nindex.php?page=treesubj&link=18791_29706_30437_30532_30539_29009nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا أي خلقا باطلا فهو منصوب على النيابة عن المفعول المطلق نحو: كل هنيئا، أي أكلا هنيئا، والباطل ما لا حكمة فيه، وجوز كونه حالا من فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27خلقنا بتقدير مضاف
[ ص: 188 ] أي ذوي باطل، والباطل اللعب والعبث أي ما خلقنا ذلك مبطلين لاعبين، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ، وجوز كونه حالا من المفعول أيضا بنحو هذا التأويل، وأيا ما كان، فالكلام مستأنف مقرر لما قبله من أمر المعاد والحساب، فإن خلق السماء والأرض وما بينهما من المخلوقات مشتملا على الحكم الباهرة، والأسرار البالغة، والفوائد الجمة أقوى دليل على عظم القدرة، وأنه لا يتعاصاها أمر المعاد والحساب، فإن خلق ذلك كذلك مؤذن بأنه - عز وجل - لا يترك الناس إذا ماتوا سدى بل يعيدهم ويحاسبهم، ولعله الأولى.
وجوز كون الجملة في موضع الحال في فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26نسوا جيء بها لتفظيع أمر النسيان كأنه قيل: بما نسوا يوم الحساب مع وجود ما يؤذن به، وهو كما ترى، وجوز كون
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27باطلا مفعولا، ويفسر بخلاف الحق، ويراد به متابعة الهوى، كأنه قيل: ما خلقنا هذا العالم للباطل الذي هو متابعة الهوى، بل للحق الذي هو مقتضى الدليل من التوحيد والتدرع بالشرع، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ولا يخفى بعده، وعليه تكون الجملة مستأنفة لتقرير أمر النهي عن اتباع الهوى، وقيل: تكون عطفا على ما قبل بحسب المعنى، كأنه قيل: لا تتبع الهوى لأنه يكون سببا لضلالك، ولأنه تعالى لم يخلق العالم لأجل متابعة الهوى بل خلقه للتوحيد، والتمسك بالشرع، فلا تغفل.
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذلك إشارة إلى نفي من خلق ما ذكر باطلا،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ظن الذين كفروا أي مظنونهم ليصح الحمل، أو يقدر مضاف أي ظن ذلك ظن الذين كفروا، فإن إنكارهم المعاد والجزاء قول بأن خلق ما ذكر خال عن الحكمة، وإنما هو عبث، ولذا قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ، أو فإن إنكارهم ذلك قول بنفي عظم القدرة، وهو قول بنفي دليله، وهو خلق ما ذكر مشتملا على الحكم الباهرة والأسرار، وهذا بناء على الوجه الأول في بيان التقرير، وهو كما ترى،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27فويل للذين كفروا مبتدأ وخبر والفاء لإفادة ترتب ثبوت الويل لهم على ظنهم الباطل، كما أن وضع الموصول موضع ضميرهم لإشعار ما في حيز الصلة بعلية كفرهم له، ولا تنافي بينهما، لأن ظنهم من باب كفرهم، فيتأكد أمر التعليل، ومن في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27من النار ابتدائية أو بيانية أو تعليلية كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فويل لهم مما كتبت أيديهم ، ونظائره، وتفيد على هذا علية النار لثبوت الويل لهم صريحا بعد الإشعار بعلية ما يؤدي إليها من ظنهم وكفرهم، أي فويل لهم بسبب النار المترتبة على ظنهم وكفرهم، قيل: والكلام عليه على تقدير مضاف، أي من دخول النار،
nindex.php?page=treesubj&link=18791_29706_30437_30532_30539_29009nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا أَيْ خَلْقًا بَاطِلًا فَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى النِّيَابَةِ عَنِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ نَحْوَ: كُلْ هَنِيئًا، أَيْ أَكْلًا هَنِيئًا، وَالْبَاطِلُ مَا لَا حِكْمَةَ فِيهِ، وَجُوِّزَ كَوْنُهُ حَالًا مِنْ فَاعِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27خَلَقْنَا بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ
[ ص: 188 ] أَيْ ذَوِي بَاطِلٍ، وَالْبَاطِلُ اللَّعِبُ وَالْعَبَثُ أَيْ مَا خَلَقْنَا ذَلِكَ مُبْطِلِينَ لَاعِبِينَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ، وَجُوِّزَ كَوْنُهُ حَالًا مِنَ الْمَفْعُولِ أَيْضًا بِنَحْوِ هَذَا التَّأْوِيلِ، وَأَيًّا مَا كَانَ، فَالْكَلَامُ مُسْتَأْنَفٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ مِنْ أَمْرِ الْمَعَادِ وَالْحِسَابِ، فَإِنَّ خَلْقَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ مُشْتَمِلًا عَلَى الْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ، وَالْأَسْرَارِ الْبَالِغَةِ، وَالْفَوَائِدِ الْجَمَّةِ أَقْوَى دَلِيلٍ عَلَى عِظَمِ الْقُدْرَةِ، وَأَنَّهُ لَا يَتَعَاصَاهَا أَمْرُ الْمَعَادِ وَالْحِسَابِ، فَإِنَّ خَلْقَ ذَلِكَ كَذَلِكَ مُؤْذِنٌ بِأَنَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَا يَتْرُكُ النَّاسَ إِذَا مَاتُوا سُدًى بَلْ يُعِيدُهُمْ وَيُحَاسِبُهُمْ، وَلَعَلَّهُ الْأَوْلَى.
وَجُوِّزَ كَوْنُ الْجُمْلَةِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ فِي فَاعِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26نَسُوا جِيءَ بِهَا لِتَفْظِيعِ أَمْرِ النِّسْيَانِ كَأَنَّهُ قِيلَ: بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ مَعَ وُجُودِ مَا يُؤْذِنُ بِهِ، وَهُوَ كَمَا تَرَى، وَجُوِّزَ كَوْنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27بَاطِلا مَفْعُولًا، وَيُفَسَّرُ بِخِلَافِ الْحَقِّ، وَيُرَادُ بِهِ مُتَابَعَةُ الْهَوَى، كَأَنَّهُ قِيلَ: مَا خَلَقْنَا هَذَا الْعَالَمَ لِلْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ مُتَابَعَةُ الْهَوَى، بَلْ لِلْحَقِّ الَّذِي هُوَ مُقْتَضَى الدَّلِيلِ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالتَّدَرُّعِ بِالشَّرْعِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ، وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ، وَعَلَيْهِ تَكُونُ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ أَمْرِ النَّهْيِ عَنِ اتِّبَاعِ الْهَوَى، وَقِيلَ: تَكُونُ عَطْفًا عَلَى مَا قَبْلُ بِحَسَبِ الْمَعْنَى، كَأَنَّهُ قِيلَ: لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى لِأَنَّهُ يَكُونُ سَبَبًا لِضَلَالِكَ، وَلِأَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقِ الْعَالَمَ لِأَجْلِ مُتَابَعَةِ الْهَوَى بَلْ خَلَقَهُ لِلتَّوْحِيدِ، وَالتَّمَسُّكِ بِالشَّرْعِ، فَلَا تَغْفُلْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى نَفْيِ مَنْ خَلَقَ مَا ذَكَرَ بَاطِلًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ مَظْنُونُهُمْ لِيَصِحَّ الْحَمْلُ، أَوْ يُقَدَّرَ مُضَافٌ أَيْ ظَنُّ ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا، فَإِنَّ إِنْكَارَهُمُ الْمَعَادَ وَالْجَزَاءَ قَوْلٌ بِأَنَّ خَلْقَ مَا ذُكِرَ خَالٍ عَنِ الْحِكْمَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبَثٌ، وَلِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ، أَوْ فَإِنَّ إِنْكَارَهُمْ ذَلِكَ قَوْلٌ بِنَفْيِ عِظَمِ الْقُدْرَةِ، وَهُوَ قَوْلٌ بِنَفْيِ دَلِيلِهِ، وَهُوَ خَلْقُ مَا ذُكِرَ مُشْتَمِلًا عَلَى الْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ وَالْأَسْرَارِ، وَهَذَا بِنَاءً عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ فِي بَيَانِ التَّقْرِيرِ، وَهُوَ كَمَا تَرَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَالْفَاءُ لِإِفَادَةِ تَرَتُّبِ ثُبُوتِ الْوَيْلِ لَهُمْ عَلَى ظَنِّهِمُ الْبَاطِلِ، كَمَا أَنَّ وَضْعَ الْمَوْصُولِ مَوْضِعَ ضَمِيرِهِمْ لِإِشْعَارِ مَا فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ بِعِلِّيَّةِ كُفْرِهِمْ لَهُ، وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَهُمَا، لِأَنَّ ظَنَّهُمْ مِنْ بَابِ كُفْرِهِمْ، فَيَتَأَكَّدُ أَمْرُ التَّعْلِيلِ، ومن فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27مِنَ النَّارِ ابْتِدَائِيَّةٌ أَوْ بَيَانِيَّةٌ أَوْ تَعْلِيلِيَّةٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=79فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ، وَنَظَائِرِهِ، وَتُفِيدُ عَلَى هَذَا عِلِّيَّةَ النَّارِ لِثُبُوتِ الْوَيْلِ لَهُمْ صَرِيحًا بَعْدَ الْإِشْعَارِ بِعِلِّيَّةِ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهَا مِنْ ظَنِّهِمْ وَكُفْرِهِمْ، أَيْ فَوَيْلٌ لَهُمْ بِسَبَبِ النَّارِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى ظَنِّهِمْ وَكُفْرِهِمْ، قِيلَ: وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ، أَيْ مِنْ دُخُولِ النَّارِ،