قوله تعالى : والذين إذا فعلوا فاحشة .
أخرج عن ابن جرير أنه قرأ : الحسن الذين ينفقون في السراء والضراء الآية، ثم قرأ : والذين إذا فعلوا فاحشة الآية فقال : إن هذين النعتين لنعت رجل واحد .
[ ص: 29 ] وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد عن وابن جرير في الآية قال : هذان ذنبان، مجاهد فعلوا فاحشة ذنب، وظلموا أنفسهم ذنب .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : جابر بن زيد والذين إذا فعلوا فاحشة قال : زنى القوم ورب الكعبة .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم في قوله : السدي فعلوا فاحشة قال : الزنى .
وأخرج عن ابن المنذر أنه ذكر عنده بنو إسرائيل وما فضلهم الله به فقال : كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولا تقولونه تستغفرون الله فيغفر لكم، والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إلي من الدنيا وما فيها : ابن مسعود والذين إذا فعلوا فاحشة الآية .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد [ ص: 30 ] وابن أبي الدنيا، والطبراني وابن المنذر عن والبيهقي قال : إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر له : ابن مسعود والذين إذا فعلوا فاحشة الآية، وقوله : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية [النساء : 110] .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن وابن جرير قال : بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية بكى : ثابت البناني والذين إذا فعلوا فاحشة الآية .
وأخرج عن الحكيم الترمذي عطاف بن خالد قال : بلغني أنه لما نزل قوله : ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا صاح إبليس بجنوده وحثى على رأسه التراب ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر، فقالوا : ما لك يا سيدنا؟ قال : آية نزلت في كتاب الله لا يضر بعدها أحدا من بني آدم ذنب . قالوا : وما هي؟ فأخبرهم . قالوا : نفتح لهم باب الأهواء فلا يتوبون ولا يستغفرون ولا يرون إلا أنهم على الحق، فرضي منهم ذلك .
وأخرج الطيالسي ، وأحمد ، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي [ ص: 31 ] والنسائي ، وابن ماجه وابن حبان والدارقطني والبزار، ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في "عمل اليوم والليلة"، وابن السني في "الشعب" عن والبيهقي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي بكر الصديق : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله » إلى آخر الآية . «ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيذكر ذنبه فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك إلا غفر الله له» ثم قرأ هذه الآية : «
وأخرج في "الشعب" عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن «ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له» .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي الدرداء «كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه، فإذا أخطأ خطيئة وأحب أن يتوب إلى الله فليأت بقعة رفيعة فليمد يديه إلى الله ثم يقول : إني أتوب إليك فيها لا أرجع إليها أبدا؛ فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك» .
[ ص: 32 ] وأخرج في "الشعب" عن البيهقي قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عائشة «اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا» .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «أربعة في حديقة قدسية في الجنة : المعتصم بلا إله إلا الله لا يشك فيها، ومن إذا عمل حسنة سرته وحمد الله عليها، ومن إذا عمل سيئة ساءته واستغفر الله منها، ومن إذا أصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون» .
وأخرج عبد بن حميد والبخاري عن ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «إن رجلا أذنب ذنبا فقال : رب، إني أذنبت ذنبا فاغفره . فقال الله : عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب، إني عملت ذنبا فاغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب، إني عملت ذنبا فاغفره . فقال الله : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؛ أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء» .
وأخرج أحمد عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «لو لم [ ص: 33 ] تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم» .
وأخرج عن أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد، «قال إبليس : يا رب، - وعزتك - لا أزال أغوي بني آدم ما كانت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله : وعزتي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» .
وأخرج عن أبو يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي بكر «عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما؛ فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون» .
وأخرج البزار في "الشعب" عن والبيهقي قال : أنس جاء رجل فقال : يا رسول الله، إني أذنبت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أذنبت فاستغفر ربك» . قال : فإني أستغفر ثم أعود فأذنب، فقال : «إذا أذنبت فاستغفر ربك» ثم عاد فقال في الرابعة : «استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور» .
وأخرج عن البيهقي عقبة بن عامر الجهني أن رجلا قال : يا رسول الله، أحدنا يذنب؟ قال : «يكتب عليه» . قال : ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال : «يغفر له ويتاب عليه» . قال : فيعود ويذنب؟ قال : «يكتب عليه» . قال : ثم يستغفر [ ص: 34 ] منه ويتوب؟ قال : «يغفر له ويتاب عليه» . قال : فيعود ويذنب؟ قال : «يكتب عليه» . قال : ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال : «يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا» .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد ولم يصروا على ما فعلوا قال : لم يقيموا على ذنب وهم يعلمون أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير قال : إياكم والإصرار؛ فإنما هلك المصرون الماضون قدما، لا ينهاهم مخافة الله عن حرام حرمه الله عليهم، ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك . قتادة
وأخرج أحمد، وعبد بن حميد في الأدب المفرد، والبخاري وابن مردويه في "شعب الإيمان" عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمرو «ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول - يعني الآذان - ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون» .
وأخرج في "التوبة"، ابن أبي الدنيا عن والبيهقي قال : كل [ ص: 35 ] ذنب أصر عليه العبد كبير، وليس بكبير ما تاب منه العبد . ابن عباس
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم قال : إتيان الذنب عمدا إصرار حتى يتوب . الحسن
وأخرج عن البيهقي قال : الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره . الأوزاعي
وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم : السدي ولم يصروا على ما فعلوا فيسكتوا ولا يستغفروا، وهم يعلمون أنهم قد أذنبوا ثم أقاموا ولم يستغفروا .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وأبو داود ، والترمذي ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في "الشعب" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي بكر الصديق «ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة» .
وأخرج عن ابن أبي حاتم : مقاتل ونعم أجر العاملين قال : أجر العاملين بطاعة الله الجنة .