قوله تعالى : إنه كان من المفسدين .
أخرج عن ابن أبي حاتم قال : لقد ذكر لنا أنه كان ليأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار، ثم يصف بعضه إلى بعض، ثم يؤتى بحبالى [ ص: 426 ] من بني إسرائيل فيوقفن عليه، فيحز أقدامهن، حتى إن المرأة منهن لتمصع بولدها، فيقع بين رجليها، فتظل تطؤه وتتقي به حد القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها، حتى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم، قيل له : أفنيت الناس، وقطعت النسل، وإنما هم خولك وعمالك، فتأمر أن يقتلوا الغلمان عاما، ويستحيوا عاما . فولد مجاهد هارون في السنة التي يستحيا فيها الغلمان، وولد موسى في السنة التي فيها يقتلون، وكان هارون أكبر منه بسنة، فلما أراد الله بموسى ما أراد، واستنقاذ بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء، أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها : أن أرضعيه .