nindex.php?page=treesubj&link=28989_28902_32006_32446nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا nindex.php?page=treesubj&link=28989_32006nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا nindex.php?page=treesubj&link=28989_18877_32006_32506_32507nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا nindex.php?page=treesubj&link=28989_28760_30549_32006nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا nindex.php?page=treesubj&link=28989_28760_30549_32006_34513nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين الجنة: البستان ، فإذا جمع العنب والنخل وكان تحتها زرع فهي أجمل الجنان وأجداها نفعا ، لثمر أعاليها وزرع أسافلها، وهو معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وجعلنا بينهما زرعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها أي ثمرها وزرعها ، وسماه أكلا لأنه مأكول.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33ولم تظلم منه شيئا أي استكمل جميع ثمارها وزرعها.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وفجرنا خلالهما نهرا يعني أن فيهما أنهارا من الماء ، فيكون ثمرها وزرعها بدوام الماء فيهما أوفى وأروى ، وهذه غاية الصفات فيما يجدي ويغل. وفي ضرب المثل في هاتين الجنتين قولان: أحدهما: ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل بن سليمان أنه إخبار الله تعالى عن أخوين كانا في
[ ص: 306 ] بني إسرائيل ورثا عن أبيهما مالا جزيلا ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ثمانية آلاف دينار. فأخذ أحدهما حقه وهو مؤمن فتقرب به إلى الله تعالى ، وأخذ الآخر حقه منه وهو كافر فتملك به ضياعا منها هاتان الجنتان ، ولم يتقرب إلى الله تعالى بشيء منه ، فكان من حاله ما ذكره الله من بعد ، فجعله الله تعالى مثلا لهذه الأمة. والقول الثاني: أنه مثل ضربه الله تعالى لهذه الأمة ، وليس بخبر عن حال متقدمة ، ليزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ، وجعله زجرا وإنذارا. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بفتح الثاء والميم ،
nindex.php?page=treesubj&link=28926وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم ، وقرأ الباقون ثمر بضم الثاء والميم. وفي اختلاف هاتين القراءتين بالضم والفتح قولان: أحدهما: معناهما واحد ، فعلى هذا فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أنه الذهب والفضة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ؛ لأنها أموال مثمرة.
الثاني: أنه المال الكثير من صنوف الأموال ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لأن تثميره أكثر .
الثالث: أنه الأصل الذي له نماء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد ، لأن في النماء تثميرا. والقول الثاني: أن معناهما بالضم وبالفتح مختلف ، فعلى هذا في الفرق بينهما أربعة أوجه: أحدها: أنه بالفتح جمع ثمرة ، وبالضم جمع ثمار.
الثاني: أنه بالفتح ثمار النخيل خاصة ، وبالضم جميع الأموال ، قاله
ابن بحر.
الثالث: أنه بالفتح ما كان ثماره من أصله ، وبالضم ما كان ثماره من غيره.
الرابع: أن الثمر بالضم الأصل ، وبالفتح الفرع ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد. وفي هذا الثمر المذكور قولان: أحدهما: أنه ثمر الجنتين المتقدم ذكرهما ، وهو قول الجمهور.
الثاني: أنه ثمر ملكه من غير جنتيه ، وأصله كان لغيره كما يملك الناس ثمارا لا يملكون أصولها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ليجتمع في ملكه ثمار أمواله وثمار غير أمواله فيكون أعم ملكا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34فقال لصاحبه يعني لأخيه المسلم الذي صرف ماله في القرب طلبا للثواب
[ ص: 307 ] في الآخرة، وصرف هذا الكافر ماله فيما استبقاه للدنيا والمكاثرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وهو يحاوره أي يناظره ، وفيما يحاوره فيه وجهان: أحدهما: في الإيمان والكفر.
الثاني: في طلب الدنيا وطلب الآخرة ، فجرى بينهما
nindex.php?page=treesubj&link=28901_32006_32626ما قصه الله تعالى من قولهما.
nindex.php?page=treesubj&link=28989_28902_32006_32446nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا nindex.php?page=treesubj&link=28989_32006nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا nindex.php?page=treesubj&link=28989_18877_32006_32506_32507nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا nindex.php?page=treesubj&link=28989_28760_30549_32006nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28989_28760_30549_32006_34513nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ الْجَنَّةُ: الْبُسْتَانُ ، فَإِذَا جَمَعَ الْعِنَبَ وَالنَّخْلَ وَكَانَ تَحْتَهَا زَرْعٌ فَهِيَ أَجْمَلُ الْجِنَانِ وَأَجْدَاهَا نَفْعًا ، لِثَمَرِ أَعَالِيهَا وَزَرْعِ أَسَافِلِهَا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا أَيْ ثَمَرَهَا وَزَرْعَهَا ، وَسَمَّاهُ أُكُلًا لِأَنَّهُ مَأْكُولٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا أَيِ اسْتَكْمَلَ جَمِيعَ ثِمَارِهَا وَزَرْعِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا يَعْنِي أَنَّ فِيهِمَا أَنْهَارًا مِنَ الْمَاءِ ، فَيَكُونُ ثَمَرُهَا وَزَرْعُهَا بِدَوَامِ الْمَاءِ فِيهِمَا أَوْفَى وَأَرْوَى ، وَهَذِهِ غَايَةُ الصِّفَاتِ فِيمَا يُجْدِي وَيَغِلُ. وَفِي ضَرْبِ الْمَثَلِ فِي هَاتَيْنِ الْجَنَّتَيْنِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ إِخْبَارُ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ أَخَوَيْنِ كَانَا فِي
[ ص: 306 ] بَنِي إِسْرَائِيلَ وَرِثَا عَنْ أَبِيهِمَا مَالًا جَزِيلًا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ثَمَانِيَةَ آلَافِ دِينَارٍ. فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا حَقَّهُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَأَخَذَ الْآخَرُ حَقَّهُ مِنْهُ وَهُوَ كَافِرٌ فَتَمَلَّكَ بِهِ ضِيَاعًا مِنْهَا هَاتَانِ الْجَنَّتَانِ ، وَلَمْ يَتَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِشَيْءٍ مِنْهُ ، فَكَانَ مِنْ حَالِهِ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَثَلًا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَلَيْسَ بِخَبَرٍ عَنْ حَالٍ مُتَقَدِّمَةٍ ، لِيُزَهِّدَ فِي الدُّنْيَا وَيُرَغِّبَ فِي الْآخِرَةِ ، وَجَعَلَهُ زَجْرًا وَإِنْذَارًا. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28926وَقَرَأَ nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الثَّاءِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ثُمُرٌ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ. وَفِي اخْتِلَافِ هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ ، فَعَلَى هَذَا فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ؛ لِأَنَّهَا أَمْوَالٌ مُثْمِرَةٌ.
الثَّانِي: أَنَّهُ الْمَالُ الْكَثِيرُ مِنْ صُنُوفِ الْأَمْوَالِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ لِأَنَّ تَثْمِيرَهُ أَكْثَرُ .
الثَّالِثُ: أَنَّهُ الْأَصْلُ الَّذِي لَهُ نَمَاءٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ ، لِأَنَّ فِي النَّمَاءِ تَثْمِيرًا. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُمَا بِالضَّمِّ وَبِالْفَتْحِ مُخْتَلِفٌ ، فَعَلَى هَذَا فِي الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ بِالْفَتْحِ جَمْعُ ثَمَرَةٍ ، وَبِالضَّمِّ جَمْعُ ثِمَارٍ.
الثَّانِي: أَنَّهُ بِالْفَتْحِ ثِمَارُ النَّخِيلِ خَاصَّةً ، وَبِالضَّمِّ جَمِيعُ الْأَمْوَالِ ، قَالَهُ
ابْنُ بَحْرٍ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ بِالْفَتْحِ مَا كَانَ ثِمَارُهُ مِنْ أَصْلِهِ ، وَبِالضَّمِّ مَا كَانَ ثِمَارُهُ مِنْ غَيْرِهِ.
الرَّابِعُ: أَنَّ الثَّمَرَ بِالضَّمِّ الْأَصْلُ ، وَبِالْفَتْحِ الْفَرْعُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ. وَفِي هَذَا الثَّمَرِ الْمَذْكُورِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ثَمَرُ الْجَنَّتَيْنِ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمَا ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ ثَمَرٌ مَلَكَهُ مِنْ غَيْرِ جَنَّتَيْهِ ، وَأَصْلُهُ كَانَ لِغَيْرِهِ كَمَا يَمْلِكُ النَّاسُ ثِمَارًا لَا يَمْلِكُونَ أُصُولَهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، لِيَجْتَمِعَ فِي مِلْكِهِ ثِمَارُ أَمْوَالِهِ وَثِمَارُ غَيْرِ أَمْوَالِهِ فَيَكُونُ أَعَمَّ مِلْكًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34فَقَالَ لِصَاحِبِهِ يَعْنِي لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ الَّذِي صَرَفَ مَالَهُ فِي الْقُرْبِ طَلَبًا لِلثَّوَابِ
[ ص: 307 ] فِي الْآخِرَةِ، وَصَرَفَ هَذَا الْكَافِرُ مَالَهُ فِيمَا اسْتَبْقَاهُ لِلدُّنْيَا وَالْمُكَاثَرَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَيْ يُنَاظِرُهُ ، وَفِيمَا يُحَاوِرُهُ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: فِي الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ.
الثَّانِي: فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَطَلَبِ الْآخِرَةِ ، فَجَرَى بَيْنَهُمَا
nindex.php?page=treesubj&link=28901_32006_32626مَا قَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَوْلِهِمَا.