتزلة، وهل تسمية تلك المجاوزة ظلما حقيقة أم لا؟ قال
الخفاجي: الظاهر أنها حقيقة، وعليه لا حاجة إلى أن يقال: المراد بالآية أنه سبحانه لا يفعل بأحد ما يكون ظلما لو صدر من العباد كالتعذيب بلا ذنب فإنه لو صدر من العباد يكون ظلما ولو صدر منه سبحانه لا يكون كذلك؛ لأنه جل شأنه مالك الملك متصرف في ملكه كيف يشاء فلا يتصور في شأنه -تعالى شأنه- ظلم أصلا بوجه من الوجوه عند أهل السنة، وأنت تعلم أن هذا هو المشهور لدى الجمهور لا ما اقتضاه التحقيق فتأمل والله تعالى ولي التوفيق.
واستدل بعموم الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=27939أطفال المشركين لا يعذبون وهو القول المنصور، وقد أسلفنا -ولله تعالى الحمد- ما يؤيده من الأخبار
nindex.php?page=treesubj&link=30356_30362_30364_30497_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَوُضِعَ الْكِتَابُ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا
دَاخِلٌ تَحْتَ الْأُمُورِ الْهَائِلَةِ الَّتِي أُرِيدَ بِذِكْرِ وَقْتِهَا تَحْذِيرُ الْمُشْرِكِينَ كَمَا مَرَّ، وَإِيرَادُ صِيغَةِ الْمَاضِي لِلدَّلَالَةِ عَلَى التَّقَرُّرِ وَالْمُرَادُ مِنَ الْكِتَابِ كُتُبُ الْأَعْمَالِ فَ «أَلْ» فِيهِ لِلِاسْتِغْرَاقِ، وَمِنْ وَضْعِهِ إِمَّا جَعْلُ كُلِّ كِتَابٍ فِي يَدِ صَاحِبِهِ الْيَمِينِ أَوِ الشَّمَالِ، وَإِمَّا جَعْلُ كُلٍّ فِي الْمِيزَانِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ جَعْلَ الْمَلَائِكَةِ تِلْكَ الْكُتُبَ فِي الْبَيْنِ لِيُحَاسِبُوا الْمُكَلَّفِينَ بِمَا فِيهَا، وَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ كِتَابًا وَاحِدًا بِأَنْ تَجْمَعَ الْمَلَائِكَةُ -عَلَيْهِمُ السَّلَامُ- صَحَائِفَ الْأَعْمَالِ كُلَّهَا فِي كِتَابٍ وَتَضَعُهُ فِي الْبَيْنِ لِلْمُحَاسَبَةِ وَلَكِنْ لَمْ أَجِدْ فِي ذَلِكَ أَثَرًا، نَعَمْ قَالَ
اللَّقَّانِيُّ فِي شَرْحِ قَوْلِهِ فِي جَوْهَرَةِ التَّوْحِيدِ:
وَوَاجِبٌ أَخْذُ الْعِبَادِ الصُّحُفَا كَمَا مِنَ الْقُرْآنِ نَصًّا عُرِفَا
جَزَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَالِيُّ بِمَا قِيلَ: إِنَّ صُحُفَ الْعِبَادِ يُنْسَخُ مَا فِي جَمِيعِهَا فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ انْتَهَى، وَالظَّاهِرُ أَنَّ جَزْمَ الْغَزَالِيِّ وَأَضْرَابِهِ بِذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ أَثَرٍ؛ لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يُقَالُ مِنْ قِبَلِ الرَّأْيِ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَقِيلَ: وَضْعُ الْكِتَابِ كِنَايَةٌ عَنْ إِبْرَازِ مُحَاسَبَةِ الْخَلْقِ وَسُؤَالِهِمْ فَإِنَّهُ إِذْ أُرِيدَ مُحَاسَبَةُ الْعُمَّالِ جِيءَ بِالدَّفَاتِرِ وَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ
[ ص: 291 ] حُوسِبُوا فَأُطْلِقَ الْمَلْزُومُ وَأُرِيدَ لَازِمُهُ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ لَا دَاعِيَ إِلَى ذَلِكَ عِنْدَنَا، وَرُبَّمَا يَدْعُو إِلَيْهِ إِنْكَارُ وَزْنِ الْأَعْمَالِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: «وَوَضَعَ الْكِتَابَ» بِبِنَاءِ وَضَعَ لِلْفَاعِلِ وَإِسْنَادِهِ إِلَى ضَمِيرِهِ تَعَالَى عَلَى طَرِيقِ الِالْتِفَاتِ وَنَصْبِ الْكِتَابِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ؛ أَيْ: وَوَضَعَ اللَّهُ الْكِتَابَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ قَاطِبَةً فَيَدْخُلُ فِيهِمُ الْكَفَرَةُ الْمُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَالْخِطَابُ نَظِيرُ مَا مَرَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مُشْفِقِينَ خَائِفِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مِمَّا فِيهِ أَيِ الْكِتَابِ مِنَ الْجَرَائِمِ وَالذُّنُوبِ لِتَحَقُّقِهِمْ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَيَقُولُونَ عِنْدَ وُقُوفِهِمْ عَلَى مَا فِي تَضَاعِيفِهِ نَقِيرًا وَقِطْمِيرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49يَا وَيْلَتَنَا نِدَاءٌ لِهَلَكَتِهِمُ الَّتِي هُلِكُوهَا مِنْ بَيْنِ الْهَلَكَاتِ فَإِنَّ الْوَيْلَةَ كَالْوَيْلِ الْهَلَاكُ وَنِدَاؤُهَا عَلَى تَشْبِيهِهَا بِشَخْصٍ يَطْلُبُ إِقْبَالَهُ كَأَنَّهُ قِيلَ: يَا هَلَاكُ أَقْبِلْ فَهَذَا أَوَانُكَ فَفِيهِ اسْتِعَارَةٌ مَكْنِيَّةٌ تَخْيِيلِيَّةٌ وَفِيهِ تَقْرِيعٌ لَهُمْ وَإِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَا صَاحِبَ لَهُمْ غَيْرُ الْهَلَاكِ، وَقَدْ طَلَبُوهُ لِيَهْلَكُوا وَلَا يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ نِدَاءُ مَنْ بِحَضْرَتِهِمْ كَأَنَّهُ قِيلَ: يَا مَنْ بِحَضْرَتِنَا انْظُرُوا هَلَكَتَنَا، وَفِيهِ تَقْدِيرٌ يَفُوتُ بِهِ تِلْكَ النُّكْتَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49مَالِ هَذَا الْكِتَابِ أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ لَهُ؟ وَالِاسْتِفْهَامُ مَجَازٌ عَنِ التَّعَجُّبِ مِنْ شَأْنِ الْكِتَابِ، وَلَامُ الْجَرِّ رُسِمَتْ فِي الْإِمَامِ مَفْصُولَةً، وَزَعَمَ
الطَّبَرْسِيُّ أَنَّهُ لَا وَجْهَ لِذَلِكَ، وَقَالَ
الْبِقَاعِيُّ: إِنَّ فِي رَسْمِهَا كَذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْمُجْرِمِينَ لِشِدَّةِ الْكَرْبِ يَقِفُونَ عَلَى بَعْضِ الْكَلِمَةِ، وَفِي لَطَائِفِ الْإِشَارَاتِ وَقَفَ عَلَى «مَا»
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ وَالْبَاقُونَ عَلَى اللَّامِ وَالْأَصَحُّ الْوَقْفُ عَلَى «مَا» لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وَأَكْثَرُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا شَيْئًا اه. وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الرَّسْمَ الْعُثْمَانِيَّ مُتَّبَعٌ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَلَا يَكَادُ يُعْرَفُ وَجْهُهُ وَفِي حُسْنِ الْوَقْفِ عَلَى مَا أَوِ اللَّامِ تَوَقُّفٌ عِنْدِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يُغَادِرُ أَيْ: لَا يَتْرُكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49صَغِيرَةً أَيْ: هَنَةً صَغِيرَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا أَيْ: إِلَّا عَدَّهَا وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْإِحَاطَةِ، جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ مُحَقِّقَةٌ لِمَا فِي الْجُمْلَةِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ مِنَ التَّعَجُّبِ أَوِ اسْتِئْنَافِيَّةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى سُؤَالٍ نَشَأَ مِنَ التَّعَجُّبِ كَأَنَّهُ قِيلَ: مَا شَأْنُ هَذَا الْكِتَابِ حَتَّى يُتَعَجَّبَ مِنْهُ؟ فَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً إِلَخْ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنِ جُبَيْرٍ تَفْسِيرُ الصَّغِيرَةِ بِالْمَسِيسِ وَالْكَبِيرَةِ بِالزِّنَا، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ذَمِّ الْغِيبَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسِ أَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَةِ: الصَّغِيرَةُ التَّبَسُّمُ بِالِاسْتِهْزَاءِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْكَبِيرَةُ الْقَهْقَهَةُ بِذَلِكَ، وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ إِطْلَاقُ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنِ مَرْدَوَيْهِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ تَفْسِيرُ الصَّغِيرَةِ بِالتَّبَسُّمِ وَالْكَبِيرَةِ بِالضَّحِكِ وَيَنْدَفِعُ اسْتِشْكَالُ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ ذَلِكَ وَيُعْلَمُ مِنْهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19178الضَّحِكَ عَلَى النَّاسِ مِنَ الذُّنُوبِ. nindex.php?page=hadith&LINKID=696476وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَيَعِظُهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنَ الرِّيحِ الْخَارِجِ بِصَوْتٍ وَقَالَ: عَلَامَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟
بَلْ ذَكَرَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30481مِنَ الضَّحِكِ مَا يَكْفُرُ بِهِ الضَّاحِكُ كَالضَّحِكِ عَلَى كَلِمَةِ كُفْرٍ، وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِمَا إِذَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَمْلِكَ نَفْسَهُ وَإِلَّا فَلَا يَكْفُرُ، وَتَمَامُ الْكَلَامِ فِي ذَلِكَ فِي مَحَلِّهِ، وَكَانَ الظَّاهِرُ: لَا يُغَادِرُ كَبِيرَةً وَلَا صَغِيرَةً بِنَاءً عَلَى مَا قَالُوا مِنْ أَنَّ التَّرَقِّيَ فِي الْإِثْبَاتِ يَكُونُ مِنَ الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى وَفِي النَّفْيِ عَلَى عَكْسِ ذَلِكَ؛ إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ فِعْلِ الْأَدْنَى فِعْلُ الْأَعْلَى بِخِلَافِ النَّفْيِ لَكِنْ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ: هَذَا إِذَا كَانَ عَلَى ظَاهِرِهِ، فَإِنْ كَانَ كِنَايَةً عَنِ الْعُمُومِ كَمَا هُنَا وَقَوْلِكَ: مَا أَعْطَانِي قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا جَازَ تَقْدِيمُ الْأَدْنَى عَلَى الْأَعْلَى فِي النَّفْيِ كَمَا فَصَّلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابْنُ الْأَثِيرِ فِي الْمَثَلِ السَّائِرِ، وَفِي الْبَحْرِ قُدِّمَتِ الصَّغِيرَةُ اهْتِمَامًا بِهَا، وَرُوِيَ عَنِ
الْفَضِيلِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ الْآيَةَ قَالَ: ضَجُّوا وَاللَّهِ مِنَ الصَّغَائِرِ قَبْلَ الْكَبَائِرِ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ [ ص: 292 ] أَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَةِ: اشْتَكَى الْقَوْمُ كَمَا تَسْمَعُونَ الْإِحْصَاءَ وَلَمْ يَشْتَكِ أَحَدٌ ظُلْمًا فَإِيَّاكُمْ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّهَا تُجْمَعُ عَلَى صَاحِبِهَا حَتَّى تُهْلِكَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ السَّيِّئَاتِ أَوْ جَزَاءَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49حَاضِرًا مَسْطُورًا فِي كِتَابِ كُلٍّ مِنْهُمْ أَوْ عَتِيدًا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ نَقْدًا غَيْرَ مُؤَجَّلٍ، وَاخْتِيرَ الْمَعْنَى الْأَخِيرُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ ارْتِكَابُ خِلَافِ الظَّاهِرِ؛ لِأَنَّ الْكَلَامَ عَلَيْهِ تَأْسِيسٌ مَحْضٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا بِمَا لَمْ يَعْمَلْهُ؛ أَيْ: مِنْهُمْ أَوْ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ الَّذِي حَدَّهُ فِي الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَإِنْ لَمْ يَجِبْ ذَلِكَ عَلَيْهِ تَعَالَى عَقْلًا، وَتَحْقِيقُهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531أَنَّهُ تَعَالَى وَعَدَ بِإِثَابَةِ الْمُطِيعِ وَالزِّيَادَةِ فِي ثَوَابِهِ وَبِتَعْذِيبِ الْعَاصِي بِمِقْدَارِ جُرْمِهِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَأَنَّهُ قَدْ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى الْكُفْرِ، وَأَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِغَيْرِ جِنَايَةٍ فَهُوَ سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى لَا يُجَاوِزُ الْحَدَّ الَّذِي حَدَّهُ وَلَا يُخَالِفُ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ سُنَّتُهُ الْإِلَهِيَّةُ فَلَا يُعَذِّبُ أَحَدًا بِمَا لَمْ يَعْمَلْهُ وَلَا يُنْقِصُ ثَوَابَ مَا عَمِلَهُ مِمَّا أُمِرَ بِهِ وَارْتَضَاهُ وَلَا يَزِيدُ فِي عِقَابِهِ الْمُلَائِمِ لِعَمَلِهِ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ وَلَمْ يَرْتَضِهِ، وَهَذَا مِمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي أَنَّ امْتِنَاعَ وُقُوعِ مَا نُفِيَ هَلْ هُوَ سَمْعِيٌّ أَوْ عَقْلِيٌّ فَذَهَبَ إِلَى الْأَوَّلِ
أَهْلُ السُّنَّةِ وَإِلَى الثَّانِي
الْمُعْتَزِلَةُ، وَهَلْ تَسْمِيَةُ تِلْكَ الْمُجَاوَزَةِ ظُلْمًا حَقِيقَةٌ أَمْ لَا؟ قَالَ
الْخَفَاجِيُّ: الظَّاهِرُ أَنَّهَا حَقِيقَةٌ، وَعَلَيْهِ لَا حَاجَةَ إِلَى أَنْ يُقَالَ: الْمُرَادُ بِالْآيَةِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَفْعَلُ بِأَحَدٍ مَا يَكُونُ ظُلْمًا لَوْ صَدَرَ مِنَ الْعِبَادِ كَالتَّعْذِيبِ بِلَا ذَنْبٍ فَإِنَّهُ لَوْ صَدَرَ مِنَ الْعِبَادِ يَكُونُ ظُلْمًا وَلَوْ صَدَرَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ؛ لَأَنَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ مَالِكُ الْمُلْكِ مُتَصَرِّفٌ فِي مُلْكِهِ كَيْفَ يَشَاءُ فَلَا يُتَصَوَّرُ فِي شَأْنِهِ -تَعَالَى شَأْنُهُ- ظُلْمٌ أَصْلًا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ لَدَى الْجُمْهُورِ لَا مَا اقْتَضَاهُ التَّحْقِيقُ فَتَأَمَّلْ وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
وَاسْتُدِلَّ بِعُمُومِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27939أَطْفَالَ الْمُشْرِكِينَ لَا يُعَذَّبُونَ وَهُوَ الْقَوْلُ الْمَنْصُورُ، وَقَدْ أَسْلَفْنَا -وَلِلَّهِ تَعَالَى الْحَمْدُ- مَا يُؤَيِّدُهُ مِنَ الْأَخْبَارِ