nindex.php?page=treesubj&link=32413_32433_32438_34289_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_30489_30513_30561_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون nindex.php?page=treesubj&link=30291_31748_32026_34092_34163_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_30347_30349_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار nindex.php?page=treesubj&link=30362_30364_30530_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب
يذكر تعالى نعمه العظيمة على عباده، بتبيين الحق من الباطل، بما يري عباده من آياته النفسية والآفاقية والقرآنية الدالة على كل مطلوب مقصود، الموضحة للهدى من الضلال، بحيث لا يبقى عند الناظر فيها والمتأمل لها أدنى شك في معرفة الحقائق، وهذا من أكبر نعمه على عباده، حيث لم يبق الحق مشتبها ولا الصواب ملتبسا، بل نوع الدلالات ووضح الآيات، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة وكلما كانت المسائل أجل وأكبر، كانت الدلائل عليها أكثر
[ ص: 1541 ] وأيسر، فانظر إلى التوحيد لما كانت مسألته من أكبر المسائل، بل أكبرها، كثرت الأدلة عليها العقلية والنقلية وتنوعت، وضرب الله لها الأمثال وأكثر لها من الاستدلال، ولهذا ذكرها في هذا الموضع، ونبه على جملة من أدلتها فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين
ولما ذكر أنه يري عباده آياته، نبه على آية عظيمة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وينزل لكم من السماء رزقا أي: مطرا به ترزقون وتعيشون أنتم وبهائمكم، وذلك يدل على أن النعم كلها منه، فمنه نعم الدين، وهي المسائل الدينية والأدلة عليها، وما يتبع ذلك من العمل بها. والنعم الدنيوية كلها، كالنعم الناشئة عن الغيث، الذي تحيا به البلاد والعباد. وهذا يدل دلالة قاطعة أنه وحده هو المعبود، الذي يتعين إخلاص الدين له، كما أنه -وحده- المنعم.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وما يتذكر بالآيات حين يذكر بها
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13إلا من ينيب إلى الله تعالى، بالإقبال على محبته وخشيته وطاعته والتضرع إليه، فهذا الذي ينتفع بالآيات، وتصير رحمة في حقه، ويزداد بها بصيرة.
ولما كانت الآيات تثمر التذكر، والتذكر يوجب الإخلاص لله، رتب الأمر على ذلك بالفاء الدالة على السببية فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة،
nindex.php?page=treesubj&link=19694والإخلاص معناه: تخليص القصد لله تعالى في جميع العبادات الواجبة والمستحبة حقوق الله وحقوق عباده. أي: أخلصوا لله تعالى في كل ما تدينونه به وتتقربون به إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14ولو كره الكافرون لذلك، فلا تبالوا بهم، ولا يثنكم ذلك عن دينكم، ولا تأخذكم بالله لومة لائم، فإن الكافرين يكرهون الإخلاص لله وحده غاية الكراهة، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون
ثم ذكر من جلاله وكماله ما يقتضي إخلاص العبادة له فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش أي: العلي الأعلى، الذي استوى على العرش واختص به، وارتفعت درجاته ارتفاعا باين به مخلوقاته، وارتفع به قدره، وجلت أوصافه، وتعالت ذاته، أن يتقرب إليه إلا بالعمل الزكي الطاهر المطهر، وهو الإخلاص، الذي يرفع درجات أصحابه ويقربهم إليه ويجعلهم فوق خلقه، ثم ذكر نعمته على عباده
[ ص: 1542 ] بالرسالة والوحي، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح أي: الوحي الذي للأرواح والقلوب بمنزلة الأرواح للأجساد، فكما أن الجسد بدون الروح لا يحيا ولا يعيش، فالروح والقلب بدون روح الوحي لا يصلح ولا يفلح، فهو تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره الذي فيه نفع العباد ومصلحتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15على من يشاء من عباده وهم الرسل الذين فضلهم الله واختصهم الله لوحيه ودعوة عباده.
والفائدة في إرسال الرسل، هو تحصيل سعادة العباد في دينهم ودنياهم وآخرتهم، وإزالة الشقاوة عنهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لينذر من ألقى الله إليه الوحي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق أي: يخوف العباد بذلك، ويحثهم على الاستعداد له بالأسباب المنجية مما يكون فيه.
وسماه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق لأنه يلتقي فيه الخالق والمخلوق والمخلوقون بعضهم مع بعض، والعاملون وأعمالهم وجزاؤهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون أي: ظاهرون على الأرض، قد اجتمعوا في صعيد واحد لا عوج ولا أمت فيه، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى على الله منهم شيء لا من ذواتهم ولا من أعمالهم، ولا من جزاء تلك الأعمال.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم أي: من هو المالك لذلك اليوم العظيم الجامع للأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، الذي انقطعت فيه الشركة في الملك، وتقطعت الأسباب، ولم يبق إلا الأعمال الصالحة أو السيئة. الملك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار أي: المنفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فلا شريك له في شيء منها بوجه من الوجوه.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16القهار لجميع المخلوقات، الذي دانت له المخلوقات وذلت وخضعت، خصوصا في ذلك اليوم الذي عنت فيه الوجوه للحي القيوم، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت في الدنيا، من خير وشر، قليل وكثير.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17لا ظلم اليوم على أحد، بزيادة في سيئاته، أو نقص من حسناته.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17إن الله سريع الحساب أي: لا تستبطئوا ذلك اليوم فإنه آت، وكل آت قريب. وهو أيضا سريع المحاسبة لعباده يوم القيامة، لإحاطة علمه وكمال قدرته.
nindex.php?page=treesubj&link=32413_32433_32438_34289_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_30489_30513_30561_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30291_31748_32026_34092_34163_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_30347_30349_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ nindex.php?page=treesubj&link=30362_30364_30530_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
يَذْكُرُ تَعَالَى نِعَمَهُ الْعَظِيمَةَ عَلَى عِبَادِهِ، بِتَبْيِينِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، بِمَا يُرِي عِبَادَهُ مِنْ آيَاتِهِ النَّفْسِيَّةِ وَالْآفَاقِيَّةِ وَالْقُرْآنِيَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى كُلِّ مَطْلُوبٍ مَقْصُودٍ، الْمُوَضِّحَةِ لِلْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، بِحَيْثُ لَا يَبْقَى عِنْدَ النَّاظِرِ فِيهَا وَالْمُتَأَمِّلِ لَهَا أَدْنَى شَكٍّ فِي مَعْرِفَةِ الْحَقَائِقِ، وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ نِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ، حَيْثُ لَمْ يُبْقِ الْحَقَّ مُشْتَبَهًا وَلَا الصَّوَابَ مُلْتَبِسًا، بَلْ نَوَّعَ الدَّلَالَاتِ وَوَضَّحَ الْآيَاتِ، لِيَهْلَكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَكُلَّمَا كَانَتِ الْمَسَائِلُ أَجَلَّ وَأَكْبَرَ، كَانَتِ الدَّلَائِلُ عَلَيْهَا أَكْثُرَ
[ ص: 1541 ] وَأَيْسَرَ، فَانْظُرْ إِلَى التَّوْحِيدِ لَمَّا كَانَتْ مَسْأَلَتُهُ مِنْ أَكْبَرِ الْمَسَائِلِ، بَلْ أَكْبَرُهَا، كَثُرَتِ الْأَدِلَّةُ عَلَيْهَا الْعَقْلِيَّةُ وَالنَّقْلِيَّةُ وَتَنَوَّعَتْ، وَضَرَبَ اللَّهُ لَهَا الْأَمْثَالَ وَأَكْثَرَ لَهَا مِنَ الِاسْتِدْلَالِ، وَلِهَذَا ذَكَرَهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَنَبَّهَ عَلَى جُمْلَةٍ مِنْ أَدِلَّتِهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
وَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ يُرِي عِبَادَهُ آيَاتِهِ، نَبَّهَ عَلَى آيَةٍ عَظِيمَةٍ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا أَيْ: مَطَرًا بِهِ تُرْزَقُونَ وَتَعِيشُونَ أَنْتُمْ وَبَهَائِمُكُمْ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْهُ، فَمِنْهُ نِعَمُ الدِّينِ، وَهِيَ الْمَسَائِلُ الدِّينِيَّةُ وَالْأَدِلَّةُ عَلَيْهَا، وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ الْعَمَلِ بِهَا. وَالنِّعَمُ الدُّنْيَوِيَّةُ كُلُّهَا، كَالنِّعَمِ النَّاشِئَةِ عَنِ الْغَيْثِ، الَّذِي تَحْيَا بِهِ الْبِلَادُ وَالْعِبَادُ. وَهَذَا يَدُلُّ دَلَالَةً قَاطِعَةً أَنَّهُ وَحْدَهُ هُوَ الْمَعْبُودُ، الَّذِي يَتَعَيَّنُ إِخْلَاصُ الدِّينِ لَهُ، كَمَا أَنَّهُ -وَحْدَهُ- الْمُنْعِمُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وَمَا يَتَذَكَّرُ بِالْآيَاتِ حِينَ يُذَكِّرُ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13إِلا مَنْ يُنِيبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَخَشْيَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ، فَهَذَا الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْآيَاتِ، وَتَصِيرُ رَحْمَةً فِي حَقِّهِ، وَيَزْدَادُ بِهَا بَصِيرَةً.
وَلَمَّا كَانَتِ الْآيَاتُ تُثْمِرُ التَّذَكُّرَ، وَالتَّذَكُّرُ يُوجِبُ الْإِخْلَاصَ لِلَّهِ، رَتَّبَ الْأَمْرَ عَلَى ذَلِكَ بِالْفَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى السَّبَبِيَّةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَهَذَا شَامِلٌ لِدُعَاءِ الْعِبَادَةِ وَدُعَاءِ الْمَسْأَلَةِ،
nindex.php?page=treesubj&link=19694وَالْإِخْلَاصُ مَعْنَاهُ: تَخْلِيصُ الْقَصْدِ لِلَّهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ الْوَاجِبَةِ وَالْمُسْتَحَبَّةِ حُقُوقِ اللَّهِ وَحُقُوقِ عِبَادِهِ. أَيْ: أَخْلِصُوا لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ مَا تُدِينُونَهُ بِهِ وَتَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لِذَلِكَ، فَلَا تُبَالُوا بِهِمْ، وَلَا يَثْنِكُمْ ذَلِكَ عَنْ دِينِكُمْ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِاللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، فَإِنَّ الْكَافِرِينَ يَكْرَهُونَ الْإِخْلَاصَ لِلَّهِ وَحْدَهُ غَايَةَ الْكَرَاهَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ جَلَالِهِ وَكَمَالِهِ مَا يَقْتَضِي إِخْلَاصَ الْعِبَادَةِ لَهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ أَيِ: الْعَلِيُّ الْأَعْلَى، الَّذِي اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَاخْتَصَّ بِهِ، وَارْتَفَعَتْ دَرَجَاتُهُ ارْتِفَاعًا بَايَنَ بِهِ مَخْلُوقَاتِهِ، وَارْتَفَعَ بِهِ قَدْرُهُ، وَجَلَّتْ أَوْصَافُهُ، وَتَعَالَتْ ذَاتُهُ، أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ إِلَّا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ، وَهُوَ الْإِخْلَاصُ، الَّذِي يَرْفَعُ دَرَجَاتِ أَصْحَابِهِ وَيُقَرِّبُهُمْ إِلَيْهِ وَيَجْعَلُهُمْ فَوْقَ خَلْقِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ نِعْمَتَهُ عَلَى عِبَادِهِ
[ ص: 1542 ] بِالرِّسَالَةِ وَالْوَحْيِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ أَيِ: الْوَحْيَ الَّذِي لِلْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوبِ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْوَاحِ لِلْأَجْسَادِ، فَكَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ لَا يَحْيَا وَلَا يَعِيشُ، فَالرُّوحُ وَالْقَلْبُ بِدُونِ رُوحِ الْوَحْيِ لَا يَصْلُحُ وَلَا يُفْلِحُ، فَهُوَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ الَّذِي فِيهِ نَفْعُ الْعِبَادِ وَمَصْلَحَتُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُمُ الرُّسُلُ الَّذِينَ فَضَّلَهُمُ اللَّهُ وَاخْتَصَّهُمُ اللَّهُ لِوَحْيِهِ وَدَعْوَةِ عِبَادِهِ.
وَالْفَائِدَةُ فِي إِرْسَالِ الرُّسُلِ، هُوَ تَحْصِيلُ سَعَادَةِ الْعِبَادِ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ، وَإِزَالَةُ الشَّقَاوَةِ عَنْهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لِيُنْذِرَ مَنْ أَلْقَى اللَّهُ إِلَيْهِ الْوَحْيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلاقِ أَيْ: يُخَوِّفُ الْعِبَادَ بِذَلِكَ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الِاسْتِعْدَادِ لَهُ بِالْأَسْبَابِ الْمُنْجِيَةِ مِمَّا يَكُونُ فِيهِ.
وَسَمَّاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلاقِ لِأَنَّهُ يَلْتَقِي فِيهِ الْخَالِقُ وَالْمَخْلُوقُ وَالْمَخْلُوقُونَ بَعْضَهَمْ مَعَ بَعْضٍ، وَالْعَامِلُونَ وَأَعْمَالُهُمْ وَجَزَاؤُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ أَيْ: ظَاهِرُونَ عَلَى الْأَرْضِ، قَدِ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ لَا عِوَجَ وَلَا أَمَتَ فِيهِ، يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لَا مِنْ ذَوَاتِهِمْ وَلَا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَا مِنْ جَزَاءِ تِلْكَ الْأَعْمَالِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ أَيْ: مَنْ هُوَ الْمَالِكُ لِذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ الْجَامِعِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ، الَّذِي انْقَطَعَتْ فِيهِ الشَّرِكَةُ فِي الْمُلْكِ، وَتَقَطَّعَتِ الْأَسْبَابُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ أَوِ السَّيِّئَةُ. الْمُلْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ أَيِ: الْمُنْفَرِدُ فِي ذَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَلَا شَرِيكَ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16الْقَهَّارِ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ، الَّذِي دَانَتْ لَهُ الْمَخْلُوقَاتُ وَذَلَّتْ وَخَضَعَتْ، خُصُوصًا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي عَنَتْ فِيهِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ، يَوْمَئِذٍ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ فِي الدُّنْيَا، مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17لا ظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَى أَحَدٍ، بِزِيَادَةٍ فِي سَيِّئَاتِهِ، أَوْ نَقْصٍ مِنْ حَسَنَاتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَيْ: لَا تَسْتَبْطِئُوا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَإِنَّهُ آتٍ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ. وَهُوَ أَيْضًا سَرِيعُ الْمُحَاسَبَةِ لِعِبَادِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لِإِحَاطَةِ عِلْمِهِ وَكَمَالِ قُدْرَتِهِ.