وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون
[ ص: 161 ] وما من دابة في الأرض تدب على وجهها. ولا طائر يطير بجناحيه في الهواء، وصفه به قطعا لمجاز السرعة ونحوها. وقرئ «ولا طائر» بالرفع على المحل. إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها مقدرة أرزاقها وآجالها، والمقصود من ذلك الدلالة على كمال قدرته وشمول علمه وسعة تدبيره، ليكون كالدليل على أنه قادر على أن ينزل آية. وجمع الأمم للحمل على المعنى. ما فرطنا في الكتاب من شيء يعني اللوح المحفوظ، فإنه مشتمل على ما يجري في العالم من الجليل والدقيق لم يهمل فيه أمر حيوان ولا جماد. أو القرآن فإنه قد دون فيه ما يحتاج إليه من أمر الدين مفصلا أو مجملا، ومن مزيدة وشيء في موضع المصدر لا المفعول به، فإن فرط لا يتعدى بنفسه وقد عدي بفي إلى الكتاب. وقرئ «ما فرطنا» بالتخفيف. ثم إلى ربهم يحشرون يعني الأمم كلها فينصف بعضها من بعض كما روي: أنه يأخذ للجماء من القرناء.
وعن رضي الله تعالى عنهما: حشرها موتها. ابن عباس