وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا
وجعل القمر فيهن نورا أي: منورا لوجه الأرض في ظلمة الليل ونسبته إلى الكل مع أنه في السماء الدنيا لما أنها محاطة بسائر السماوات، فما فيها يكون في الكل، أو لأن كل واحدة منها شفافة لا تحجب ما وراءها فيرى الكل كأنها سماء واحدة، ومن ضرورة ذلك أن يكون ما في واحدة منها كأنه في الكل. وجعل الشمس سراجا يزيل ظلمة الليل، ويبصر أهل الدنيا في ضوئها وجه الأرض ويشاهدون الآفاق، كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره، وليس القمر بهذه المثابة إنما هو نور في الجملة.