قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب .
[ ص: 212 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان يعني الكافر " ضر " أي شدة من الفقر والبلاء " دعا ربه منيبا إليه " أي راجعا إليه مخبتا مطيعا له ، مستغيثا به في إزالة تلك الشدة عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8ثم إذا خوله نعمة منه أي أعطاه وملكه . يقال : خولك الله الشيء أي : ملكك إياه ، وكان
أبو عمرو بن العلاء ينشد :
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وخول الرجل : حشمه ، الواحد خائل . قال
أبو النجم :
أعطى فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8نسي ما كان يدعو إليه من قبل أي نسي ربه الذي كان يدعوه من قبل في كشف الضر عنه . ف " ما " على هذا الوجه لله - عز وجل - وهي بمعنى الذي . وقيل : بمعنى من كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=3ولا أنتم عابدون ما أعبد والمعنى واحد . وقيل : نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله عز وجل . أي : ترك كون الدعاء منه إلى الله ، فما والفعل على هذا القول مصدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وجعل لله أندادا أي أوثانا وأصناما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يعني أندادا من الرجال يعتمدون عليهم في جميع أمورهم . " ليضل عن سبيله " أي ليقتدي به الجهال .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8قل تمتع بكفرك قليلا أي قل لهذا الإنسان " تمتع " وهو أمر تهديد ، فمتاع الدنيا قليل . " إنك من أصحاب النار " أي مصيرك إلى النار .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت آناء الليل بين تعالى أن المؤمن ليس كالكافر الذي مضى ذكره . وقرأ
الحسن وأبو عمرو وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي أمن بالتشديد . وقرأ
نافع وابن كثير ويحيى بن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وحمزة : " أمن هو " بالتخفيف على معنى النداء ، كأنه قال : يا من هو قانت . قال
الفراء : الألف بمنزلة يا ، تقول : يا زيد أقبل ، وأزيد أقبل . وحكي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وجميع النحويين ، كما قال
أوس بن حجر :
أبني لبينى لستم بيد إلا يدا ليست لها عضد
[ ص: 213 ] وقال آخر هو
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
أدارا بحزوى هجت للعين عبرة فماء الهوى يرفض أو يترقرق
فالتقدير على هذا : " قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار " يا من هو قانت إنك من أصحاب الجنة ، كما يقال في الكلام : فلان لا يصلي ولا يصوم ، فيا من يصلي ويصوم أبشر ، فحذف لدلالة الكلام عليه . وقيل : إن الألف في " أمن " ألف استفهام أي : " أمن هو قانت آناء الليل " أفضل ؟ أم من جعل لله أندادا ؟ والتقدير : الذي هو قانت خير . ومن شدد " أمن " فالمعنى : العاصون المتقدم ذكرهم خير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت فالجملة التي عادلت " أم " محذوفة ، والأصل أم من فأدغمت في الميم .
النحاس : وأم بمعنى بل ، ومن بمعنى الذي ، والتقدير : أم الذي هو قانت أفضل ممن ذكر .
وفي قانت أربعة أوجه : أحدها : أنه المطيع ، قاله
ابن مسعود . الثاني : أنه الخاشع في صلاته ، قاله
ابن شهاب . الثالث : أنه القائم في صلاته ، قاله
يحيى بن سلام . الرابع : أنه الداعي لربه . وقول
ابن مسعود يجمع ذلك . وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=864901أنه قال : كل قنوت في القرآن فهو طاعة لله - عز وجل - وروي عن
جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=831049أنه سئل : أي الصلاة أفضل ؟ فقال : طول القنوت وتأوله جماعة من أهل العلم على أنه طول القيام . وروى
عبد الله عن
نافع عن
ابن عمر سئل عن القنوت فقال : ما أعرف القنوت إلا طول القيام ، وقراءة القرآن . وقال
مجاهد : من القنوت طول الركوع وغض البصر . وكان العلماء إذا وقفوا في الصلاة غضوا أبصارهم ، وخضعوا ولم يلتفتوا في صلاتهم ، ولم يعبثوا ولم يذكروا شيئا من أمر الدنيا إلا ناسين . قال
النحاس : أصل هذا أن القنوت الطاعة ، فكل ما قيل فيه فهو طاعة لله عز وجل ، فهذه الأشياء كلها داخلة في الطاعة ، وما هو أكثر منها كما قال
نافع : قال لي
ابن عمر : قم فصل ، فقمت أصلي وكان علي ثوب خلق ، فدعاني فقال لي : أرأيت لو وجهتك في حاجة أكنت تمضي هكذا ؟ فقلت : كنت أتزين ، قال : فالله أحق أن تتزين له . واختلف في تعيين القانت هاهنا ، فذكر
يحيى بن سلام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال
ابن عباس في رواية
الضحاك عنه : هو
أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما . وقال
ابن عمر : هو
عثمان - رضي الله عنه - . وقال
مقاتل : إنه
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر .
الكلبي :
صهيب وأبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود . وعن
الكلبي أيضا أنه مرسل فيمن كان على هذه الحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9آناء الليل قال
الحسن : ساعاته ، أوله
[ ص: 214 ] وأوسطه وآخره . وعن
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9آناء الليل جوف الليل . قال
ابن عباس : من أحب أن يهون الله عليه الوقوف يوم القيامة ، فليره الله في ظلمة الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ، ويرجو رحمة ربه . وقيل : ما بين المغرب والعشاء . وقول
الحسن عام . " يحذر الآخرة " قال
سعيد بن جبير : أي : عذاب الآخرة .
" ويرجو رحمة ربه " أي نعيم الجنة . وروي عن
الحسن أنه سئل عن رجل يتمادى في المعاصي ويرجو فقال : هذا متمن . ولا يقف على قوله : " رحمة ربه " من خفف " أمن هو قانت " على معنى النداء ; لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون متصل إلا أن يقدر في الكلام حذف وهو أيسر ، على ما تقدم بيانه .
قال
الزجاج : أي : كما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون كذلك لا يستوي المطيع والعاصي . وقال غيره : الذين يعلمون هم الذين ينتفعون بعلمهم ويعملون به ، فأما من لم ينتفع بعلمه ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم .
" إنما يتذكر أولو الألباب " أي أصحاب العقول من المؤمنين