قوله تعالى : ولا يغتب بعضكم بعضا الآية .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "شعب الإيمان" عن والبيهقي في قوله : ابن عباس ولا يغتب بعضكم بعضا الآية . قال : حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : ابن جريج ولا يغتب بعضكم بعضا الآية . قال : زعموا أنها نزلت في أكل ثم رقد فنفخ، فذكر رجلان أكله ورقاده فنزلت . سلمان الفارسي،
وأخرج عن ابن أبي حاتم السدي أن كان مع رجلين في سفر يخدمهما وينال من طعامهما وأن سلمان الفارسي نام يوما فطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا : ما يريد سلمان شيئا غير هذا؛ أن يجيء إلى طعام معدود وخباء مضروب . فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهما إداما، فانطلق فأتاه فقال : يا رسول الله، بعثني أصحابي لتؤدمهم إن كان عندك . قال : ما يصنع أصحابك بالأدم، قد ائتدموا . فرجع سلمان فخبرهما، فانطلقا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : والذي بعثك بالحق ما أصبنا طعاما منذ نزلنا . قال : إنكما قد ائتدمتما سلمان بسلمان بقولكما . فنزلت : أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا .
[ ص: 576 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مقاتل ولا يغتب بعضكم بعضا الآية . قال : نزلت هذه الآية في رجل كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم؛ أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه إداما فمنع، فقالوا له : إنه لبخيل وخيم . فنزلت في ذلك .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : الضحاك ولا يغتب بعضكم بعضا قال : أن يقول للرجل من خلفه : هو كذا . يسيء الثناء عليه .
وأخرج عبد بن حميد، عن وابن جرير، قتادة : ولا يغتب بعضكم بعضا قال : ذكر لنا أن الغيبة أن تذكر أخاك بما يشينه، وتعيبه بما فيه، فإن أنت كذبت عليه فذاك البهتان . يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها، فكذلك فاكره غيبته وهو حي .
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو داود وصححه، والترمذي، وابن جرير، ، وابن المنذر عن وابن مردويه، قال : أبي هريرة قيل : يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل : يا رسول الله، أرأيت إن كان [ ص: 577 ] في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته .
وأخرج عبد بن حميد في "مساوئ الأخلاق" عن والخرائطي المطلب بن حنطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الغيبة أن تذكر المرء بما فيه . فقيل : إنما كنا نرى أن نذكره بما ليس فيه . ذلك البهتان .
وأخرج عن عبد بن حميد ، عكرمة أن امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجت، فقالت يا رسول الله، ما أجملها وأحسنها لولا أن بها قصرا . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : اغتبتيها يا عائشة : فقالت : يا رسول الله، إنما قلت شيئا هو بها . قال : يا عائشة . إذا قلت شيئا بها فهي غيبة، وإذا قلت ما ليس بها فقد بهتها . عائشة
وأخرج عن عبد بن حميد قال : إذا قلت للرجل بما فيه فقد اغتبته، وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته . عون بن عبد الله
[ ص: 578 ] وأخرج عن عبد بن حميد قال : لو مر بك أقطع فقلت : هذا الأقطع . كانت غيبة . معاوية بن قرة
وأخرج عن عبد بن حميد ، أنه ذكر عنده رجل فقال : ذاك الأسود . ثم قال : أستغفر الله، أراني قد اغتبته . محمد بن سيرين
وأخرج عبد بن حميد، ، عن وابن المنذر مجاهد : أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا قالوا : نكره ذلك . قال : فاتقوا الله .
وأخرج في "ذم الغيبة" ابن أبي الدنيا في "مساوئ الأخلاق"، والخرائطي وابن مردويه، في "شعب الإيمان" والبيهقي عن قالت : عائشة فإني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت امرأة طويلة الذيل، فقلت : يا رسول الله، إنها لطويلة الذيل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الفظي . فلفظت بضعة لحم . لا يغتب بعضكم بعضا
وأخرج عن عبد بن حميد ، رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، عكرمة أنه لحق قوما فقال لهم : تخللوا . فقالوا : يا نبي الله، والله ما طعمنا اليوم طعاما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والله إني لأرى لحم فلان بين ثناياكم . وكانوا اغتابوه .
وأخرج في "المختارة" عن الضياء المقدسي قال : أنس كانت العرب يخدم [ ص: 579 ] بعضها بعضا في الأسفار وكان مع أبي بكر رجل يخدمها، فناما فاستيقظا، ولم يهيئ لهما طعاما، فقالا : إن هذا لنؤوم . فأيقظاه فقالا : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له : إن وعمر أبا بكر يقرئانك السلام، ويستأدمانك . فقال : إنهما ائتدما . فجاءا فقالا : يا رسول الله، بأي شيء ائتدمنا؟ قال : بلحم أخيكما، والذي نفسي بيده، إني لأرى لحمه بين ثناياكما . فقالا : استغفر لنا يا رسول الله . قال : مراه فليستغفر لكما . وعمر
وأخرج في "نوادر الأصول" عن الحكيم الترمذي، يحيى بن أبي كثير، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أبو بكر فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه لحما . فقال : أوليس قد ظللتم من اللحم شباعا؟ قالوا : من أين، فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام؟ فقال : من لحم صاحبكم الذي ذكرتم . قالوا يا نبي الله : إنما قلنا إنه لضعيف، ما يعيننا على شيء . قال : وذلك، فلا تقولوا . فرجع إليهم الرجل، فأخبرهم بالذي قال، فجاء وعمر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي . ففعل، وجاء أبو بكر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي . ففعل . عمر
وأخرج أبو يعلى، ، وابن المنذر عن وابن مردويه، قال : قال [ ص: 580 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له لحمه في الآخرة، فيقال له : كله ميتا كما أكلته حيا . فإنه ليأكله ويكلح ويصيح .
وأخرج أحمد، ، وابن أبي الدنيا عن وابن مردويه، عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال : يا رسول الله : إن هاهنا امرأتين صامتا، وقد كادتا أن تموتا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوني بهما . فجاءتا، فدعا بعس أو قدح فقال لإحداهما : قيئي . فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح . وقال للأخرى : قيئي . فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس .
وأخرج عن ابن مردويه أم سلمة، أنها سئلت عن الغيبة فأخبرت أنها أصبحت يوم الجمعة، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، وأتتها جارة لها من نسائه فاغتابتا وضحكتا برجال ونساء، فلم يبرحا على حديثهما من الغيبة [ ص: 581 ] حتى أقبل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفا من الصلاة، فلما سمعتا صوته سكتتا، فلما قام بباب البيت ألقى طرف ردائه على أنفه، ثم قال : أف، اخرجا فاستقيئا، ثم تطهرا بالماء . فخرجت فقاءت لحما كثيرا قد أصل، فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين مضتا، فسألها عما قاءت فأخبرته، فقال : ذاك لحم ظللت تأكلينه، فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما ظللتما فيه من الغيبة . وأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم . أم سلمة
وأخرج عن ابن مردويه أبي مالك الأشعري عن كعب بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن حرام على المؤمن؛ لحمه عليه حرام أن يأكله ويغتابه بالغيب، وعرضه عليه حرام أن يخرقه، ووجهه عليه حرام أن يلطمه .
وأخرج ، عبد الرزاق في "الأدب"، والبخاري، وأبو يعلى، ، وابن المنذر في "شعب الإيمان" بسند صحيح عن والبيهقي أبي هريرة ماعزا لما رجم سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه : ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب . فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال : أين فلان وفلان؟ انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار . فقالا : وهل [ ص: 582 ] يؤكل هذا قال : فما نلتما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها . أن
وأخرج ابن أبي شيبة، في "الزهد"، وأحمد في "الأدب"، والبخاري عن والخرائطي أنه مر على بغل ميت وهو في نفر من أصحابه فقال : والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل من لحم رجل مسلم . عمرو بن العاص،
وأخرج في "الأدب"، البخاري ، عن وابن أبي الدنيا قال : جابر بن عبد الله كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال : إنهما لا يعذبان في كبير - وبكى - أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول . فدعا بجريدة رطبة فكسرها، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر، فقال : أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين .
وأخرج في "الأدب" عن البخاري قال : من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيرا في الدنيا والآخرة، ومن اغتيب عنده فلم ينصره جزاه [ ص: 583 ] الله بها في الدنيا والآخرة شرا، وما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن؛ إن قال فيه ما يعلم فقد اغتابه، وإن قال فيه بما لا يعلم فقد بهته . ابن مسعود
وأخرج عن أحمد قال : جابر بن عبد الله كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون الناس .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس إذا وقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصرا، وللقوم زاجرا، وقم عنهم . ثم تلا هذه الآية : أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس، إن الربا نيف وسبعون بابا، أهونهن بابا مثل من نكح أمه في الإسلام، ودرهم الربا أشد من خمس وثلاثين زنية، وأشد الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته .
وأخرج أحمد، وأبو داود، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 584 ] أنس جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم . لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا
وأخرج أحمد، وأبو داود والبيهقي وأبو يعلى والطبراني عن والحاكم المستورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسي برجل مسلم ثوبا فإن الله يكسوه مثله من جهنم، ومن قام برجل مقام سمعة أو رياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة .
وأخرج ابن مردويه عن والبيهقي أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصوموا يوما ولا يفطرن أحد حتى آذن له . فصام الناس، فلما أمسوا جعل الرجل يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ظللت منذ اليوم صائما، فأذن لي فلأفطر . فيأذن له حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله، إن فتاتين من أهلك ظلتا منذ اليوم صائمتين، فأذن لهما فليفطرا . فأعرض عنه، ثم أعاد عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما صامتا، وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس؟ اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن يستقيئا . ففعلتا، فقاءت كل واحدة منهما علقة، فأتى [ ص: 585 ] النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو ماتتا وبقي فيهما لأكلتهما النار .
وأخرج عن البيهقي قالت : لا يتوضأ أحدكم من الكلمة الخبيثة يقولها لأخيه، ويتوضأ من الطعام الحلال؟! عائشة
وأخرج عن البيهقي ابن عباس قالا : الحدث حدثان؛ حدث من فيك، وحدث من نومك، وحدث الفم أشد؛ الكذب والغيبة . وعائشة
وأخرج عن البيهقي قال : الوضوء من الحدث وأذى المسلم . إبراهيم
وأخرج في "مساوئ الأخلاق" الخرائطي عن والبيهقي ابن عباس أن رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر، وكانا صائمين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال : أعيدا وضوءكما وصلاتكما وامضيا في صومكما، واقضيا يوما آخر مكانه . قالا : لم يا رسول الله؟ قال : قد اغتبتما فلانا .
وأخرج الخرائطي، وابن مردويه، والبيهقي عن قالت : أقبلت امرأة [ ص: 586 ] قصيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس قالت : فأشرت بإبهامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد اغتبتها . عائشة
وأخرج ، ابن جرير وابن مردويه، عن والبيهقي أبي هريرة أن رجلا قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم فرئي في مقامه عجز، فقال بعضهم : ما أعجز فلانا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أكلتم الرجل واغتبتموه .
وأخرج عن البيهقي قال : معاذ بن جبل ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما أعجزه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغتبتم الرجل . قالوا : يا رسول الله، قلنا ما فيه . قال : لو قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه .
وأخرج عن ابن جرير قال : معاذ بن جبل كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القوم رجلا فقالوا : ما يأكل إلا ما أطعم، ولا يرحل إلا ما رحل له، وما أضعفه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغتبتم أخاكم . قالوا : يا رسول الله، وغيبة بما يحدث فيه؟ فقال : بحسبكم أن تحدثوا عن أخيكم بما فيه .
[ ص: 587 ] وأخرج أبو داود في "الأفراد"، والدارقطني والخرائطي ، والطبراني والحاكم، وأبو نعيم، عن والبيهقي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر : من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم، ولكنها الحسنات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر اذكروا الله فإن العبد إذا قال : سبحان الله وبحمده . كتب الله له بها عشرا، ومن عشر إلى مائة ومن مائة إلى ألف، ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير علم فقد باء بسخط من الله، ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج، ومن مات وعليه دين اقتص من حسناته؛ ليس ثم دينار ولا درهم .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر ما من رجل يرمي رجلا بكلمة تشينه إلا حبسه الله يوم القيامة في طينة الخبال حتى يأتي منها [ ص: 588 ] بالمخرج .
وأخرج عن البيهقي قال : بلغني أنه يقال للعبد يوم القيامة : قم فخذ حقك من فلان . فيقول : ما لي قبله حق . فيقال : بلى ذكرك يوم كذا وكذا بكذا وكذا . الأوزاعي
وأخرج ابن مردويه عن والبيهقي أبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجابر بن عبد الله الغيبة أشد من الزنا . قالوا : يا رسول الله، وكيف الغيبة أشد من الزنا؟ قال : إن الرجل ليزني فيتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفرها له صاحبه .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس الغيبة أشد من الزنا، فإن صاحب الزنا يتوب، وصاحب الغيبة ليس له توبة .
وأخرج من طريق البيهقي غياث بن كلوب الكوفي عن مطرف بن سمرة بن جندب، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبغض البيت اللحم . فسألت مطرفا : ما يعني باللحم؟ قال : الذي يغتاب فيه الناس . وبإسناده عن أبيه قال : قال [ ص: 589 ] مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل بين يدي حجام - وذلك في رمضان - وهما يغتابان رجلا، فقال : أفطر الحاجم والمحجوم . البيهقي : غياث هذا مجهول .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه .
وأخرج عن البيهقي قال : إذا اغتاب رجل رجلا فلا يخبره به، ولكن يستغفر الله . عبد الله بن المبارك
وأخرج بسند ضعيف عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي قال : الشكاية والتحذير ليسا من الغيبة . شعبة
وأخرج عن البيهقي قال : ثلاثة ليست لهم غيبة؛ الإمام الجائر، والفاسق المعلن بفسقه، والمبتدع الذي يدعو الناس إلى بدعته . سفيان بن عيينة
وأخرج عن البيهقي قال : ليس لأهل البدع غيبة . الحسن
[ ص: 590 ] وأخرج عن البيهقي قال : إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي . زيد بن أسلم
وأخرج وضعفه، البيهقي في "مساوئ الأخلاق" والخرائطي والخطيب والديلمي وابن عساكر عن وابن النجار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس، من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له .
وأخرج وضعفه البيهقي من طريق والطبراني عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بهز بن حكيم ليس للفاسق غيبة .
وأخرج وضعفه من طريق البيهقي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بهز بن حكيم أترعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه كي يعرفه الناس ويحذره الناس .
وأخرج عن البيهقي قال : ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة؛ [ ص: 591 ] فاسق معلن الفسق، والأمير الجائر، وصاحب البدعة المعلن البدعة . الحسن البصري
وأخرج عن الحكيم الترمذي، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيئاته في كفة، فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتوضع في كفة الحسنات فترجح بها، فيقول : يا رب، ما هذه البطاقة؟ فما من عمل عملته في ليلي ونهاري إلا وقد استقبلت به . فيقال : هذا ما قيل فيك، وأنت منه بريء . فينجو بذلك .
وأخرج عن الحكيم الترمذي، قال : البهتان على البريء أثقل من السماوات . علي بن أبي طالب