nindex.php?page=treesubj&link=30437_30539_30549_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون nindex.php?page=treesubj&link=30337_30340_30431_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_30549_34089_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير
يخبر تعالى عن الفضيحة والخزي الذي يصيب الكافرين، وسؤالهم الرجعة، والخروج من النار، وامتناع ذلك عليهم وتوبيخهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إن الذين كفروا أطلقه ليشمل أنواع الكفر كلها، من الكفر بالله، أو بكتبه، أو برسله، أو باليوم الآخر، حين يدخلون النار، ويقرون أنهم مستحقونها، لما فعلوه من الذنوب والأوزار، فيمقتون أنفسهم لذلك أشد المقت، ويغضبون عليها غاية الغضب، فينادون عند ذلك، ويقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لمقت الله أي: إياكم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أي: حين دعتكم الرسل وأتباعهم إلى الإيمان، وأقاموا لكم من البينات ما تبين به الحق، فكفرتم وزهدتم في الإيمان الذي خلقكم الله له، وخرجتم من رحمته الواسعة، فمقتكم وأبغضكم، فهذا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10أكبر من مقتكم أنفسكم أي: فلم يزل هذا المقت مستمرا عليكم، والسخط من الكريم حالا بكم، حتى آلت بكم الحال إلى ما آلت، فاليوم حل عليكم غضب الله وعقابه حين نال المؤمنون رضوان الله وثوابه.
فتمنوا الرجوع و
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قالوا ربنا أمتنا اثنتين يريدون الموتة الأولى وما بين النفختين على ما قيل أو العدم المحض قبل إيجادهم، ثم أماتهم بعدما أوجدهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11وأحييتنا اثنتين الحياة الدنيا والحياة الأخرى،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج [ ص: 1540 ] من سبيل أي: تحسروا وقالوا ذلك، فلم يفد ولم ينجع، ووبخوا على عدم فعل أسباب النجاة، فقيل لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده أي: إذا دعي لتوحيده، وإخلاص العمل له، ونهى عن الشرك به
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12كفرتم به واشمأزت لذلك قلوبكم ونفرتم غاية النفور.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12وإن يشرك به تؤمنوا أي: هذا الذي أنزلكم هذا المنزل وبوأكم هذا المقيل والمحل، أنكم تكفرون بالإيمان، وتؤمنون بالكفر، ترضون بما هو شر وفساد في الدنيا والآخرة، وتكرهون ما هو خير وصلاح في الدنيا والآخرة.
تؤثرون سبب الشقاوة والذل والغضب وتزهدون بما هو سبب الفوز والفلاح والظفر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=146وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12فالحكم لله العلي الكبير العلي: الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر ومن علو قدره، كمال عدله تعالى، وأنه يضع الأشياء مواضعها، ولا يساوي بين المتقين والفجار.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12الكبير الذي له الكبرياء والعظمة والمجد، في أسمائه وصفاته وأفعاله، المتنزه عن كل آفة وعيب ونقص، فإذا كان الحكم له تعالى، وقد حكم عليكم بالخلود الدائم، فحكمه لا يغير ولا يبدل.
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30539_30549_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30337_30340_30431_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_30549_34089_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْفَضِيحَةِ وَالْخِزْيِ الَّذِي يُصِيبُ الْكَافِرِينَ، وَسُؤَالِهِمُ الرَّجْعَةِ، وَالْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ، وَامْتِنَاعِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَتَوْبِيخِهِمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَطْلَقُهُ لِيَشْمَلَ أَنْوَاعَ الْكُفْرِ كُلَّهَا، مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ، أَوْ بِكُتُبِهِ، أَوْ بِرُسُلِهِ، أَوْ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، حِينَ يَدْخُلُونَ النَّارَ، وَيُقِرُّونَ أَنَّهُمْ مُسْتَحَقُّونَهَا، لِمَا فَعَلُوهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأَوْزَارِ، فَيَمْقُتُونَ أَنْفُسَهُمْ لِذَلِكَ أَشَدَّ الْمَقْتِ، وَيَغْضَبُونَ عَلَيْهَا غَايَةَ الْغَضَبِ، فَيُنَادَوْنَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَيُقَالُ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لَمَقْتُ اللَّهِ أَيْ: إِيَّاكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ أَيْ: حِينَ دَعَتْكُمُ الرُّسُلُ وَأَتْبَاعُهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ، وَأَقَامُوا لَكُمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ مَا تَبَيَّنَ بِهِ الْحَقُّ، فَكَفَرْتُمْ وَزَهَدْتُمْ فِي الْإِيمَانِ الَّذِي خَلَقَكُمُ اللَّهُ لَهُ، وَخَرَجْتُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ الْوَاسِعَةِ، فَمَقَتَكُمْ وَأَبْغَضَكُمْ، فَهَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ أَيْ: فَلَمْ يَزَلْ هَذَا الْمَقْتُ مُسْتَمِرًّا عَلَيْكُمْ، وَالسُّخْطُ مِنَ الْكَرِيمِ حَالًّا بِكُمْ، حَتَّى آلَتْ بِكُمُ الْحَالُ إِلَى مَا آلَتْ، فَالْيَوْمَ حَلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبُ اللَّهِ وَعِقَابُهُ حِينَ نَالَ الْمُؤْمِنُونَ رِضْوَانَ اللَّهِ وَثَوَابَهُ.
فَتَمَنَّوُا الرُّجُوعَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ يُرِيدُونَ الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَمَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ عَلَى مَا قِيلَ أَوِ الْعَدَمِ الْمَحْضِ قَبْلَ إِيجَادِهِمْ، ثُمَّ أَمَاتَهُمْ بَعْدَمَا أَوَجَدَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْحَيَاةَ الْأُخْرَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ [ ص: 1540 ] مِنْ سَبِيلٍ أَيْ: تَحَسَّرُوا وَقَالُوا ذَلِكَ، فَلَمْ يُفِدْ وَلَمْ يَنْجَعْ، وَوُبِّخُوا عَلَى عَدَمِ فِعْلِ أَسْبَابِ النَّجَاةِ، فَقِيلَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ أَيْ: إِذَا دُعِيَ لِتَوْحِيدِهِ، وَإِخْلَاصِ الْعَمَلِ لَهُ، وَنَهَى عَنِ الشِّرْكِ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12كَفَرْتُمْ بِهِ وَاشْمَأَزَّتْ لِذَلِكَ قُلُوبُكُمْ وَنَفَرْتُمْ غَايَةَ النُّفُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا أَيْ: هَذَا الَّذِي أَنْزَلَكُمْ هَذَا الْمُنْزَلَ وَبَوَّأَكُمْ هَذَا الْمَقِيلَ وَالْمَحَلَّ، أَنَّكُمْ تَكْفُرُونَ بِالْإِيمَانِ، وَتُؤْمِنُونَ بِالْكُفْرِ، تَرْضَوْنَ بِمَا هُوَ شَرٌّ وَفَسَادٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَتَكْرَهُونَ مَا هُوَ خَيْرٌ وَصَلَاحٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
تُؤْثِرُونَ سَبَبَ الشَّقَاوَةِ وَالذُّلِّ وَالْغَضَبِ وَتَزْهَدُونَ بِمَا هُوَ سَبَبُ الْفَوْزِ وَالْفَلَاحِ وَالظَّفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=146وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ الْعَلِيِّ: الَّذِي لَهُ الْعُلُوُّ الْمُطْلَقُ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُوُّ الْقَدْرِ، وَعُلُوُّ الْقَهْرِ وَمِنْ عُلُوِّ قَدْرِهِ، كَمَالُ عَدْلِهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ يَضَعُ الْأَشْيَاءَ مَوَاضِعَهَا، وَلَا يُسَاوِي بَيْنَ الْمُتَّقِينَ وَالْفُجَّارِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12الْكَبِيرِ الَّذِي لَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَالْعَظَمَةُ وَالْمَجْدُ، فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، الْمُتَنَزَّهُ عَنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَيْبٍ وَنَقْصٍ، فَإِذَا كَانَ الْحُكْمُ لَهُ تَعَالَى، وَقَدْ حَكَمَ عَلَيْكُمْ بِالْخُلُودِ الدَّائِمِ، فَحُكْمُهُ لَا يُغَيَّرُ وَلَا يُبَدَّلُ.