قوله تعالى : قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب
[ ص: 584 ] أخرج ، ابن أبي شيبة وأحمد في "مسنده" وعبد بن حميد والطبراني وصححه، والحاكم في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي قال : سلمة بن الأكوع ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : قتادة رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي يقول : لا أسلبه فيما بقي كما سلبته .
وأخرج عن عبد بن حميد : الحسن رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال : لا تسلبنيه كما سلبتنيه .
وأخرج عن عبد بن حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحسن عرض لي الشيطان في مصلاي الليلة كأنه هركم هذا، فأخذته فأردت أن أحبسه حتى [ ص: 585 ] أصبح فذكرت دعوة أخي سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فتركته .
وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي في "نوادر الأصول"، والحكيم الترمذي عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا . إن عفريتا من الجن جعل يتفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي، وإن الله أمكنني منه، فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا، فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي
وأخرج عن عبد بن حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سعيد بن المسيب، سليمان، لولا دعوته لأصبح مربوطا تنظرون إليه . بينا أنا قائم أصلي اعترض لي الشيطان فأخذت حلقه فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على إبهامي فيرحم الله
وأخرج عن أحمد أبي سعيد سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي صلاة الصبح فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال : لو رأيتموني وإبليس، [ ص: 586 ] فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين –الإبهام والتي تليها- ولولا دعوة أخي
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري سليمان لأصبح مقتولا تنظرون إليه . خرجت لصلاة الصبح، فلقيني شيطان في السدة، سدة المسجد فزحمني حتى إني لأجد مس شعره فاستمكنت منه فخنقته حتى إني لأجد برد لسانه على يدي، فلولا دعوة أخي
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد وابن مردويه عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مسعود سليمان لأصبح مناطا إلى أسطوانة من أساطين المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة . مر علي الشيطان فتناولته فأخذته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، فقال : أوجعتني أوجعتني، ولولا ما دعا به
[ ص: 587 ] وأخرج عن ابن مردويه قالت : عائشة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس . رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيطانا وهو في الصلاة، فأخذه فخنقه حتى وجد برد لسانه على يده، فقال : لولا دعوة أخي
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر دخلت البيت فإذا خلف الباب شيطان، فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة العبد الصالح لأصبح موثقا بالبقيع يراه الناس .
وأخرج مسلم ، والنسائي عن وابن مردويه قال : أبي الدرداء سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك . ثم قال : ألعنك بلعنة الله . ثلاثا ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك . فقال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت : أعوذ بالله منك . فلم يستأخر، ثم قلت ذلك فلم يستأخر، ثم أردت أخذه فلولا دعوة أخينا
وأخرج ، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن سمرة سليمان لنيط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة . إن [ ص: 588 ] الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي، وايم الله لولا ما سبق إليه أخي
وأخرج في "المستدرك" عن الحاكم عمر بن علي بن حسين قال : مشيت مع أخي أبي جعفر فقلت : زعموا أن سليمان سأل ربه أن يهب له ملكا! قال : حدثني أبي عن أبيه عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : علي لن يعمر الله ملكا في أمة نبي مضى قبله ما بلغ بذلك النبي من العمر في أمته .
وأخرج عن عبد بن حميد أنه ذكر من ملك وهب بن منبه، سليمان وتعظيم ملكه أنه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان، وكان يذبح على غدائه كل يوم سبعين ثورا معلوفا وستين كرا من الطعام سوى الكباش والطير والصيد، فقيل لوهب : أكان يسع هذا ماله؟ قال : كان إذا ملك الملك [ ص: 589 ] على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه، وأن أموالهم له، ما شاء أخذ منها وما شاء ترك .
وأخرج عن عبد بن حميد أبي خالد البجلي قال : بلغني أن سليمان ركب يوما في موكبه، فوضع سريره فقعد عليه، وألقيت كراسي يمينا وشمالا، فقعد الناس عليها يلونه والجن وراءهم، ومردة الشياطين وراء الجن، فأرسل إلى الطير فأظلتهم بأجنحتها، وقال للريح : احملينا . يريد بعض مسيره، فاحتملته الريح وهو على سريره، والناس على كراسيهم يحدثهم ويحدثونه، لا يرتفع كرسي ولا يتضع والطير تظلهم، وكان موكب سليمان يسمع من مكان بعيد، ورجل من بني إسرائيل معه مسحاته في زرع له قائم يهيئه، إذ سمع الصوت فقال : إن هذا الصوت ما هو إلا لموكب سليمان . فألقى ما في يده وأخذ كنفا له فجعله على عنقه، ثم جعل يشتد يبادر الطريق، ومرت الريح بسليمان وبجنوده فحانت من سليمان التفاتة وهو على سريره، فإذا هو برجل يشتد يبادر الطريق فقال سليمان في نفسه : إن هذا الرجل ملهوف أو [ ص: 590 ] طالب حاجة . فقال للريح حين حاذى به : قفي بي، فوقفت به وبجنوده وانتهى إليه الرجل وهو منبهر فتركه سليمان حتى ذهب بعض بهره، ثم أقبل عليه فقال : ألك حاجة؟ وقد وقف عليه الخلق- فقال : الحاجة جاءت بي إلى هذا المكان يا رسول الله، إني رأيت الله أعطاك ملكا لم يعطه أحدا قبلك، ولا أراه يعطيه أحدا بعدك فكيف تجد ما مضى من ملكك هذه الساعة؟ قال : أخبرك عن ذاك؛ إني كنت نائما فرأيت رؤيا، ثم انتبهت ففقدتها . قال : ليس إلا ذاك . قال : فأخبرني كيف تجد ما بقي من ملكك الساعة؟ قال : تسألني عن شيء لم أره؟ قال : فإنما هي هذه الساعة، ثم انصرف عنه موليا . فجعل سليمان ينظر في قفاه ويتفكر فيما قال له ثم قال للريح : امضي بنا . فمضت به، قال الله رخاء حيث أصاب قال : الرخاء التي ليست بالعاصف ولا باللينة وسط . قال الله تعالى غدوها شهر ورواحها شهر [سبأ : 12 ] ليست بالعاصف التي تؤذيه، ولا باللينة التي تشق عليه .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وعبد بن حميد سلامان بن عامر الشعباني قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سليمان وما أعطاه الله من ملكه، فإنه لم يكن يرفع طرفه إلى السماء؛ تخشعا حتى قبضه الله . أرأيتم
[ ص: 591 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمرو سليمان طرفه إلى السماء تخشعا؛ حيث أعطاه الله ما أعطاه . ما شد
وأخرج في "الزهد" عن أحمد قال : كان عطاء سليمان يعمل الخوص بيده، ويأكل خبز الشعير بالمري ويطعم بني إسرائيل الحوارى .
وأخرج في "نوادر الأصول" عن الحكيم الترمذي قال : إن الضحاك سليمان بن داود أخذ على الحيات المواثيق ألا يظهرن، فإذا ظهرت حل قتلها .