يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون
[ ص: 59 ] قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم فيه تأويلان: أحدهما: أنه اغتصاب الأموال المستطابة ، فتصير بالغصب حراما ، وقد كان يمكنهم الوصول إليها بسبب مباح ، قاله بعض البصريين. والثاني: أنه تحريم ما أبيح لهم من الطيبات ، وسبب ذلك أن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، علي ، وعثمان بن مظعون ، وابن مسعود ، هموا بصيام الدهر ، وقيام الليل ، واعتزال النساء ، وجب أنفسهم ، وتحريم الطيبات من الطعام عليهم ، فأنزل الله تعالى فيهم وابن عمر لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين فيه أربعة تأويلات: أحدها: لا تعتدوا بالغصب للأموال التي هي حرام عليكم. والثاني: أنه أراد بالاعتداء ما هم به من جب نفسه ، قاله عثمان بن مظعون . والثالث: أنه ما كانت الجماعة همت به من تحريم النساء والطعام ، واللباس ، والنوم ، قاله السدي . والرابع: هو تجاوز الحلال إلى الحرام ، قاله عكرمة . الحسن