قوله تعالى : ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث الآية .
أخرج ، عن الطبراني خبيب بن سليمان بن سمرة ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل من الأعراب يستفتيه عن الرجل ما الذي يحل له والذي يحرم عليه في ماله ونسكه وماشيته وعتره وفرعه من نتاج إبله وغنمه ؟ فقال له [ ص: 624 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحل لك الطيبات ، وأحرم عليك الخبائث ، إلا أن تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغني عنه ، قال : ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته ؟ أم ما غناي الذي يغنيني عنه ؟ قال : إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتاجك ، أو كنت ترجو عشاء تصيبه مدركا فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك ، وإذا كنت ترجو فائدة تنالها فتبلغها بلحوم ماشيتك ، وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئا فأطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغني عنه ، قال الأعرابي : وما غنائي الذي أدعه إذا وجدته ؟ قال : إذا رويت أهلك غبوقا من اللبن فاجتنب ما حرم عليك من الطعام ، وأما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام ، غير أن في نتاجك من إبلك فرعا ، وفي نتاجك من غنمك فرعا ، تغذوه ماشيتك حتى تستغني ، ثم إن شئت فأطعمه أهلك ، وإن شئت تصدق بلحمه . وأمره أن يعتر من الغنم في كل مائة عشرا .
وأخرج ابن المنذر في "سننه" ، عن والبيهقي في قوله : ابن جريج ويحل لهم الطيبات قال : الحلال ، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال : الثقيل الذي كان في دينهم .
وأخرج ، ابن جرير وابن أبي حاتم في "سننه" ، عن والبيهقي في [ ص: 625 ] قوله : ابن عباس ويحرم عليهم الخبائث قال : كلحم الخنزير والربا ، وما كانوا يستحلون من المحرمات من المآكل التي حرمها الله ، وفي قوله : ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال : هو ما كان أخذ الله عليهم من الميثاق فيما حرم عليهم .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : ابن عباس ويضع عنهم إصرهم قال : عهدهم ومواثيقهم في تحريم ما أحل الله لهم .
وأخرج ابن جرير ، عن وأبو الشيخ : السدي ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم يقول : يضع عنهم عهودهم ومواثيقهم التي أخذت عليهم في التوراة والإنجيل .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم . قال : التشديد في العبادة ، كان أحدهم يذنب الذنب فيكتب على باب داره : إن توبتك أن تخرج أنت وأهلك ومالك إلى العدو ، فلا ترجع حتى يأتي الموت على آخركم .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم قال : ما غلظ على بني إسرائيل من قرض البول من جلودهم إذا أصابهم ، ونحوه . [ ص: 626 ] وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن شوذب والأغلال التي كانت عليهم قال : الشدائد التي كانت عليهم .
وأخرج ، عبد بن حميد وابن جرير ، عن وأبو الشيخ في قوله : قتادة ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال : تشديد شدد على القوم ، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عنهم .
وأخرج ، عن أبو الشيخ : سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم قال : ما غلظوا على أنفسهم من قطع أثر البول وتتبع العروق في اللحم وشبهه .
وأخرج ، عن ابن جرير : مجاهد ويضع عنهم إصرهم قال : عهدهم .