ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون
ولو ترى إذ وقفوا على ربهم مجاز عن الحبس للسؤال والتوبيخ، وقيل معناه وقفوا على قضاء ربهم أو جزائه، أو عرفوه حق التعريف. قال أليس هذا بالحق كأنه جواب قائل قال: ماذا قال ربهم حينئذ؟
والهمزة للتقريع على التكذيب، والإشارة إلى البعث وما يتبعه من الثواب والعقاب. قالوا بلى وربنا إقرار مؤكد باليمين لانجلاء الأمر غاية الجلاء. قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون بسبب كفركم أو ببدله.
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله إذ فاتهم النعيم واستوجبوا العذاب المقيم، ولقاء الله البعث وما يتبعه.
حتى إذا جاءتهم الساعة غاية لكذبوا لا لخسر، لأن خسرانهم لا غاية له. بغتة فجأة ونصبها على الحال، أو المصدر فإنها نوع من المجيء. قالوا يا حسرتنا أي تعالي فهذا أوانك. على ما فرطنا قصرنا فيها في الحياة الدنيا أضمرت وإن لم يجر ذكرها للعلم بها، أو في الساعة يعني في شأنها والإيمان بها.
وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم تمثيل لاستحقاقهم آصار الآثام. ألا ساء ما يزرون بئس شيئا يزرونه وزرهم.