إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور
إذ يريكهم الله في منامك قليلا مقدر باذكر أو بدل ثان من يوم الفرقان ، أو متعلق بعليم أي يعلم المصالح إذ يقللهم في عينك في رؤياك وهو أن تخبر به أصحابك فيكون تثبيتا لهم وتشجيعا على عدوهم .
ولو أراكهم كثيرا لفشلتم لجبنتم . ولتنازعتم في الأمر في أمر القتال وتفرقت آراؤكم بين الثبات والفرار .
ولكن الله سلم أنعم بالسلامة من الفشل والتنازع . إنه عليم بذات الصدور يعلم ما سيكون فيها وما يغير أحوالها .
وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا الضميران مفعولا يرى و قليلا حال من الثاني ، وإنما قللهم في أعين المسلمين حتى قال رضي الله تعالى عنه لمن إلى جنبه أتراهم سبعين فقال أراهم مائة ، تثبيتا لهم وتصديقا لرؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم . ابن مسعود
ويقللكم في أعينهم حتى قال أبو جهل : إن محمدا وأصحابه أكلة جزور ، وقللهم في أعينهم قبل التحام القتال ليجترئوا عليهم ولا يستعدوا لهم ، ثم كثرهم حتى يرونهم مثليهم لتفجأهم الكثرة فتبهتهم وتكسر قلوبهم ، وهذا من عظائم آيات تلك الوقعة فإن البصر وإن كان قد يرى الكثير قليلا والقليل كثيرا لكن لا على هذا الوجه ولا إلى هذا الحد ، وإنما يتصور ذلك بصد الله الأبصار عن إبصار بعض دون بعض مع التساوي في الشروط .
ليقضي الله أمرا كان مفعولا كرره لاختلاف الفعل المعلل به ، أو لأن المراد بالأمر ثمة الاكتفاء على الوجه المحكي وها هنا إعزاز الإسلام وأهله وإذلال الإشراك وحزبه . وإلى الله ترجع الأمور .