تفسير سورة المؤمنون
وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29680_34135_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=19775_25353_30499_34134_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=2الذين هم في صلاتهم خاشعون nindex.php?page=treesubj&link=19087_34337_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3والذين هم عن اللغو معرضون nindex.php?page=treesubj&link=2649_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4والذين هم للزكاة فاعلون nindex.php?page=treesubj&link=19513_33501_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5والذين هم لفروجهم حافظون nindex.php?page=treesubj&link=33368_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين nindex.php?page=treesubj&link=28328_34472_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون nindex.php?page=treesubj&link=30945_32455_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=8والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون nindex.php?page=treesubj&link=28633_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=9والذين هم على صلواتهم يحافظون nindex.php?page=treesubj&link=2649_30415_30495_33501_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أولئك هم الوارثون nindex.php?page=treesubj&link=2649_30384_30386_30401_30415_30495_33501_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون
هذا تنويه من الله، بذكر عباده المؤمنين، وذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها؛ فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان، زيادة ونقصا، كثرة وقلة. (1) فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون ؛ أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا، وأدركوا كل ما يرام، المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. (2) الذين من صفاتهم الكاملة أنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=2في صلاتهم خاشعون :
nindex.php?page=treesubj&link=25353والخشوع في الصلاة: هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه، مستحضرا
[ ص: 1121 ] جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الردية، وهذا روح الصلاة والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد،
nindex.php?page=treesubj&link=25353فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب - وإن كانت مجزية مثابا عليها - فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها.
(3)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3والذين هم عن اللغو : وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3معرضون ؛ رغبة عنه وتنزيها لأنفسهم وترفعا عنه،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=72وإذا مروا باللغو مروا كراما ، وإذا كانوا معرضين عن اللغو؛ فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى،
nindex.php?page=treesubj&link=19896وإذا ملك العبد لسانه وخزنه - إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=32لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664911 "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: كف عليك هذا". nindex.php?page=treesubj&link=18301فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
(4)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4والذين هم للزكاة فاعلون أي مؤدون لزكاة أموالهم، على اختلاف أجناس الأموال، مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفس بتركها وتجنبها، فأحسنوا في عبادة الخالق في الخشوع في الصلاة، وأحسنوا إلى خلقه بأداء الزكاة.
(5)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5والذين هم لفروجهم حافظون عن الزنا، ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك، كالنظر واللمس ونحوهما. فحفظوا فروجهم من كل أحد. (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من الإماء المملوكات
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6فإنهم غير ملومين بقربهما؛ لأن الله تعالى أحلهما.
(7)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فمن ابتغى وراء ذلك غير الزوجة والسرية
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فأولئك هم العادون الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه، المتجرئون على محارم الله. وعموم هذه الآية يدل على تحريم نكاح المتعة، فإنها ليست زوجة حقيقة مقصودا بقاؤها، ولا مملوكة، وتحريم نكاح المحلل لذلك.
ويدل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6أو ما ملكت أيمانهم أنه
nindex.php?page=treesubj&link=25201يشترط في حل المملوكة أن تكون كلها في ملكه، فلو كان له بعضها لم تحل؛ لأنها ليست مما ملكت يمينه، بل هي ملك له ولغيره، فكما أنه لا يجوز أن يشترك
[ ص: 1122 ] في المرأة الحرة زوجان فلا يجوز أن يشترك في الأمة المملوكة سيدان.
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=8والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ؛ أي: مراعون لها، ضابطون، حافظون، حريصون على القيام بها وتنفيذها، وهذا عام في جميع الأمانات التي هي حق لله، والتي هي حق للعباد، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان nindex.php?page=treesubj&link=32455فجميع ما أوجبه الله على عبده أمانة، على العبد حفظها بالقيام التام بها، وكذلك يدخل في ذلك أمانات الآدميين، كأمانات الأموال والأسرار ونحوهما، فعلى العبد مراعاة الأمرين، وأداء الأمانتين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ، وكذلك العهد، يشمل العهد الذي بينهم وبين ربهم والذي بينهم وبين العباد، وهي الالتزامات والعقود التي يعقدها العبد، فعليه مراعاتها والوفاء بها، ويحرم عليه التفريط فيها وإهمالها. (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=9والذين هم على صلواتهم يحافظون ؛ أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها، فمدحهم بالخشوع بالصلاة، وبالمحافظة عليها؛ لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين، فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع أو على الخشوع من دون محافظة عليها فإنه مذموم ناقص.
(10)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أولئك الموصوفون بتلك الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10هم الوارثون . (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11الذين يرثون الفردوس الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها؛ لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها، أو المراد بذلك جميع الجنة؛ ليدخل بذلك عموم المؤمنين على درجاتهم ومراتبهم كل بحسب حاله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11هم فيها خالدون لا يظعنون عنها، ولا يبغون عنها حولا؛ لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه من غير مكدر ولا منغص.
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29680_34135_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19775_25353_30499_34134_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=2الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19087_34337_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=treesubj&link=2649_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19513_33501_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ nindex.php?page=treesubj&link=33368_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28328_34472_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30945_32455_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=8وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28633_34134_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=9وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ nindex.php?page=treesubj&link=2649_30415_30495_33501_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ nindex.php?page=treesubj&link=2649_30384_30386_30401_30415_30495_33501_842_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
هَذَا تَنْوِيهٌ مِنَ اللَّهِ، بِذِكْرِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذِكْرِ فَلَاحِهِمْ وَسَعَادَتِهِمْ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ وَصَلُوا إِلَى ذَلِكَ، وَفِي ضِمْنِ ذَلِكَ الْحَثُّ عَلَى الِاتِّصَافِ بِصِفَاتِهِمْ، وَالتَّرْغِيبُ فِيهَا؛ فَلْيَزِنِ الْعَبْدُ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ عَلَى هَذِهِ الْآيَاتِ يَعْرِفْ بِذَلِكَ مَا مَعَهُ وَمَا مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْإِيمَانِ، زِيَادَةً وَنَقْصًا، كَثْرَةً وَقِلَّةً. (1) فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ؛ أَيْ: قَدْ فَازُوا وَسَعِدُوا وَنَجَحُوا، وَأَدْرَكُوا كُلَّ مَا يُرَامُ، الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ. (2) الَّذِينَ مِنْ صِفَاتِهِمُ الْكَامِلَةِ أَنَّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=2فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=25353وَالْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ: هُوَ حُضُورُ الْقَلْبِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، مُسْتَحْضِرًا لِقُرْبِهِ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ قَلْبُهُ، وَتَطْمَئِنُّ نَفْسُهُ، وَتَسْكُنُ حَرَكَاتُهُ، وَيَقِلُّ الْتِفَاتُهُ، مُتَأَدِّبًا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، مُسْتَحْضِرًا
[ ص: 1121 ] جَمِيعَ مَا يَقُولُهُ وَيَفْعَلُهُ فِي صَلَاتِهِ، مِنْ أَوَّلِ صِلَاتِهِ إِلَى آخِرِهَا، فَتَنْتَفِي بِذَلِكَ الْوَسَاوِسُ وَالْأَفْكَارُ الرَّدِيَّةُ، وَهَذَا رُوحُ الصَّلَاةِ وَالْمَقْصُودُ مِنْهَا، وَهُوَ الَّذِي يُكْتَبُ لِلْعَبْدِ،
nindex.php?page=treesubj&link=25353فَالصَّلَاةُ الَّتِي لَا خُشُوعَ فِيهَا وَلَا حُضُورَ قَلْبٍ - وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِيَةً مُثَابًا عَلَيْهَا - فَإِنَّ الثَّوَابَ عَلَى حَسَبِ مَا يَعْقِلُ الْقَلْبُ مِنْهَا.
(3)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ : وَهُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا فَائِدَةَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3مُعْرِضُونَ ؛ رَغْبَةً عَنْهُ وَتَنْزِيهًا لِأَنْفُسِهِمْ وَتَرَفُّعًا عَنْهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=72وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ، وَإِذَا كَانُوا مُعْرِضِينَ عَنِ اللَّغْوِ؛ فَإِعْرَاضُهُمْ عَنِ الْمُحَرَّمِ مِنْ بَابٍ أَوْلَى وَأَحْرَى،
nindex.php?page=treesubj&link=19896وَإِذَا مَلَكَ الْعَبْدُ لِسَانَهُ وَخَزَنَهُ - إِلَّا فِي الْخَيْرِ- كَانَ مَالِكًا لِأَمْرِهِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=32لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ وَصَّاهُ بِوَصَايَا قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664911 "أَلَا أُخْبِرُكُ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ وَقَالَ: كَفَّ عَلَيْكَ هَذَا". nindex.php?page=treesubj&link=18301فَالْمُؤْمِنُونَ مِنْ صِفَاتِهِمُ الْحَمِيدَةِ كَفُّ أَلْسِنَتِهِمْ عَنِ اللَّغْوِ وَالْمُحَرَّمَاتِ.
(4)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=4وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ أَيْ مُؤَدُّونَ لِزَكَاةِ أَمْوَالِهِمْ، عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِ الْأَمْوَالِ، مُزَكِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ أَدْنَاسِ الْأَخْلَاقِ وَمَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَزْكُو النَّفْسُ بِتَرْكِهَا وَتَجَنُّبِهَا، فَأَحْسَنُوا فِي عِبَادَةِ الْخَالِقِ فِي الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَحْسَنُوا إِلَى خَلْقِهِ بِأَدَاءِ الزَّكَاةِ.
(5)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ عَنِ الزِّنَا، وَمِنْ تَمَامِ حِفْظِهَا تَجَنُّبُ مَا يَدْعُو إِلَى ذَلِكَ، كَالنَّظَرِ وَاللَّمْسِ وَنَحْوِهِمَا. فَحَفِظُوا فُرُوجَهُمْ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ. (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ مِنَ الْإِمَاءِ الْمَمْلُوكَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ بِقُرْبِهِمَا؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَحَلَّهُمَا.
(7)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ غَيْرَ الزَّوْجَةِ وَالسُّرِّيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ الَّذِينَ تَعَدَّوْا مَا أَحَلَّ اللَّهُ إِلَى مَا حَرَّمَهُ، الْمُتَجَرِّئُونَ عَلَى مَحَارِمِ اللَّهِ. وَعُمُومُ هَذِهِ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ زَوْجَةً حَقِيقَةً مَقْصُودًا بَقَاؤُهَا، وَلَا مَمْلُوكَةً، وَتَحْرِيمُ نِكَاحِ الْمُحَلِّلِ لِذَلِكَ.
وَيَدُلُّ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=25201يُشْتَرَطُ فِي حِلِّ الْمَمْلُوكَةِ أَنْ تَكُونَ كُلَّهَا فِي مِلْكِهِ، فَلَوْ كَانَ لَهُ بَعْضُهَا لَمْ تَحِلَّ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، بَلْ هِيَ مِلْكٌ لَهُ وَلِغَيْرِهِ، فَكَمَا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَشْتَرِكَ
[ ص: 1122 ] فِي الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ زَوْجَانِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَشْتَرِكَ فِي الْأَمَةِ الْمَمْلُوكَةِ سَيِّدَانِ.
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=8وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ؛ أَيْ: مُرَاعُونَ لَهَا، ضَابِطُونَ، حَافِظُونَ، حَرِيصُونَ عَلَى الْقِيَامِ بِهَا وَتَنْفِيذِهَا، وَهَذَا عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْأَمَانَاتِ الَّتِي هِيَ حَقٌّ لِلَّهِ، وَالَّتِي هِيَ حَقٌّ لِلْعِبَادِ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ nindex.php?page=treesubj&link=32455فَجَمِيعُ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ أَمَانَةٌ، عَلَى الْعَبْدِ حِفْظُهَا بِالْقِيَامِ التَّامِّ بِهَا، وَكَذَلِكَ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَمَانَاتُ الْآدَمِيِّينَ، كَأَمَانَاتِ الْأَمْوَالِ وَالْأَسْرَارِ وَنَحْوِهِمَا، فَعَلَى الْعَبْدِ مُرَاعَاةُ الْأَمْرَيْنِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَتَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ، وَكَذَلِكَ الْعَهْدُ، يَشْمَلُ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ وَالَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَهِيَ الِالْتِزَامَاتُ وَالْعُقُودُ الَّتِي يَعْقِدُهَا الْعَبْدُ، فَعَلَيْهِ مُرَاعَاتُهَا وَالْوَفَاءُ بِهَا، وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ التَّفْرِيطُ فِيهَا وَإِهْمَالُهَا. (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=9وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ؛ أَيْ: يُدَاوِمُونَ عَلَيْهَا فِي أَوْقَاتِهَا وَحُدُودِهَا وَأَشْرَاطِهَا وَأَرْكَانِهَا، فَمَدَحَهُمْ بِالْخُشُوعِ بِالصَّلَاةِ، وَبِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ لَا يَتِمُّ أَمْرُهُمْ إِلَّا بِالْأَمْرَيْنِ، فَمَنْ يُدَاوِمُ عَلَى الصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِ خُشُوعٍ أَوْ عَلَى الْخُشُوعِ مِنْ دُونِ مُحَافَظَةٍ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ مَذْمُومٌ نَاقِصٌ.
(10)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أُولَئِكَ الْمَوْصُوفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10هُمُ الْوَارِثُونَ . (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ الَّذِي هُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَوَسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا؛ لِأَنَّهُمْ حُلُّوا مِنْ صِفَاتِ الْخَيْرِ أَعْلَاهَا وَذُرْوَتَهَا، أَوِ الْمُرَادُ بِذَلِكَ جَمِيعُ الْجَنَّةِ؛ لِيَدْخُلَ بِذَلِكَ عُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى دَرَجَاتِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ كُلٌّ بِحَسَبِ حَالِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ لَا يَظْعَنُونَ عَنْهَا، وَلَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا؛ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى أَكْمَلِ النَّعِيمِ وَأَفْضَلِهِ وَأَتَمِّهِ مِنْ غَيْرِ مُكَدِّرٍ وَلَا مُنَغِّصٍ.