قوله تعالى : إن في خلق السماوات والأرض .
أخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا . فأوحى الله إليه : إني معطيهم، فأجعل لهم الصفا ذهبا، ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا [ ص: 108 ] أعذبه أحدا من العالمين . فقال : "رب، دعني وقومي، فأدعوهم يوما بيوم" . فأنزل الله هذه الآية : إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر . وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصفا ! .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : سعيد بن جبير سألت قريش اليهود، فقالوا : حدثونا عما جاءكم به موسى من الآيات، فحدثوهم بالعصا، وبيده البيضاء للناظرين، وسألوا النصارى عما جاءهم به عيسى من الآيات، فأخبروهم أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله . فقالت قريش عند ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا؛ فنزداد به يقينا، ونتقوى به على عدونا . فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه ، فأوحى الله إليه : إني معطيهم ذلك، ولكن إن كذبوا بعد عذبتهم عذابا لم أعذبه أحدا من العالمين . فقال : "ذرني وقومي، فأدعوهم يوما بيوم"، فأنزل الله عليه : إن في خلق السماوات والأرض الآية . فخلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، أعظم من أن أجعل الصفا ذهبا .
وأخرج ، وكيع ، والفريابي وآدم بن أبي إياس، ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في «العظمة»، وأبو الشيخ [ ص: 109 ] في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي قال : لما نزلت : أبي الضحى وإلهكم إله واحد عجب المشركون وقالوا : إن محمدا يقول : وإلهكم إله واحد فليأتنا بآية إن كان من الصادقين . فأنزل الله : إن في خلق السماوات والأرض الآية . يقول : إن في هذه الآيات : لآيات لقوم يعقلون .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ قال : عطاء نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم فقال كفار قريش بمكة : كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله : إن في خلق السماوات والأرض إلى قوله تعالى : لقوم يعقلون فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء .