ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
أضاعوا الصلاة وقرأ عبد الله والحسن وأبو رزين العقيلي والضحاك ( الصلوات ) بالجمع وهو ظاهر ، ولعل الأفراد للاتفاق في النوع ، وإضاعتها على ما روي عن وابن مقسم ابن مسعود والنخعي والقاسم بن مخيمرة ومجاهد وإبراهيم . تأخيرها عن وقتها ، وروى ذلك وعمر بن عبد العزيز الإمامية عن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه ، واختار أن إضاعتها الاختلال بشروطها من الوقت وغيره ، وقيل : إقامتها في غير جماعة ، وأخرج الزجاج عن ابن أبي حاتم محمد ابن كعب القرظي أن إضاعتها تركها ، وقيل : عدم اعتقاد وجوبها ، وعلى هذا الآية في الكفار وعلى ما قبله لا قطع ، واستظهر أنها عليه في قوم مسلمين بناء على أن الكفار غير مكلفين بالفروع إلا أن يقال : المراد أن من شأنهم ذلك فتدبر ، وعلى ما قبلهما في قوم مسلمين قولا واحدا .
والمشهور عن ابن عباس أنها في اليهود ، وعن ومقاتل أنها فيهم وفي النصارى ، واختير كونها في الكفرة مطلقا لما سيأتي إن شاء الله تعالى قريبا، وعليه بنى حسن موقع حكاية قول السدي جبريل عليه السلام الآتي ، وكونها في قوم مسلمين من هذه الأمة مروي عن مجاهد وقتادة وغيرهم قالوا : إنهم يأتون عند ذهاب الصالحين يتبادرون بالزنا ينزو بعضهم على بعض في الأزقة كالأنعام لا يستحيون من الناس ولا يخافون من الله تعالى وعطاء واتبعوا الشهوات وانهمكوا في المعاصي المختلفة الأنواع ، وفي البحر (الشهوات) عام في كل مشتهى يشغل عن الصلاة وعن ذكر الله تعالى ، وعد بعضهم من ذلك نكاح الأخت من الأب وهو على القول بأن الآية فيما يعم اليهود لأن من مذهبهم فيما قيل ذلك وليس بحق . والذي صح عنهم أنهم يجوزون نكاح بنت الأخ وبنت الأخت ونحوهما ، وعن كرم الله تعالى وجهه: من بنى المشيد وركب المنظور ولبس المشهور علي فسوف يلقون غيا أخرج ابن جرير وغيرهما من حديث والطبراني مرفوعا أبي أمامة أنه نهر في أسفل جهنم يسيل فيه صديد أهل النار وفيه لو أن صخرة زنة عشر عشراوات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا، ثم تنتهي إلى غي وأثام
، ويعلم منه سر التعبير بسوف يلقون .
[ ص: 110 ] وأخرج جماعة من طرق عن أنه قال : (الغي) نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات ، وحكى ابن مسعود الكرماني أنه آبار في جهنم يسيل إليها الصديد والقيح .
وأخرج عن ابن أبي حاتم أن الغي السوء ، ومن ذلك قول قتادة مرقش الأصغر :
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
وعن أنه الضلال وهو المعنى المشهور ، وعليه قيل المراد جزاء غي . وروي ذلك عن ابن زيد واختاره الضحاك ، وقيل : المراد غيا عن طريق الجنة . وقرئ فيما حكى الزجاج ( يلقون ) بضم الياء وفتح اللام وشد القاف الأخفش