وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا أي كلوا ما حل لكم وطاب مما رزقكم الله تعالى. فحلالا مفعول به لكلوا و مما رزقكم إما حال منه وقد كان في الأصل صفة له إلا أن صفة النكرة إذا قدمت صارت حالا أو متعلق بكلوا و (من) ابتدائية ويحتمل أن يكون موضع المفعول لكلوا على معنى أنه صفة مفعول له قائمة مقامه أي شيئا مما رزقكم أو يجعله نفسه مفعولا بتأويل بعض إلا أن في هذا تكلفا و حلالا حال من الموصول أو من عائده المحذوف أو صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا وعلى الوجوه كلها الآية دليل لنا في شمول الرزق للحلال والحرام إذ لو لم يقع الرزق على الحرام لم يكن لذكر الحلال فائدة سوى التأكيد وهو خلاف الظاهر في مثل ذلك واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون 88 استدعاء التقوى وامتثال الوصية بوجه حسن، والآية ظاهرة في أن أكل اللذائذ لا ينافي التقوى، وقد أكل صلى الله عليه وسلم ثريد اللحم ومدحه وكان يحب الحلوى، وقد فصلت الأخبار ما كان يأكله عليه الصلاة والسلام، وأواني الكتب ملأى من ذلك
وروي أن كان يأكل الفالوذج فدخل عليه الحسن فرقد السنجي فقال : يا فرقد ما تقول في هذا فقال : لا آكله ولا أحب أكله فأقبل على غيره كالمتعجب وقال : لعاب النحل بلعاب البر مع سمن البقر هل يعيبه مسلم. وذكر الحسن الطبرسي أن فيها دلالة على النهي عن الترهب وترك النكاح وقد جاء في غير ما خبر أنه صلى الله عليه وسلم قال: " " وقال عليه الصلاة والسلام في خبر طويل: " إن الله تعالى لم يبعثني بالرهبانية " وعن شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة وينهانا عن التبتل نهيا شديدا
وعن أبي نجيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة،
من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس مني