الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

                                                                                                                                                                                                                                        الذين قالوا رفع بدلا من واو يكتمون، أو نصب على الذم أو الوصف للذين نافقوا، أو جر بدلا من الضمير في بأفواههم أو قلوبهم كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                        على حالة لو أن في القوم حاتما ... على جوده لضن بالماء حاتم



                                                                                                                                                                                                                                        لإخوانهم أي لأجلهم، يريد من قتل يوم أحد من أقاربهم أو من جنسهم. وقعدوا حال مقدرة بقد أي قالوا قاعدين عن القتال. لو أطاعونا في القعود بالمدينة. ما قتلوا كما لم نقتل. قرأ هشام ما قتلوا بتشديد التاء. قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين أي إن كنتم صادقين أنكم تقدرون [ ص: 48 ]

                                                                                                                                                                                                                                        على دفع القتل عمن كتب عليه فادفعوا عن أنفسكم الموت وأسبابه، فإنه أحرى بكم، والمعنى أن القعود غير مغن عن الموت، فإن أسباب الموت كثيرة كما أن القتال يكون سببا للهلاك والقعود سببا للنجاة قد يكون الأمر بالعكس.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية