[ ص: 189 ] وقوله تعالى : ليدخلنهم مدخلا يرضونه استئناف مقرر لمضمون قوله سبحانه «ليرزقنهم الله » أو بدل منه مقصود منه تأكيده و ( مدخلا ) إما اسم مكان أريد به الجنة كما قال وغيره أو درجات فيها مخصوصة بأولئك المهاجرين كما قيل ، وقيل هو خيمة من درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم لها سبعون ألف مصراع ، أو مصدر ميمي ، وهو على الاحتمال الأول مفعول ثان للإدخال وعلى الثاني مفعول مطلق ، ووصفه بيرضونه على الاحتمالين لما أنهم يرون إذا أدخلوا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقيل على الثاني : إن رضاهم لما أن إدخالهم من غير مشقة تنالهم بل براحة واحترام . السدي
وقرأ أهل المدينة «مدخلا » بالفتح والباقون بالضم وإن الله لعليم بالذي يرضيهم فيعطيهم إياه أو لعليم بأحوالهم وأحوال أعدائهم الذين هاجروا لجهادهم حليم فلا يعاجل أعداءهم بالعقوبة ، وبهذا يظهر مناسبة هذا الوصف لما قبله وفيه أيضا مناسبة لما بعد