هذا، ومن باب الإشارة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم بأن يكاشفكم بأسراره المودعة فيكم أثناء السير إليه،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26ويهديكم سنن الذين من قبلكم أي: مقاماتهم وحالاتهم ورياضاتهم، وأشار إلى الواصلين إليه قبل المخاطبين، ويجوز أن تكون الإشارة بالسنن إلى التفويض والتسليم والرضا بالمقدور، فإن ذلك شنشنة الصديقين ونشنشة الواصلين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26ويتوب عليكم من ذنب وجودكم حين يفنيكم فيه، ويحتمل أن يكون التبيين إشارة إلى الإيصال إلى توحيد الأفعال، والهداية إلى توحيد الصفات، والتوبة إلى توحيد الذات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26والله عليم بمراتب استعدادكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26حكيم ومن حكمته أن يفيض عليكم حسب قابلياتكم والله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم تكرار لما تقدم إيذانا بمزيد الاعتناء به؛ لأنه غاية المراتب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27ويريد الذين يتبعون الشهوات أي اللذائذ الفانية الحاجبة عن الوصول إلى الحضرة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27أن تميلوا إلى السوى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27ميلا عظيما لتكونوا مثلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم أثقال العبودية في مقام المشاهدة، أو أثقال النفس بفتح باب الاستلذاذ بالعبادة بعد الصبر عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وخلق الإنسان ضعيفا عن حمل واردات الغيب وسطوات المشاهدة، فلا يستطيع حمل ذلك إلا بتأييد إلهي، أو ضعيفا لا يطيق الحجاب عن محبوبه لحظة، ولا يصبر عن مطلوبه ساعة؛ لكمال شوقه ومزيد غرامه.
والصبر يحمد في المواطن كلها إلا عليك فإنه مذموم
وكان
الشبلي قدس سره يقول: إلهي لا معك قرار، ولا منك فرار، المستغاث بك إليك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29يا أيها الذين آمنوا الإيمان الحقيقي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29لا تأكلوا أي تذهبوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29أموالكم وهو ما حصل لكم من عالم الغيب بالكسب الاستعدادي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29بينكم بالباطل بأن تنفقوا على غير وجهه وتودعوه غير أهله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29إلا أن تكون تجارة أي: إلا أن يكون التصرف تصرفا صادرا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29عن تراض منكم واستحسان، ألقي من عالم الإلهام إليكم؛ فإن ذلك مباح لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29ولا تقتلوا أنفسكم بالغفلة عنها، فإن من غفل عنها غفل عن ربه، ومن غفل عن ربه فقد هلك، أو لا تقتلوا أنفسكم، أي: أرواحكم القدسية بمباشرتكم ما لا يليق، فإن مباشرة ما لا يليق يمنع الروح من طيرانها في عالم المشاهدات، ويحجب عنها أنوار المكاشفات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29إن الله كان في أزل الآزال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29بكم رحيما فلذا أرشدكم إلى ما أرشدكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وهي عند العارفين رؤية
[ ص: 36 ] العبودية في مشهد الربوبية، وطلب الأعواض في الخدمة، وميل النفس إلى السوى من العرش إلى الثرى، والسكون في مقام الكرامات، ودعوى المقامات السامية قبل الوصول إليها.
وأكبر الكبائر إثبات وجود غير وجود الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31نكفر عنكم سيئاتكم أي: نمح عنكم تلوناتكم بظهور نور التوحيد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31وندخلكم مدخلا كريما وهي حضرة عين الجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض من الكمالات التابعة للاستعدادات؛ فإن حصول كمال شخص لآخر محال إذا لم يكن مستعدا له، ولهذا عبر بالتمني
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32للرجال وهم الأفراد الواصلون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32نصيب مما اكتسبوا بنور استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وللنساء وهم الناقصون القاصرون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32نصيب مما اكتسبن حسب استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32واسألوا الله من فضله بأن يفيض عليكم ما تقتضيه قابلياتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32إن الله كان بكل شيء عليما ومن جملة ذلك ما أنتم عليه من الاستعداد فيعطيكم ما يليق بكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون أي: ولكل قوم جعلناهم (موالي) نصيب من الاستعداد، يرثون به مما تركه والداهم، وهما الروح والقلب، والأقربون وهم القوى الروحانية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33والذين عقدت أيمانكم وهم المريدون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33فآتوهم نصيبهم من الفيض على قدر نصيبهم من الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33إن الله كان على كل شيء شهيدا إذ كل شيء مظهر لاسم من أسمائه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرجال قوامون على النساء أي الكاملون شأنهم القيام بتدبير الناقصين، والإنفاق عليهم من فيوضاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34بما فضل الله بعضهم على بعض بالاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34وبما أنفقوا في سبيل الله تعالى وطريق الوصول إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34من أموالهم أي قواهم أو معارفهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فالصالحات للسلوك من النساء بالمعنى السابق
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34قانتات مطيعات لله تعالى بالعبادات القالبية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34حافظات للغيب أي القلب عن دنس الأخلاق الذميمة، ولعله إشارة إلى العبادات القلبية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34بما حفظ الله لهم من الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34واللاتي تخافون نشوزهن ترفعهن عن الانقياد إلى ما ينفعهن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فعظوهن بذكر أحوال الصالحين ومقاماتهم؛ فإن النفس تميل إلى ما يمدح لها غالبا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34واهجروهن في المضاجع أي امنعوا دخول أنوار فيوضاتكم إلى حجرات قلوبهن ليستوحشن، فربما يرجعن عن ذلك الترفع
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34واضربوهن بعصى القهر إن لم ينجع ما تقدم فيهن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فإن أطعنكم بعد ذلك ورجعن عن الترفع والأنانية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فلا تبغوا عليهن سبيلا بتكليفهن فوق طاقتهن، وخلاف مقتضى استعدادهن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34إن الله كان عليا كبيرا ومع هذا لم يكلف أحدا فوق طاقته، وخلاف مقتضى استعداده
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35وإن خفتم أيها المرشدون الكمل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35شقاق بينهما أي بين الشيخ والمريد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها فابعثوا متوسطين من المشايخ والسالكين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35إن يريدا إصلاحا يوفق الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35بينهما وهمة الرجال تقلع الجبال.
ويمكن أن يكون الرجال إشارة إلى العقول الكاملة، والنساء إشارة إلى النفوس الناقصة، ولا شك أن العقل هو القائم بتدبير النفس وإرشادها إلى ما يصلحها، ويراد من الحكمين حينئذ ما يتوسط بين العقل والنفس من القوى الروحانية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله بالتوجه إليه والفناء فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36ولا تشركوا به شيئا مما تحسبونه شيئا وليس بشيء، إذ لا وجود حقيقة لغيره سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وبالوالدين الروح والنفس اللذين تولد بينهما القلب أحسنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إحسانا فاستفيضوا من الأول وتوجهوا بالتسليم إليه، وزكوا الثاني، وطهروا برديه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وبذي القربى وهم من يناسبكم بالاستعداد الأصلي والمشاكلة الروحانية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واليتامى المستعدين المنقطعين عن نور الأب وهو الروح بالاحتجاب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والمساكين العاملين الذين لا حظ لهم من المعارف، ولذا سكنوا عن السير، وهم الناسكون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار ذي القربى القريب من مقامك في السلوك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار الجنب البعيد عن مقامك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والصاحب بالجنب [ ص: 37 ] الذي هو في عين مقامك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وابن السبيل أي السالك المتغرب عن مأوى النفس الذي لم يصل إلى مقام بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وما ملكت أيمانكم من المنتمين إليكم بالمحبة والإرادة، وقيل: (الوالدين) إشارة إلى المشايخ وإحسان المريد إليهم بالطاعة والانقياد إليهم، وامتثال أوامرهم، فإنهم أطباء القلوب، وهم أعرف بالداء والدواء، ولا يداوون إلا بما يرضي الله تعالى، وإن خفي على المريد وجهه.
ومن هنا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد قدس سره: أمرني ربي أمرا وأمرني السري أمرا فقدمت أمر السري على أمر ربي، وكل ما وجدت فهو من بركاته، وأول " الجار ذي القربى " بالروح الناطقة العارفة العاشقة الملكوتية التي خرجت من العدم بتجلي القدم، وانقدحت من نور الأزل، وهي أقرب كل شيء، وهي جار الله تعالى المصبوغة بنوره، والإحسان إليها أن تطلقها من فتنة الطبيعة، وتقدس مسكنها من حظوظ البشرية لتطير بجناح المعرفة والشوق إلى عالم المشاهدة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والجار الجنب بالصورة الحاملة للروح، والإحسان إليها أن تفطم جوارحها من رضع ضرع الشهوات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36والصاحب بالجنب وهو القلب الذي يصحبك في سفر الغيب، والإحسان إليه أن تفرده من الحدثان، وتشوقه إلى جمال الرحمن، وقيل: هو النفس الأمارة، وفي الخبر:
«أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك» والإحسان إليها أن تحبسها في سجن العبودية، وتحرقها بنيران المحبة، وأول " ابن السبيل " بالولي الكامل؛ فإنه لم يزل يتنقل من نور الأفعال إلى نور الصفات، ومن نور الصفات إلى نور الذات، والإحسان إليه كتم سره، وعدم الخروج عن دائرة أمره.
وقال بعض العارفين: وإن شئت أولت (ذا القربى) بما يتصل بالشخص من المجردات (واليتامى) بالقوى الروحانية (والمساكين) بالقوى النفسانية من الحواس الظاهرة وغيرها (والجار ذي القربى) بالعقل (والجار الجنب) بالوهم (والصاحب بالجنب) بالشوق والإرادة (وابن السبيل) بالفكر والمماليك بالملكات المكتسبة، التي هي مصادر الأفعال الجميلة، وباب التأويل واسع جدا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إن الله لا يحب من كان مختالا يسعى بالسلوك في نفسه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36فخورا بأحواله ومقاماته، محتجبا برؤيتها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون على أنفسهم وعلى المستحقين فلا يعملون بعلومهم ولا يعلمونها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37ويأمرون الناس بالبخل قالا أو حالا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37ويكتمون ما آتاهم الله من فضله فلا يشكرون نعمة الله، أو يكتمون ما أوتوا من المعارف في كتم الاستعداد وظلمة القوة حتى كأنها معدومة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وأعتدنا للكافرين للحق، الساترين أنوار الوحدة بظلمة الكثرة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37عذابا مهينا يهينهم في ذل وجودهم وشين صفاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38والذين ينفقون أموالهم أي يبرزون كمالاتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38رئاء الناس مرائين الناس بأنها لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38ولا يؤمنون بالله الإيمان الحقيقي؛ ليعلموا أن لا كمال إلا له
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38ولا باليوم الآخر أي الفناء فيه سبحانه، ليبرزوا لله الواحد القهار
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38ومن يكن الشيطان النفس وقواها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38له قرينا فساء قرينا لأنه يضله عن الحق كهؤلاء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وماذا عليهم ما كان يضرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39لو آمنوا بالله واليوم الآخر فصدقوا بالتوحيد والفناء فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وأنفقوا مما رزقهم الله ولم يروا كمالا لأنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وكان الله بهم عليما فيجازيهم بالبقاء بعد الفناء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة مقدار ما يظهر من الهباء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وإن تك حسنة ولا تكون كذلك إلا إذا كانت له، فإن كانت له يضاعفها بالتأييد الحقاني
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40ويؤت من لدنه أجرا عظيما وهو الشهود الذاتي أو العلم اللدني
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وهو ما يحضر كل أحد، ويظهر له بصورة معتقده فيكشف عن حاله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41وجئنا بك على هؤلاء وهم المحمديون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41شهيدا ومن لوازم الإتيان بالحقيقة المحمدية شهيدا للمحمديين معرفتهم لله تعالى عند التحول في جميع الصور، فليس شهيدهم في الحقيقة إلا الحق سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يومئذ يود الذين كفروا بالاحتجاب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وعصوا الرسول بعدم المتابعة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لو تسوى بهم الأرض [ ص: 38 ] لتنطمس نفوسهم، أو تصير ساذجة لا نقش فيها من العقائد الفاسدة والرذائل الموبقة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا أي لا يقدرون على كتم حديث من تلك النقوش، وهيهات، أنى يخفون شيئا منها، وقد صارت الجبال كالعهن المنفوش!!
سهم أصاب وراميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماك
والله تعالى يتولى الحق، وهو يهدي السبيل.
هَذَا، وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ بِأَنْ يُكَاشِفَكُمْ بِأَسْرَارِهِ الْمُودَعَةِ فِيكُمْ أَثْنَاءَ السَّيْرِ إِلَيْهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَيْ: مَقَامَاتِهِمْ وَحَالَاتِهِمْ وَرِيَاضَاتِهِمْ، وَأَشَارَ إِلَى الْوَاصِلِينَ إِلَيْهِ قَبْلَ الْمُخَاطِبِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ بِالسُّنَنِ إِلَى التَّفْوِيضِ وَالتَّسْلِيمِ وَالرِّضَا بِالْمَقْدُورِ، فَإِنَّ ذَلِكَ شَنْشَنَةُ الصِّدِّيقِينَ وَنَشْنَشَةُ الْوَاصِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَنْبِ وَجُودِكُمْ حِينَ يُفْنِيكُمْ فِيهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّبْيِينُ إِشَارَةً إِلَى الْإِيصَالِ إِلَى تَوْحِيدِ الْأَفْعَالِ، وَالْهِدَايَةُ إِلَى تَوْحِيدِ الصِّفَاتِ، وَالتَّوْبَةُ إِلَى تَوْحِيدِ الذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَرَاتِبِ اسْتِعْدَادِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26حَكِيمٌ وَمِنْ حِكْمَتِهِ أَنْ يُفِيضَ عَلَيْكُمْ حَسَبَ قَابِلِيَّاتِكُمْ وَاللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ تَكْرَارٌ لِمَا تَقَدَّمَ إِيذَانًا بِمَزِيدِ الِاعْتِنَاءِ بِهِ؛ لِأَنَّهُ غَايَةُ الْمَرَاتِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَيِ اللَّذَائِذَ الْفَانِيَةَ الْحَاجِبَةَ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى الْحَضْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27أَنْ تَمِيلُوا إِلَى السِّوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27مَيْلا عَظِيمًا لِتَكُوِنُوا مِثْلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ أَثْقَالَ الْعُبُودِيَّةِ فِي مَقَامِ الْمُشَاهِدَةِ، أَوْ أَثْقَالَ النَّفْسِ بِفَتْحِ بَابِ الِاسْتِلْذَاذِ بِالْعِبَادَةِ بَعْدَ الصَّبْرِ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا عَنْ حَمْلِ وَارِدَاتِ الْغَيْبِ وَسَطَوَاتِ الْمُشَاهَدَةِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَ ذَلِكَ إِلَّا بِتَأْيِيدٍ إِلَهِيٍّ، أَوْ ضَعِيفًا لَا يُطِيقُ الْحِجَابَ عَنْ مَحْبُوبِهِ لَحْظَةً، وَلَا يَصْبِرُ عَنْ مَطْلُوبِهِ سَاعَةً؛ لِكَمَالِ شَوْقِهِ وَمَزِيدِ غَرَامِهِ.
وَالصَّبْرُ يُحْمَدُ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا إِلَّا عَلَيْكَ فَإِنَّهُ مَذْمُومُ
وَكَانَ
الشِّبْلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ يَقُولُ: إِلَهِي لَا مَعَكَ قَرَارٌ، وَلَا مِنْكَ فِرَارٌ، الْمُسْتَغَاثُ بِكَ إِلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الْإِيمَانَ الْحَقِيقِيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29لا تَأْكُلُوا أَيْ تَذْهَبُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29أَمْوَالَكُمْ وَهُوَ مَا حَصَلَ لَكُمْ مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ بِالْكَسْبِ الِاسْتِعْدَادِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ بِأَنْ تُنْفِقُوا عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ وَتُودِعُوهُ غَيْرَ أَهْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً أَيْ: إِلَّا أَنْ يَكُونَ التَّصَرُّفُ تَصَرُّفًا صَادِرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَاسْتِحْسَانٍ، أُلْقِيَ مِنْ عَالَمِ الْإِلْهَامِ إِلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مُبَاحٌ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالْغَفْلَةِ عَنْهَا، فَإِنَّ مَنْ غَفَلَ عَنْهَا غَفَلَ عَنْ رَبِّهِ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْ رَبِّهِ فَقَدْ هَلَكَ، أَوْ لَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، أَيْ: أَرْوَاحَكُمُ الْقُدْسِيَّةَ بِمُبَاشَرَتِكُمْ مَا لَا يَلِيقُ، فَإِنَّ مُبَاشَرَةَ مَا لَا يَلِيقُ يَمْنَعُ الرُّوحَ مِنْ طَيَرَانِهَا فِي عَالَمِ الْمُشَاهِدَاتِ، وَيَحْجُبُ عَنْهَا أَنْوَارَ الْمُكَاشَفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29إِنَّ اللَّهَ كَانَ فِي أَزَلِ الْآزَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29بِكُمْ رَحِيمًا فَلِذَا أَرْشَدَكُمْ إِلَى مَا أَرْشَدَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ وَهِيَ عِنْدُ الْعَارِفِينَ رُؤْيَةُ
[ ص: 36 ] الْعُبُودِيَّةِ فِي مَشْهَدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَطَلَبُ الْأَعْوَاضِ فِي الْخِدْمَةِ، وَمَيْلُ النَّفْسِ إِلَى السِّوَى مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى، وَالسُّكُونُ فِي مَقَامِ الْكَرَامَاتِ، وَدَعْوَى الْمَقَامَاتِ السَّامِيَةِ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَيْهَا.
وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ إِثْبَاتُ وُجُودٍ غَيْرِ وُجُودِ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ أَيْ: نَمْحُ عَنْكُمْ تَلَوُّنَاتِكُمْ بِظُهُورِ نُورِ التَّوْحِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا وَهِيَ حَضْرَةُ عَيْنِ الْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنَ الْكَمَالَاتِ التَّابِعَةِ لِلِاسْتِعْدَادَاتِ؛ فَإِنَّ حُصُولَ كَمَالِ شَخْصٍ لِآخَرَ مُحَالٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا لَهُ، وَلِهَذَا عَبَّرَ بِالتَّمَنِّي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32لِلرِّجَالِ وَهُمُ الْأَفْرَادُ الْوَاصِلُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا بِنُورِ اسْتِعْدَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلِلنِّسَاءِ وَهُمُ النَّاقِصُونَ الْقَاصِرُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ حَسَبَ اسْتِعْدَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ بِأَنْ يُفِيضَ عَلَيْكُمْ مَا تَقْتَضِيهِ قَابِلِيَّاتُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ فَيُعْطِيكُمْ مَا يَلِيقُ بِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ أَيْ: وَلِكُلِّ قَوْمٍ جَعَلْنَاهُمْ (مَوَالِيَ) نَصِيبٌ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ، يَرِثُونَ بِهِ مِمَّا تَرَكَهُ وَالِدَاهُمْ، وَهُمَا الرُّوحُ وَالْقَلْبُ، وَالْأَقْرَبُونَ وَهُمُ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ وَهُمُ الْمُرِيدُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنَ الْفَيْضِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِمْ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=33إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا إِذْ كَلُّ شَيْءٍ مُظْهِرٌ لِاسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ أَيِ الْكَامِلُونَ شَأْنُهُمُ الْقِيَامُ بِتَدْبِيرِ النَّاقِصِينَ، وَالْإِنْفَاقُ عَلَيْهِمْ مَنْ فُيُوضَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34وَبِمَا أَنْفَقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَطَرِيقِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34مِنْ أَمْوَالِهِمْ أَيْ قُوَاهُمْ أَوْ مَعَارِفِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فَالصَّالِحَاتُ لِلسُّلُوكِ مِنَ النِّسَاءِ بِالْمَعْنَى السَّابِقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34قَانِتَاتٌ مُطِيعَاتٌ لِلَّهِ تَعَالَى بِالْعِبَادَاتِ الْقَالِبِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ أَيِ الْقَلْبِ عَنْ دَنَسِ الْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ، وَلَعَلَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى الْعِبَادَاتِ الْقَلْبِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34بِمَا حَفِظَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ تَرَفُّعَهُنَّ عَنِ الِانْقِيَادِ إِلَى مَا يَنْفَعُهُنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فَعِظُوهُنَّ بِذِكْرِ أَحْوَالِ الصَّالِحِينَ وَمَقَامَاتِهِمْ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ تَمِيلُ إِلَى مَا يُمْدَحُ لَهَا غَالِبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ أَيِ امْنَعُوا دُخُولَ أَنْوَارِ فُيُوضَاتِكُمْ إِلَى حُجُرَاتِ قُلُوبِهِنَّ لِيَسْتَوْحِشْنَ، فَرُبَّمَا يَرْجِعْنَ عَنْ ذَلِكَ التَّرَفُّعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34وَاضْرِبُوهُنَّ بِعَصَى الْقَهْرِ إِنْ لَمْ يَنْجَعْ مَا تَقَدَّمَ فِيهِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَرَجَعْنَ عَنِ التَّرَفُّعِ وَالْأَنَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا بِتَكْلِيفِهِنَّ فَوْقَ طَاقَتِهِنَّ، وَخِلَافَ مُقْتَضَى اسْتِعْدَادِهِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وَمَعَ هَذَا لَمْ يُكَلِّفْ أَحَدًا فَوْقَ طَاقَتِهِ، وَخِلَافَ مُقْتَضَى اسْتِعْدَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35وَإِنْ خِفْتُمْ أَيُّهَا الْمُرْشِدُونَ الْكُمَّلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35شِقَاقَ بَيْنِهِمَا أَيْ بَيْنَ الشَّيْخِ وَالْمُرِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا فَابْعَثُوا مُتَوَسِّطَيْنِ مِنَ الْمَشَايِخِ وَالسَّالِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=35بَيْنِهِمَا وَهِمَّةُ الرِّجَالِ تَقْلَعُ الْجِبَالَ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الرِّجَالُ إِشَارَةً إِلَى الْعُقُولِ الْكَامِلَةِ، وَالنِّسَاءُ إِشَارَةً إِلَى النُّفُوسِ النَّاقِصَةِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الْعَقْلَ هُوَ الْقَائِمُ بِتَدْبِيرِ النَّفْسِ وَإِرْشَادِهَا إِلَى مَا يُصْلِحُهَا، وَيُرَادُ مِنَ الْحَكَمَيْنِ حِينَئِذٍ مَا يَتَوَسَّطُ بَيْنَ الْعَقْلِ وَالنَّفْسِ مِنَ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَاعْبُدُوا اللَّهَ بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ وَالْفَنَاءِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا مِمَّا تَحْسَبُونَهُ شَيْئًا وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، إِذْ لَا وُجُودَ حَقِيقَةً لِغَيْرِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَبِالْوَالِدَيْنِ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ اللَّذَيْنِ تَوَلَّدَ بَيْنَهُمَا الْقَلْبُ أَحْسِنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إِحْسَانًا فَاسْتَفِيضُوا مِنَ الْأَوَّلِ وَتَوَجَّهُوا بِالتَّسْلِيمِ إِلَيْهِ، وَزَكُّوا الثَّانِيَ، وَطَهِّرُوا بُرْدَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَبِذِي الْقُرْبَى وَهُمْ مَنْ يُنَاسِبُكُمْ بِالِاسْتِعْدَادِ الْأَصْلِيِّ وَالْمُشَاكَلَةِ الرُّوحَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْيَتَامَى الْمُسْتَعِدِّينَ الْمُنْقَطِعِينَ عَنْ نُورِ الْأَبِ وَهُوَ الرُّوحُ بِالِاحْتِجَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْمَسَاكِينِ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ لَا حَظَّ لَهُمْ مِنَ الْمَعَارِفِ، وَلِذَا سَكَنُوا عَنِ السَّيْرِ، وَهُمُ النَّاسِكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى الْقَرِيبِ مِنْ مَقَامِكَ فِي السُّلُوكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْجَارِ الْجُنُبِ الْبَعِيدِ عَنْ مَقَامِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ [ ص: 37 ] الَّذِي هُوَ فِي عَيْنِ مَقَامِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَابْنِ السَّبِيلِ أَيِ السَّالِكِ الْمُتَغَرِّبِ عَنْ مَأْوَى النَّفْسِ الَّذِي لَمْ يَصِلْ إِلَى مَقَامٍ بَعْدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنَ الْمُنْتَمِينَ إِلَيْكُمْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ، وَقِيلَ: (الْوَالِدَيْنِ) إِشَارَةٌ إِلَى الْمَشَايِخِ وَإِحْسَانِ الْمُرِيدِ إِلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ إِلَيْهِمْ، وَامْتِثَالِ أَوَامِرِهِمْ، فَإِنَّهُمْ أَطِبَّاءُ الْقُلُوبِ، وَهُمْ أَعْرَفُ بِالدَّاءِ وَالدَّوَاءِ، وَلَا يُدَاوُونَ إِلَّا بِمَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى، وَإِنْ خَفِيَ عَلَى الْمُرِيدِ وَجْهُهُ.
وَمِنْ هُنَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ قُدِّسَ سِرُّهُ: أَمَرَنِي رَبِّي أَمَرًا وَأَمَرَنِي السِّرِّيُّ أَمْرًا فَقَدَّمْتُ أَمْرَ السِّرِّيِّ عَلَى أَمْرِ رَبِّي، وَكُلُّ مَا وَجَدْتُ فَهُوَ مِنْ بَرَكَاتِهِ، وَأَوَّلَ " الْجَارِ ذِي الْقُرْبَى " بِالرُّوحِ النَّاطِقَةِ الْعَارِفَةِ الْعَاشِقَةِ الْمَلَكُوتِيَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الْعَدَمِ بِتَجَلِّي الْقِدَمِ، وَانْقَدَحَتْ مِنْ نُورِ الْأَزَلِ، وَهِيَ أَقْرَبُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ جَارُ اللَّهِ تَعَالَى الْمَصْبُوغَةُ بِنُورِهِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهَا أَنْ تُطْلِقَهَا مِنْ فِتْنَةِ الطَّبِيعَةِ، وَتُقَدِّسَ مَسْكَنَهَا مِنْ حُظُوظِ الْبَشَرِيَّةِ لِتَطِيرَ بِجَنَاحِ الْمَعْرِفَةِ وَالشَّوْقِ إِلَى عَالَمِ الْمُشَاهِدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالْجَارِ الْجُنُبِ بِالصُّورَةِ الْحَامِلَةِ لِلرُّوحِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهَا أَنْ تَفْطِمَ جَوَارِحَهَا مَنْ رَضَعَ ضَرْعَ الشَّهَوَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَهُوَ الْقَلْبُ الَّذِي يَصْحَبُكَ فِي سَفَرِ الْغَيْبِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِ أَنْ تُفْرِدَهُ مِنَ الْحَدَثَانِ، وَتُشَوِّقَهُ إِلَى جَمَالِ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ، وَفِي الْخَبَرِ:
«أَعْدَى عَدُّوِكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ» وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهَا أَنْ تَحْبِسَهَا فِي سِجْنِ الْعُبُودِيَّةِ، وَتُحْرِقَهَا بِنِيرَانِ الْمَحَبَّةِ، وَأَوَّلَ " ابْنِ السَّبِيلِ " بِالْوَلِيِّ الْكَامِلِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ يَتَنَقَّلُ مِنْ نُورِ الْأَفْعَالِ إِلَى نُورِ الصِّفَاتِ، وَمِنْ نُورِ الصِّفَاتِ إِلَى نُورِ الذَّاتِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِ كَتْمُ سِرِّهِ، وَعَدَمُ الْخُرُوجِ عَنْ دَائِرَةِ أَمْرِهِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: وَإِنْ شِئْتَ أَوَّلْتَ (ذَا الْقُرْبَى) بِمَا يَتَّصِلُ بِالشَّخْصِ مِنَ الْمُجَرَّدَاتِ (وَالْيَتَامَى) بِالْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ (وَالْمَسَاكِينِ) بِالْقُوَى النَّفْسَانِيَّةِ مِنَ الْحَوَاسِّ الظَّاهِرَةِ وَغَيْرِهَا (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى) بِالْعَقْلِ (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) بِالْوَهْمِ (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) بِالشَّوْقِ وَالْإِرَادَةِ (وَابْنِ السَّبِيلِ) بِالْفِكْرِ وَالْمَمَالِيكِ بِالْمَلَكَاتِ الْمُكْتَسَبَةِ، الَّتِي هِيَ مَصَادِرُ الْأَفْعَالِ الْجَمِيلَةِ، وَبَابُ التَّأْوِيلِ وَاسِعٌ جِدًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا يَسْعَى بِالسُّلُوكِ فِي نَفْسِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36فَخُورًا بِأَحْوَالِهِ وَمَقَامَاتِهِ، مُحْتَجِبًا بِرُؤْيَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى الْمُسْتَحِقِّينَ فَلَا يَعْمَلُونَ بِعُلُومِهِمْ وَلَا يُعَلِّمُونَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ قَالًا أَوْ حَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَلَا يَشْكُرُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ، أَوْ يَكْتُمُونَ مَا أُوتُوا مِنَ الْمَعَارِفِ فِي كَتْمِ الِاسْتِعْدَادِ وَظُلْمَةِ الْقُوَّةِ حَتَّى كَأَنَّهَا مَعْدُومَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ لِلْحَقِّ، السَّاتِرِينَ أَنْوَارَ الْوَحْدَةِ بِظُلْمَةِ الْكَثْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37عَذَابًا مُهِينًا يُهِينُهُمْ فِي ذُلِّ وَجُودِهِمْ وَشَيْنِ صِفَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ أَيْ يُبْرِزُونَ كَمَالَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38رِئَاءَ النَّاسِ مُرَائِينَ النَّاسَ بِأَنَّهَا لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ الْإِيمَانَ الْحَقِيقِيَّ؛ لِيَعْلَمُوا أَنْ لَا كَمَالَ إِلَّا لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ أَيِ الْفَنَاءِ فِيهِ سُبْحَانَهُ، لِيَبْرُزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ النَّفْسُ وَقُوَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=38لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا لِأَنَّهُ يُضِلُّهُ عَنِ الْحَقِّ كَهَؤُلَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وَمَاذَا عَلَيْهِمْ مَا كَانَ يَضُرُّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَصَدَّقُوا بِالتَّوْحِيدِ وَالْفَنَاءِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَلَمْ يَرَوْا كَمَالًا لِأَنْفُسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=39وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا فَيُجَازِيهِمْ بِالْبَقَاءِ بَعْدَ الْفَنَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِقْدَارَ مَا يَظْهَرُ مِنَ الْهَبَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً وَلَا تَكُونُ كَذَلِكَ إِلَّا إِذَا كَانَتْ لَهُ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ يُضَاعِفُهَا بِالتَّأْيِيدِ الْحَقَّانِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا وَهُوَ الشُّهُودُ الذَّاتِيُّ أَوِ الْعِلْمُ اللَّدُنِّيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَهُوَ مَا يَحْضُرُ كُلَّ أَحَدٍ، وَيَظْهَرُ لَهُ بِصُورَةِ مُعْتَقَدِهِ فَيَكْشِفُ عَنْ حَالِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ وَهُمُ الْمُحَمَّدِيُّونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41شَهِيدًا وَمِنْ لَوَازِمِ الْإِتْيَانِ بِالْحَقِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ شَهِيدًا لِلْمُحَمَّدِيِّينَ مَعْرِفَتُهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى عِنْدَ التَّحَوُّلِ فِي جَمِيعِ الصُّوَرِ، فَلَيْسَ شَهِيدُهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا الْحَقَّ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالِاحْتِجَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَعَصَوُا الرَّسُولَ بِعَدَمِ الْمُتَابَعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ [ ص: 38 ] لِتَنْطَمِسَ نُفُوسُهُمْ، أَوْ تَصِيرَ سَاذَجَةً لَا نَقْشَ فِيهَا مِنَ الْعَقَائِدِ الْفَاسِدَةِ وَالرَّذَائِلِ الْمُوبَقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا أَيْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى كَتْمِ حَدِيثٍ مِنْ تِلْكَ النُّقُوشِ، وَهَيْهَاتَ، أَنَّى يُخْفُونَ شَيْئًا مِنْهَا، وَقَدْ صَارَتِ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ!!
سَهْمٌ أَصَابَ وَرَامِيهِ بِذِي سَلَمٍ مَنْ بِالْعِرَاقِ لَقَدْ أَبْعَدْتَ مَرْمَاكَ
وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَوَلَّى الْحَقَّ، وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.