ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد
ربنا لا تزغ قلوبنا من مقال الراسخين. وقيل: استئناف والمعنى لا تزغ قلوبنا عن نهج الحق إلى اتباع المتشابه بتأويل لا ترتضيه، قال عليه الصلاة والسلام: . وقيل: لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا. بعد إذ هديتنا إلى الحق والإيمان بالقسمين. من المحكم والمتشابه، وبعد نصب على الظرف، وإذ في موضع الجر بإضافته إليه. وقيل: إنه بمعنى إن. «قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه على الحق وإن شاء أزاغه عنه» وهب لنا من لدنك رحمة تزلفنا إليك ونفوز بها عندك، أو توفيقا للثبات على الحق أو مغفرة للذنوب. إنك أنت الوهاب لكل سؤل، وفيه دليل على أن وأنه متفضل بما ينعم على عباده لا يجب عليه شيء. الهدى والضلال من الله
ربنا إنك جامع الناس ليوم لحساب يوم أو لجزائه. لا ريب فيه في وقوع اليوم وما فيه من الحشر والجزاء، نبهوا به على أن معظم غرضهم من الطلبتين ما يتعلق بالآخرة فإنها المقصد والمال. إن الله لا يخلف الميعاد فإن الإلهية تنافيه وللإشعار به وتعظيم الموعود لون الخطاب، واستدل به الوعيدية. وأجيب بأن وعيد الفساق مشروط بعدم العفو لدلائل منفصلة كما هو مشروط بعدم التوبة وفاقا.