nindex.php?page=treesubj&link=18669_18979_18981_28861_29706_29747_30539_32893_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا كالذين قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91ما أنزل الله على بشر من شيء nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أو قال أوحي إلي من جهته تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولم يوح إليه أي والحال أنه لم يوح إليه شيء
كمسيلمة والأسود العنسي nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله أي أنا قادر على مثل ذلك النظم كالذين قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31لو نشاء لقلنا مثل هذا وتفسير الأول بما ذكرناه لم نقف عليه لغيرنا وتفسير الثاني ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وغيره، وتفسير الثالث ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ومن وافقه وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر عن ابن جريج أن قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء نزلت في
مسيلمة الكذاب، والأخير نزل في
عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وجعل بعضهم على هذا عطف (أو قال) الأول على (افترى) إلخ من عطف التفسير
وتعقب بأنه لا يكون بـ (أو) واستحسن أنه من عطف المغاير باعتبار العنوان و (أو) للتنويع يعني أنه تارة ادعى أن الله تعالى بعثه نبيا وأخرى أن الله تعالى أوحى إليه وإن كان يلزم النبوة في نفس الأمر الإيحاء ويلزم الإيحاء النبوة، ويفهم من صنيع بعضهم أن (أو) بمعنى الواو. وأما
ابن أبي سرح فلم يدع صريحا القدرة ولكن
[ ص: 223 ] قد يقتضيها كلامه على ما يفهم من بعض الروايات. وفسر بعضهم الثاني بعبد الله ودعواه ذلك على سبيل الترديد، فقد روي
أن عبد الله بن سعد كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فكتب له شيئا فلما نزلت الآية في المؤمنين: nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله سبحانه: nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم أنشأناه خلقا آخر عجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله : هكذا أنزلت علي فشك حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد أوحي إلي ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال، وجعل الشق الثاني في معنى دعوى القدرة على المثل فيصح تفسير الثاني والثالث به لا يصح إلا إذا اعتبر عنوان الصلة في الأخير من باب المماشاة مثلا كما لا يخفى. واعتبر الإمام عموم افتراء الكذب على الله تعالى وجعل المعطوف عليه نوعا من الأشياء التي وصفت بكونها افتراء ثم قال : والفرق بين هذا القول وما قبله أن في الأول كان يدعي أنه أوحي إليه فيما يكذب به ولم ينكر نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم؛ وفي الثاني أثبت الوحي لنفسه ونفاه عنه عليه الصلاة والسلام فكان جمعا بين أمرين عظيمين من الكذب: إثبات ما ليس بموجود، ونفي ما هو موجود، انتهى. وفيه عدول عن الظاهر حيث جعل ضمير (إليه) راجعا للنبي صلى الله عليه وسلم والواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولم يوح للعطف والمتعاطفان مقول القول؛ والمنساق للذهن جعل الضمير لـ (من) والواو للحال وما بعدها من كلامه سبحانه وتعالى؛ وربما يقال لو قطع النظر عن سبب النزول : إن المراد بمن افترى على الله كذبا من أشرك بالله تعالى أحدا بحمل افتراء الكذب على أعظم أفراده وهو الشرك، وكثير من الآيات يصدح بهذا المعنى، وبمن قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أوحي إلي والحال لم يوح إليه مدعي النبوة كاذبا وبمن قال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سأنزل مثل ما أنزل الله الطاعن في نبوة النبي عليه الصلاة والسلام فكأنه قيل : من أظلم ممن أشرك بالله عز وجل أو ادعى النبوة كاذبا أو طعن في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقد تقدم الكلام على مثل هذه الجملة الاستفهامية فتذكر وتدبر
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى أي تبصر. ومفعوله محذوف لدلالة الظرف في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93إذ الظالمون عليه ثم لما حذف أقيم الظرف مقامه؛ والأصل: لو ترى الظالمين إذ هم، و (إذ) ظرف لـ (ترى) و الظالمون مبتدأ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93في غمرات الموت خبره، وإذ ظرف لـ (ترى) . وتقييد الرؤية بهذا الوقت ليفيد أنه ليس المراد مجرد رؤيتهم بل رؤيتهم على حال فظيعة عند كل ناظر، وقيل : المفعول (إذ) والمقصود تهويل هذا الوقت لفظاعة ما فيه، وجواب الشرط محذوف أي لرأيت أمرا فظيعا هائلا، والمراد بالظالمين ما يشمل الأنواع الثلاثة من الافتراء والقولين الأخيرين والغمرة -كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب في الأصل- : المرة من غمر الماء ثم استعير للشدة وشاع فيها حتى صار كالحقيقة، ومنه قول المتنبي : وتسعدني في غمرة بعد غمرة سبوح لها منها عليها شواهد والمراد هنا سكرات الموت كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93والملائكة الذين يقبضون أرواحهم وهم أعوان ملك الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93باسطو أيديهم أي بالعذاب، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنهم يضربون وجوههم وأدبارهم قائلين لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم أي خلصوها مما أنتم فيه من العذاب، والأمر للتوبيخ والتعجيز، وذهب بعضهم أن هذا تمثيل لفعل الملائكة في
[ ص: 224 ] قبض أرواح الظلمة بفعل الغريم الملح يبسط يده إلى من عليه الحق ويعنف عليه في المطالبة ولا يمهله ويقول له : أخرج ما لي عليك الساعة ولا أريم مكاني حتى أنزعه من أحداقك، وفي الكشف أنه كناية عن العنف في السياق والإلحاح والتشديد في الإزهاق من غير تنفيس وإمهال ولا بسط ولا قول حقيقة هناك، واستظهر
ابن المنير أنهم يفعلون معهم هذه الأمور حقيقة على الصور المحكية، وإذا أمكن البقاء على الحقيقة فلا معدل عنها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93اليوم المراد به مطلق الزمان لا المتعارف عليه، وهو إما حين الموت أو ما يشمله وما بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93تجزون عذاب الهون أي المشتمل على الهوان والشدة. والإضافة كما في رجل سوء تفيد أنه متمكن في ذلك لأن الاختصاص الذي تفيده الإضافة أقوى من اختصاص التوصيف، وجوز أن تكون الإضافة على ظاهرها لأن العذاب قد يكون للتأديب لا للهوان والخزي. ومن الناس من فسر غمرات الموت بشدائد العذاب في النار فإنها وإن كانت أشد من سكرات الموت في الحقيقة إلا أنها استعملت فيها تقريبا للإفهام، وبسط الملائكة أيديهم بضربهم للظالمين في النار بمقامع من حديد، والإخراج بالإخراج من النار وعذابها، واليوم باليوم المعلوم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بما كنتم تقولون مفترين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93على الله غير الحق من نفي إنزاله على بشر شيئا وادعاء الوحي أو من نسبة الشرك إليه ودعوى النبوة كذبا ونفيها عمن اتصف بها حقيقة أو نحو ذلك. وفي التعبير بـ (غير الحق) عن الباطل ما لا يخفى وهو مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93تقولون ، وجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي قولا غير الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وكنتم عن آياته تستكبرون
93
- أي تعرضون فلا تتأملون فيها ولا تؤمنون
nindex.php?page=treesubj&link=18669_18979_18981_28861_29706_29747_30539_32893_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا كَالَّذِينِ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ أَيْ وَالْحَالُ أَنَّهُ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ
كَمُسَيْلِمَةَ وَالْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَيْ أَنَا قَادِرٌ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ النَّظْمِ كَالَّذِينِ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا وَتَفْسِيرُ الْأَوَّلِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ لَمْ نَقِفْ عَلَيْهِ لِغَيْرِنَا وَتَفْسِيرُ الثَّانِي ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَتَفْسِيرُ الثَّالِثِ ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَمَنْ وَافَقَهُ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ نَزَلَتْ فِي
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، وَالْأَخِيرُ نَزَلَ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا عَطْفَ (أَوْ قَالَ) الْأَوَّلِ عَلَى (افْتَرَى) إِلَخْ مِنْ عَطْفِ التَّفْسِيرِ
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا يَكُونُ بِـ (أَوْ) وَاسْتُحْسِنَ أَنَّهُ مِنْ عَطْفِ الْمُغَايِرِ بِاعْتِبَارِ الْعُنْوَانِ وَ (أَوْ) لِلتَّنْوِيعِ يَعْنِي أَنَّهُ تَارَةً ادَّعَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَهُ نَبِيًّا وَأُخْرَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ يَلْزَمُ النُّبُوَّةُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ الْإِيحَاءَ وَيَلْزَمُ الْإِيحَاءُ النُّبُوَّةَ، وَيُفْهَمُ مِنْ صَنِيعِ بَعْضِهِمْ أَنَّ (أَوْ) بِمَعْنَى الْوَاوِ. وَأَمَّا
ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَلَمْ يَدَّعِ صَرِيحًا الْقُدْرَةَ وَلَكِنْ
[ ص: 223 ] قَدْ يَقْتَضِيهَا كَلَامُهُ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ بَعْضِ الرِّوَايَاتِ. وَفَسَّرَ بَعْضُهُمُ الثَّانِي بِعَبْدِ اللَّهِ وَدَعَوَاهُ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّرْدِيدِ، فَقَدْ رُوِيَ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْإِسْلَامِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَتَبَ لَهُ شَيْئًا فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي الْمُؤْمِنِينَ: nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ أَمْلَاهَا عَلَيْهِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ عَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ تَفْصِيلِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ فَقَالَ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيَّ فَشَكَّ حِينَئِذٍ وَقَالَ : لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَئِنْ كَانَ كَاذِبًا لَقَدْ قُلْتُ كَمَا قَالَ، وَجَعْلُ الشِّقِّ الثَّانِي فِي مَعْنَى دَعْوَى الْقُدْرَةِ عَلَى الْمِثْلِ فَيَصِحُّ تَفْسِيرُ الثَّانِي وَالثَّالِثِ بِهِ لَا يَصِحُّ إِلَّا إِذَا اعْتُبِرَ عُنْوَانُ الصِّلَةِ فِي الْأَخِيرِ مِنْ بَابِ الْمُمَاشَاةِ مَثَلًا كَمَا لَا يَخْفَى. وَاعْتَبَرَ الْإِمَامُ عُمُومَ افْتِرَاءِ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَجَعَلَ الْمَعْطُوفَ عَلَيْهِ نَوْعًا مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي وُصِفَتْ بِكَوْنِهَا افْتِرَاءً ثُمَّ قَالَ : وَالْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا الْقَوْلِ وَمَا قَبْلَهُ أَنَّ فِي الْأَوَّلِ كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِيمَا يَكْذِبُ بِهِ وَلَمْ يُنْكِرْ نُزُولَ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَفِي الثَّانِي أَثْبَتَ الْوَحْيَ لِنَفْسِهِ وَنَفَاهُ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَكَانَ جَمْعًا بَيْنَ أَمْرَيْنِ عَظِيمَيْنِ مِنَ الْكَذِبِ: إِثْبَاتُ مَا لَيْسَ بِمَوْجُودٍ، وَنَفْيُ مَا هُوَ مَوْجُودٌ، انْتَهَى. وَفِيهِ عُدُولٌ عَنِ الظَّاهِرِ حَيْثُ جَعَلَ ضَمِيرَ (إِلَيْهِ) رَاجِعًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَاوَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَمْ يُوحَ لِلْعَطْفِ وَالْمُتَعَاطِفَانِ مَقُولُ الْقَوْلِ؛ وَالْمُنْسَاقُ لِلذِّهْنِ جَعْلُ الضَّمِيرِ لِـ (مَنْ) وَالْوَاوِ لِلْحَالِ وَمَا بَعْدَهَا مِنْ كَلَامِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وَرُبَّمَا يُقَالُ لَوْ قُطِعَ النَّظَرُ عَنْ سَبَبِ النُّزُولِ : إِنَّ الْمُرَادَ بِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَحَدًا بِحَمْلِ افْتِرَاءِ الْكَذِبِ عَلَى أَعِظَمِ أَفْرَادِهِ وَهُوَ الشِّرْكُ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْآيَاتِ يَصْدَحُ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَبِمَنْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أُوحِيَ إِلَيَّ وَالْحَالُ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ مُدَّعِي النُّبُوَّةِ كَاذِبًا وَبِمَنْ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ الطَّاعِنُ فِي نُبُوَّةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ كَاذِبًا أَوْ طَعَنَ فِي نُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ فَتَذَكَّرْ وَتَدَبَّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَوْ تَرَى أَيْ تُبْصِرُ. وَمَفْعُولُهُ مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ الظَّرْفِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93إِذِ الظَّالِمُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ لَمَّا حُذِفَ أُقِيمَ الظَّرْفُ مَقَامَهُ؛ وَالْأَصْلُ: لَوْ تَرَى الظَّالِمِينَ إِذْ هُمْ، وَ (إِذْ) ظَرْفُ لِـ (تَرَى) و الظَّالِمُونَ مُبْتَدَأٌ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ خَبَرُهُ، وَإِذْ ظَرْفٌ لِـ (تَرَى) . وَتَقْيِيدُ الرُّؤْيَةِ بِهَذَا الْوَقْتِ لِيُفِيدَ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ مُجَرَّدَ رُؤْيَتِهِمْ بَلْ رُؤْيَتُهُمْ عَلَى حَالٍ فَظِيعَةٍ عِنْدَ كُلِّ نَاظِرٍ، وَقِيلَ : الْمَفْعُولُ (إِذْ) وَالْمَقْصُودُ تَهْوِيلُ هَذَا الْوَقْتِ لِفَظَاعَةِ مَا فِيهِ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ أَيْ لَرَأَيْتَ أَمْرًا فَظِيعًا هَائِلًا، وَالْمُرَادُ بِالظَّالِمِينَ مَا يَشْمَلُ الْأَنْوَاعَ الثَّلَاثَةَ مِنَ الِافْتِرَاءِ وَالْقَوْلَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ وَالْغَمْرَةِ -كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ فِي الْأَصْلِ- : الْمَرَّةُ مِنْ غَمَرَ الْمَاءُ ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلشِّدَّةِ وَشَاعَ فِيهَا حَتَّى صَارَ كَالْحَقِيقَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَنَبِّي : وَتُسْعِدُنِي فِي غَمْرَةٍ بَعْدَ غَمْرَةٍ سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا شَوَاهِدُ وَالْمُرَادُ هُنَا سَكَرَاتُ الْمَوْتِ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَالْمَلائِكَةُ الَّذِينَ يَقْبِضُونَ أَرْوَاحَهُمْ وَهُمْ أَعْوَانُ مَلَكِ الْمَوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَيْ بِالْعَذَابِ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُمْ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ قَائِلِينَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ أَيْ خَلِّصُوهَا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، وَالْأَمْرُ لِلتَّوْبِيخِ وَالتَّعْجِيزِ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ أَنَّ هَذَا تَمْثِيلٌ لِفِعْلِ الْمَلَائِكَةِ فِي
[ ص: 224 ] قَبْضِ أَرْوَاحِ الظَّلَمَةِ بِفِعْلِ الْغَرِيمِ الْمُلِحِّ يَبْسُطُ يَدَهُ إِلَى مَنْ عَلَيْهِ الْحَقُّ وَيُعَنِّفُ عَلَيْهِ فِي الْمُطَالَبَةِ وَلَا يُمْهِلُهُ وَيَقُولُ لَهُ : أَخْرِجْ مَا لِي عَلَيْكَ السَّاعَةَ وَلَا أَرِيمُ مَكَانِي حَتَّى أَنْزِعَهُ مِنْ أَحْدَاقِكَ، وَفِي الْكَشْفِ أَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنِ الْعُنْفِ فِي السِّيَاقِ وَالْإِلْحَاحِ وَالتَّشْدِيدِ فِي الْإِزْهَاقِ مِنْ غَيْرِ تَنْفِيسٍ وَإِمْهَالٍ وَلَا بَسْطٍ وَلَا قَوْلَ حَقِيقَةً هُنَاكَ، وَاسْتَظْهَرَ
ابْنُ الْمُنِيرِ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ مَعَهُمْ هَذِهِ الْأُمُورَ حَقِيقَةً عَلَى الصُّوَرِ الْمَحْكِيَّةِ، وَإِذَا أَمْكَنَ الْبَقَاءُ عَلَى الْحَقِيقَةِ فَلَا مَعْدِلَ عَنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93الْيَوْمَ الْمُرَادُ بِهِ مُطْلَقُ الزَّمَانِ لَا الْمُتَعَارَفُ عَلَيْهِ، وَهُوَ إِمَّا حِينَ الْمَوْتِ أَوْ مَا يَشْمَلُهُ وَمَا بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ أَيِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْهَوَانِ وَالشِّدَّةِ. وَالْإِضَافَةُ كَمَا فِي رَجُلِ سُوءٍ تُفِيدُ أَنَّهُ مُتَمَكِّنٌ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ الِاخْتِصَاصَ الَّذِي تُفِيدُهُ الْإِضَافَةُ أَقْوَى مِنَ اخْتِصَاصِ التَّوْصِيفِ، وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الْإِضَافَةُ عَلَى ظَاهِرِهَا لِأَنَّ الْعَذَابَ قَدْ يَكُونُ لِلتَّأْدِيبِ لَا لِلْهَوَانِ وَالْخِزْيِ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ فَسَّرَ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ بِشَدَائِدَ الْعَذَابِ فِي النَّارِ فَإِنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ أَشَدَّ مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا أَنَّهَا اسْتُعْمِلَتْ فِيهَا تَقْرِيبًا لِلْإِفْهَامِ، وَبَسْطِ الْمَلَائِكَةِ أَيْدِيَهُمْ بِضَرْبِهِمْ لِلظَّالِمِينَ فِي النَّارِ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ، وَالْإِخْرَاجَ بِالْإِخْرَاجِ مِنَ النَّارِ وَعَذَابِهَا، وَالْيَوْمَ بِالْيَوْمِ الْمَعْلُومِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ مُفْتَرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ مِنْ نَفْيِ إِنْزَالِهِ عَلَى بَشَرٍ شَيْئًا وَادِّعَاءِ الْوَحْيِ أَوْ مِنْ نِسْبَةِ الشِّرْكِ إِلَيْهِ وَدَعْوَى النُّبُوَّةِ كَذِبًا وَنَفْيِهَا عَمَّنِ اتَّصَفَ بِهَا حَقِيقَةً أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي التَّعْبِيرِ بِـ (غَيْرَ الْحَقِّ) عَنِ الْبَاطِلِ مَا لَا يَخْفَى وَهُوَ مَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93تَقُولُونَ ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ قَوْلًا غَيْرَ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
93
- أَيْ تُعْرِضُونَ فَلَا تَتَأَمَّلُونَ فِيهَا وَلَا تُؤْمِنُونَ