تفسير سورة الشعراء
وهي مكية عند الجمهور
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=1طسم nindex.php?page=treesubj&link=32232_34224_34225_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=2تلك آيات الكتاب المبين nindex.php?page=treesubj&link=30610_32028_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=30454_33679_34092_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين nindex.php?page=treesubj&link=18669_28723_29786_30549_30612_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين nindex.php?page=treesubj&link=19037_30532_30549_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=treesubj&link=32412_32415_32438_32446_33679_34252_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم nindex.php?page=treesubj&link=28659_29678_30549_32409_32433_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28723_34513_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وإن ربك لهو العزيز الرحيم [ ص: 1212 ] (1 - 2) يشير الباري تعالى إشارة تدل على التعظيم لآيات الكتاب المبين البين الواضح، الدال على جميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، بحيث لا يبقى عند الناظر فيه شك ولا شبهة فيما أخبر به، أو حكم به؛ لوضوحه ودلالته على أشرف المعاني، وارتباط الأحكام بحكمها، وتعليقها بمناسبها، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينذر به الناس، ويهدي به الصراط المستقيم، فيهتدي بذلك عباد الله المتقون، ويعرض عنه من كتب عليه الشقاء، فكان يحزن حزنا شديدا على عدم إيمانهم؛ حرصا منه على الخير، ونصحا لهم.
(3) فلهذا قال تعالى عنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لعلك باخع نفسك أي: مهلكها وشاق عليها،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3ألا يكونوا مؤمنين أي: فلا تفعل، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن الهداية بيد الله، وقد أديت ما عليك من التبليغ، وليس فوق هذا القرآن المبين آية حتى ننزلها؛ ليؤمنوا بها، فإنه كاف شاف، لمن يريد الهداية. (4) ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية ؛ أي: من آيات الاقتراح،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فظلت أعناقهم ؛ أي: أعناق المكذبين
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4لها خاضعين ولكن لا حاجة إلى ذلك، ولا مصلحة فيه، فإنه إذ ذاك الوقت يكون الإيمان غير نافع، وإنما الإيمان النافع الإيمان بالغيب، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها الآية.
(5)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث : يأمرهم وينهاهم، ويذكرهم ما ينفعهم ويضرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5إلا كانوا عنه معرضين بقلوبهم وأبدانهم، هذا إعراضهم عن الذكر المحدث، الذي جرت العادة أنه يكون موقعه أبلغ من غيره، فكيف بإعراضهم عن غيره، وهذا لأنهم لا خير فيهم، ولا تنجع فيهم المواعظ. (6) ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فقد كذبوا ؛ أي: بالحق، وصار التكذيب لهم سجية، لا تتغير ولا تتبدل،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أي: سيقع بهم العذاب، ويحل بهم ما كذبوا به، فإنهم قد حقت عليهم كلمة العذاب.
(7) قال الله منبها على التفكر الذي ينفع صاحبه:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم من جميع أصناف النباتات، حسنة المنظر، كريمة في نفعها.
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إن في ذلك لآية على إحياء الله الموتى بعد موتهم، كما أحيا
[ ص: 1213 ] الأرض بعد موتها
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8وما كان أكثرهم مؤمنين كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين .
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وإن ربك لهو العزيز الذي قد قهر كل مخلوق، ودان له العالم العلوي والسفلي،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، ووصل جوده إلى كل حي، العزيز الذي أهلك الأشقياء بأنواع العقوبات، الرحيم بالسعداء، حيث أنجاهم من كل شر وبلاء.
تَفْسِيرُ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=1طسم nindex.php?page=treesubj&link=32232_34224_34225_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30610_32028_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30454_33679_34092_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ nindex.php?page=treesubj&link=18669_28723_29786_30549_30612_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19037_30532_30549_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=treesubj&link=32412_32415_32438_32446_33679_34252_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=28659_29678_30549_32409_32433_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_34513_28997nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [ ص: 1212 ] (1 - 2) يُشِيرُ الْبَارِي تَعَالَى إِشَارَةً تَدُلُّ عَلَى التَّعْظِيمِ لِآيَاتِ الْكِتَابِ الْمُبِينِ الْبَيِّنِ الْوَاضِحِ، الدَّالِّ عَلَى جَمِيعِ الْمَطَالِبِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ، بِحَيْثُ لَا يَبْقَى عِنْدَ النَّاظِرِ فِيهِ شَكٌّ وَلَا شُبْهَةٌ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ، أَوْ حَكَمَ بِهِ؛ لِوُضُوحِهِ وَدَلَالَتِهِ عَلَى أَشْرَفِ الْمَعَانِي، وَارْتِبَاطِ الْأَحْكَامِ بِحُكْمِهَا، وَتَعْلِيقِهَا بِمُنَاسِبِهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنْذِرُ بِهِ النَّاسَ، وَيَهْدِي بِهِ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، فَيَهْتَدِي بِذَلِكَ عِبَادُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ، وَيُعْرِضُ عَنْهُ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ، فَكَانَ يَحْزَنُ حُزْنًا شَدِيدًا عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ؛ حِرْصًا مِنْهُ عَلَى الْخَيْرِ، وَنُصْحًا لَهُمْ.
(3) فَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَيْ: مُهْلِكُهَا وَشَاقٌّ عَلَيْهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=3أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ أَيْ: فَلَا تَفْعَلْ، وَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ، فَإِنَّ الْهِدَايَةَ بِيَدِ اللَّهِ، وَقَدْ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ مِنَ التَّبْلِيغِ، وَلَيْسَ فَوْقَ هَذَا الْقُرْآنِ الْمُبِينِ آيَةٌ حَتَّى نُنْزِلَهَا؛ لِيُؤْمِنُوا بِهَا، فَإِنَّهُ كَافٍ شَافٍ، لِمَنْ يُرِيدُ الْهِدَايَةَ. (4) وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً ؛ أَيْ: مِنْ آيَاتِ الِاقْتِرَاحِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ ؛ أَيْ: أَعْنَاقُ الْمُكَذِّبِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=4لَهَا خَاضِعِينَ وَلَكِنْ لَا حَاجَةَ إِلَى ذَلِكَ، وَلَا مَصْلَحَةَ فِيهِ، فَإِنَّهُ إِذْ ذَاكَ الْوَقْتُ يَكُونُ الْإِيمَانُ غَيْرَ نَافِعٍ، وَإِنَّمَا الْإِيمَانُ النَّافِعُ الْإِيمَانُ بِالْغَيْبِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=158هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا الْآيَةَ.
(5)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ : يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ، وَيُذَكِّرُهُمْ مَا يَنْفَعُهُمْ وَيَضُرُّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=5إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ بِقُلُوبِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ، هَذَا إِعْرَاضُهُمْ عَنِ الذِّكْرِ الْمُحْدَثِ، الَّذِي جَرَتِ الْعَادَةُ أَنَّهُ يَكُونُ مَوْقِعُهُ أَبْلَغَ مِنْ غَيْرِهِ، فَكَيْفَ بِإِعْرَاضِهِمْ عَنْ غَيْرِهِ، وَهَذَا لِأَنَّهُمْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ، وَلَا تَنْجَعُ فِيهِمُ الْمَوَاعِظُ. (6) وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا ؛ أَيْ: بِالْحَقِّ، وَصَارَ التَّكْذِيبُ لَهُمْ سَجِيَّةً، لَا تَتَغَيَّرُ وَلَا تَتَبَدَّلُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ: سَيَقَعُ بِهِمُ الْعَذَابُ، وَيَحِلُّ بِهِمْ مَا كَذَّبُوا بِهِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ.
(7) قَالَ اللَّهُ مُنَبِّهًا عَلَى التَّفَكُّرِ الَّذِي يَنْفَعُ صَاحِبَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=7أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ مِنْ جَمِيعِ أَصْنَافِ النَّبَاتَاتِ، حَسَنَةِ الْمَنْظَرِ، كَرِيمَةٍ فِي نَفْعِهَا.
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً عَلَى إِحْيَاءِ اللَّهِ الْمَوْتَى بَعْدَ مَوْتِهِمْ، كَمَا أَحْيَا
[ ص: 1213 ] الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=8وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=103وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ .
(8)
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي قَدْ قَهَرَ كُلَّ مَخْلُوقٍ، وَدَانَ لَهُ الْعَالَمُ الْعُلْوِيُّ وَالسُّفْلِيُّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=9الرَّحِيمُ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَوَصَلَ جُودُهُ إِلَى كُلِّ حَيٍّ، الْعَزِيزُ الَّذِي أَهْلَكَ الْأَشْقِيَاءَ بِأَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ، الرَّحِيمُ بِالسُّعَدَاءِ، حَيْثُ أَنْجَاهُمْ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَبَلَاءٍ.