[ ص: 223 ] سورة الإسراء
مكية في قول
الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال
ابن عباس وقتادة: إلا ثماني آيات من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وإن كادوا ليفتنونك إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80سلطانا نصيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28988_28723_30621_33143_34084_34161_34304_34370nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أما قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان ففيه تأويلان: أحدهما: تنزيه الله تعالى من السوء ، وقيل بل نزه نفسه أن يكون لغيره في إسراء عبده تأثير.
الثاني: معناه برأه الله تعالى من السوء ، وقد قال الشاعر :
أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر
وهو ذكر تعظيم لله لا يصلح لغيره ، وإنما ذكره الشاعر على طريق النادر، وهو
[ ص: 224 ] من السبح في التعظيم وهو الجري فيه إلى أبعد الغايات. وذكر
أبان بن ثعلبة أنها كلمة بالنبطية (شبهانك) . وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل: إن سبحان في هذا الموضع بمعنى عجب ، وتقدير الآية: عجب من الذي أسرى بعبده ليلا ، وقد وافق على هذا التأويل
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وقطرب ، وجعل البيت شاهدا عليه ، وأن معناه عجب من علقمة الفاخر. ووجه هذا التأويل أنه إذا كان مشاهدة العجب سببا للتسبيح صار التسبيح تعجبا فقيل عجب ، ومثله قول
nindex.php?page=showalam&ids=15530بشار :
تلقي بتسبيحة من حيثما انصرفت وتستفز حشا الرائي بإرعاد
وقد جاء التسبيح في الكلام على أربعة أوجه: أحدها: أن يستعمل في موضع الصلاة ، من ذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فلولا أنه كان من المسبحين [الصافات: 143] أي من المصلين.
الثاني: أن يستعمل في الاستثناء ، كما قال بعضهم في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28ألم أقل لكم لولا تسبحون [القلم: 28] أي لولا تستثنون.
الثالث: النور ، للخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لأحرقت سبحات وجهه) أي نور وجهه.
الرابع: التنزيه ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه سئل عن nindex.php?page=treesubj&link=33142التسبيح فقال: (تنزيه الله تعالى عن السوء) . وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1أسرى بعبده أي بنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم ، والسرى: سير الليل ، قال الشاعر :
وليلة ذات ندى سريت ولم يلتني من سراها ليت
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1من المسجد الحرام فيه قولان:
[ ص: 225 ] أحدهما: يعني من
الحرم ، والحرم كله مسجد. وكان صلى الله عليه وسلم حين أسري به نائما في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ بنت أبي طالب ، روى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ.
الثاني: أنه أسرى به من المسجد ، وفيه كان حين أسري به روى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك. ثم اختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=34026_29291كيفية إسرائه على قولين: أحدهما: أنه أسري بجسمه وروحه ، روى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة بن عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان. واختلف قائلو ذلك هل دخل
بيت المقدس وصلى فيه أم لا ؟ فروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أنه صلى فيه بالأنبياء ، ثم عرج به إلى السماء ، ثم رجع به إلى
المسجد الحرام فصلى فيه صلاة الصبح من صبيحة ليلته. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان أنه لم يدخل
بيت المقدس ولم يصل فيه ولا نزل عن البراق حتى عرج به ، ثم عاد إلى ملكه. والقول الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري بروحه ولم يسر بجسمه ، روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله أسرى بروحه. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قال: كانت رؤيا من الله تعالى صادقة ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن [ ص: 226 ] يتأول قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [الإسراء: 60] أنها في المعراج ؛ لأن المشركين كذبوا ذلك وجعلوا يسألونه عن
بيت المقدس وما رأى في طريقه فوصفه لهم ، ثم ذكر لهم أنه رأى في طريقه قعبا مغطى مملوءا ماء ، فشرب الماء ثم غطاه كما كان ، ثم ذكر لهم صفة إبل كانت لهم في طريق
الشام تحمل متاعا ، وأنها تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق; فخرجوا في ذلك اليوم يستقبلونها ، فقال قائل منهم: هذه والله الشمس قد أشرقت ولم تأت ، وقال آخر: هذه والله العير يقدمها جمل أورق كما قال
محمد. وفي هذا دليل على صحة القول الأول أنه أسري بجسمه وروحه. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1إلى المسجد الأقصى يعني
بيت المقدس ، وهو مسجد
سليمان بن داود عليهما السلام وسمي الأقصى لبعد ما بينه وبين
المسجد الحرام. ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1الذي باركنا حوله فيه قولان: أحدهما: يعني بالثمار ومجاري الأنهار.
الثاني: بمن جعل حوله من الأنبياء والصالحين ؛ ولهذا جعله مقدسا. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943401 (يقول الله تعالى: يا شام أنت
[ ص: 227 ] صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي) .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1لنريه من آياتنا فيه قولان: أحدهما: أن الآيات التي أراه في هذا المسرى أن أسرى به من
المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى في ليلة ، وهي مسيرة شهر.
الثاني: أنه أراه في هذا المسرى آيات. وفيها قولان: أحدهما: ما أراه من العجائب التي فيها اعتبار.
الثاني: من أري من الأنبياء حتى وصفهم واحدا واحدا.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1إنه هو السميع البصير فيه وجهان: أحدهما: أنه وصف نفسه في هذه الحال بالسميع والبصير ، وإن كانتا من صفاته اللازمة لذاته في الأحوال كلها لأنه حفظ رسوله عند إسرائه في ظلمة الليل فلا يضر ألا يبصر فيها ، وسمع دعاءه فأجابه إلى ما سأل ، فلهذين وصف الله نفسه بالسميع البصير.
الثاني: أن قومه كذبوه عن آخرهم بإسرائه ، فقال: السميع يعني لما يقولونه من تصديق أو تكذيب ، البصير لما يفعله من الإسراء والمعراج.
[ ص: 223 ] سُورَةُ الْإِسْرَاءِ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ وَجَابِرٍ. وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ: إِلَّا ثَمَانِيَ آيَاتٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=73وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80سُلْطَانًا نَصِيرًا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28988_28723_30621_33143_34084_34161_34304_34370nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى أَمَّا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ فَفِيهِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ السُّوءِ ، وَقِيلَ بَلْ نَزَّهَ نَفْسَهُ أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهِ فِي إِسْرَاءِ عَبْدِهِ تَأْثِيرٌ.
الثَّانِي: مَعْنَاهُ بَرَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ السُّوءِ ، وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ :
أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ
وَهُوَ ذِكْرُ تَعْظِيمٍ لِلَّهِ لَا يَصْلُحُ لِغَيْرِهِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ الشَّاعِرُ عَلَى طَرِيقِ النَّادِرِ، وَهُوَ
[ ص: 224 ] مِنَ السَّبْحِ فِي التَّعْظِيمِ وَهُوَ الْجَرْيُ فِيهِ إِلَى أَبْعَدِ الْغَايَاتِ. وَذَكَرَ
أَبَانُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَنَّهَا كَلِمَةٌ بِالنَّبَطِيَّةِ (شُبْهَانَكَ) . وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17131وَمُقَاتِلٌ: إِنَّ سُبْحَانَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى عَجَبٌ ، وَتَقْدِيرُ الْآيَةِ: عَجَبٌ مِنَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ، وَقَدْ وَافَقَ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَقُطْرُبٌ ، وَجَعَلَ الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَيْهِ ، وَأَنَّ مَعْنَاهُ عَجَبٌ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ. وَوَجْهُ هَذَا التَّأْوِيلِ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مُشَاهَدَةُ الْعَجَبِ سَبَبًا لِلتَّسْبِيحِ صَارَ التَّسْبِيحُ تَعَجُّبًا فَقِيلَ عَجَبٌ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15530بَشَّارٍ :
تُلْقِي بِتَسْبِيحَةٍ مِنْ حَيْثُمَا انْصَرَفَتْ وَتَسْتَفِزُّ حَشَا الرَّائِي بِإِرْعَادِ
وَقَدْ جَاءَ التَّسْبِيحُ فِي الْكَلَامِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ يُسْتَعْمَلَ فِي مَوْضِعِ الصَّلَاةِ ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=143فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ [الصَّافَّاتِ: 143] أَيْ مِنَ الْمُصَلِّينَ.
الثَّانِي: أَنْ يُسْتَعْمَلَ فِي الِاسْتِثْنَاءِ ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ [الْقَلَمِ: 28] أَيْ لَوْلَا تَسْتَثْنُونَ.
الثَّالِثُ: النُّورُ ، لِلْخَبَرِ الْمَرْوِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ) أَيْ نُورُ وَجْهِهِ.
الرَّابِعُ: التَّنْزِيهُ ، رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ nindex.php?page=treesubj&link=33142التَّسْبِيحِ فَقَالَ: (تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عَنِ السُّوءِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1أَسْرَى بِعَبْدِهِ أَيْ بِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالسُّرَى: سَيْرُ اللَّيْلِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَلَيْلَةٍ ذَاتِ نَدًى سَرَيْتُ وَلَمْ يَلِتْنِي مِنْ سُرَاهَا لَيْتُ
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِيهِ قَوْلَانِ:
[ ص: 225 ] أَحَدُهُمَا: يَعْنِي مِنَ
الْحَرَمِ ، وَالْحَرَمُ كُلُّهُ مَسْجِدٌ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ نَائِمًا فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=94أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ ، رَوَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12045أَبُو صَالِحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=94أُمِّ هَانِئٍ.
الثَّانِي: أَنَّهُ أَسْرَى بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَفِيهِ كَانَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ رَوَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ. ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=34026_29291كَيْفِيَّةِ إِسْرَائِهِ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أُسْرِيَ بِجِسْمِهِ وَرُوحِهِ ، رَوَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيِّبِ nindex.php?page=showalam&ids=12031وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=21وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ. وَاخْتَلَفَ قَائِلُو ذَلِكَ هَلْ دَخَلَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَصَلَّى فِيهِ أَمْ لَا ؟ فَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ صَلَّى فِيهِ بِالْأَنْبِيَاءِ ، ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ رُجِعَ بِهِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ مِنْ صَبِيحَةِ لَيْلَتِهِ. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ وَلَا نَزَلَ عَنِ الْبُرَاقِ حَتَّى عُرِجَ بِهِ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مُلْكِهِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْرِيَ بِرُوحِهِ وَلَمْ يُسْرَ بِجِسْمِهِ ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا فُقِدَ جَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَسْرَى بِرُوحِهِ. وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى صَادِقَةً ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ [ ص: 226 ] يَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ [الْإِسْرَاءِ: 60] أَنَّهَا فِي الْمِعْرَاجِ ؛ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَذَّبُوا ذَلِكَ وَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا رَأَى فِي طَرِيقِهِ فَوَصَفَهُ لَهُمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمْ أَنَّهُ رَأَى فِي طَرِيقِهِ قَعْبًا مُغَطًّى مَمْلُوءًا مَاءً ، فَشَرِبَ الْمَاءَ ثُمَّ غَطَّاهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمْ صِفَةَ إِبِلٍ كَانَتْ لَهُمْ فِي طَرِيقِ
الشَّامِ تَحْمِلُ مَتَاعًا ، وَأَنَّهَا تَقْدُمُ يَوْمَ كَذَا مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ; فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَسْتَقْبِلُونَهَا ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: هَذِهِ وَاللَّهِ الشَّمْسُ قَدْ أَشْرَقَتْ وَلَمْ تَأْتِ ، وَقَالَ آخَرُ: هَذِهِ وَاللَّهِ الْعِيرُ يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ كَمَا قَالَ
مُحَمَّدٌ. وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِجِسْمِهِ وَرُوحِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى يَعْنِي
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَهُوَ مَسْجِدُ
سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَسُمِّيَ الْأَقْصَى لِبُعْدِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: يَعْنِي بِالثِّمَارِ وَمَجَارِي الْأَنْهَارِ.
الثَّانِي: بِمَنْ جُعِلَ حَوْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ ؛ وَلِهَذَا جَعَلَهُ مُقَدَّسًا. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=943401 (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا شَامُ أَنْتِ
[ ص: 227 ] صَفْوَتِي مِنْ بِلَادِي وَأَنَا سَائِقٌ إِلَيْكِ صَفْوَتِي مِنْ عِبَادِي) .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْآيَاتِ الَّتِي أَرَاهُ فِي هَذَا الْمَسْرَى أَنْ أَسْرَى بِهِ مِنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي لَيْلَةٍ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ.
الثَّانِي: أَنَّهُ أَرَاهُ فِي هَذَا الْمَسْرَى آيَاتٍ. وَفِيهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا أَرَاهُ مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِي فِيهَا اعْتِبَارٌ.
الثَّانِي: مَنْ أُرِيَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى وَصَفَهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ وَصَفَ نَفْسَهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ بِالسَّمِيعِ وَالْبَصِيرِ ، وَإِنْ كَانَتَا مِنْ صِفَاتِهِ اللَّازِمَةِ لِذَاتِهِ فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا لِأَنَّهُ حَفِظَ رَسُولَهُ عِنْدَ إِسْرَائِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَلَا يَضُرُّ أَلَّا يُبْصِرَ فِيهَا ، وَسَمِعَ دُعَاءَهُ فَأَجَابَهُ إِلَى مَا سَأَلَ ، فَلِهَذَيْنَ وَصَفَ اللَّهُ نَفْسَهُ بِالسَّمِيعِ الْبَصِيرِ.
الثَّانِي: أَنَّ قَوْمَهُ كَذَّبُوهُ عَنْ آخِرِهِمْ بِإِسْرَائِهِ ، فَقَالَ: السَّمِيعُ يَعْنِي لِمَا يَقُولُونَهُ مِنْ تَصْدِيقٍ أَوْ تَكْذِيبٍ ، الْبَصِيرُ لِمَا يَفْعَلُهُ مِنَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ.