قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين
(101) يدعو تعالى عباده إلى النظر لما في السماوات والأرض، والمراد بذلك: نظر الفكر والاعتبار والتأمل، لما فيها، وما تحتوي عليه، والاستبصار، فإن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون، وعبرا لقوم يوقنون، تدل على أن الله وحده، المعبود المحمود، ذو الجلال والإكرام، والأسماء والصفات العظام.
وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون فإنهم لا ينتفعون بالآيات لإعراضهم وعنادهم.
(102-103 فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم أي: فهل ينتظر هؤلاء الذين لا يؤمنون بآيات الله، بعد وضوحها، إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم أي: من الهلاك والعقاب، فإنهم صنعوا كصنيعهم وسنة الله جارية في الأولين والآخرين.
قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين فستعلمون من تكون له العاقبة الحسنة، والنجاة في الدنيا والآخرة، وليست إلا للرسل وأتباعهم.
ولهذا قال: ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا من مكاره الدنيا والآخرة، وشدائدهما.
كذلك حقا علينا أوجبناه على أنفسنا ننج المؤمنين : فإن الله يدافع عن الذين آمنوا فإنه -بحسب ما مع العبد من الإيمان- تحصل له النجاة من المكاره.