وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من والنسائي أنه قدم علقمة الشام فجلس إلى رضي الله تعالى عنه فقال له أبي الدرداء ممن أنت؟ فقال: من أهل أبو الدرداء: الكوفة قال: كيف سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقرأ: والليل إذا يغشى ؟ قال «والذكر والأنثى» فقال علقمة: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ: وما خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم أبو الدرداء: وأنت تعلم أن هذه قراءة شاذة منقولة آحادا لا تجوز القراءة بها لكنها بالنسبة إلى من سمعها من النبي عليه الصلاة والسلام في حكم المتواترة نجوز قراءته بها، وذكر أن من السلف من قرأ: «وما خلق الذكر» بجر الراء وحكاها ثعلب عن الزمخشري وخرجوا ذلك على البدل من [ ص: 148 ] «ما» بمعنى: وما خلقه الله؛ أي: ومخلوق الله الذكر والأنثى. قيل: وقد يخرج على توهم المصدر بناء على مصدرية ما؛ أي: وخلق الذكر والأنثى كما في قوله: الكسائي
تطوف العفاة بأبوابه كما طاف بالبيعة الراهب
بجر الراهب على توهم النطق بالمصدر؛ أي: كطواف الراهب بالبيعة.