أخرج ، عن أحمد قال : أبي هريرة يسألونك عن الخمر والميسر الآية [البقرة : 219]، فقال الناس : ما حرم علينا، إنما قال : إثم كبير وكانوا يشربون الخمر، حتى كان يوم من الأيام، صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، خلط في قراءته، فأنزل الله أغلظ منها : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون [النساء : 43]، وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق، ثم نزلت آية أغلظ من ذلك : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر إلى قوله : فهل أنتم منتهون قالوا : انتهينا ربنا، فقال الناس : يا رسول الله، ناس قتلوا في سبيل الله، وماتوا على فرشهم، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان، فأنزل الله : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح إلى آخر الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم) . حرمت الخمر ثلاث مرات، قدم رسول [ ص: 454 ] الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما، فأنزل الله :
وأخرج ، الطيالسي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في (شعب الإيمان)، عن والبيهقي قال : ابن عمر نزل في الخمر ثلاث آيات، فأول شيء نزل : يسألونك عن الخمر والميسر الآية، فقيل : حرمت الخمر [ ص: 455 ] فقالوا : يا رسول الله، دعنا ننتفع بها كما قال الله عز وجل، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل : حرمت الخمر، فقالوا : يا رسول الله، لا نشربها قرب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حرمت الخمر) .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في (ناسخه)، والنحاس وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن قال : في نزل تحريم الخمر، صنع رجل من سعد بن أبي وقاص الأنصار طعاما فدعانا، فأتاه ناس، فأكلوا وشربوا حتى انتشوا من الخمر، وذلك قبل أن تحرم الخمر، فتفاخروا، فقالت الأنصار : الأنصار خير، وقالت قريش : قريش خير، فأهوى رجل بلحيي جزور فضرب على أنفي ففزره، فكان مفزور الأنف، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فنزلت هذه الآية : سعد يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى آخر الآية .
وأخرج ، من طريق ابن جرير أن ابن شهاب حدثه، أن أول ما حرمت الخمر، أن سالم بن عبد الله وأصحابا له شربوا، فاقتتلوا، [ ص: 456 ] فكسروا أنف سعد بن أبي وقاص فأنزل الله : سعد، إنما الخمر والميسر الآية .
وأخرج عن الطبراني، قال : سعد بن أبي وقاص نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله، نزل تحريم الخمر، نادمت رجلا فعارضته وعارضني، فعربدت عليه، فشججته، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون ونزلت في : ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها إلى آخر الآية [الأحقاف : 15]، ونزلت : يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة [المجادلة : 12]، فقدمت شعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنك لزهيد)، فنزلت الآية الأخرى : أأشفقتم أن تقدموا الآية [المجادلة : 13] .
وأخرج ، عبد بن حميد ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه ، عن والبيهقي قال : إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أن صحوا جعل يرى الرجل منهم الأثر بوجهه وبرأسه ولحيته، فيقول : صنع بي هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في [ ص: 457 ] قلوبهم ضغائن، والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع بي هذا، حتى وقعت الضغائن في قلوبهم، فأنزل الله هذه الآية : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون فقال ناس من المتكلفين : هي رجس، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وفلان قتل يوم أحد؟ فأنزل الله هذه الآية : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : بينما نحن قعود على شراب لنا، ونحن نشرب الخمر حلا، إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه، وقد نزل تحريم الخمر : بريدة يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم، قال : وبعض القوم شربته في يده، قد شرب بعضا وبقي بعض في الإناء، فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام، ثم صبوا ما في باطيتهم، فقالوا : انتهينا ربنا .
وأخرج في (شعب الإيمان) عن البيهقي قال : أبي هريرة المدينة، إن الله يعرض عن الخمر تعريضا، لا أدري لعله سينزل فيها أمر)، ثم قام فقال : (يا أهل المدينة، إن الله قد أنزل إلي تحريم الخمر، فمن كتب [ ص: 458 ] منكم هذه الآية، وعنده منها شيء فلا يشربها) . قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا أهل
وأخرج عن ابن سعد، عبد الرحمن بن سابط قال : زعموا أن حرم الخمر في الجاهلية، وقال : لا أشرب شيئا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد، فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر، فمر عليه رجل فقال : حرمت الخمر، وتلا عليه الآية، فقال : تبا لها، قد كان بصري فيها ثابتا . عثمان بن مظعون
وأخرج ، عن ابن المنذر قال : سعيد بن جبير لما نزلت في البقرة : يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس [البقرة : 219]، شربها قوم لقوله : ( منافع للناس ) وتركها قوم لقوله : إثم كبير منهم حتى نزلت الآية التي في النساء : عثمان بن مظعون، لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى [النساء : 43]، فتركها قوم، وشربها قوم، يتركونها بالنهار حين الصلاة، ويشربونها بالليل، حتى نزلت الآية التي في المائدة : إنما الخمر والميسر الآية، قال أقرنت بالميسر والأنصاب والأزلام؟ بعدا لك وسحقا، فتركها الناس، ووقع في صدور أناس من الناس منها، فجعل قوم يمر بالراوية من الخمر فتخرق، فيمر بها أصحابها فيقولون : قد كنا نكرمك عن هذا المصرع، وقالوا : ما حرم علينا شيء أشد من الخمر، حتى جعل الرجل [ ص: 459 ] يلقى صاحبه فيقول : إن في نفسي شيئا، فيقول له صاحبه : لعلك تذكر الخمر؟ فيقول : نعم، فيقول : إن في نفسي مثل ما في نفسك، حتى ذكر ذلك قوم واجتمعوا فيه، فقالوا : كيف نتكلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد؟ وخافوا أن ينزل فيهم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعدوا له حجة، فقالوا : أرأيت عمر : حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، أليسوا في الجنة؟ قال : (بلى)، قالوا : أليسوا قد مضوا وهم يشربون الخمر؟ فحرم علينا شيء دخلوا الجنة وهم يشربونه؟ فقال : (قد سمع الله ما قلتم، فإن شاء أجابكم)، فأنزل الله : إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون قالوا : انتهينا، ونزل في الذين ذكروا حمزة وأصحابه : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية .
وأخرج ، عن عبد بن حميد : قتادة يسألونك عن الخمر والميسر [البقرة : 219]، قال : الميسر هو القمار كله، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس قال : فذمهما ولم يحرمهما، وهي لهم حلال يومئذ، ثم أنزل هذه الآية في شأن الخمر، وهي أشد منها، فقال : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، فكان السكر منها حراما، ثم أنزل الآية التي في المائدة : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون فجاء تحريمها في هذه الآية، قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر .
وأخرج ، عن عبد بن حميد قال : أول ما نزل تحريم الخمر : عطاء يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير الآية، قال بعض الناس : نشربها لمنافعها التي فيها، وقال آخرون : لا خير في شيء فيه إثم، ثم نزلت : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية، فقال بعض الناس : نشربها ونجلس في بيوتنا، وقال آخرون : لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين، فنزلت : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية، فانتهوا فنهاهم فانتهوا .
وأخرج ، عن عبد بن حميد في قوله : قتادة يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال : كان القوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال حين أنزلت هذه الآية : (قد تقرب الله في تحريم الخمر)، ثم حرمها بعد ذلك في سورة المائدة، بعد غزوة الأحزاب، وعلم أنها تسفه الأحلام، وتجهد الأموال، وتشغل عن ذكر الله، وعن الصلاة .
وأخرج ، عن عبد بن حميد : قتادة فهل أنتم منتهون قال : فانتهى القوم عن الخمر، وأمسكوا عنها، قال : وذكر لنا أن هذه الآية لما أنزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس، إن الله قد حرم الخمر، فمن كان عنده شيء فلا يطعمه، ولا تبيعوها)، فلبث المسلمون زمانا يجدون ريحها من [ ص: 461 ] طرق المدينة مما أهرقوا منها .
وأخرج ، أبو الشيخ ، وابن مردويه وصححه، عن والحاكم ، أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي، والنعال، والعصي، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس لو فرضنا لهم حدا، فتوخى نحو ما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أبو بكر : يجلدهم أربعين حتى توفي، ثم كان أبو بكر من بعده يجلدهم كذلك أربعين، حتى أتي برجل من المهاجرين الأولين، وقد شرب، فأمر به أن يجلد، فقال : لم تجلدني؟ بيني وبينك كتاب الله، قال : وفي أي كتاب الله تجد ألا أجلدك؟ قال : إن الله يقول في كتابه : عمر ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا [المائدة : 93]، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وأحسنوا، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد، فقال ألا تردون عليه؟ فقال عمر : هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين، وحجة على الباقين، عذرا للماضين، لأنهم لقوا الله قبل أن حرم عليهم الخمر، وحجة على الباقين، لأن الله يقول : ابن عباس : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام حتى بلغ الآية الأخرى، فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، فإن الله نهى أن يشرب الخمر، فقال فماذا ترون؟ فقال عمر : نرى أنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر علي بن أبي طالب : فجلد ثمانين . [ ص: 462 ] وأخرج عمر ، عن ابن مردويه ، عن أنس زوج أبي طلحة أم أنس ، قال : يا غلام حل عزلاء تلك المزادة، ففتحها فأهراقها، وخمرنا يومئذ البسر والتمر، فأهراق الناس حتى انتبعت فجاج أبو طلحة : المدينة . لما نزل تحريم الخمر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتفا يهتف : (ألا إن الخمر قد حرمت، فلا تبيعوها ولا تبتاعوها، فمن كان عنده منه شيء فليهرقه)، قال
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : كنا نأكل من طعام لنا ونشرب عليه من هذا الشراب، فأتانا فلان من عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تشربون الخمر، وقد أنزل فيها؟ قلنا : ما تقول؟ قال : نعم، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم الساعة، ومن عنده أتيتكم، فقمنا فأكفينا ما كان في الإناء من شيء . أنس
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : أنس مال ليتيم فاشترى به خمرا، فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أجعله خلا؟ فقال : (لا، هرقه) . أبي طلحة كان عند
وأخرج ، عن ابن مردويه ، أن الآية التي حرم الله فيها الخمر نزلت وليس في المدينة شراب يشرب إلا من تمر . أنس
وأخرج ، عن أبو يعلى قال : لما نزل تحريم الخمر، فدخلت على ناس من [ ص: 463 ] أصحابي وهي بين أيديهم، فضربتها برجلي، ثم قلت : انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نزل تحريم الخمر، وشرابهم يومئذ البسر والتمر . أنس
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : كانوا يشربون الخمر بعد ما أنزلت التي في البقرة، وبعد التي في سورة النساء، فلما نزلت التي في سورة المائدة تركوه . ابن مسعود
وأخرج مسلم، ، وأبو يعلى ، عن وابن مردويه قال : أبي سعيد الخدري، المدينة . خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا أيها الناس، إن الله يعرض بالخمر، فمن كان عنده منها شيء فليبع ولينتفع به)، فلم يلبث إلا يسيرا، ثم قال : (إن الله قد حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يبع ولا يشرب)، قال : فاستقبل الناس بما كان عندهم منها فسفكوها في طرق
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والمسكر من كل شراب . ابن عباس
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قلت وهب بن كيسان متى حرمت الخمر؟ قال : بعد أحد، صبحنا الخمر يوم أحد حين خرجنا إلى القتال . لجابر بن عبد الله :
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس إلا التمر والزبيب . [ ص: 464 ] وأخرج جابر بن عبد الله ، عن ابن مردويه قال : جابر كان رجل عنده مال أيتام، فكان يشتري لهم ويبيع، فاشترى خمرا، فجعله في خوابي، وإن الله أنزل تحريم الخمر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إنه ليس لهم مال غيره، فقال : (أهرقه)، فأهراقه .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : حرمت الخمر وما ابن عمر بالمدينة منها شيء، وما خمرهم يومئذ إلا الفضيخ .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : حرمت الخمر يوم حرمت وما لنا أنس بالمدينة خمر إلا الفضيخ .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "سننه"، عن والبيهقي قال : إن هذه الآية التي في القرآن : عبد الله بن عمرو يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون هي في التوراة : إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل، ويبطل به اللعب، والزفن، والمزامير، والكبارات، يعني البرابط، والزمارات، يعني الدف والطنابير، [ ص: 465 ] والشعر، والخمر مرة لمن طعمها، وأقسم ربي بيمينه، وعزة حيله، لا يشربها عبد بعدما حرمتها عليه إلا عطشته يوم القيامة، ولا يدعها بعدما حرمتها إلا سقيته إياها من حظيرة القدس .
وأخرج ، عن ابن مردويه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر (حرم الله الخمر، وكل مسكر حرام) .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : لقد أنزل الله تحريم الخمر، وما بالمدينة زبيبة واحدة . ابن عمر
وأخرج أحمد، ، وأبو يعلى وابن الجارود، ، عن وابن مردويه قال : أبي سعيد كان عندنا خمر ليتيم، فلما نزلت الآية التي في المائدة سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : ليتيم، فقال : (أهريقوها) .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : حرمت الخمر وهي تخمر في الجرار . أنس
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : نزل تحريم الخمر وما في أسقيتنا إلا الزبيب والتمر، فأكفأناهما . [ ص: 466 ] وأخرج البراء بن عازب ، عن ابن مردويه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ابن عمر (من التمر خمر، ومن العسل خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العنب خمر، ومن الحنطة خمر، وأنهاكم عن كل مسكر) .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : لما نزلت : سعيد بن جبير يسألونك عن الخمر والميسر الآية، كرهها قوم لقوله : فيهما إثم كبير وشربها قوم لقوله : ومنافع للناس حتى نزلت : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة، حتى نزلت : إنما الخمر والميسر الآية، فقال ضيعة لك، اليوم قرنت بالميسر . عمر :
وأخرج ، عن ابن جرير قال : نزلت في الخمر أربع آيات : الشعبي يسألونك عن الخمر والميسر الآية، فتركوها، ثم نزلت : تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا [النحل : 67]، فشربوها، ثم نزلت الآيتان في المائدة : إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : نزلت هذه الآية : السدي يسألونك عن الخمر والميسر الآية، فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع طعاما، فدعا ناسا فيهم عبد الرحمن بن عوف فقرأ : علي بن أبي طالب قل يا أيها الكافرون فلم يفهمها، فأنزل الله يشدد في الخمر : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فكانت حلالا، [ ص: 467 ] يشربونها من صلاة الغداة حتى يرتفع النهار، فيقومون إلى صلاة الظهر، وهم مصحون، ثم لا يشربونها حتى يصلوا العتمة، ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صحوا، فلم يزالوا بذلك يشربونها، حتى صنع طعاما، فدعا ناسا فيهم رجل من الأنصار، فشوى لهم رأس بعير، ثم دعاهم عليه، فلما أكلوا، وشربوا من الخمر سكروا، وأخذوا في الحديث، فتكلم سعد بن أبي وقاص بشيء فغضب الأنصاري، فرفع لحي البعير، فكسر أنف سعد فأنزل الله نسخ الخمر وتحريمها : سعد، إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر قال : نزل تحريم الخمر في سورة المائدة بعد غزوة الأحزاب، وليس للعرب يومئذ عيش أعجب إليهم منها . قتادة
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : الربيع لما نزلت آية البقرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن ربكم يقدم في تحريم الخمر)، ثم نزلت آية النساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن ربكم يقرب في تحريم الخمر)، ثم نزلت آية المائدة فحرمت الخمر عند ذلك .
وأخرج ، عن ابن المنذر ، قال : محمد بن كعب القرظي نزل أربع آيات في تحريم الخمر، أولهن التي في البقرة، ثم نزلت الثانية : ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ثم أنزلت التي في النساء، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعض الصلوات إذ غنى سكران خلفه، فأنزل الله : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية، فشربها طائفة من الناس، وتركها طائفة، ثم نزلت الرابعة التي في المائدة، فقال عمر بن الخطاب : انتهينا يا ربنا .
وأخرج ، عن ابن جرير محمد بن قيس، قال : يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما فقالوا : هذا شيء قد جاء فيه رخصة، نأكل الميسر، ونشرب الخمر، ونستغفر من ذلك، حتى أتى رجل صلاة المغرب، فجعل يقرأ : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد فجعل لا يجوز ذلك، ولا يدري ما يقرأ، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان الناس يشربون الخمر حتى يجيء وقت الصلاة، فيدعون شربها، فيأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون، فلم يزالوا كذلك حتى أنزل الله : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام إلى قوله : فهل أنتم منتهون فقالوا : انتهينا يا رب . لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه الناس، وقد كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوه عن ذلك، فأنزل الله :
وأخرج ، أبو الشيخ وصححه، والحاكم ، عن وابن مردويه قال : لما نزل تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى بعض، وقالوا : حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك . ابن [ ص: 469 ] عباس
وأخرج ، أبو الشيخ ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس إنما الخمر والميسر الآية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يموت مدمن خمر إلا لقي الله كعابد وثن)، ثم قرأ :
وأخرج أحمد، ، عن وابن مردويه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عبد الله بن عمرو (إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام) .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس (إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام) .
وأخرج البخاري، ، عن وابن مردويه قال : نزل تحريم الخمر، وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب . ابن عمر
وأخرج البخاري، ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن وابن مردويه جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح : [ ص: 470 ] (إن الله حرم بيع الخمر، والأنصاب، والميتة، والخنزير)، فقال بعض الناس : كيف ترى في شحوم الميتة يدهن بها السفن والجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال : (لا، هي حرام)، ثم قال عند ذلك : (قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم عليهم الشحوم جملوه، فباعوه، وأكلوا ثمنه) .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : ابن عباس قدم رجل من دوس على النبي صلى الله عليه وسلم براوية من خمر، أهداها له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (هل علمت أن الله حرمها بعدك؟) فأقبل الدوسي على رجل كان معه، فأمره ببيعها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (هل علمت أن الذي حرم شربها حرم بيعها، وأكل ثمنها؟) وأمر بالمزاد فأهريقت حتى لم يبق فيها قطرة .
وأخرج ، ابن مردويه أنه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حرمت الخمر جاء براوية، فلما نظر إليها ضحك وقال : (هل شعرت أنها قد حرمت؟) فقال : يا رسول الله، أفلا نبيعها فننتفع بثمنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود، انطلقوا إلى ما حرم الله عليهم من شحوم البقر، والغنم، فأذابوه إهالة، فباعوا منه ما يأكلون [ ص: 471 ] والخمر حرام ثمنها، حرام بيعها) . تميم الداري، عن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي وأبو عوانة، والطحاوي، ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان والدارقطني، ، وابن مردويه في (الشعب)، عن والبيهقي أنه قام على المنبر فقال : أما بعد، فإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل، وهي من خمسة، من العنب، والتمر، والبر، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل . عمر،
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : إن هذه الأنبذة تنبذ من خمسة أشياء، من التمر، والزبيب، والعسل، والبر، والشعير، فما خمرته منها ثم عتقته فهو خمر . عمر
وأخرج الشافعي، ، وابن أبي شيبة ، ومسلم ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر (كل مسكر خمر، وكل خمر حرام) .
وأخرج وصححه، عن الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : جابر، يعني : إذا انتبذا جميعا . [ ص: 472 ] وأخرج (الزبيب والتمر هو الخمر)، ، ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه في (ناسخه)، والنحاس وصححه، وتعقبه والحاكم الذهبي، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : النعمان بن بشير (إن من الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن العسل خمرا، وأنا أنهاكم عن كل مسكر) .
وأخرج وصححه عن الحاكم مريم بنت طارق قالت : فجعل نساء يسألنها عن الظروف، فقالت : إنكن لتذكرن ظروفا ما كان كثير منها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتقين الله، واجتنبن ما يسكركن، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل مسكر حرام)، وإن أسكرها ماء حبها فلتجتنبه . عائشة، كنت في نسوة من المهاجرات حججنا، فدخلنا على
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن المنذر في (ناسخه)، عن والنحاس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي هريرة (الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة والعنبة) .
وأخرج في (ذم الملاهي)، عن ابن أبي الدنيا قال : الميسر، القمار . [ ص: 473 ] وأخرج الحسن في "سننه" عن البيهقي أن نافع، كان يقول : الميسر، القمار . ابن عمر
وأخرج ، عبد بن حميد في "سننه" عن والبيهقي قال : الميسر كعاب مجاهد فارس، وقداح العرب، وهو القمار كله .
وأخرج ، عن البيهقي قال : الميسر القمار كله، حتى الجوز الذي يلعب به الصبيان . مجاهد
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي موسى الأشعري، (اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزجر بها زجرا، فإنها من الميسر) .
وأخرج ، ابن مردويه في (الشعب)، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمرة بن جندب (إياكم وهذه الكعاب الموسومة التي تزجر زجرا، فإنها من الميسر) .
وأخرج أحمد، في (ذم الملاهي)، وابن أبي الدنيا ، وابن مردويه في (الشعب)، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود [ ص: 474 ] وأخرج (إياكم وهاتين الكعبتين الموسومتين اللتين تزجران زجرا، فإنهما ميسر العجم) . وكيع، ، وعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا، ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن وأبو الشيخ قال : إياكم وهذه الكعاب الموسومة التي تزجر زجرا، فإنها ميسر العجم . ابن مسعود
وأخرج ، عن ابن المنذر قال : كل القمار من الميسر، حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم قال : النرد والشطرنج من الميسر . علي بن أبي طالب
وأخرج ، عن عبد بن حميد قال : علي، الشطرنج ميسر الأعاجم .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم القاسم بن محمد، أنه سئل عن النرد، أهي من الميسر؟ قال : كل ما ألهى عن ذكر الله، وعن الصلاة فهو ميسر .
وأخرج ، عبد بن حميد في (ذم الملاهي)، وابن أبي الدنيا في (الشعب)، عن والبيهقي القاسم، أنه قيل له : هذه النرد تكرهونها، فما بال الشطرنج؟ قال : . [ ص: 475 ] وأخرج كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر ، عبد بن حميد في (ذم الملاهي)، وابن أبي الدنيا ، وأبو الشيخ في (الشعب)، من طريق والبيهقي ربيعة بن كلثوم، عن أبيه، قال : خطبنا فقال : يا أهل ابن الزبير مكة، بلغني عن رجال يلعبون بلعبة يقال لها : النردشير، وإن الله يقول في كتابه : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون وإني أحلف بالله لا أوتى بأحد لعب بها إلا عاقبته في شعره وبشره، وأعطيت سلبه من أتاني به .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن أبي الدنيا، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي موسى الأشعري (من لعب بالنردشير فقد عصى الله ورسوله) .
وأخرج عن أحمد، أبي عبد الرحمن الخطمي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (مثل الذي يلعب بالنرد، ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح، ودم الخنزير، ثم يقوم فيصلي) .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن أبي الدنيا، قال : اللاعب بالنرد قمارا كآكل لحم الخنزير، واللاعب بها من غير قمار كالمدهن بودك الخنزير . عبد الله بن عمرو
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : اللاعب بالنرد قمارا من الميسر، واللاعب بها سفاحا كالصابغ يده في دم الخنزير، والجالس عندها كالجالس عند [ ص: 476 ] مسالخه، وإنه يؤمر بالوضوء منها، والكعبين، والشطرنج سواء . مجاهد
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : يحيى بن أبي كثير مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يلعبون بالنرد فقال : (قلوب لاهية، وأيدي عاملة، وألسنة لاغية) .
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن قال : النرد ميسر العجم . الحسن
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : الشطرنج من النرد، بلغنا عن مالك بن أنس أنه ولي مال يتيم فأحرقها . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، عبيد الله بن عمر قال : سئل عن الشطرنج فقال : هي شر من النرد . ابن عمر،
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، أبي جعفر، أنه سئل عن الشطرنج فقال : تلك المجوسية، لا تلعبوا بها .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : رأى رجل من أهل عبد الملك بن عمير الشام أنه يغفر لكل مؤمن في كل يوم اثنتا عشرة مرة إلا أصحاب الشاه يعني الشطرنج . [ ص: 477 ] وأخرج ، عبد بن حميد وابن أبي الدنيا، ، عن وأبو الشيخ قال : الميسر القمار، كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله، فيقعد حزينا سليبا، ينظر إلى ماله في يد غيره، وكانت تورث بينهم العداوة والبغضاء، فنهى الله عن ذلك، وتقدم فيه، وأخبر أنما هو قتادة رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق وأبو الشيخ ليث، عن عطاء، ، وطاوس ، قالوا : كل شيء فيه قمار فهو من الميسر، حتى لعب الصبيان بالكعاب والجوز . ومجاهد
وأخرج ، ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا، ، عن وأبو الشيخ أنه رأى غلمانا يتقامرون في يوم عيد، فقال : لا تقامروا، فإن القمار من الميسر . محمد بن سيرين،
وأخرج ابن أبي الدنيا، ، عن وأبو الشيخ قال : ما كان من لعب فيه قمار، أو قيام، أو صياح، أو شر، فهو من الميسر . ابن سيرين
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم يزيد بن شريح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث من الميسر : الصفير بالحمام، والقمار، والضرب بالكعاب) .
وأخرج أحمد، ، وأبو داود ، وابن ماجه عن وابن أبي الدنيا، ، [ ص: 478 ] أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال : (شيطان يتبع شيطانة) .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : شهدت الحسن وهو يخطب، وهو يأمر بذبح الحمام، وقتل الكلاب . عثمان
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، خالد الحذاء، عن رجل يقال له : أيوب، قال : كان ملاعب آل فرعون الحمام .
وأخرج عن ابن أبي الدنيا، قال : من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر . إبراهيم
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : كان من ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين . سعيد بن المسيب
وأخرج ، عن ابن المنذر في الميسر قال : كانوا يشترون الجزور، فيجعلونها أجزاء، ثم يأخذون القداح فيلقونها، وينادى : يا ياسر الجزور، يا ياسر الجزور، فمن خرج قدحه أخذ جزءا بغير شيء، ومن لم [ ص: 479 ] يخرج قدحه غرم، ولم يأخذ شيئا . محمد بن كعب القرظي
وأخرج في (الأدب المفرد) عن البخاري ، أنه كان يقال : أين أيسار الجزور؟ فيجتمع العشرة فيشترون الجزور بعشرة فصلان إلى الفصال، فيجيلون السهام فتصير بتسعة، حتى تصير إلى واحد، ويغرم الآخرون فصيلا فصيلا إلى الفصال، فهو الميسر . ابن عباس
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : الأنصاب حجارة كانوا يذبحون لها، والأزلام قداح كانوا يقتسمون بها الأمور . ابن عباس
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : كانت لهم حصيات، إذا أراد أحدهم أن يغزو أو يجلس استقسم بها . سعيد بن جبير
وأخرج ، عن ابن المنذر في قوله : مجاهد والأزلام قال : هي كعاب فارس التي يقتمرون بها، وسهام العرب .
وأخرج ، عن أبو الشيخ سلمة بن وهرام قال : سألت عن الأزلام فقال : كانوا في الجاهلية لهم قداح يضربون بها، بها قدح معلم يتطيرون منه، فإذا ضربوا بها حين يريد أحدهم الحاجة فخرج ذلك القدح لم يخرج لحاجته، فإن خرج غيره خرج لحاجته، وكانت المرأة إذا أرادت حاجة لها لم تضرب بتلك القداح، فذلك قول الشاعر : [ ص: 480 ] طاوسا
إذا جددت أنثى لأمر خمارها أتته ولم تضرب له بالمقاسم .
وأخرج ، ابن جرير ، من طريق وابن أبي حاتم عن علي، في قوله : "رجس " قال : سخط . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : سعيد بن جبير رجس قال : إثم من عمل الشيطان يعني : من تزيين الشيطان، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر يعني : حين شج الأنصاري رأس سعد بن أبي وقاص، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فهذا وعيد التحريم، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول يعني : في تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فإن توليتم يعني : أعرضتم عن طاعتهما، فاعلموا أنما على رسولنا يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم، البلاغ المبين يعني : أن يبين تحريم ذلك .
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في (شعب الإيمان)، عن والبيهقي قال : لما نزل تحريم الخمر قالوا : يا رسول الله، فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟ فنزلت : ابن عباس ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية .
وأخرج ، الطيالسي ، وعبد بن حميد وصححه، والترمذي وابن [ ص: 481 ] جرير، ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه قال : البراء بن عازب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية . مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها قال أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : كيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت :
وأخرج ، ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه قال : أنس أبي طلحة، وأبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسهيل بن بيضاء، حتى مالت رؤوسهم من خليط بسر وتمر، فسمعنا مناديا ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت، قال : فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب، وكسرنا القلال، وتوضأ بعضنا، واغتسل بعضنا، وأصبنا من طيب وأبي دجانة، ثم خرجنا إلى المسجد، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : أم سليم، يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر إلى قوله : فهل أنتم منتهون فقال رجل : يا رسول الله، فما منزلة من مات منا وهو يشربها؟ فأنزل الله : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية . [ ص: 482 ] وأخرج بينا أدير الكأس على ، عبد بن حميد ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه قال : كنت ساقي القوم في منزل أنس فنزل تحريم الخمر، فنادى مناد، فقال أبي طلحة، اخرج فانظر، ما هذا الصوت، فخرجت فقلت : هذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي : اذهب فأهرقها، قال : فجرت في سكك أبو طلحة : المدينة قال : وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ، البسر، والتمر، فقال بعض القوم : قتل قوم وهي في بطونهم، فأنزل الله : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية .