أخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما من الأنصار، والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه، وهم السفهاء، فأنزل الله : ابن عباس والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات .
وأخرج عن ابن جرير ، مثله . الضحاك
[ ص: 320 ] وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : تهاجى شاعران في الجاهلية، وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس، فأنزل الله : عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون .
وأخرج ، ابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن وابن عساكر قال : عروة لما نزلت : والشعراء إلى قوله : ما لا يفعلون قال يا رسول الله، قد علم الله أني منهم . فأنزل الله : عبد الله بن رواحة : إلا الذين آمنوا . إلى قوله : ينقلبون .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد في "ناسخه"، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه أبي حسن سالم البراد قال : والشعراء الآية . جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وهم يبكون، فقالوا : يا رسول الله، لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، هلكنا؟ فأنزل الله : وحسان بن ثابت إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم . لما نزلت :
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن والحاكم أبي الحسن مولى بني نوفل، عبد الله بن رواحة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت "الشعراء" يبكيان وهو يقرأ : « وحسان بن ثابت والشعراء يتبعهم الغاوون » . حتى بلغ : « وعملوا الصالحات » . [ ص: 321 ] قال : «أنتم»، وذكروا الله كثيرا قال : «أنتم»، وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : «أنتم»، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال : «الكفار» . أن
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه ابن عباس يتبعهم الغاوون قال : هم الكفار، يتبعون ضلال الجن والإنس، في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون أكثر قولهم يكذبون، ثم استثنى منهم فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا : في كلامهم، وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه : ابن عباس والشعراء قال : المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، يتبعهم الغاوون : غواة الجن، في كل واد يهيمون في كل فن من الكلام يأخذون، ثم استثنى فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعني حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء المشركين . وكعب بن مالك،
وأخرج ، الفريابي ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس يتبعهم الغاوون . [ ص: 322 ] قال : هم الرواة .
وأخرج في "الأدب"، البخاري في "ناسخه"، عن وأبو داود : ابن عباس والشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى، فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا .
وأخرج ، ابن مردويه ، عن وابن عساكر : ابن عباس إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا قال : أبو بكر وعمر وعلي وعبد الله بن رواحة .
وأخرج ، أحمد في "تاريخه"، والبخاري ، وأبو يعلى ، وابن مردويه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل، فكيف ترى فيه؟ فقال : «إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأن ما ترمونهم به مثل نضح النبل» . كعب بن مالك، عن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لأن يمتلئ جوف [ ص: 323 ] أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا» . أبي سعيد عن
وأخرج عن الديلمي مرفوعا : ابن مسعود «الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله أن يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لأزواجهن في الجنة، والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار» .
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة فقالوا : إنا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرءوا» . فقرءوا : وحسان بن ثابت، والشعراء إلى قوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال : «أنتم هم» . «إن من الشعر حكمة» قال : وأتاه وذكروا الله كثيرا قال : «أنتم هم» . وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : «أنتم هم» .
وأخرج ، الفريابي ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون قال : كان الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع .
[ ص: 324 ] وأخرج ، الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، عن وابن جرير : عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون قال : هم عصاة الجن .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : قتادة والشعراء يتبعهم الغاوون قال : الشياطين، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون قال : يمدحون قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل .
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : مجاهد والشعراء يتبعهم الغاوون قال : الشياطين، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون قال : في كل فن يفتنون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . قال : عبد الله بن رواحة وأصحابه .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال : هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم، وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : وهي في بعض [ ص: 325 ] القراءة (وانتصروا بمثل ما ظلموا) قال : نزلت هذه الآية في رهط من الأنصار، هاجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت، وسيعلم الذين ظلموا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : السدي إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . قال : نزلت في وفي شعراء الأنصار . عبد الله بن رواحة،
وأخرج ، ابن سعد ، عن وابن أبي شيبة قال : البراء بن عازب «اهج المشركين، فإن لحسان بن ثابت : جبريل معك» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، قال : ابن سعد قيل : يا رسول الله، إن يهجوك . فقام أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال : يا رسول الله، ائذن لي فيه . قال : «أنت الذي تقول : ثبت الله؟» . قال : نعم يا رسول الله، قلت : ابن رواحة،
ثبت الله ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا
قال : «وأنت ففعل الله بك مثل ذلك» . ثم وثب فقال : يا رسول [ ص: 326 ] الله ائذن لي فيه . فقال : «أنت الذي تقول : همت؟» . قال : نعم يا رسول الله، قلت : كعب
همت سخينة أن تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
وأخرج عن ابن سعد ابن بريدة، أن جبريل أعان على مدحته النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا . حسان بن ثابت
وأخرج ، ابن سعد ، عن وأحمد قال : أبي هريرة عمر بحسان وهو ينشد في المسجد، فلحظ إليه، فنظر إليه، فقال : قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير [ ص: 327 ] منك، فسكت، ثم التفت إلى حسان ، فقال : أنشدك بالله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أجب عني، اللهم أيده بروح القدس»؟ قال : نعم . أبي هريرة مر
وأخرج ، عن ابن سعد قال : ابن سيرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهم في سفر : «أين حسان بن ثابت؟» . فقال : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : «احد» . فجعل ينشده ويصغي إليه، حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لهذا أشد عليهم من وقع النبل» .
وأخرج عن ابن عساكر حسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة : «ما الشعر؟» . قال : شيء يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا .
وأخرج ، عن ابن سعد مدرك بن عمارة قال : قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟» . كأنه يتعجب لذاك، قلت : أنظر في ذاك ثم أقول . قال : «فعليك بالمشركين» . عبد الله بن رواحة :
وأخرج عن ابن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله أنا، وقال عبد الله بن رواحة : كعب بن [ ص: 328 ] مالك : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنك تحسن الشعر» . وقال أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اهجهم؛ فإن روح القدس سيعينك» . حسان بن ثابت : «من يحمي أعراض المسلمين؟» . فقال
وأخرج عن ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : محمد بن سيرين، «إذا نصر القوم بسلاحهم أنفسهم، فألسنتهم أحق» . فقام رجل فقال : يا رسول الله، أنا . قال : «لست هناك» . فجلس، فقام آخر فقال : يا رسول الله، أنا . فقال بيده يعني : اجلس . فقام فقال : يا رسول الله، ما يسرني به مقولا بين حسان صنعاء وبصرى، وإنك ما سببت قوما قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه، فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني . فأمر به إلى أبي بكر .
وأخرج ، عن ابن سعد قال : محمد بن سيرين قريش؛ أبو سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، وابن الزبعرى، فقال قائل اهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا . فقال لعلي : إن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت . فقال الرجل : يا رسول الله، ائذن علي : كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا . فقال : «ليس هناك» . ثم قال للأنصار : «ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه [ ص: 329 ] بألسنتهم؟» . فقال لعلي أنا لها يا رسول الله، وأخذ بطرف لسانه فقال : والله ما يسرني بهم مقولا بين حسان بن ثابت : بصرى وصنعاء . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وكيف تهجوهم وأنا منهم؟» . فقال : إني أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين . فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم؛ حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، فكان وعبد الله بن رواحة . حسان يعارضانهم بمثل قولهم؛ بالوقائع والأيام والمآثر، ويعيرونهم بالمثالب، وكان وكعب يعيرهم بالكفر، وينسبهم إلى الكفر، ويعلمهم أنه ليس فيهم شيء شرا من الكفر، وكانوا في ذلك الزمان، أشد القول عليهم قول ابن رواحة حسان وأهون القول عليهم قول وكعب، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام، كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة، عبد الله بن رواحة . هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار
وأخرج عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن أبي شيبة «إن من الشعر حكما» .
[ ص: 330 ] وأخرج ، عن ابن أبي شيبة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ابن عباس «إن من الشعر حكما» .
وأخرج عن ابن أبي شيبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود «إن من الشعر حكما، وإن من البيان سحرا» .
وأخرج عن ابن أبي حاتم فضالة بن عبيد في قوله : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال : هؤلاء الذين يخربون البيت .
وأخرج عن أحمد قال : أبي أمامة بن سهل بن حنيف سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة وصححه، عن والحاكم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه» .
[ ص: 331 ] وأخرج وصححه عن الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عبد الله بن عمرو، «اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة» .
وأخرج وصححه عن الحاكم قال : من آخر أمر عبد الله بن عمرو الكعبة، أن الحبشة يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا إثرها شرقية، فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، عن والنسائي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : كأني أنظر إلى رجل من الحبش، أصلع، أصمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها . علي بن أبي طالب
[ ص: 332 ] وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : كأني به، أصيلع أفيدع قائم عليها، يهدمها بمسحاته . عبد الله بن عمرو
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قالت : كتب أبي في وصيته سطرين : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به عائشة عند خروجه من الدنيا، حين يؤمن الكافر، ويتقي الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم أبو بكر بن أبي قحافة ، فإن يعدل فذلك ظني به، ورجائي فيه، وإن يجر ويبدل فلا أعلم الغيب، عمر بن الخطاب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة عبد الله بن رباح قال : كان إذا قرأ هذه الآية بكى : صفوان بن محرز وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .