يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين
[ ص: 62 ] يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة حاربتم جماعة ولم يصفها لأن المؤمنين ما كانوا يلقون إلا الكفار ، واللقاء مما غلب في القتال . فاثبتوا للقائهم . واذكروا الله كثيرا في مواطن الحرب داعين له مستظهرين بذكره مترقبين لنصره . لعلكم تفلحون تظفرون بمرادكم من النصرة والمثوبة ، وفيه تنبيه على أن العبد ينبغي أن لا يشغله شيء عن ذكر الله ، وأن يلتجئ إليه عند الشدائد ويقبل عليه بشراشره فارغ البال واثقا بأن لطفه لا ينفك عنه في شيء من الأحوال .
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا باختلاف الآراء كما فعلتم ببدر أو أحد . فتفشلوا جواب النهي .
وقيل عطف عليه ولذلك قرئ : « وتذهب ريحكم » بالجزم ، والريح مستعارة للدولة من حيث إنها في تمشي أمرها ونفاذه مشبهة بها في هبوبها ونفوذها . وقيل المراد بها الحقيقة فإن النصرة لا تكون إلا بريح يبعثها الله وفي الحديث « » . نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
واصبروا إن الله مع الصابرين بالكلاءة والنصرة .