قوله تعالى : فلنسألن الذين أرسل إليهم الآيتين .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في البعث ، عن والبيهقي : ابن عباس فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين قال : نسأل الناس عما أجابوا المرسلين ، [163ظ] ونسأل المرسلين عما بلغوا ، فلنقصن عليهم بعلم قال : يوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم بما كانوا يعملون .
وأخرج عن عبد بن حميد فرقد : فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين قال : أحدهما الأنبياء ، وأحدهما الملائكة ، فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين قال : ذلك قول الله .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : مجاهد فلنسألن الذين أرسل إليهم يقول : الناس ؛ نسألهم عن لا إله إلا الله ، ولنسألن المرسلين قال : جبريل .
[ ص: 315 ] وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : سفيان الثوري فلنسألن الذين أرسل إليهم قال : هل بلغكم الرسل ؟ ولنسألن المرسلين قال : ماذا ردوا عليكم .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم القاسم أبي عبد الرحمن ، أنه تلا هذه الآية فقال : يسأل العبد يوم القيامة عن أربع خصال ، يقول ربك : ألم أجعل لك جسدا ففيم أبليته ؟ ألم أجعل لك علما ففيم عملت ؟ ألم أجعل لك مالا ففيم أنفقته ؛ في طاعتي أم في معصيتي ؟ ألم أجعل لك عمرا ففيم أفنيته؟
وأخرج عبد بن حميد ، عن وأبو الشيخ قال : بلغني أن وهيب بن الورد أقرب الخلق إلى الله إسرافيل ، والعرش على كاهله ، فإذا نزل الوحي دلي اللوح من نحو العرش فيقرع جبهة إسرافيل ، فينظر فيه فيرسل إلى جبريل فيدعوه ، فيرسله فإذا كان يوم القيامة دعي إسرافيل فيؤتى به ترتعد فرائصه ، فيقال له : ما صنعت فيما أدى إليك اللوح ؟ فيقول : أي رب ، أديته إلى جبريل ، فيدعى جبريل فيؤتى به ترعد فرائصه ، فيقال له : ما صنعت فيما أدى إليك إسرافيل ؟ فيقول : أي رب ، بلغت الرسل ، فيدعى [ ص: 316 ] بالرسل فيؤتى بهم ترعد فرائصهم فيقال لهم : ما صنعتم فيما أدى إليكم جبريل ؟ فيقولون : أي رب بلغنا الناس ، قال : فهو قوله : فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين .
وأخرج في العظمة ، عن أبو الشيخ أبي سنان قال : أقرب الخلق من الله اللوح ، وهو معلق بالعرش ، فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب في اللوح ، فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل ، وإسرافيل قد غطى وجهه بجناحه ، لا يرفع بصره إعظاما لله ، فينظر فيه ، فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل ، وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل ، فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح ، يدعى به ترعد فرائصه فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيقول ربنا : من يشهد لك ؟ فيقول : إسرافيل ، فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه فيقال له : هل بلغك اللوح ؟ فإذا قال : نعم ، قال اللوح : الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب ، ثم كذلك .
وأخرج في العظمة ، عن أبو الشيخ قال : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل : يا وهب بن منبه إسرافيل هات ما وكلتك به ، فيقول : نعم يا رب ، في الصور كذا وكذا ثقبة ، وكذا روح ؛ للإنس منها كذا وكذا ، وللجن منها [ ص: 317 ] كذا وكذا ، وللشياطين منها كذا وكذا ، وللوحوش منها كذا وكذا ، وللطير منها كذا وكذا ، وللبهائم منها كذا وكذا ، وللهوام منها كذا وكذا ، وللحيتان منها كذا وكذا ، فيقول الله عز وجل : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، ثم يقول الله عز وجل : هات ما وكلتك به يا ميكائيل ، فيقول : نعم يا رب ، أنزلت من السماء كذا وكذا كيلة ، وزنة كذا وكذا مثقالا ، وزنة كذا وكذا قيراطا ، وزنة كذا وكذا خردلة ، وزنة كذا وكذا ذرة ، أنزلت في سنة كذا وكذا كذا وكذا ، وفي شهر كذا وكذا كذا وكذا ، وفي جمعة كذا وكذا كذا وكذا ، وفي يوم كذا وكذا كذا وكذا ، وفي ساعة كذا وكذا كذا وكذا ، أنزلت للزرع منه كذا وكذا ، وأنزلت للشياطين منه كذا وكذا ، وأنزلت للإنس منه كذا وكذا ، وأنزلت للبهائم كذا وكذا ، وأنزلت للوحوش كذا وكذا ، وللطير كذا وكذا ، وللحيتان كذا وكذا ، وللهوام كذا وكذا ، فذلك كله كذا وكذا . فيقول : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول : يا جبريل هات ما وكلتك به ، فيقول : نعم يا رب أنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية ، في شهر كذا وكذا في جمعة كذا وكذا في يوم كذا وكذا ، وأنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية ، وكذا وكذا سورة ، فيها كذا وكذا آية ، فذلك كذا وكذا آية ، فذلك كذا وكذا حرفا ، وأهلكت كذا وكذا مدينة ، وخسفت بكذا وكذا ، [ ص: 318 ] فيقول : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، ثم يقول : هات ما وكلتك به يا عزرائيل ، فيقول : نعم يا رب فبضت روح كذا وكذا إنسي وكذا وكذا جني ، وكذا وكذا شيطان ، وكذا وكذا غريق ، وكذا وكذا حريق ، وكذا وكذا كافر ، وكذا وكذا شهيد ، وكذا وكذا هديم ، وكذا وكذا لديغ ، وكذا وكذا في سهل ، وكذا وكذا في جبل ، وكذا وكذا طيرا ، وكذا وكذا هوام ، وكذا وكذا وحش ، فذلك كذا وكذا ، جملته كذا وكذا ، فيقول : خذه من اللوح ، فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص .
وأخرج ، عن أحمد معاوية بن حيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن ربي داعي وإنه سائلي : هل بلغت عبادي ؟ وإني قائل : رب إني قد بلغتهم ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ثم إنكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام ، إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه ، أنه قرأ هذه الآية فقال : الإمام يسأل عن الناس ، والرجل يسأل عن أهله ، والمرأة تسأل عن بيت زوجها ، والعبد يسأل عن مال سيده . طاوس
وأخرج ، البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، عن وابن مردويه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عمر كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام يسأل عن [ ص: 319 ] الناس ، والرجل يسأل عن أهله ، والمرأة تسأل عن بيت زوجها ، والعبد يسأل عن مال سيده .
وأخرج ، ابن حبان ، عن وأبو نعيم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيعه ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته .
وأخرج في الأوسط بسند صحيح ، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فأعدوا للمسائل جوابا ، قالوا : وما جوابها ؟ قال : أعمال البر .
وأخرج في الكبير ، عن الطبراني المقدام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يكون رجل على قوم إلا جاء يقدمهم يوم القيامة ، بين يديه راية يحملها وهم يتبعونه ، فيسأل عنهم ويسألون عنه .
وأخرج ، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس [ ص: 320 ] وأخرج ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة . ، عن الطبراني قال : إن الله سائل كل ذي رعية عما استرعاه ، أقام أمر الله فيهم أم أضاعه ، حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته . ابن مسعود
وأخرج في الأوسط ، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر .