nindex.php?page=treesubj&link=28902_30454_34092_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39والذين كذبوا بآياتنا أي القرآن أو سائر الحجج ويدخل دخولا أوليا، والموصول عبارة عن المعهودين في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك إلخ أو الأعم من أولئك، والكلام متعلق بقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38ما فرطنا إلخ أو بقوله جل شأنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إنما يستجيب الذين يسمعون والواو للاستئناف وما بعدها مبتدأ خبره (صم بكم) وجوز أن يكون هذا خبر مبتدإ محذوف أي بعضهم صم وبعضهم بكم. والجملة خبر المبتدإ والأول أولى. وهو من التشبيه البليغ على القول الأصح في أمثاله أي أنهم كالصم وكالبكم فلا يسمعون الآيات سماعا تتأثر منه نفوسهم ولا يقدرون على أن ينطقوا بالحق ولذلك لا يستجيبون ويقولون في الآيات ما يقولون. وقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39في الظلمات أي في ظلمات الكفر وأنواعه أو في ظلمة الجهل وظلمة العناد وظلمة التقليد في الباطل إما خبر بعد خبر للموصول على أنه واقع موقع
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عمى كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صم بكم عمي ووجه ترك العطف فيه دون ما تقدمه الإيماء إلى أنه وحده كاف في الذم والإعراض عن الحق، واختير العطف فيما تقدم للتلازم، وقد يترك رعاية لنكتة أخرى وإما متعلق بمحذوف وقع حالا من المستكن في الخبر كأنه قيل : ضالون خابطين أو كائنين في الظلمات. ورجحت الحالية بأنها أبلغ إذ يفهم حينئذ أن صممهم وبكمهم مقيد بحال كونهم في ظلمات الكفر أو الجهل وأخويه حتى لو أخرجوا منها لسمعوا ونطقوا، وعليها لا يحتاج إلى بيان وجه ترك العطف. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون خبر مبتدإ محذوف أي هم في الظلمات وأن يكون صفة لـ (بكم) أو ظرفا له أو لـ (صم) أو لما ينوب عنهما من الفعل، وعن
أبي علي الجبائي أن المراد بالظلمات ظلمات الآخرة على الحقيقة أي أنهم كذلك يوم القيامة عقابا لهم على كفرهم في الدنيا، والكلام عليه متعلق بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38ثم إلى ربهم يحشرون على أن الضمير للأمم على الإطلاق وفيه بعد، وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39من يشأ الله يضلله تحقيق للحق وتقرير لما سبق من حالهم ببيان أنهم من أهل الطبع لا يتأتى منهم الإيمان أصلا فـ (من) مبتدأ خبره ما بعده ومفعول (يشأ) محذوف أي إضلاله، ولا يجوز أن يكون (من) مفعولا مقدما له لفساد
[ ص: 148 ] المعنى، والمراد: من يرد سبحانه أن يخلق فيه الضلال عن الحق يخلقه فيه حسب اختياره الناشئ عن استعداده، وجوز بعضهم أن يكون (من) في موضع نصب بفعل مقدر بعده يفسره ما بعده أي من يشق أو يعذب يشأ إضلاله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم
93
- عطف على ما تقدم، والكلام فيه كالكلام فيه والآية دليل لأهل السنة على أن الكفر والإيمان بإرادته سبحانه وأن الإرادة لا تتخلف عن المراد،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري لما رأى تخرق عقيدته الفاسدة رام رقعها كما هو دأبه فقال : معنى يضلله يخذله ولم يلطف به و (يجعله) إلخ يلطف به، وقال غيره : المراد من يشأ إضلاله يوم القيامة عن طريق الجنة يضلله ومن يشأ يجعله على الصراط الذي يسلكه المؤمنون إلى الجنة وهو كما ترى
وكان الظاهر على ما قيل : أن يقال ومن يشأ يهده إلا أنه عدل عنه لأن هدايته تعالى وهي إرشاده إلى الهدى غير مختصة ببعض دون بعض، ولهذا قيل في تفسير (يجعله) إلخ أي يرشده إلى الهدى ويحمله عليه،
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30454_34092_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أَيِ الْقُرْآنِ أَوْ سَائِرِ الْحُجَجِ وَيَدْخُلُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَالْمَوْصُولُ عِبَارَةٌ عَنِ الْمَعْهُودَيْنِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ إِلَخْ أَوِ الْأَعَمُّ مِنْ أُولَئِكَ، وَالْكَلَامُ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38مَا فَرَّطْنَا إِلَخْ أَوْ بِقَوْلِهِ جَلَّ شَأْنُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْوَاوُ لِلِاسْتِئْنَافِ وَمَا بَعْدَهَا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ (صُمٌّ بُكْمٌ) وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ هَذَا خَبَرَ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ أَيْ بَعْضُهُمْ صُمٌّ وَبَعْضُهُمْ بُكْمٌ. وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى. وَهُوَ مِنَ التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ عَلَى الْقَوْلِ الْأَصَحِّ فِي أَمْثَالِهِ أَيْ أَنَّهُمْ كَالصُّمِّ وَكَالْبُكْمِ فَلَا يَسْمَعُونَ الآيَاتِ سَمَاعًا تَتَأَثَّرُ مِنْهُ نُفُوسُهُمْ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَنْطِقُوا بِالْحَقِّ وَلِذَلِكَ لَا يَسْتَجِيبُونَ وَيَقُولُونَ فِي الْآيَاتِ مَا يَقُولُونَ. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39فِي الظُّلُمَاتِ أَيْ فِي ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ وَأَنْوَاعِهِ أَوْ فِي ظُلْمَةِ الْجَهْلِ وَظُلْمَةِ الْعِنَادِ وَظُلْمَةِ التَّقْلِيدِ فِي الْبَاطِلِ إِمَّا خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ لِلْمَوْصُولِ عَلَى أَنَّهُ وَاقِعٌ مَوْقِعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عَمًى كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=18صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ وَوَجْهُ تَرْكِ الْعَطْفِ فِيهِ دُونَ مَا تَقَدَّمَهُ الْإِيمَاءُ إِلَى أَنَّهُ وَحْدَهُ كَافٍ فِي الذَّمِّ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الْحَقِّ، وَاخْتِيرَ الْعَطْفُ فِيمَا تَقَدَّمَ لِلتَّلَازُمِ، وَقَدْ يُتْرَكُ رِعَايَةً لِنُكْتَةٍ أُخْرَى وَإِمَّا مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِي الْخَبَرِ كَأَنَّهُ قِيلَ : ضَالُّونَ خَابِطِينَ أَوْ كَائِنِينَ فِي الظُّلُمَاتِ. وَرَجَحَتِ الْحَالِيَّةُ بِأَنَّهَا أَبْلَغُ إِذْ يُفْهَمُ حِينَئِذٍ أَنَّ صَمَمَهُمْ وَبُكْمَهُمْ مُقَيَّدٌ بِحَالِ كَوْنِهِمْ فِي ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ أَوِ الْجَهْلِ وَأَخَوَيْهِ حَتَّى لَوْ أُخْرِجُوا مِنْهَا لَسَمِعُوا وَنَطَقُوا، وَعَلَيْهَا لَا يُحْتَاجُ إِلَى بَيَانِ وَجْهِ تَرْكِ الْعَطْفِ. وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُمْ فِي الظُّلُمَاتِ وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لِـ (بُكْمٍ) أَوْ ظَرْفًا لَهُ أَوْ لِـ (صُمٍّ) أَوْ لِمَا يَنُوبُ عَنْهُمَا مِنَ الْفِعْلِ، وَعَنْ
أَبِي عَلِيٍّ الْجَبَائِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالظُّلُمَاتِ ظُلُمَاتُ الْآخِرَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَيْ أَنَّهُمْ كَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِقَابًا لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ لِلْأُمَمِ عَلَى الِإِطْلَاقِ وَفِيهِ بُعْدٌ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ تَحْقِيقٌ لِلْحَقِّ وَتَقْرِيرٌ لِمَا سَبَقَ مِنْ حَالِهِمْ بِبَيَانِ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الطَّبْعِ لَا يَتَأَتَّى مِنْهُمُ الْإِيمَانُ أَصْلًا فَـ (مَنْ) مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَا بَعْدَهُ وَمَفْعُولُ (يَشَأْ) مَحْذُوفٌ أَيْ إِضْلَالَهُ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (مَنْ) مَفْعُولًا مُقَدَّمًا لَهُ لِفَسَادِ
[ ص: 148 ] الْمَعْنَى، وَالْمُرَادُ: مَنْ يُرِدْ سُبْحَانَهُ أَنْ يَخْلُقَ فِيهِ الضَّلَالَ عَنِ الْحَقِّ يَخْلُقْهُ فِيهِ حَسَبَ اخْتِيَارِهِ النَّاشِئِ عَنِ اسْتِعْدَادِهِ، وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ (مَنْ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ بَعْدَهُ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ أَيْ مَنْ يَشُقَّ أَوْ يُعَذِّبْ يَشَأْ إِضْلَالَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
93
- عَطْفٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَالْكَلَامُ فِيهِ كَالْكَلَامِ فِيهِ وَالْآيَةُ دَلِيلٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ الْكُفْرَ وَالْإِيمِانَ بِإِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَأَنَّ الْإِرَادَةَ لَا تَتَخَلَّفُ عَنِ الْمُرَادِ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ لِمَا رَأَى تَخَرُّقَ عَقِيدَتِهِ الْفَاسِدَةِ رَامَ رَقْعَهَا كَمَا هُوَ دَأْبُهُ فَقَالَ : مَعْنَى يُضْلِلْهُ يَخْذُلْهُ وَلَمْ يَلْطُفْ بِهِ و (يَجْعَلْهُ) إِلَخْ يَلْطُفُ بِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمُرَادُ مَنْ يَشَأْ إِضْلَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ طَرِيقِ الْجَنَّةِ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى الصِّرَاطِ الَّذِي يَسْلُكُهُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُوَ كَمَا تَرَى
وَكَانَ الظَّاهِرُ عَلَى مَا قِيلَ : أَنْ يُقَالَ وَمَنْ يَشَأْ يَهْدِهِ إِلَّا أَنَّهُ عَدَلَ عَنْهُ لِأَنَّ هِدَايَتَهُ تَعَالَى وَهِيَ إِرْشَادُهُ إِلَى الْهُدَى غَيْرُ مُخْتَصَّةٍ بِبَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ، وَلِهَذَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِ (يَجْعَلْهُ) إِلَخْ أَيْ يُرْشِدُهُ إِلَى الْهُدَى وَيَحْمِلُهُ عَلَيْهِ،