nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32435_32438_32501_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32438_32440_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا [ ص: 1205 ] كرر تعالى في هذه السورة الكريمة قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك ثلاث مرات؛ لأن معناها كما تقدم أنها تدل على عظمة الباري وكثرة أوصافه، وكثرة خيراته وإحسانه. وهذه السورة فيها من الاستدلال على
nindex.php?page=treesubj&link=33679عظمته وسعة سلطانه ونفوذ مشيئته وعموم علمه وقدرته وإحاطة ملكه في الأحكام الأمرية والأحكام الجزائية وكمال حكمته. وفيها ما يدل على سعة رحمته، وواسع جوده، وكثرة خيراته الدينية والدنيوية ما هو مقتض لتكرار هذا الوصف الحسن. (61) فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك الذي جعل في السماء بروجا وهي النجوم عمومها، أو منازل الشمس والقمر التي تنزلها منزلة منزلة، وهي بمنزلة البروج والقلاع للمدن في حفظها، كذلك النجوم بمنزلة البروج المجعولة للحراسة فإنها رجوم للشياطين،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وجعل فيها سراجا فيه النور والحرارة وهي الشمس
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وقمرا منيرا فيه النور لا الحرارة، وهذا من أدلة عظمته، وكثرة إحسانه، فإن ما فيها من الخلق الباهر والتدبير المنتظم والجمال العظيم دال على عظمة خالقها في أوصافه كلها، وما فيها من المصالح للخلق والمنافع دليل على كثرة خيراته.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة أي: يذهب أحدهما فيخلفه الآخر، هكذا أبدا لا يجتمعان ولا يرتفعان،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا أي: لمن أراد أن يتذكر بهما ويعتبر ويستدل بهما على كثير من المطالب الإلهية ويشكر الله على ذلك، ولمن أراد أن يذكر الله ويشكره، وله ورد من الليل أو النهار، فمن فاته ورده من أحدهما أدركه في الآخر، وأيضا فإن القلوب تتقلب وتنتقل في ساعات الليل والنهار، فيحدث لها النشاط والكسل والذكر والغفلة والقبض والبسط والإقبال والإعراض، فجعل الله الليل والنهار يتوالى على العباد ويتكرران ليحدث لهم الذكر والنشاط والشكر لله في وقت آخر؛ ولأن أوقات العبادات تتكرر بتكرر الليل والنهار، فكلما تكررت الأوقات أحدث للعبد همة غير همته التي كسلت في الوقت المتقدم فزاد في تذكرها وشكرها، فوظائف الطاعات بمنزلة سقي الإيمان الذي يمده، فلولا ذلك لذوى غرس الإيمان ويبس، فلله أتم حمد وأكمله على ذلك.
[ ص: 1206 ] ثم ذكر من جملة كثرة خيره منته على عباده الصالحين وتوفيقهم للأعمال الصالحات التي أكسبتهم المنازل العاليات في غرف الجنات فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32435_32438_32501_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28659_32433_32438_32440_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [ ص: 1205 ] كَرَّرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهَا كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ الْبَارِي وَكَثْرَةِ أَوْصَافِهِ، وَكَثْرَةِ خَيْرَاتِهِ وَإِحْسَانِهِ. وَهَذِهِ السُّورَةُ فِيهَا مِنَ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=33679عَظَمَتِهِ وَسِعَةِ سُلْطَانِهِ وَنُفُوذِ مَشِيئَتِهِ وَعُمُومِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَإِحَاطَةِ مُلْكِهِ فِي الْأَحْكَامِ الْأَمْرِيَّةِ وَالْأَحْكَامِ الْجَزَائِيَّةِ وَكَمَالِ حِكْمَتِهِ. وَفِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى سِعَةِ رَحْمَتِهِ، وَوَاسِعِ جُودِهِ، وَكَثْرَةِ خَيْرَاتِهِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ مَا هُوَ مُقْتَضٍ لِتَكْرَارِ هَذَا الْوَصْفِ الْحَسَنِ. (61) فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَهِيَ النُّجُومُ عُمُومُهَا، أَوْ مَنَازِلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الَّتِي تَنْزِلُهَا مَنْزِلَةً مَنْزِلَةً، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْبُرُوجِ وَالْقِلَاعِ لِلْمُدُنِ فِي حِفْظِهَا، كَذَلِكَ النُّجُومُ بِمَنْزِلَةِ الْبُرُوجِ الْمَجْعُولَةِ لِلْحِرَاسَةِ فَإِنَّهَا رُجُومٌ لِلشَّيَاطِينِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا فِيهِ النُّورُ وَالْحَرَارَةُ وَهِيَ الشَّمْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61وَقَمَرًا مُنِيرًا فِيهِ النُّورُ لَا الْحَرَارَةُ، وَهَذَا مِنْ أَدِلَّةِ عَظَمَتِهِ، وَكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ، فَإِنَّ مَا فِيهَا مِنَ الْخَلْقِ الْبَاهِرِ وَالتَّدْبِيرِ الْمُنْتَظِمِ وَالْجَمَالِ الْعَظِيمِ دَالٌّ عَلَى عَظَمَةِ خَالِقِهَا فِي أَوْصَافِهِ كُلِّهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَصَالِحِ لِلْخَلْقِ وَالْمَنَافِعِ دَلِيلٌ عَلَى كَثْرَةِ خَيْرَاتِهِ.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً أَيْ: يَذْهَبُ أَحَدُهُمَا فَيَخْلُفُهُ الْآخَرُ، هَكَذَا أَبَدًا لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=62لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا أَيْ: لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَذَكَّرَ بِهِمَا وَيَعْتَبِرَ وَيَسْتَدِلَّ بِهِمَا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمَطَالِبِ الْإِلَهِيَّةِ وَيَشْكُرَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ، وَلِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ وَيَشْكُرَهُ، وَلَهُ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ أَوِ النَّهَارِ، فَمَنْ فَاتَهُ وِرْدُهُ مِنْ أَحَدِهِمَا أَدْرَكَهُ فِي الْآخَرِ، وَأَيْضًا فَإِنَّ الْقُلُوبَ تَتَقَلَّبُ وَتَنْتَقِلُ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَيَحْدُثُ لَهَا النَّشَاطُ وَالْكَسَلُ وَالذِّكْرُ وَالْغَفْلَةُ وَالْقَبْضُ وَالْبَسْطُ وَالْإِقْبَالُ وَالْإِعْرَاضُ، فَجَعَلَ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَتَوَالَى عَلَى الْعِبَادِ وَيَتَكَرَّرَانِ لِيَحْدُثَ لَهُمُ الذِّكْرُ وَالنَّشَاطُ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ فِي وَقْتٍ آخَرَ؛ وَلِأَنَّ أَوْقَاتِ الْعِبَادَاتِ تَتَكَرَّرُ بِتَكَرُّرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَكُلَّمَا تَكَرَّرَتِ الْأَوْقَاتُ أَحْدَثَ لِلْعَبْدِ هِمَّةً غَيْرَ هِمَّتِهِ الَّتِي كَسَلَتْ فِي الْوَقْتِ الْمُتَقَدِّمِ فَزَادَ فِي تَذَكُّرِهَا وَشُكْرِهَا، فَوَظَائِفُ الطَّاعَاتِ بِمَنْزِلَةِ سَقْيِ الْإِيمَانِ الَّذِي يَمُدُّهُ، فَلَوْلَا ذَلِكَ لِذَوَى غَرْسُ الْإِيمَانِ وَيَبِسَ، فَلِلَّهِ أَتَمُّ حَمْدٍ وَأَكْمَلُهُ عَلَى ذَلِكَ.
[ ص: 1206 ] ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ جُمْلَةِ كَثْرَةِ خَيْرِهِ مِنَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَتَوْفِيقِهِمْ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ الَّتِي أَكْسَبَتْهُمُ الْمَنَازِلَ الْعَالِيَاتِ فِي غُرَفِ الْجَنَّاتِ فَقَالَ: