قوله تعالى : ليس لك من الأمر شيء .
أخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وأبو يعلى، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في " ناسخه " ، والنحاس في " الدلائل " ، عن والبيهقي أنس، وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه، فقال : " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله : النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، ليس لك [ ص: 761 ] من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . أن
وأخرج ، عن ابن جرير قال : ذكر لنا قتادة أحد، وقد جرح في وجهه وأصيب بعض رباعيته وفوق حاجبه، فقال - يغسل عن وجهه الدم - : " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله : وسالم مولى أبي حذيفة ليس لك من الأمر شيء الآية . أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
وأخرج ، عن ابن جرير قال : الربيع نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، فقال : " كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان؟ ويدعوهم إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة؟ ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟ " فهم أن يدعو عليهم ، فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء الآية . فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : بلغني الحسن أحد، كسرت رباعيته وجرح وجهه، فقال وهو يصعد على أحد : " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ " فأنزل الله مكانه : ليس لك من الأمر شيء الآية . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن وابن المنذر ، قتادة أن رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيبت يوم أحد، أصابها عتبة بن أبي وقاص، وشجه في وجهه، فكان يغسل الدم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم؟ " فأنزل الله : سالم مولى أبي حذيفة ليس لك من الأمر شيء الآية .
وأخرج ، أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير في " الدلائل " ، عن والبيهقي قال : ابن عمر أحد : " اللهم العن [ ص: 762 ] اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، " . فنزلت هذه الآية : صفوان بن أمية ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . فتيب عليهم كلهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
وأخرج وصححه ، الترمذي ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : ابن عمر ليس لك من الأمر شيء الآية . فهداهم الله للإسلام . كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أربعة نفر ، فأنزل الله :
وأخرج ، البخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في " ناسخه " ، والنحاس في " سننه " ، عن والبيهقي ، أبي هريرة الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " . يجهر بذلك ، وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر : " اللهم العن فلانا وفلانا " . لأحياء من أحياء العرب ، حتى أنزل الله : ليس لك من الأمر شيء . وفي لفظ : " اللهم العن لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله " . ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزل قوله : ليس لك من الأمر شيء الآية . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع : " اللهم أنج
[ ص: 763 ] وأخرج ، عبد بن حميد في " ناسخه " ، عن والنحاس ، ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة فقال : " اللهم العن فلانا وفلانا " . ناسا من المنافقين دعا عليهم ، فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء الآية .
وأخرج ، ابن إسحاق في " ناسخه " ، عن والنحاس قال : سالم بن عبد الله بن عمر جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنك تنهى عن السبي . يقول : قد سبى العرب . ثم تحول فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف استه، فلعنه ودعا عليه ، فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء الآية . ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه .