قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير
فيه مسألتان :
الأولى : قال
ابن عباس : نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء ; ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118لا تتخذوا بطانة من دونكم وهناك يأتي بيان هذا المعنى . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28فليس من الله في شيء أي فليس من حزب الله ولا من أوليائه في شيء ; مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه " هو مني فرسخين " أي من أصحابي ومعي . ثم استثنى وهي : الثانية : فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28إلا أن تتقوا منهم تقاة قال
معاذ بن جبل ومجاهد : كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين ; فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم . قال
ابن عباس : هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان ، ولا يقتل ولا يأتي مأثما . وقال
الحسن :
[ ص: 55 ] التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة ، ولا تقية في القتل . وقرأ
جابر بن زيد ومجاهد والضحاك : " إلا أن تتقوا منهم تقية " وقيل : إن المؤمن إذا كان قائما بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفا على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان والتقية لا تحل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم . ومن
nindex.php?page=treesubj&link=24889أكره على الكفر فالصحيح أن له أن يتصلب ولا يجيب إلى التلفظ بكلمة الكفر ; بل يجوز له ذلك على ما يأتي بيانه في ( النحل ) إن شاء الله تعالى . وأمال
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " تقاة " ، وفخم الباقون ; وأصل ( تقاة ) وقية على وزن فعلة ; مثل تؤدة وتهمة ، قلبت الواو تاء والياء ألفا . وروى
الضحاك عن
ابن عباس أن هذه الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت الأنصاري وكان بدريا تقيا وكان له حلف من
اليهود ; فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب قال
عبادة : يا نبي الله ، إن معي خمسمائة رجل من
اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو . فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين الآية . وقيل : إنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر حين تكلم ببعض ما أراد منه المشركون ، على ما يأتي بيانه في ( النحل ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28974قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28ويحذركم الله نفسه قال
الزجاج : أي : ويحذركم الله إياه . ثم استغنوا عن ذلك بذا وصار المستعمل ; قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك فمعناه تعلم ما عندي وما في حقيقتي ولا أعلم ما عندك ولا ما في حقيقتك . وقال غيره : المعنى ويحذركم الله عقابه ; مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تعلم ما في نفسي أي مغيبي ، فجعلت النفس في موضع الإضمار لأنه فيها يكون .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28وإلى الله المصير أي : وإلى جزاء الله المصير . وفيه إقرار بالبعث .