ومن باب الإشارة في الآيات:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189وليس البر بأن تأتوا بيوت قلوبكم من طرف حواسكم ومعلوماتكم البدنية المأخوذة من المشاعر، فإنها ظهور القلوب التي تلي البدن،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189ولكن البر من اتقى شواغل
[ ص: 92 ] الحواس وهواجس الخيال ووساوس النفس الأمارة وأتوا هاتيك البيوت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189من أبوابها التي تلي الروح، ويدخل منها الحق،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189واتقوا الله عن رؤية تقواكم لعلكم تفوزون به،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم من قوى نفوسكم ودواعي بشريتكم، فإن ذلك هو الجهاد الأكبر،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190ولا تعتدوا بإهمالها والوقوف مع حظوظها، أو تتجاوزوا في القتال إلى أن تضعفوا البدن عن القيام بمراسم الطاعة، ووظائف العبودية، ( فرب مخمصة شر من التخم ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190إن الله لا يحب المعتدين الواقفين مع نفوسهم أو المتجاوزين ظل الوحدة وهو العدالة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191واقتلوهم حيث وجدتموهم؛ أي: امنعوا هاتيك القوى عن شم لذائذ الشهوات والهوى حيث كانوا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وأخرجوهم عن
مكة الصدر كما أخرجوكم عنها، واستنزلوكم إلى بقعة النفس، وحالوا بينكم وبين مقر القلب وفتنتهم التي هي عبادة الهوى والسجود لأصنام اللذات أشد من الإماتة بالكلية أو بلاؤكم عند استيلاء النفس أشد عليكم من القتل الذي هو محو الاستعداد وطمس الغرائز لما يترتب على ذلك من ألم الفراق عن حضرة القدس الذي لا يتناهى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام وهو مقام القلب إذا وافقوكم في توجهكم حتى ينازعوكم في مطالبكم ويجروكم عن دين الحق، ويدعوكم إلى عبادة عجل النظر إلى الأغيار، فإن نازعوكم فاقتلوهم بسيف الصدق واقطعوا مادة تلك الدواعي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191كذلك جزاء الكافرين الساترين للحق
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فإن انتهوا عن نزاعهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فإن الله غفور رحيم وقاتلوهم على دوام الرعاية وصدق العبودية
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193حتى لا تكون فتنة ولا يحصل التفات إلى السوى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39ويكون الدين كله لله بتوجه الجمع إلى الجناب الأقدس والذات المقدس
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193فإن انتهوا فلا عدوان إلا على المجاوزين للحدود
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194الشهر الحرام الذي قامت به النفس لحقوقها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194بالشهر الحرام الذي هو وقت حضوركم ومراقبتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194والحرمات قصاص فلا تبالوا بهتك حرمتها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وأنفقوا في سبيل الله ما معكم من العلوم بالعمل به والإرشاد
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195ولا تلقوا بأيديكم إلى تهلكة التفريط
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وأحسنوا بأن تكونوا مشاهدين ربكم في سائر أعمالكم إن الله يحب المشاهدين له،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وأتموا حج توحيد الذات وعمرة توحيد الصفات لله، بإتمام جميع المقامات والأحوال،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فإن أحصرتم بمنع أعداء النفوس أو مرض الفتور، فجاهدوا في الله بسوق هدى النفس وذبحها بفناء كعبة القلب، ولاختلاف النفوس في الاستعداد قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فما استيسر nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196ولا تحلقوا رءوسكم ولا تزيلوا آثار الطبيعة وتختاروا فراغ الخاطر حتى يبلغ هدي النفس محله، فحينئذ تأمنون من التشويش وتكدر الصفاء،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فمن كان منكم مريضا ضعيف الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196أو به أذى من رأسه أي: مبتلى بالتعلقات، ولم يتيسر له السلوك على ما ينبغي، فعليه فدية من إمساك عن بعض لذاته وشواغله، أو فعل بر أو رياضة تقمع بعض القوى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فإذا أمنتم من المانع المحصر، فمن تمتع بذوق تجلي الصفات، متوسلا به إلى حج تجلي الذات، فيجب عليه ما أمكن من الهدي بحسب حاله،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فمن لم يجد لضعف نفسه وانقهارها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فصيام ثلاثة أيام في الحج أي: فعليه الإمساك عن أفعال القوى التي هي الأصول القوية في وقت التجلي والاستغراق في الجمع والفناء، وهي العقل والوهم والمتخيلة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وسبعة إذا رجعتم إلى مقام التفصيل والكثرة، وهي الحواس الخمسة الظاهرة والغضب والشهوة؛ لتكون عند الاستقامة في الأشياء بالله – عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196تلك عشرة كاملة موجبة لأفاعيل عجيبة مشتملة على أسرار غريبة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام من الكاملين الحاضرين مقام الوحدة؛ لأن أولئك لا يخاطبون ولا يعاتبون، ومن وصل فقد استراح
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197الحج أشهر معلومات وهي مدة الحياة الفانية أو من وقت بلوغ الحلم إلى الأربعين كما قال في البقرة:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك .
ومن هنا قيل: الصوفي بعد الأربعين بارد، نعم العمش خير من العمى والقليل خير من الحرمان،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فمن فرض فيهن الحج على نفسه بالعزيمة، فلا رفث؛ أي: فلا يمل إلى الدنيا وزينتها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197ولا فسوق ولا يخرج القوة الغضبية عن طاعة القلب، بل
[ ص: 93 ] لا يخرج عن الوقت ولا يدخل فيما يورث المقت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197ولا جدال في الحج أي: ولا ينازع أحدا في مقام التوجه إليه - تعالى - ؛ إذ الكل منه وإليه، ومن نازعه في شيء ينبغي أن يسلمه إليه ويسلم عليه،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وما تفعلوا من فضيلة في ترك شيء من هذه الأمور يعلمه الله ويثيبكم عليه، وتزودوا من الفضائل التي يلزمها الاجتناب عن الرذائل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فإن خير الزاد التقوى وتمامها بنفي السوى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197واتقون يا أولي الألباب فإن قضية العقل الخالص عن شوب الوهم وقشر المادة اتقاء الله - تعالى - ليس عليكم حرج عند الرجوع إلى الكثرة أن تطلبوا رفقا لأنفسكم على مقتضى ما حده المظهر الأعظم - صلى الله تعالى عليه وسلم - فإذا دفعتم أنفسكم من عرفات المعرفة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فاذكروا الله عند المشعر الحرام أي: شاهدوا جماله - سبحانه - عند السر الروحي المسمى بالخفي، وسمي مشعرا؛ لأنه محل الشعور بالجمال، وووصف بالحرام؛ لأنه محرم أن يصل إليه الغير
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198واذكروه كما هداكم إلى ذكره في المراتب
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198وإن كنتم من قبله الوصول إلى عرفات المعرفة والوقوف بها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لمن الضالين عن هذه الأذكار في طلب الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثم أفيضوا إلى ظواهر العبادات
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199من حيث أفاض سائر الناس إليها، وكونوا كأحدهم، فإن النهاية الرجوع إلى البداية أو أفيضوا من حيث أفاض الأنبياء - عليهم السلام - لأجل أداء الحقوق والشفقة على عباد الله - تعالى - بالإرشاد والتعليم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199واستغفروا الله فقد كان الشارع الأعظم - صلى الله تعالى عليه وسلم - يغان على قلبه ويستغفر الله - تعالى - في اليوم سبعين مرة، ومن أنت يا مسكين بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199إن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فإذا قضيتم مناسككم وفرغتم من الحج
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فاذكروا الله كذكركم آباءكم قبل السلوك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200أو أشد ذكرا ؛ لأن المبدأ الحقيقي: فكونوا مشغولين به حسبما تقتضيه ذاته - سبحانه - فمن الناس من لا يطلب إلا الدنيا ولا يعبد إلا لأجلها وما له في مقام الفناء من نصيب لقصور همته واكتسابه الظلمة المنافية للنور، ومنهم من يطلب خير الدارين، ويحترز عن الاحتجاب بالظمة والتعذيب بنيران الطبيعة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=202أولئك لهم نصيب مما كسبوا من حظوظ الآخرة والأنوار الباهرة واللذات الباقية والمراتب العالية،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=202والله سريع الحساب .
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا بُيُوتَ قُلُوبِكُمْ مِنْ طَرَفِ حَوَاسِّكُمْ وَمَعْلُومَاتِكُمُ الْبَدَنِيَّةِ الْمَأْخُوذَةِ مِنَ الْمَشَاعِرِ، فَإِنَّهَا ظُهُورُ الْقُلُوبِ الَّتِي تَلِي الْبَدَنَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى شَوَاغِلَ
[ ص: 92 ] الْحَوَاسِّ وَهَوَاجِسَ الْخَيَالِ وَوَسَاوِسَ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ وَأْتُوا هَاتِيكَ الْبُيُوتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189مِنْ أَبْوَابِهَا الَّتِي تَلِي الرُّوحَ، وَيَدْخُلُ مِنْهَا الْحَقُّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189وَاتَّقُوا اللَّهَ عَنْ رُؤْيَةِ تَقْوَاكُمْ لَعَلَّكُمْ تَفُوزُونَ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ مِنْ قُوَى نُفُوسِكُمْ وَدَوَاعِي بَشَرِيَّتَكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190وَلا تَعْتَدُوا بِإِهْمَالِهَا وَالْوُقُوفِ مَعَ حُظُوظِهَا، أَوْ تَتَجَاوَزُوا فِي الْقِتَالِ إِلَى أَنْ تُضْعِفُوا الْبَدَنَ عَنِ الْقِيَامِ بِمَرَاسِمَ الطَّاعَةِ، وَوَظَائِفِ الْعُبُودِيَّةِ، ( فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=190إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ الْوَاقِفِينَ مَعَ نُفُوسِهِمْ أَوِ الْمُتَجَاوِزِينَ ظِلَّ الْوَحْدَةِ وَهُوَ الْعَدَالَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ؛ أَيِ: امْنَعُوا هَاتِيكَ الْقُوَى عَنْ شَمِّ لَذَائِذِ الشَّهَوَاتِ وَالْهَوَى حَيْثُ كَانُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وَأَخْرِجُوهُمْ عَنْ
مَكَّةَ الصَّدْرِ كَمَا أَخْرَجُوكُمْ عَنْهَا، وَاسْتَنْزَلُوكُمْ إِلَى بُقْعَةِ النَّفْسِ، وَحَالُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَقَرِّ الْقَلْبِ وَفِتْنَتِهِمُ الَّتِي هِيَ عِبَادَةُ الْهَوَى وَالسُّجُودِ لِأَصْنَامِ اللَّذَّاتِ أَشَدُّ مِنَ الْإِمَاتَةِ بِالْكُلِّيَّةِ أَوْ بَلَاؤُكُمْ عِنْدَ اسْتِيلَاءِ النَّفْسِ أَشَدُّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْقَتْلِ الَّذِي هُوَ مَحْوُ الِاسْتِعْدَادِ وَطَمْسِ الْغَرَائِزِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَلَمِ الْفِرَاقِ عَنْ حَضْرَةِ الْقُدْسِ الَّذِي لَا يَتَنَاهَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَهُوَ مَقَامُ الْقَلْبِ إِذَا وَافَقُوكُمْ فِي تَوَجُّهِكُمْ حَتَّى يُنَازِعُوكُمْ فِي مَطَالِبِكُمْ وَيَجُرُّوكُمْ عَنْ دِينِ الْحَقِّ، وَيَدْعُوكُمْ إِلَى عِبَادَةِ عِجْلِ النَّظَرِ إِلَى الْأَغْيَارِ، فَإِنْ نَازَعُوكُمْ فَاقْتِلُوهُمْ بِسَيْفِ الصِّدْقِ وَاقْطَعُوا مَادَّةَ تِلْكَ الِدَوَاعِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ السَّاتِرِينَ لِلْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فَإِنِ انْتَهَوْا عَنْ نِزَاعِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=192فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ عَلَى دَوَامِ الرِّعَايَةِ وَصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَلَا يَحْصُلُ الْتِفَاتٌ إِلَى السِّوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ بِتَوَجُّهِ الْجَمْعِ إِلَى الْجَنَابِ الْأَقْدَسِ وَالذَّاتِ الْمُقَدَّسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الْمُجَاوِزِينَ لِلْحُدُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194الشَّهْرُ الْحَرَامُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ النَّفْسُ لِحُقُوقِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ الَّذِي هُوَ وَقْتُ حُضُورِكُمْ وَمُرَاقَبَتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَلَا تُبَالُوا بِهَتْكِ حُرْمَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا مَعَكُمْ مِنَ الْعُلُومِ بِالْعَمَلِ بِهِ وَالْإِرْشَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى تَهْلُكَةِ التَّفْرِيطِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195وَأَحْسِنُوا بِأَنْ تَكُونُوا مُشَاهِدِينَ رَبَّكُمْ فِي سَائِرِ أَعْمَالِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُشَاهِدِينَ لَهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَأَتِمُّوا حَجَّ تَوْحِيدِ الذَّاتِ وَعُمْرَةَ تَوْحِيدِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ، بِإِتْمَامِ جَمِيعِ الْمَقَامَاتِ وَالْأَحْوَالِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ بِمَنْعِ أَعْدَاءِ النُّفُوسِ أَوْ مَرَضِ الْفُتُورِ، فَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ بِسَوْقِ هُدَى النَّفْسِ وَذَبْحِهَا بِفَنَاءِ كَعْبَةِ الْقَلْبِ، وَلِاخْتِلَافِ النُّفُوسِ فِي الِاسْتِعْدَادِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَا اسْتَيْسَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ وَلَا تُزِيلُوا آثَارَ الطَّبِيعَةِ وَتَخْتَارُوا فَرَاغَ الْخَاطِرِ حَتَّى يَبْلُغَ هَدْيُ النَّفْسِ مَحِلَّهُ، فَحِينَئِذٍ تَأْمَنُونَ مِنَ التَّشْوِيشِ وَتَكَدُّرِ الصَّفَاءِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ضَعِيفَ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ أَيْ: مُبْتَلًى بِالتَّعَلُّقَاتِ، وَلَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ السُّلُوكُ عَلَى مَا يَنْبَغِي، فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ مِنْ إِمْسَاكٍ عَنْ بَعْضِ لَذَّاتِهِ وَشَوَاغِلِهِ، أَوْ فِعْلِ بِرٍّ أَوْ رِيَاضَةٍ تَقْمَعُ بَعْضَ الْقُوَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَإِذَا أَمِنْتُمْ مِنَ الْمَانِعِ الْمُحْصِرِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ بِذَوْقِ تَجَلِّي الصِّفَاتِ، مُتَوَسِّلًا بِهِ إِلَى حَجِّ تَجَلِّي الذَّاتِ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ مَا أَمْكَنَ مِنَ الْهَدْيِ بِحَسَبِ حَالِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَنْ لَمْ يَجِدْ لِضَعْفِ نَفْسِهِ وَانْقِهَارِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ أَيْ: فَعَلَيْهِ الْإِمْسَاكُ عَنْ أَفْعَالِ الْقُوَى الَّتِي هِيَ الْأُصُولُ الْقَوِيَّةُ فِي وَقْتِ التَّجَلِّي وَالِاسْتِغْرَاقُ فِي الْجَمْعِ وَالْفَنَاءُ، وَهِيَ الْعَقْلُ وَالْوَهْمُ وَالْمُتَخَيَّلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى مَقَامِ التَّفْصِيلِ وَالْكَثْرَةِ، وَهِيَ الْحَوَاسُّ الْخَمْسَةُ الظَّاهِرَةُ وَالْغَضَبُ وَالشَّهْوَةُ؛ لِتَكُونَ عِنْدَ الِاسْتِقَامَةِ فِي الْأَشْيَاءِ بِاللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ مُوجِبَةٌ لِأَفَاعِيلَ عَجِيبَةٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى أَسْرَارٍ غَرِيبَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنَ الْكَامِلِينَ الْحَاضِرِينَ مَقَامَ الْوَحْدَةِ؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ لَا يُخَاطَبُونَ وَلَا يُعَاتَبُونَ، وَمَنْ وَصَلَ فَقَدِ اسْتَرَاحَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ وَهِيَ مُدَّةُ الْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ أَوْ مِنْ وَقْتِ بُلُوغِ الْحُلُمِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ كَمَا قَالَ فِي الْبَقَرَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ .
وَمِنْ هُنَا قِيلَ: الصُّوفِيُّ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ بَارِدٌ، نَعَمِ الْعَمَشُ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَى وَالْقَلِيلُ خَيْرٌ مِنَ الْحِرْمَانِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالْعَزِيمَةِ، فَلَا رَفَثَ؛ أَيْ: فَلَا يَمِلْ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197وَلا فُسُوقَ وَلَا يُخْرِجُ الْقُوَّةَ الْغَضَبِيَّةَ عَنْ طَاعَةِ الْقَلْبِ، بَلْ
[ ص: 93 ] لَا يَخْرُجُ عَنِ الْوَقْتِ وَلَا يَدْخُلُ فِيمَا يُورِثُ الْمَقْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ أَيْ: وَلَا يُنَازِعُ أَحَدًا فِي مَقَامِ التَّوَجُّهِ إِلَيْهِ - تَعَالَى - ؛ إِذِ الْكُلُّ مِنْهُ وَإِلَيْهِ، وَمَنْ نَازَعَهُ فِي شَيْءٍ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلِّمَهُ إِلَيْهِ وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ فَضِيلَةٍ فِي تَرْكِ شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ يَعْلَمُهُ اللَّهُ وَيُثِيبُكُمْ عَلَيْهِ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ الْفَضَائِلِ الَّتِي يَلْزَمُهَا الِاجْتِنَابُ عَنِ الرَّذَائِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَتَمَامُهَا بِنَفْيِ السِّوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ فَإِنَّ قَضِيَّةَ الْعَقْلِ الْخَالِصِ عَنْ شَوْبِ الْوَهْمِ وَقِشْرِ الْمَادَّةِ اتِّقَاءُ اللَّهَ - تَعَالَى - لَيْسَ عَلَيْكُمْ حَرَجٌ عِنْدَ الرُّجُوعِ إِلَى الْكَثْرَةِ أَنْ تَطْلُبُوا رِفْقًا لِأَنْفُسِكُمْ عَلَى مُقْتَضَى مَا حَدَّهُ الْمَظْهَرُ الْأَعْظَمُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا دَفَعْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْ عَرَفَاتِ الْمَعْرِفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ أَيْ: شَاهِدُوا جَمَالَهُ - سُبْحَانَهُ - عِنْدَ السِّرِّ الرُّوحِيِّ الْمُسَمَّى بِالْخَفِيِّ، وَسُمِّيَ مَشْعَرًا؛ لِأَنَّهُ مَحَلُّ الشُّعُورِ بِالْجَمَالِ، وَوُوصِفَ بِالْحَرَامِ؛ لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ الْغَيْرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ إِلَى ذِكْرِهِ فِي الْمَرَاتِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ الْوُصُولِ إِلَى عَرَفَاتِ الْمَعْرِفَةِ وَالْوُقُوفِ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198لَمِنَ الضَّالِّينَ عَنْ هَذِهِ الْأَذْكَارِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثُمَّ أَفِيضُوا إِلَى ظَوَاهِرِ الْعِبَادَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ سَائِرُ النَّاسِ إِلَيْهَا، وَكُونُوا كَأَحَدِهِمْ، فَإِنَّ النِّهَايَةَ الرُّجُوعُ إِلَى الْبِدَايَةِ أَوْ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الْأَنْبِيَاءُ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - لِأَجْلِ أَدَاءِ الْحُقُوقِ وَالشَّفَقَةِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ - تَعَالَى - بِالْإِرْشَادِ وَالتَّعْلِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ فَقَدْ كَانَ الشَّارِعُ الْأَعْظَمُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغَانُ عَلَى قَلْبِهِ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ - تَعَالَى - فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ أَنْتَ يَا مِسْكِينُ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ وَفَرَغْتُمْ مِنَ الْحَجِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ قَبْلَ السُّلُوكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ؛ لِأَنَّ الْمَبْدَأَ الْحَقِيقِيَّ: فَكُونُوا مَشْغُولِينَ بِهِ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ ذَاتُهُ - سُبْحَانَهُ - فَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَطْلُبُ إِلَّا الدُّنْيَا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا لِأَجْلِهَا وَمَا لَهُ فِي مَقَامِ الْفَنَاءِ مِنْ نَصِيبٍ لِقُصُورِ هِمَّتِهِ وَاكْتِسَابِهِ الظُّلْمَةَ الْمُنَافِيَةَ لِلنُّورِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُ خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَيَحْتَرِزُ عَنْ الِاحْتِجَابِ بِالظِّمَةِ وَالتَّعْذِيبِ بِنِيرَانِ الطَّبِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=202أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا مِنْ حُظُوظِ الْآخِرَةِ وَالْأَنْوَارِ الْبَاهِرَةِ وَاللَّذَّاتِ الْبَاقِيَةِ وَالْمَرَاتِبِ الْعَالِيَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=202وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ .