هذا، ومن باب الإشارة في الآيات:
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا ) بالإيمان العلمي (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أوفوا بالعقود ) أي: بعزائم التكليف، وقال
أبو الحسن الفارسي : أمر الله تعالى عباده بحفظ النيات في المعاملات، والرياضات في المحاسبات، والحراسة في الخطرات، والرعاية في المشاهدات، وقال بعضهم: ( أوفوا بالعقود ) عقد القلب بالمعرفة، وعقد اللسان بالثناء، وعقد الجوارح بالخضوع.
وقيل: أول عقد عقد على المرء عقد الإجابة له سبحانه بالربوبية وعدم المخالفة بالرجوع إلى ما سواه، والعقد الثاني عقد تحمل الأمانة وترك الخيانة.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أحلت لكم بهيمة الأنعام ) أي: أحل لكم جميع أنواع التمتعات والحظوظ بالنفوس السليمة، التي لا يغلب عليها السبعية والشره ( إلا ما يتلى عليكم ) من التمتعات المنافية للفضيلة والعدالة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد وأنتم حرم ) أي: لا متمتعين بالحظوظ في حال تجردكم للسلوك وقصدكم كعبة الوصال، وتوجهكم إلى حرم صفات الجمال والجلال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إن الله يحكم ما يريد ) فليرض السالك بحكمه؛ ليستريح، ويهدى إلى سبيل رشده.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ) من المقامات والأحوال التي يعلم بها السالك إلى حرم ربه سبحانه، من الصبر والتوكل والشكر ونحوها، أي: لا تخرجوا عن حكمها (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا الشهر الحرام ) وهو وقت الحج الحقيقي، وهو وقت السلوك إلى ملك الملوك، وإحلاله بالخروج عن حكمه والاشتغال بما ينافيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا الهدي ) وهو النفس المستعدة المعدة للقربان عند الوصول إلى الحضرة، وإحلالها باستعمالها بما يصرفها أو تكليفها بما سبب مللها ( ولا القلائد ) وهي ما قلدته النفس من الأعمال الشرعية التي لا يتم الوصول إلا بها، وإحلالها بالتطفيف بها وعدم إيقاعها على الوجه الكامل (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا آمين البيت الحرام ) وهم السالكون، وإحلالهم بتنفيرهم وشغلهم بما يصدهم أو يكسلهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يبتغون فضلا من ربهم ) بتجليات الأفعال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ورضوانا ) بتجليات الصفات (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وإذا حللتم فاصطادوا ) أي: إذا رجعتم إلى البقاء بعد الفناء، فلا جناح عليكم في التمتع.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ) أي: لا يكسبنكم بغض القوى النفسانية بسبب صدها إياكم عن السلوك (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أن تعتدوا ) عليها وتقهروها بالكلية، فتتعطل أو تضعف عن منافعها، أو لا يكسبنكم بغض قوم من أهاليكم أو أصدقائكم بسبب صدهم إياكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أن تعتدوا ) عليهم بمقتهم وإضرارهم وإرادة الشر لهم.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وتعاونوا على البر والتقوى ) بتدبير تلك القوى وسياستها، أو بمراعاة الأهل والأصدقاء والإحسان إليهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فإن ذلك يقطعكم عن الوصول.
وعن سهل أن البر الإيمان، والتقوى السنة، والإثم الكفر، والعدوان البدعة.
وعن
الصادق - رضي الله تعالى عنه - البر
[ ص: 68 ] الإيمان، والتقوى الإخلاص، والإثم الكفر، والعدوان المعاصي.
وقيل: البر ما توافق عليه العلماء من غير خلاف، والتقوى مخالفة الهوى، والإثم طلب الرخص، والعدوان التخطي إلى الشبهات.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2واتقوا الله ) في هذه الأمور (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2إن الله شديد العقاب ) فيعاقبكم بما هو أعلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة ) وهي خمود الشهوة بالكلية؛ فإنه رذيلة التفريط المنافية للعفة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3والدم ) وهو التمتع بهوى النفس (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ولحم الخنزير ) أي: وسائر وجوه التمتعات بالحرص والشره وقلة الغيرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما أهل لغير الله به ) من الأعمال التي فعلت رياء وسمعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3والمنخنقة ) وهي الأفعال الحسنة صورة مع كمون الهوى فيها (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3والموقوذة ) وهي الأفعال التي أجبر عليها الهوى (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3والمتردية ) وهي الأفعال المائلة إلى التفريط والنقصان (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3والنطيحة ) وهي الأفعال التي تصدر خوف الفضيحة وزجر المحتسب مثلا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما أكل السبع ) وهي الأفعال التي من ملائمات القوة الغضبية من الأنفة والحمية النفسانية (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إلا ما ذكيتم ) من الأفعال الحسنة، التي تصدر بإرادة قلبية، لم يمازجها ما يشينها (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما ذبح على النصب ) وهو ما يفعله أبناء العادات، لا لغرض عقلي أو شرعي (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وأن تستقسموا بالأزلام ) بأن تطلبوا السعادة والكمال بالحظوظ والطوالع، وتتركوا العمل وتقولوا: لو كان مقدرا لنا لعملنا، فإنه ربما كان القدر معلقا بالسعي (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ذلكم فسق ) خروج عن الدين الحق؛ لأن فيه الأمر والنهي والاتكال على المقدر بجعلمها عبثا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم ) وهو وقت حصول الكمال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3يئس الذين كفروا من دينكم ) بأن يصدوكم عن طريق الحق (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فلا تخشوهم ) فإنهم لا يستولون عليكم بعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3واخشون ) لتنالوا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم ) ببيان ما بينت (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وأتممت عليكم نعمتي ) بذلك أو بالهداية إلي (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ورضيت لكم الإسلام ) أي الانقياد للانمحاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3دينا فمن اضطر ) إلى تناول لذة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3في مخمصة ) وهي الهجيان الشديد للنفس (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3غير متجانف لإثم ) غير منحرف لرذيلة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فإن الله غفور رحيم ) فيستر ذلك، ويرحم بمدد التوفيق.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ) من الحقائق التي تحصل لكم بعقولكم وقلوبكم وأرواحكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وما علمتم من الجوارح ) وهي الحواس الظاهرة والباطنة، وسائر القوى والآلات البدنية (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4مكلبين ) معلمين لها على اكتساب الفضائل (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4تعلمونهن مما علمكم الله ) من علوم الأخلاق والشرائع (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4فكلوا مما أمسكن عليكم ) مما يؤدي إلى الكمال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4واذكروا اسم الله عليه ) بأن تقصدوا أنه أحد أسباب الوصول إليه عز شأنه، لا أنه لذة نفسانية (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) وهو مقام الفرق والجمع (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وطعامكم حل لهم ) فلا عليكم أن تطعموهم منه، بأن تضموا لأهل الفرق جمعا ولأهل الجمع فرقا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5والمحصنات من المؤمنات ) وهي النفوس المهذبة الكاملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن ) أي: حقوقهن من الكمال اللائق بهن، وألحقتموهن بالمحصنات من المؤمنات (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) بل قاصدين تكميلهن، واستيلاء الآثار النافعة منهن لا مجرد الصحبة، وإفاضة ماء المعارف من غير ثمرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5ومن يكفر بالإيمان ) بأن ينكر الشرائع والحائق، ويمتنع من قبولها (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5فقد حبط عمله ) بإنكاره الشرائع (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وهو في الآخرة من الخاسرين ) بإنكاره الحقائق، والظاهر عدم التوزيع، والله تعالى أعلم بمراده، وهو الموفق للصواب.
هَذَا، وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ:
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) بِالْإِيمَانِ الْعِلْمِيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) أَيْ: بِعَزَائِمِ التَّكْلِيفِ، وَقَالَ
أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ : أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِحِفْظِ النِّيَّاتِ فِي الْمُعَامَلَاتِ، وَالرِّيَاضَاتِ فِي الْمُحَاسِبَاتِ، وَالْحِرَاسَةِ فِي الْخَطِرَاتِ، وَالرِّعَايَةِ فِي الْمُشَاهَدَاتِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) عَقْدِ الْقَلْبِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَعَقْدِ اللِّسَانِ بِالثَّنَاءِ، وَعَقْدِ الْجَوَارِحِ بِالْخُضُوعِ.
وَقِيلَ: أَوَّلُ عَقْدٍ عُقِدَ عَلَى الْمَرْءِ عَقْدُ الْإِجَابَةِ لَهُ سُبْحَانَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَعَدَمِ الْمُخَالَفَةِ بِالرُّجُوعِ إِلَى مَا سِوَاهُ، وَالْعَقْدُ الثَّانِي عَقْدُ تَحَمُّلِ الْأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ ) أَيْ: أُحِلَّ لَكُمْ جَمِيعُ أَنْوَاعِ التَّمَتُّعَاتِ وَالْحُظُوظِ بِالنُّفُوسِ السَّلِيمَةِ، الَّتِي لَا يَغْلِبُ عَلَيْهَا السَّبُعِيَّةُ وَالشَّرَهُ ( إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ) مِنَ التَّمَتُّعَاتِ الْمُنَافِيَةِ لِلْفَضِيلَةِ وَالْعَدَالَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) أَيْ: لَا مُتَمَتِّعِينَ بِالْحُظُوظِ فِي حَالِ تَجَرُّدِكُمْ لِلسُّلُوكِ وَقَصْدِكُمْ كَعْبَةَ الْوِصَالِ، وَتَوَجُّهِكُمْ إِلَى حَرَمِ صِفَاتِ الْجَمَالِ وَالْجَلَالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ) فَلْيَرْضَ السَّالِكُ بِحُكْمِهِ؛ لِيَسْتَرِيحَ، وَيُهْدَى إِلَى سَبِيلِ رُشْدِهِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) مِنَ الْمَقَامَاتِ وَالْأَحْوَالِ الَّتِي يَعْلَمُ بِهَا السَّالِكُ إِلَى حَرَمِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ، مِنَ الصَّبْرِ وَالتَّوَكُّلِ وَالشُّكْرِ وَنَحْوِهَا، أَيْ: لَا تَخْرُجُوا عَنْ حُكْمِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ) وَهُوَ وَقْتُ الْحَجِّ الْحَقِيقِيِّ، وَهُوَ وَقْتُ السُّلُوكِ إِلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ، وَإِحْلَالُهُ بِالْخُرُوجِ عَنْ حُكْمِهِ وَالِاشْتِغَالِ بِمَا يُنَافِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلا الْهَدْيَ ) وَهُوَ النَّفْسُ الْمُسْتَعِدَّةُ الْمُعَدَّةُ لِلْقُرْبَانِ عِنْدَ الْوُصُولِ إِلَى الْحَضْرَةِ، وَإِحْلَالُهَا بِاسْتِعْمَالِهَا بِمَا يَصْرِفُهَا أَوْ تَكْلِيفِهَا بِمَا سَبَّبَ مَلَلَهَا ( وَلَا الْقَلَائِدَ ) وَهِيَ مَا قُلِّدَتْهُ النَّفْسُ مِنَ الْأَعْمَالِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي لَا يَتِمُّ الْوُصُولُ إِلَّا بِهَا، وَإِحْلَالُهَا بِالتَّطْفِيفِ بِهَا وَعَدَمِ إِيقَاعِهَا عَلَى الْوَجْهِ الْكَامِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ) وَهُمُ السَّالِكُونَ، وَإِحْلَالُهُمْ بِتَنْفِيرِهِمْ وَشَغْلِهِمْ بِمَا يَصُدُّهُمْ أَوْ يُكَسِّلُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ ) بِتَجَلِّيَاتِ الْأَفْعَالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَرِضْوَانًا ) بِتَجَلِّيَاتِ الصِّفَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ) أَيْ: إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى الْبَقَاءِ بَعْدَ الْفَنَاءِ، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي التَّمَتُّعِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ) أَيْ: لَا يَكْسِبَنَّكُمْ بُغْضُ الْقُوَى النَّفْسَانِيَّةِ بِسَبَبِ صَدِّهَا إِيَّاكُمْ عَنِ السُّلُوكِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أَنْ تَعْتَدُوا ) عَلَيْهَا وَتَقْهَرُوهَا بِالْكُلِّيَّةِ، فَتَتَعَطَّلُ أَوْ تَضْعُفُ عَنْ مَنَافِعِهَا، أَوْ لَا يَكْسِبَنَّكُمْ بُغْضُ قَوْمٍ مِنْ أَهَالِيكُمْ أَوْ أَصْدِقَائِكُمْ بِسَبَبِ صَدِّهِمْ إِيَّاكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2أَنْ تَعْتَدُوا ) عَلَيْهِمْ بِمَقْتِهِمْ وَإِضْرَارِهِمْ وَإِرَادَةِ الشَّرِّ لَهُمْ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) بِتَدْبِيرِ تِلْكَ الْقُوَى وَسِيَاسَتِهَا، أَوْ بِمُرَاعَاةِ الْأَهْلِ وَالْأَصْدِقَاءِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُكُمْ عَنِ الْوُصُولِ.
وَعَنْ سَهْلٍ أَنَّ الْبِرَّ الْإِيمَانُ، وَالتَّقْوَى السُّنَّةُ، وَالْإِثْمَ الْكُفْرُ، وَالْعُدْوَانَ الْبِدْعَةُ.
وَعَنِ
الصَّادِقِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - الْبِرُّ
[ ص: 68 ] الْإِيمَانُ، وَالتَّقْوَى الْإِخْلَاصُ، وَالْإِثْمُ الْكُفْرُ، وَالْعُدْوَانُ الْمُعَاصِي.
وَقِيلَ: الْبَرُّ مَا تَوَافَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ، وَالتَّقْوَى مُخَالَفَةُ الْهَوَى، وَالْإِثْمُ طَلَبُ الرُّخَصِ، وَالْعُدْوَانُ التَّخَطِّي إِلَى الشُّبَهَاتِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَاتَّقُوا اللَّهَ ) فِي هَذِهِ الْأُمُورِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) فَيُعَاقِبُكُمْ بِمَا هُوَ أَعْلَمُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) وَهِيَ خُمُودُ الشَّهْوَةِ بِالْكُلِّيَّةِ؛ فَإِنَّهُ رَذِيلَةُ التَّفْرِيطِ الْمُنَافِيَةِ لِلْعِفَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَالدَّمُ ) وَهُوَ التَّمَتُّعُ بِهَوَى النَّفْسِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ) أَيْ: وَسَائِرُ وُجُوهِ التَّمَتُّعَاتِ بِالْحِرْصِ وَالشَّرَهِ وَقِلَّةِ الْغَيْرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي فُعِلَتْ رِيَاءً وَسُمْعَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَالْمُنْخَنِقَةُ ) وَهِيَ الْأَفْعَالُ الْحَسَنَةُ صُورَةً مَعَ كَمُونِ الْهَوَى فِيهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَالْمَوْقُوذَةُ ) وَهِيَ الْأَفْعَالُ الَّتِي أَجْبَرَ عَلَيْهَا الْهَوَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَالْمُتَرَدِّيَةُ ) وَهِيَ الْأَفْعَالُ الْمَائِلَةُ إِلَى التَّفْرِيطِ وَالنُّقْصَانِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَالنَّطِيحَةُ ) وَهِيَ الْأَفْعَالُ الَّتِي تَصْدُرُ خَوْفَ الْفَضِيحَةِ وَزَجْرَ الْمُحْتَسِبِ مَثَلًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ) وَهِيَ الْأَفْعَال الَّتِي مِنْ مُلَائِمَاتِ الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ مِنَ الْأَنَفَةِ وَالْحِمْيَةِ النَّفْسَانِيَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ ) مِنَ الْأَفْعَالِ الْحَسَنَةِ، الَّتِي تَصْدُرُ بِإِرَادَةٍ قَلْبِيَّةٍ، لَمْ يُمَازِجْهَا مَا يُشِينُهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) وَهُوَ مَا يَفْعَلُهُ أَبْنَاءُ الْعَادَاتِ، لَا لِغَرَضٍ عَقْلِيٍّ أَوْ شَرْعِيٍّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ) بِأَنْ تَطْلُبُوا السَّعَادَةَ وَالْكَمَالَ بِالْحُظُوظِ وَالطَّوَالِعِ، وَتَتْرُكُوا الْعَمَلَ وَتَقُولُوا: لَوْ كَانَ مُقَدَّرًا لَنَا لِعَمِلْنَا، فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ الْقَدَرُ مُعَلَّقًا بِالسَّعْيِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ذَلِكُمْ فِسْقٌ ) خُرُوجٌ عَنِ الدِّينِ الْحَقِّ؛ لِأَنَّ فِيهِ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَالِاتِّكَالَ عَلَى الْمُقَدَّرِ بِجَعْلِمِهَا عَبَثًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ ) وَهُوَ وَقْتُ حُصُولِ الْكَمَالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ) بِأَنْ يَصُدُّوكُمْ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَلا تَخْشَوْهُمْ ) فَإِنَّهُمْ لَا يَسْتَوْلُونَ عَلَيْكُمْ بَعْدُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَاخْشَوْنِ ) لِتَنَالُوا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعْتُ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) بِبَيَانِ مَا بَيَّنْتُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) بِذَلِكَ أَوْ بِالْهِدَايَةِ إِلَيَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ ) أَيِ الِانْقِيَادَ لِلِانْمِحَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ ) إِلَى تَنَاوُلِ لَذَّةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فِي مَخْمَصَةٍ ) وَهِيَ الْهَجَيَانُ الشَّدِيدُ لِلنَّفْسِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ ) غَيْرَ مُنْحَرِفٍ لِرَذِيلَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فَيَسْتُرُ ذَلِكَ، وَيَرْحَمُ بِمَدَدِ التَّوْفِيقِ.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ) مِنَ الْحَقَائِقِ الَّتِي تَحْصُلُ لَكُمْ بِعُقُولِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَأَرْوَاحِكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ ) وَهِيَ الْحَوَاسُّ الظَّاهِرَةُ وَالْبَاطِنَةُ، وَسَائِرُ الْقُوَى وَالْآلَاتِ الْبَدَنِيَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4مُكَلِّبِينَ ) مُعَلِّمِينَ لَهَا عَلَى اكْتِسَابِ الْفَضَائِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ) مِنْ عُلُومِ الْأَخْلَاقِ وَالشَّرَائِعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ) مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى الْكَمَالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ) بِأَنْ تَقْصِدُوا أَنَّهُ أَحَدُ أَسْبَابِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ عَزَّ شَأْنُهُ، لَا أَنَّهٌ لَذَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ) وَهُوَ مَقَامُ الْفَرْقِ وَالْجَمْعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) فَلَا عَلَيْكُمْ أَنْ تُطْعِمُوهُمْ مِنْهُ، بِأَنْ تَضُمُّوا لِأَهْلِ الْفَرْقِ جَمْعًا وَلِأَهْلِ الْجَمْعِ فَرْقًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ ) وَهِيَ النُّفُوسُ الْمُهَذَّبَةُ الْكَامِلَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) أَيْ: حُقُوقَهُنَّ مِنَ الْكَمَالِ اللَّائِقِ بِهِنَّ، وَأَلْحَقْتُمُوهُنَّ بِالْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) بَلْ قَاصِدِينَ تَكْمِيلَهُنَّ، وَاسْتِيلَاءَ الْآثَارِ النَّافِعَةِ مِنْهُنَّ لَا مُجَرَّدَ الصُّحْبَةِ، وَإِفَاضَةَ مَاءِ الْمَعَارِفِ مِنْ غَيْرِ ثَمَرَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ ) بِأَنْ يُنْكِرَ الشَّرَائِعَ وَالْحَائِقَ، وَيَمْتَنِعَ مِنْ قَبُولِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) بِإِنْكَارِهِ الشَّرَائِعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) بِإِنْكَارِهِ الْحَقَائِقَ، وَالظَّاهِرُ عَدَمُ التَّوْزِيعِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ، وَهُوَ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ.