قوله تعالى : وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا .
أخرج أحمد، ، ومسلم ، والنسائي ، عن وابن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها، فلا يصاد صيدها، ولا يقطع عضاهها . إن
وأخرج مسلم، عن وابن جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 636 ] رافع بن خديج مكة وإني أحرم ما بين لابتيها . إن إبراهيم حرم
وأخرج عن أحمد أبي قتادة بأصل سعد الحرة عند بيوت السقيا، ثم قال : اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لأهل مكة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك إبراهيم لمكة، أدعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة، واجعل ما بها من وباء بخم، اللهم إني حرمت ما بين لا بتيها كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم صلى بأرض
وأخرج البخاري، عن ومسلم أنس المدينة فقال : اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على
وأخرج عن مسلم أبي هريرة إبراهيم [ ص: 637 ] عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك وأنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم إن
وأخرج في " الأوسط " عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك، وإني أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لأهل مكة، واجعل مع البركة بركتين . اللهم إن
وأخرج أحمد، ، والبخاري عن ومسلم عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إبراهيم حرم مكة، ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة . إن
وأخرج البخاري، والجندي في " فضائل مكة " عن عائشة، إبراهيم عبدك ونبيك دعاك لأهل مكة، وأنا أدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لأهل مكة . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم إن
وأخرج أحمد، ، والبخاري عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 638 ] أنس بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة . اللهم اجعل
وأخرج الأزرقي في " تاريخ مكة " والجندي، عن محمد بن الأسود، أن إبراهيم عليه السلام هو أول من نصب أنصاب الحرم، أشار له جبريل إلى مواضعها .
وأخرج الجندي عن قال : إن في السماء لحرما على قدر حرم ابن عباس مكة .
وأخرج الأزرقي، ، والطبراني في " شعب الإيمان " عن والبيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة ستة لعنتهم وكل نبي مجاب، الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله، والتارك لسنتي والمستحل من عترتي ما حرم الله عليه، والمستحل لحرم الله .
وأخرج تعليقا، البخاري عن وابن ماجه قالت : صفية بنت شيبة مكة يوم خلق السماوات والأرض، وهي حرام إلى يوم القيامة، ولا يعضد شجرها ولا [ ص: 639 ] ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إلا منشد . فقال حرم إلا الإذخر فإنه للبيوت والقبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا الإذخر . العباس : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح فقال : يا أيها الناس، إن الله تعالى
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي والأزرقي عن قال : ابن عباس مكة : إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، ووضع هذين الأخشبين فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولا يحل لأحد بعدي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا من عرفها . فقال إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا الإذخر . العباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح
وأخرج أحمد، ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن وابن ماجه قال : أبي هريرة مكة قام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليه رسوله والمؤمنين، وإنما أحلت لي ساعة من النهار، ثم هي حرام إلى يوم [ ص: 640 ] القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين؛ إما أن يفدي وإما أن يقتل . فقام رجل من أهل اليمن يقال له : أبو شاه . فقال : يا رسول الله، اكتبوا لي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتبوا لأبي شاه، فقال يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا : فقال : إلا الإذخر . العباس : لما فتح الله على رسوله
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مجاهد مكة حرم حرمها الله، لا يحل بيع رباعها ولا إجارة بيوتها .
وأخرج الأزرقي في " تاريخ مكة " عن في قوله : الزهري رب اجعل هذا البلد آمنا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الناس لم يحرموا مكة، ولكن الله حرمها فهي حرام إلى يوم القيامة، وإن من أعتى الناس على الله رجل قتل في الحرم، ورجل قتل غير قاتله، ورجل أخذ بذحول الجاهلية .
وأخرج الأزرقي عن قال : ذكر لنا أن الحرم حرم بحياله إلى العرش . قتادة
وأخرج الأزرقي عن قال : إن هذا الحرم حرم مناه من السماوات [ ص: 641 ] السبع والأرضين السبع، وإن هذا رابع أربعة عشر بيتا، في كل سماء بيت، وفي كل أرض بيت، ولو وقعن وقعن بعضهن على بعض . مجاهد
وأخرج الأزرقي عن قال : البيت بحذاء البيت المعمور، وما بينهما بحذائه إلى السماء السابعة، وما أسفل منه بحذائه إلى الأرض السابعة- حرام كله . الحسن
وأخرج الأزرقي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس البيت المعمور الذي في السماء يقال له : الصراخ . وهو على بناء الكعبة، يعمره كل يوم سبعون ألف ملك لم تزره قط، وأن للسماء السابعة لحرما على منا حرم مكة .
وأخرج ابن سعد، والأزرقي عن قال : ابن عباس أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم عليه السلام، يريه ذلك جبريل عليه السلام، فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد ما رث منها .
وأخرج الأزرقي عن حسين بن القاسم قال : سمعت بعض أهل العلم يقول : إنه لما خاف آدم على نفسه من الشيطان استعاذ بالله، فأرسل الله ملائكة حفوا بمكة من كل جانب، ووقفوا حواليها . قال : فحرم الله الحرم من حيث [ ص: 642 ] كانت الملائكة وقفت . قال : ولما قال إبراهيم عليه السلام : ربنا أرنا مناسكنا . نزل إليه جبريل فذهب به، فأراه المناسك ووقفه على حدود الحرم، فكان إبراهيم يرضم الحجارة، وينصب الأعلام، ويحثي عليها التراب، فكان جبريل يقفه على الحدود، قال : وسمعت أن غنم إسماعيل كانت ترعى في الحرم ولا تجاوزه ولا تخرج منه، فإذا بلغت منتهاه من ناحية من نواحيه رجعت صابة في الحرم .
وأخرج الأزرقي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : إن إبراهيم عليه السلام نصب أنصاب الحرم يريه جبريل عليه السلام، ثم لم تحرك حتى كان قصي فجددها، ثم لم تحرك حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها .
وأخرج البزار، عن والطبراني محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم .
وأخرج الأزرقي عن أنه قال : أيها الناس إن هذا البيت لاق ربه فسائله عنكم، ألا فانظروا فيما هو سائلكم عنه من أمره، [ ص: 643 ] ألا واذكروا إذ كان ساكنه لا يسفكون فيه دماء ولا يمشون فيه بالنميمة . عبد الله بن عمرو بن العاصي
وأخرج عن البزار عبد الله بن عمرو قريش وهم جلوس بفناء الكعبة، فقال : انظروا ما تعملون فيها؛ فإنها مسؤولة عنكم فتخبر عن أعمالكم، واذكروا أن ساكنها من لا يأكل الربا، ولا يمشي بالنميمة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنفر من
وأخرج الأزرقي عن أبي نجيح قال : لم تكن كبار الحيتان تأكل صغارها في الحرم زمن الغرق .
وأخرج في " ذم الملاهي " عن ابن أبي الدنيا جويرية بن أسماء عن عمه قال : حججت مع قوم فنزلنا منزلا ومعنا امرأة، فنامت فانتبهت وحية منطوية عليها، جمعت رأسها مع ذنبها بين ثدييها، فهالنا ذلك وارتحلنا، فلم [ ص: 644 ] تزل منطوية عليها لا تضرها شيئا حتى دخلنا أنصاب الحرم، فانسابت، فدخلنا مكة فقضينا نسكنا وانصرفنا، حتى إذا كنا بالمكان الذي تطوقت عليها فيه الحية، وهو المنزل الذي نزلنا فنامت، فاستيقظت والحية منطوية عليها ثم صفرت الحية، فإذا بالوادي يسيل علينا حيات فنهشتها، حتى بقيت عظاما، فقلت لجارية كانت معها : ويحك أخبرينا عن هذه المرأة . قال : بغت ثلاث مرات، كل مرة تلد ولدا فإذا وضعته سجرت التنور ثم ألقته فيه .
وأخرج الأزرقي عن قال : من أخرج مسلما من ظله في حرم الله من غير ضرورة أخرجه الله من ظل عرشه يوم القيامة . مجاهد
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي، عن قال : إن كانت الأمة من بني إسرائيل لتقدم عبد الله بن الزبير مكة، فإذا بلغت ذا طوى خلعت نعالها تعظيما للحرم .
وأخرج في “ الحلية “ عن أبو نعيم قال : كان يحج من بني إسرائيل مائة ألف، فإذا بلغوا أنصاب الحرم خلعوا نعالهم، ثم دخلوا الحرم [ ص: 645 ] حفاة . مجاهد
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : كانت الأنبياء إذا أتت علم الحرم نزعوا نعالهم . مجاهد
وأخرج الأزرقي، عن وابن عساكر قال : حج الحواريون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيما للحرم . ابن عباس
وأخرج الأزرقي عن عبد الرحمن بن سابط قال : لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينطلق إلى المدينة استلم الحجر، وقام وسط المسجد والتفت إلى البيت فقال : إني لأعلم ما وضع الله في الأرض بيتا أحب إليه منك، وما في الأرض بلد أحب إليه منك، وما خرجت عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجوني .
وأخرج الأزرقي عن قال : ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخرج من مكة : أما والله إني لأخرج وإني لأعلم أنك أحب البلاد إلى الله، وأكرمها على الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت .
[ ص: 646 ] وأخرج الترمذي، وصححاه، والحاكم في " الشعب " عن والبيهقي قال : ابن عباس لمكة : ما أطيبك وأحبك إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج ابن سعد، ، وأحمد وصححه، والترمذي ، والنسائي وابن ماجه، والأزرقي، والجندي عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال : لمكة : والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته واقف بالحزورة يقول
وأخرج الأزرقي عن قال : كان ابن عباس بمكة حي يقال لهم : العماليق فكانوا في عز وثروة وكثرة، فكانت لهم أموال كثيرة من خيل وإبل وماشية، فكانت ترعى مكة وما حولها من مر ونعمان وما حول ذلك، فكانت [ ص: 647 ] الحرف عليهم مظلة والأربعة مغدقة والأودية نجال، والعضاه ملتفة، والأرض مبقلة، فكانوا في عيش رخي، فلم يزل بهم البغي والإسراف على أنفسهم بالظلم وإظهار المعاصي والاضطهاد لمن قاربهم حتى سلبهم الله ذلك، فنقصهم بحبس المطر عنهم، وتسليط الجدب عليهم، وكانوا يكرون بمكة الظل، ويبيعون الماء، فأخرجهم الله من مكة بالذر سلطه عليهم حتى خرجوا من الحرم، فكانوا حوله، ثم ساقهم الله بالجدب يضع الغيث أمامهم، ويسوقهم بالجدب حتى ألحقهم بمساقط رءوس آبائهم، وكانوا قوما غرباء من حمير، فلما دخلوا بلاد اليمن تفرقوا وهلكوا، فأبدل الله الحرم بعدهم جرهم، فكانوا سكانه حتى بغوا فيه واستخفوا بحقه، فأهلكهم الله جميعا .
وأخرج عن ابن أبي شيبة ابن سابط قال : كان الناس إذا كان الموسم بالجاهلية خرجوا فلم يبق أحد بمكة، وأنه تخلف رجل سارق فعمد إلى قطعة من ذهب فوضعها ثم دخل ليأخذ أيضا، فلما أدخل رأسه صره البيت [ ص: 648 ] فوجدوا رأسه في البيت واسته خارجه، فألقوه للكلاب وأصلحوا البيت .
وأخرج الأزرقي، عن والطبراني قال : كنا جلوسا بفناء حويطب بن عبد العزى الكعبة في الجاهلية، فجاءت امرأة إلى البيت تعوذ به من زوجها، فجاء زوجها فمد يده إليها فيبست يده فلقد رأيته في الإسلام وإنه لأشل .
وأخرج الأزرقي عن قال : الحطيم ما بين ابن جريج الركن والمقام وزمزم والحجر، وكان إساف ونائلة رجل وامرأة دخلا الكعبة فقبلها فيها فمسخا حجرين، فأخرجا من الكعبة، فنصب أحدهما في مكان زمزم، ونصب الآخر في وجه الكعبة، ليعتبر بهما الناس، ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا فسمي هذا الموضع الحطيم، لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان، ويستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم، فقل من دعا هنالك على ظالم إلا هلك، وقل من حلف هنالك آثما إلا عجلت عليه العقوبة، وكان ذلك يحجز بين الناس عن الظلم ويتهيب الناس الأيمان هنالك، فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الله [ ص: 649 ] بالإسلام، فأخر الله ذلك لما أراد إلى يوم القيامة .
وأخرج الأزرقي عن أيوب بن موسى، أن امرأة كانت في الجاهلية معها ابن عم لها صغير تكسب عليه، فقالت له : يا بني إني أغيب عنك، وإني أخاف عليك أن ظلمك ظالم، فإن جاءك ظالم بعدي، فإن لله بمكة بيتا لا يشبهه شيء من البيوت ولا يقاربه مفسد، وعليه ثياب، فإن ظلمك ظالم يوما فعذ به فإن له ربا يسمعك، قال : فجاءه رجل فذهب به فاسترقه، فلما رأى الغلام البيت عرف الصفة، فنزل يشتد حتى تعلق بالبيت، وجاء سيده فمد يده إليه ليأخذه فيبست يده، فمد الأخرى فيبست، فاستفتى في الجاهلية فأفتي لينحر عن كل واحدة من يديه بدنة، ففعل فانطلقت له يداه وترك الغلام وخلى سبيله .
وأخرج الأزرقي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال : غدا رجل من بني كنانة من هذيل في الجاهلية على ابن عم له فظلمه واضطهده، فناشده بالله والرحم فأبى إلا ظلمه فلحق بالحرم فقال : اللهم إني أدعوك دعاء جاهد مضطر على فلان ابن عمي لترمينه بداء لا دواء له . قال : ثم انصرف فيجد ابن عمه قد [ ص: 650 ] رمي في بطنه، فصار مثل الزق فما زال ينتفخ حتى انشق . قال عبد المطلب : فحدثت هذا الحديث فقال : رأيت رجلا دعا على ابن عم له بالعمى، فرأيته يقاد أعمى . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي شيبة في " شعب الإيمان " عن والبيهقي أنه قال : يا أهل عمر بن الخطاب مكة، اتقوا الله في حرمكم هذا، أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم؟ كان فيه بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، وبنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، حتى عد ما شاء الله، ثم قال : والله لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحب إلي من أن أعمل واحدة بمكة .
وأخرج الجندي، عن قال : إن أهل الجاهلية لم يكونوا يصيبون في الحرم شيئا إلا عجل لهم ويوشك أن يرجع الأمر إلى ذلك . طاوس
وأخرج الأزرقي، والجندي، عن وابن خزيمة أنه قال عمر بن الخطاب لقريش : إنه كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم، فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله، ثم ولي بعدهم جرهم فاستخفوا بحقه، واستحلوا حرمته، فأهلكهم الله فلا تهاونوا به وعظموا حرمته . [ ص: 651 ] وأخرج الأزرقي، والجندي عن قال : لأن أخطئ سبعين خطيئة بركبة أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة عمر بن الخطاب بمكة .
وأخرج الجندي عن قال : تضعف مجاهد بمكة السيئات كما تضعف الحسنات .
وأخرج الأزرقي عن قال : بلغني أن الخطيئة ابن جريج بمكة مائة خطيئة والحسنة على نحو ذلك .
وأخرج أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة إن مكة بلد عظمه الله وعظم حرمته، خلق مكة وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلها بألف عام، ووصلها بالمدينة، ووصل المدينة ببيت المقدس، ثم خلق الأرض كلها بعد ألف عام خلقا واحدا .