[ ص: 373 ] سورة الفلق
مكية في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ، ومدنية في أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29084_28657_32498_33087_33179_34513nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق nindex.php?page=treesubj&link=29084_20031_24456_28970_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2من شر ما خلق nindex.php?page=treesubj&link=29084_20031_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3ومن شر غاسق إذا وقب nindex.php?page=treesubj&link=29084_17298_25588_25595_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد nindex.php?page=treesubj&link=29084_18740_20031_32521_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5ومن شر حاسد إذا حسد
وهذه والناس معوذتا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهود ، وقيل إن المعوذتين كان يقال لهما (المقشقشتان) أي مبرئتان من النفاق ، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنهما دعاء تعوذ به وليستا من القرآن ، وهذا قول خالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قل أعوذ برب الفلق فيه ستة تأويلات :
[ ص: 374 ]
أحدها : أن الفلق سجن في جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : أنه اسم من أسماء جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16338أبو عبد الرحمن .
الثالث : أنه الخلق كله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الرابع : أنه فلق الصبح ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ومنه قول الشاعر
يا ليلة لم أنمها بت مرتفقا أرعى النجوم إلى أن نور الفلق .
الخامس : أنها الجبال والصخور تنفلق بالمياه .
السادس : أنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . ولأصحاب الغوامض أنه فلق القلوب للأفهام حتى وصلت إليها ووصلت فيها ، وأصل الفلق الشق الواسع ، وقيل للصبح فلق لفلق الظلام عنه كما قيل له فجر لانفجار الضوء منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2من شر ما خلق فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أن شر ما خلق جهنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني .
الثاني : إبليس وذريته ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
الثالث : من شر ما خلق في الدنيا والآخرة ، قاله
ابن شجرة . وفي هذا الشر وجهان :
أحدهما : أنه محمول على عمومه في كل شر .
الثاني : أنه خاص في الشر الذي يستحق المصاب به الثواب .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3ومن شر غاسق إذا وقب فيه أربعة تأويلات : أحدها : يعني الشمس إذا غربت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب .
الثاني : القمر إذا ولج أي دخل في الظلام . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=705374أخذ رسول [ ص: 375 ]
الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم نظر إلى القمر فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا الغاسق إذا وقب .
الثالث : أنه الثريا إذا سقطت ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
الرابع : أنه الليل ، لأنه يخرج السباع من آجامها ، والهوام من مكامنها ويبعث أهل الشر على العبث والفساد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، قال الشاعر
يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا
وأصل الغسق الجريان بالضرر ، مأخوذ من قولهم غسقت القرحة إذا جرى صديدها ، والغساق : صديد أهل النار ، لجريانه بالعذاب وغسقت عينه إذا جرى دمعها بالضرر في الحلق . فعلى تأويله أنه الليل في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3إذا وقب أربعة تأويلات : أحدها : إذا أظلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثاني : إذا دخل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثالث : إذا ذهب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الرابع : إذا سكن ، قاله
اليمان بن رئاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد قال أهل التأويل : من السواحر ينفثن في عقد الخيوط للسحر ، قال الشاعر
أعوذ بربي من النافثا ت في عضه العاضه المعضه
وربما فعل قوم في الرقى مثل ذلك ، طلبا للشفاء ، كما قال متمم بن نويرة
نفثت في الخيط شبيه الرقى من خشية الجنة والحاسد .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908291 (من عقد عقدة ثم [ ص: 376 ]
نفث فيها فقد سحر nindex.php?page=treesubj&link=25583ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه) ، والنفث : النفخ في العقد بلا ريق ، والتفل : النفخ فيها بريق ، وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4شر النفاثات في العقد ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه إيهام للأذى وتخيل للمرض من غير أن يكون له تأثير في الأذى والمرض ، إلا استشعار ربما أحزن ، أو طعام ضار ربما نفذ بحيلة خفية .
الثاني : أنه قد يؤذى بمرض لعارض ينفصل فيتصل بالمسحور فيؤثر فيه كتأثير العين ، وكما ينفصل من فم المتثائب ما يحدث في المقابل له مثله .
الثالث : أنه قد يكون ذلك بمعونة من خدم الجن يمتحن الله بعض عباده . فأما المروي من سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أثبته أكثرهم ، وأن قوما من اليهود سحروه وألقوا عقدة سحره في بئر حتى أظهره الله عليها . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=911777أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى شكوى شديدة ، فبينا هو بين النائم واليقظان إذا ملكان أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : ما شكواه؟ فقال الآخر : مطبوب ، (أي مسحور) ، والطب : السحر قال : ومن طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي فطرحه في بئر ذروان تحت صخرة فيها ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر فاستخرج السحر منها ، ويروى أن فيه إحدى عشرة عقدة ، فأمر بحل العقد ، فكان كلما حل عقدة وجد راحة ، حتى حلت العقد كلها ، فكأنما أنشط من عقال ، فنزلت عليه المعوذتان ، وهما إحدى عشرة آية بعدد العقد ، وأمر أن يتعوذ بهما . وأنكره آخرون ، ومنعوا منه في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن صح في غيره ، لما في استمراره عليه من خبل العقل ، وأن الله تعالى قد أنكر على من قال في رسوله حيث يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون إلا رجلا مسحورا nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5ومن شر حاسد إذا حسد أما
nindex.php?page=treesubj&link=18716الحسد فهو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها ، والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل ،
nindex.php?page=treesubj&link=18739فالحسد شر [ ص: 377 ]
مذموم ، والمنافسة رغبة مباحة ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(المؤمن يغبط والمنافق يحسد) . وفي
nindex.php?page=treesubj&link=33086_28970الاستعاذة من شر حاسد إذا حسد وجهان :
أحدهما : من شر نفسه وعينه ، فإنه ربما أصاب بها فعان وضر ، والمعيون المصاب بالعين ، وقال الشاعر
قد كان قومك يحسبونك سيدا وإخال أنك سيد معيون
الثاني : أن يحمله فرط الحسد على إيقاع الشر بالمحسود فإنه يتبع المساوئ ويطلب العثرات ، وقد قيل إن
nindex.php?page=treesubj&link=18717الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء والأرض فحسد إبليس
آدم حتى أخرجه من الجنة ، وأما في الأرض فحسد
قابيل بن آدم لأخيه
هابيل حتى قتله ، نعوذ بالله من شر ما استعاذنا منه . وافتتح السورة بـ(قل) لأن الله تعالى أمر نبيه أن يقولها ، وهي من السورة لنزولها معها ، وقد قال بعض فصحاء السلف : احفظ القلاقل ، وفيه تأويلان :
أحدهما : قل (قل) في كل سورة ذكر في أوائلها لأنه منها . والثاني : احفظ السورة التي في أولها (قل) لتأكيدها بالأمر بقراءتها .
[ ص: 373 ] سُورَةُ الْفَلَقِ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرٍ ، وَمَدَنِيَّةٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29084_28657_32498_33087_33179_34513nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ nindex.php?page=treesubj&link=29084_20031_24456_28970_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ nindex.php?page=treesubj&link=29084_20031_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ nindex.php?page=treesubj&link=29084_17298_25588_25595_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ nindex.php?page=treesubj&link=29084_18740_20031_32521_33179nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
وَهَذِهِ وَالنَّاسُ مُعَوِّذَتَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَحَرَتْهُ الْيَهُودُ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ كَانَ يُقَالُ لَهُمَا (اَلْمُقَشْقِشَتَانِ) أَيْ مُبَرِّئَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ ، وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُمَا دُعَاءُ تَعَوُّذٍ بِهِ وَلَيْسَتَا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَهَذَا قَوْلٌ خَالَفَ بِهِ الْإِجْمَاعَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=1قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فِيهِ سِتَّةُ تَأْوِيلَاتٍ :
[ ص: 374 ]
أَحَدُهَا : أَنَّ الْفَلَقَ سِجْنٌ فِي جَهَنَّمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : أَنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16338أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ الْخَلْقُ كُلُّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ فَلَقُ الصُّبْحِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ
يَا لَيْلَةً لَمْ أَنَمْهَا بِتُّ مُرْتَفِقًا أَرْعَى النُّجُومَ إِلَى أَنْ نَوَّرَ الْفَلَقُ .
الْخَامِسُ : أَنَّهَا الْجِبَالُ وَالصُّخُورُ تَنْفَلِقُ بِالْمِيَاهِ .
السَّادِسُ : أَنَّهُ كُلُّ مَا انْفَلَقَ عَنْ جَمِيعِ مَا خُلِقَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالصُّبْحِ وَالْحَبِّ وَالنَّوَى وَكُلِّ شَيْءٍ مِنْ نَبَاتٍ وَغَيْرِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَلِأَصْحَابِ الْغَوَامِضِ أَنَّهُ فَلَقَ الْقُلُوبَ لِلْأَفْهَامِ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَيْهَا وَوَصَلَتْ فِيهَا ، وَأَصْلُ الْفَلَقِ الشَّقُّ الْوَاسِعُ ، وَقِيلَ لِلصُّبْحِ فَلَقٌ لِفَلْقِ الظَّلَامِ عَنْهُ كَمَا قِيلَ لَهُ فَجْرٌ لِانْفِجَارِ الضَّوْءِ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=2مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : أَحَدُهَا : أَنَّ شَرَّ مَا خَلَقَ جَهَنَّمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٌ الْبَنَانِيُّ .
الثَّانِي : إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
الثَّالِثُ : مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ . وَفِي هَذَا الشَّرِّ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى عُمُومِهِ فِي كُلِّ شَرٍّ .
الثَّانِي : أَنَّهُ خَاصٌّ فِي الشَّرِّ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْمُصَابُ بِهِ الثَّوَابَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ فِيهِ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : يَعْنِي الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ .
الثَّانِي : الْقَمَرُ إِذَا وَلَجَ أَيْ دَخَلَ فِي الظَّلَامِ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=705374أَخَذَ رَسُولُ [ ص: 375 ]
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ تَعَوُّذِي بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَهَذَا الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ الثُّرَيَّا إِذَا سَقَطَتْ ، وَكَانَتِ الْأَسْقَامُ وَالطَّوَاعِينُ تَكْثُرُ عِنْدَ وُقُوعِهَا ، وَتَرْتَفِعُ عِنْدَ طُلُوعِهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ اللَّيْلُ ، لِأَنَّهُ يُخْرِجُ السِّبَاعَ مِنْ آجَامِهَا ، وَالْهَوَامَّ مِنْ مَكَامِنِهَا وَيَبْعَثُ أَهْلَ الشَّرِّ عَلَى الْعَبَثِ وَالْفَسَادِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، قَالَ الشَّاعِرُ
يَا طَيْفَ هِنْدٍ لَقَدْ أَبْقَيْتَ لِي أَرَقًا إِذْ جِئْتَنَا طَارِقًا وَاللَّيْلُ قَدْ غَسَقًا
وَأَصْلُ الْغَسَقِ الْجَرَيَانُ بِالضَّرَرِ ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ غَسَقَتِ الْقُرْحَةُ إِذَا جَرَى صَدِيدُهَا ، وَالْغَسَّاقُ : صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ ، لِجَرَيَانِهِ بِالْعَذَابِ وَغَسَقَتْ عَيْنُهُ إِذَا جَرَى دَمْعُهَا بِالضَّرَرِ فِي الْحَلْقِ . فَعَلَى تَأْوِيلِهِ أَنَّهُ اللَّيْلُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=3إِذَا وَقَبَ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ : أَحَدُهَا : إِذَا أَظْلَمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : إِذَا دَخَلَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الثَّالِثُ : إِذَا ذَهَبَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الرَّابِعُ : إِذَا سَكَنَ ، قَالَهُ
الْيَمَانُ بْنُ رِئَابٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ : مِنَ السَّوَاحِرِ يَنْفُثْنَ فِي عُقَدِ الْخُيُوطِ لِلسِّحْرِ ، قَالَ الشَّاعِرُ
أَعُوذُ بِرَبِّي مِنَ النَّافِثَا تِ فِي عِضَهِ الْعَاضِهِ الْمَعْضِهِ
وَرُبَّمَا فَعَلَ قَوْمٌ فِي الرُّقَى مِثْلَ ذَلِكَ ، طَلَبًا لِلشِّفَاءِ ، كَمَا قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ
نَفَثْتُ فِي الْخَيْطِ شَبِيهِ الرُّقَى مِنْ خَشْيَةِ الْجِنَّةِ وَالْحَاسِدِ .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908291 (مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ [ ص: 376 ]
نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ nindex.php?page=treesubj&link=25583وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ) ، وَالنَّفْثُ : النَّفْخُ فِي الْعُقَدِ بِلَا رِيقٍ ، وَالتَّفْلُ : النَّفْخُ فِيهَا بَرِيقٍ ، وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ إِيهَامٌ لِلْأَذَى وَتَخَيُّلٌ لِلْمَرَضِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ تَأْثِيرٌ فِي الْأَذَى وَالْمَرَضِ ، إِلَّا اسْتِشْعَارٌ رُبَّمَا أَحْزَنَ ، أَوْ طَعَامٌ ضَارٌّ رُبَّمَا نَفَذَ بِحِيلَةٍ خَفِيَّةٍ .
الثَّانِي : أَنَّهُ قَدْ يُؤْذَى بِمَرَضٍ لِعَارِضٍ يَنْفَصِلُ فَيَتَّصِلُ بِالْمَسْحُورِ فَيُؤَثِّرُ فِيهِ كَتَأْثِيرِ الْعَيْنِ ، وَكَمَا يَنْفَصِلُ مِنْ فَمِ الْمُتَثَائِبِ مَا يَحْدُثُ فِي الْمُقَابِلِ لَهُ مِثْلُهُ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ بِمَعُونَةٍ مِنْ خَدَمِ الْجِنِّ يَمْتَحِنُ اللَّهُ بَعْضَ عِبَادِهِ . فَأَمَّا الْمَرْوِيُّ مِنْ سِحْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَثْبَتَهُ أَكْثَرُهُمْ ، وَأَنَّ قَوْمًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرُوهُ وَأَلْقَوْا عُقْدَةَ سِحْرِهِ فِي بِئْرٍ حَتَّى أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12045أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=911777أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى شَكْوًى شَدِيدَةً ، فَبَيْنَا هُوَ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذَا مَلَكَانِ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَا شَكْوَاهُ؟ فَقَالَ الْآخَرُ : مَطْبُوبٌ ، (أَيْ مَسْحُورٌ) ، وَالطَّبُّ : السِّحْرُ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ فَطَرَحَهُ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فِيهَا ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَاسْتَخْرَجَ السِّحْرَ مِنْهَا ، وَيُرْوَى أَنَّ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً ، فَأَمَرَ بِحَلِّ الْعُقَدِ ، فَكَانَ كُلَّمَا حُلَّ عُقْدَةٌ وَجَدَ رَاحَةً ، حَتَّى حُلَّتِ الْعُقَدُ كُلُّهَا ، فَكَأَنَّمَا أَنْشَطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ الْمُعَوِّذَتَانِ ، وَهُمَا إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً بِعَدَدِ الْعُقَدِ ، وَأُمِرَ أَنْ يَتَعَوَّذَ بِهِمَا . وَأَنْكَرَهُ آخَرُونَ ، وَمَنَعُوا مِنْهُ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ صَحَّ فِي غَيْرِهِ ، لِمَا فِي اسْتِمْرَارِهِ عَلَيْهِ مِنْ خَبَلِ الْعَقْلِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَنْكَرَ عَلَى مَنْ قَالَ فِي رَسُولِهِ حَيْثُ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=5وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=18716الْحَسَدُ فَهُوَ تَمَنِّي زَوَالِ نِعْمَةِ الْمَحْسُودِ وَإِنْ لَمْ يَصِرْ لِلْحَاسِدِ مِثْلُهَا ، وَالْمُنَافَسَةُ هِيَ تَمَنِّي مِثْلِهَا وَإِنْ لَمْ تَزُلْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=18739فَالْحَسَدُ شَرٌّ [ ص: 377 ]
مَذْمُومٌ ، وَالْمُنَافَسَةُ رَغْبَةٌ مُبَاحَةٌ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(اَلْمُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالْمُنَافِقُ يَحْسُدُ) . وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=33086_28970الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : مِنْ شَرِّ نَفْسِهِ وَعَيْنِهِ ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا أَصَابَ بِهَا فَعَانَ وَضَرَّ ، وَالْمَعْيُونُ الْمُصَابُ بِالْعَيْنِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ
قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسَبُونَكَ سَيِّدًا وَإِخَالُ أَنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيُونُ
الثَّانِي : أَنْ يَحْمِلَهُ فَرْطُ الْحَسَدِ عَلَى إِيقَاعِ الشَّرِّ بِالْمَحْسُودِ فَإِنَّهُ يَتْبَعُ الْمَسَاوِئَ وَيَطْلُبُ الْعَثَرَاتِ ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18717الْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَحَسَدَ إِبْلِيسُ
آدَمَ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا فِي الْأَرْضِ فَحَسَدَ
قَابِيلُ بْنُ آدَمَ لِأَخِيهِ
هَابِيلَ حَتَّى قَتَلَهُ ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَنَا مِنْهُ . وَافْتَتَحَ السُّورَةَ بِـ(قُلْ) لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يَقُولَهَا ، وَهِيَ مِنَ السُّورَةِ لِنُزُولِهَا مَعَهَا ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ فُصَحَاءِ السَّلَفِ : احْفَظِ الْقَلَاقِلَ ، وَفِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا : قُلْ (قُلْ) فِي كُلِّ سُورَةٍ ذُكِرَ فِي أَوَائِلِهَا لِأَنَّهُ مِنْهَا . وَالثَّانِي : احْفَظِ السُّورَةَ الَّتِي فِي أَوَّلِهَا (قُلْ) لِتَأْكِيدِهَا بِالْأَمْرِ بِقِرَاءَتِهَا .