قوله تعالى : ترجي من تشاء الآية .
أخرج عن ابن جرير : ابن عباس ترجي من تشاء يقول : تؤخر .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس ترجي من تشاء منهن [ ص: 94 ] قال : أمهات المؤمنين، وتؤوي يعني : نساء النبي، ويعني بالإرجاء، يقول : من شئت خليت سبيله منهن، ويعني بالإيواء، يقول : من أحببت أمسكت منهن، وقوله : ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن يعني بذلك النساء اللاتي أحلهن الله له من بنات العم والعمة، والخال والخالة . وقوله : اللاتي هاجرن معك يقول : إن مات من نسائك اللاتي عندك أحد، أو خليت سبيلها، فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتي أحللت لك مكان من مات من نسائك اللاتي كن عندك أو خليت سبيلها منهن، ولا يصلح لك أن تزداد على عدة نسائك اللاتي عندك شيئا .
وأخرج عن ابن مردويه قال : مجاهد ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء إلى آخر الآية، قال : وكان المؤويات خمسة : عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب، والمرجآت أربعة : وأم حبيبة، جويرية، وميمونة، وسودة، وصفية . كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشين أن يطلقهن فقلن : يا رسول الله، اقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت، ولا تطلقنا . فنزلت :
وأخرج عن ابن مردويه سعيد بن المسيب، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فأرجاها في من أرجى من نسائه . خولة بنت حكيم عن
[ ص: 95 ] وأخرج عن ابن سعد ابن كعب القرظي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه، يقسم بينهن كيف شاء، وذلك قول الله : ذلك أدنى أن تقر أعينهن إذا علمن أن ذلك من الله .
وأخرج ، عبد الرزاق وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في الآية قال : قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه أن يقسم بينهن كيف شاء، فلذلك قال الله : ذلك أدنى أن تقر أعينهن إذا علمن أن ذلك من الله .
وأخرج عن عبد بن حميد ، الشعبي أن امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت فيمن أرجى .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير قال : الحسن كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة لم يكن لرجل أن يخطبها حتى يتزوجها أو يتركها .
وأخرج ، أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن وابن مردويه قالت : عائشة ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك . كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول : أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله : [ ص: 96 ]
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وصححه، والحاكم عن وابن مردويه ، أنها كانت تقول : عائشة ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء فقالت : أرى ربك يسارع لك في هواك . عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فأنزل الله في نساء النبي صلى الله عليه وسلم :
وأخرج عن ابن سعد قالت : لما نزلت : عائشة ترجي من تشاء منهن قلت : إن الله يسارع لك فيما تريد .
وأخرج ، ابن سعد ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في "السنن" عن والبيهقي قال : الشعبي كن نساء وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وأرجى بعضهن فلم يقربهن حتى توفي، ولم ينكحن [ ص: 97 ] بعده، منهن فذلك قوله : أم شريك ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء .
وأخرج ، ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم أبي رزين قال : ترجي من تشاء منهن يقول : تعزل من تشاء فأرجى منهن نسوة وآوى نسوة، وكان ممن أرجى ميمونة، وجويرية، وأم حبيبة، وصفية، وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء، وكان ممن آوى وسودة، عائشة، وحفصة، وأم سلمة، فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء . وزينب، هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه، فلما رأين ذلك أتينه فقلن : لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك، افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فأنزل الله :
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن شهاب ترجي من تشاء . قال : هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه، ليكون ذلك أقر لأعينهن وأرضى لأنفسهن وعيشتهن، ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجى منهن شيئا ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه .
[ ص: 98 ] وأخرج عن ابن سعد ثعلبة بن أبي مالك قال : هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق بعض نسائه فجعلنه في حل فنزلت : ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء .
وأخرج ، الفريابي ، وابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد ترجي من تشاء منهن قال : تعزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق، وتؤوي إليك من تشاء . قال : ترده إليك، ومن ابتغيت ممن عزلت أن تؤويه إليك إن شئت .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه : ابن عباس ترجي قال : تؤخر .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : مجاهد لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق، كان يعتزل .
وأخرج ، البخاري ، ومسلم وأبو داود ، والنسائي ، وابن المنذر وابن أبي حاتم، ، عن وابن مردويه ، عائشة ترجي من تشاء منهن . فقلت لها : ما كنت [ ص: 99 ] تقولين؟ قالت : كنت أقول له : إن كان ذاك إلي فإني لا أريد أن أوثر عليك أحدا . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية :