nindex.php?page=treesubj&link=33982_34308_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18ولا يستثنون nindex.php?page=treesubj&link=30525_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون nindex.php?page=treesubj&link=30525_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فتنادوا مصبحين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا وهم يتخافتون nindex.php?page=treesubj&link=18896_33251_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد قادرين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فلما رأوها قالوا إنا لضالون nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بل نحن محرومون nindex.php?page=treesubj&link=33142_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون nindex.php?page=treesubj&link=33143_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون nindex.php?page=treesubj&link=33982_34299_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين nindex.php?page=treesubj&link=19718_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون
يقول تعالى: إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير وأمهلناهم، وأمددناهم بما شئنا من مال وولد، وطول عمر، ونحو ذلك، مما يوافق أهواءهم، لا لكرامتهم علينا، بل ربما يكون استدراجا لهم من حيث لا يشعرون فاغترارهم بذلك نظير اغترار أصحاب الجنة، الذين هم فيها شركاء، حين أينعت أشجارها، وزهت ثمارها وآن وقت صرامها، وجزموا أنها في أيديهم، وطوع أمرهم، وأنه ليس ثم مانع يمنعهم منها، ولهذا أقسموا وحلفوا من غير استثناء، أنهم سيصرمونها أي: يجذونها مصبحين، ولم يدروا أن الله بالمرصاد، وأن العذاب سيخلفهم عليها، ويبادرهم إليها.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك أي: عذاب نزل عليها ليلا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19وهم نائمون فأبادها وأتلفها
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم أي: كالليل المظلم، ذهبت الأشجار والثمار،
[ ص: 1868 ] هذا وهم لا يشعرون بهذا الواقع الملم، ولهذا تنادوا فيما بينهم، لما أصبحوا يقول بعضهم لبعض:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا قاصدين لها
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23وهم يتخافتون فيما بينهم، بمنع حق الله، ويقولون:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين أي: بكروا قبل انتشار الناس، وتواصوا مع ذلك، بمنع الفقراء والمساكين، ومن شدة حرصهم وبخلهم، أنهم يتخافتون بهذا الكلام مخافتة، خوفا أن يسمعهم أحد، فيخبر الفقراء.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا في هذه الحالة الشنيعة، والقسوة، وعدم الرحمة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25على حرد قادرين أي: على إمساك ومنع لحق الله، جازمين بقدرتهم عليها.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فلما رأوها على الوصف الذي ذكر الله كالصريم
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قالوا من الحيرة والانزعاج.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إنا لضالون أي: تائهون عنها، لعلها غيرها، فلما تحققوها، ورجعت إليهم عقولهم قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بل نحن محرومون منها، فعرفوا حينئذ أنه عقوبة، فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم أي: أعدلهم، وأحسنهم طريقة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28ألم أقل لكم لولا تسبحون أي: تنزهون الله عما لا يليق به، ومن ذلك، ظنكم أن قدرتكم مستقلة، فلولا استثنيتم وقلتم: شاء الله وجعلتم مشيئتكم تابعة لمشيئته، لما جرى عليكم ما جرى، فقالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29سبحان ربنا إنا كنا ظالمين أي: استدركوا بعد ذلك، ولكن بعد ما وقع العذاب على جنتهم، الذي لا يرفع، ولكن لعل تسبيحهم هذا، وإقرارهم على أنفسهم بالظلم، ينفعهم في تخفيف الإثم ويكون توبة، ولهذا ندموا ندامة عظيمة.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون فيما أجروه وفعلوه،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين أي: متجاوزين للحد في حق الله، وحق عباده.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون فهم رجوا الله أن يبدلهم خيرا منها، ووعدوا أن سيرغبون إلى الله، ويلحون عليه في الدنيا، فإن كانوا كما قالوا، فالظاهر أن الله أبدلهم في الدنيا
[ ص: 1869 ] خيرا منها لأن من دعا الله صادقا، ورغب إليه ورجاه، أعطاه سؤله.
قال تعالى معظما ما وقع:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب أي: الدنيوي لمن أتى بأسباب العذاب أن يسلبه الله العبد الشيء الذي طغى به وبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأن يزيله عنه، أحوج ما يكون إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33ولعذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33لو كانوا يعلمون فإن من علم ذلك، أوجب له الانزجار عن كل سبب يوجب العقاب ويحرم الثواب .
nindex.php?page=treesubj&link=33982_34308_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18وَلا يَسْتَثْنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18896_33251_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ nindex.php?page=treesubj&link=33142_33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=33143_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=33982_34299_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19718_33982_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
يَقُولُ تَعَالَى: إِنَّا بَلَوْنَا هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِالْخَيْرِ وَأَمْهَلْنَاهُمْ، وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِمَا شِئْنَا مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ، وَطُولِ عُمْرٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، مِمَّا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ، لَا لِكَرَامَتِهِمْ عَلَيْنَا، بَلْ رُبَّمَا يَكُونُ اسْتِدْرَاجًا لَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ فَاغْتِرَارُهُمْ بِذَلِكَ نَظِيرُ اغْتِرَارِ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ، الَّذِينَ هُمْ فِيهَا شُرَكَاءُ، حِينَ أَيْنَعَتْ أَشْجَارُهَا، وَزَهَتْ ثِمَارُهَا وَآنَ وَقْتُ صِرَامِهَا، وَجَزَمُوا أَنَّهَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَطَوْعِ أَمْرِهِمْ، وَأَنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ مَانِعٌ يَمْنَعُهُمْ مِنْهَا، وَلِهَذَا أَقْسَمُوا وَحَلَفُوا مِنْ غَيْرِ اسْتِثْنَاءٍ، أَنَّهُمْ سَيَصْرِمُونَهَا أَيْ: يَجُذُّونَهَا مُصْبِحِينَ، وَلَمْ يَدْرُوا أَنَّ اللَّهَ بِالْمِرْصَادِ، وَأَنَّ الْعَذَابَ سَيَخْلُفُهُمْ عَلَيْهَا، وَيُبَادِرُهُمْ إِلَيْهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ أَيْ: عَذَابٌ نَزَلَ عَلَيْهَا لَيْلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَبَادَهَا وَأَتْلَفَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أَيْ: كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، ذَهَبَتِ الْأَشْجَارُ وَالثِّمَارُ،
[ ص: 1868 ] هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِهَذَا الْوَاقِعِ الْمُلِمِّ، وَلِهَذَا تَنَادَوْا فِيمَا بَيْنَهُمْ، لَمَّا أَصْبَحُوا يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا قَاصِدِينَ لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، بِمَنْعِ حَقِّ اللَّهِ، وَيَقُولُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ أَيْ: بَكِّرُوا قَبْلَ انْتِشَارِ النَّاسِ، وَتَوَاصَوْا مَعَ ذَلِكَ، بِمَنْعِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَمِنْ شِدَّةِ حِرْصِهِمْ وَبُخْلِهِمْ، أَنَّهُمْ يَتَخَافَتُونَ بِهَذَا الْكَلَامِ مُخَافَتَةً، خَوْفًا أَنْ يَسْمَعَهُمْ أَحَدٌ، فَيُخْبِرُ الْفُقَرَاءَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الشَّنِيعَةِ، وَالْقَسْوَةِ، وَعَدَمِ الرَّحْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ أَيْ: عَلَى إِمْسَاكٍ وَمَنْعٍ لِحَقِّ اللَّهِ، جَازِمِينَ بِقُدْرَتِهِمْ عَلَيْهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فَلَمَّا رَأَوْهَا عَلَى الْوَصْفِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ كَالصَّرِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قَالُوا مِنَ الْحِيرَةِ وَالِانْزِعَاجِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إِنَّا لَضَالُّونَ أَيْ: تَائِهُونَ عَنْهَا، لَعَلَّهَا غَيْرُهَا، فَلَمَّا تَحَقَّقُوهَا، وَرَجَعَتْ إِلَيْهِمْ عُقُولُهُمْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ مِنْهَا، فَعَرَفُوا حِينَئِذٍ أَنَّهُ عُقُوبَةٌ، فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَيْ: أَعْدَلُهُمْ، وَأَحْسَنُهُمْ طَرِيقَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ أَيْ: تُنَزِّهُونَ اللَّهَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ، ظَنُّكُمْ أَنَّ قُدْرَتَكُمْ مُسْتَقِلَّةٌ، فَلَوْلَا اسْتَثْنَيْتُمْ وَقُلْتُمْ: شَاءَ اللَّهُ وَجَعَلْتُمْ مَشِيئَتَكُمْ تَابِعَةً لِمَشِيئَتِهِ، لَمَا جَرَى عَلَيْكُمْ مَا جَرَى، فَقَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ أَيِ: اسْتَدْرَكُوا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ بَعْدَ مَا وَقَعَ الْعَذَابُ عَلَى جَنَّتِهِمُ، الَّذِي لَا يُرْفَعُ، وَلَكِنْ لَعَلَّ تَسْبِيحَهُمْ هَذَا، وَإِقْرَارَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالظُّلْمِ، يَنْفَعُهُمْ فِي تَخْفِيفِ الْإِثْمِ وَيَكُونُ تَوْبَةً، وَلِهَذَا نَدِمُوا نَدَامَةً عَظِيمَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ فِيمَا أَجْرَوْهُ وَفَعَلُوهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ أَيْ: مُتَجَاوِزِينَ لِلْحَدِّ فِي حَقِّ اللَّهِ، وَحَقِّ عِبَادِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ فَهُمْ رَجَوُا اللَّهَ أَنْ يُبْدِلَهُمْ خَيْرًا مِنْهَا، وَوَعَدُوا أَنْ سَيَرْغَبُونَ إِلَى اللَّهِ، وَيُلِحُّونَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِنْ كَانُوا كَمَا قَالُوا، فَالظَّاهِرُ أَنَّ اللَّهَ أَبْدَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا
[ ص: 1869 ] خَيْرًا مِنْهَا لِأَنَّ مَنْ دَعَا اللَّهَ صَادِقًا، وَرَغِبَ إِلَيْهِ وَرَجَاهُ، أَعْطَاهُ سُؤْلَهُ.
قَالَ تَعَالَى مُعَظِّمًا مَا وَقَعَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ أَيِ: الدُّنْيَوِيُّ لِمَنْ أَتَى بِأَسْبَابِ الْعَذَابِ أَنْ يَسْلُبَهُ اللَّهُ الْعَبْدَ الشَّيْءَ الَّذِي طَغَى بِهِ وَبَغَى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَأَنْ يُزِيلَهُ عَنْهُ، أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ فَإِنَّ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ، أَوْجَبَ لَهُ الِانْزِجَارَ عَنْ كُلِّ سَبَبٍ يُوجِبُ الْعِقَابَ وَيَحْرِمُ الثَّوَابَ .