باب النهي عن التمني قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض روى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت : قلت يا رسول الله يغزو الرجال ولا تغزو النساء ويذكر الرجال ولا تذكر النساء ؟ فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض الآية ، ونزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : " لا يتمن أحد المال وما يدريه لعل هلاكه في ذلك المال " .
وقال
سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_18715_28723_31825_32407_32519_34091_34360_18736nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض قال : كان أهل الجاهلية لا يورثون المرأة شيئا ولا الصبي ويجعلون الميراث لمن يحبون فلما ألحق للمرأة نصيبها وللصبي نصيبه وجعل للذكر مثل حظ
[ ص: 142 ] الأنثيين ، قالت النساء : لو كان أنصباؤنا في الميراث كأنصباء الرجال وقال الرجال : إنا لنرجو أن نفضل على النساء في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن يقول : المرأة تجزى بحسناتها عشر أمثالها كما يجزى الرجل ؛ قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ونهى الله عن تمني ما فضل الله به بعضنا على بعض ؛ لأن الله تعالى لو علم أن المصلحة له في إعطائه ما أعطى الآخر لفعل ، ولأنه لا يمنع من بخل ولا عدم وإنما يمنع ليعطي ما هو أكثر منه .
وقد تضمن ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=18717_18716النهي عن الحسد وهو تمني زوال النعمة عن غيره إليه ، وهو مثل ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=659527لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ولا يسوم على سوم أخيه ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها فإن الله هو رازقها ، فنهى صلى الله عليه وسلم أن يخطب على خطبة أخيه إذا كانت قد ركنت إليه ورضيت به ، وأن يسوم على سومه كذلك ؛ فما ظنك بمن يتمنى أن يجعل له ما قد صار لغيره وملكه وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=936442لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها ، يعني أن تسعى في إسقاط حقها وتحصيله لنفسها .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656975لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل والنهار ، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر :
nindex.php?page=treesubj&link=18738_18736_18716والتمني على وجهين :
أحدهما : أن يتمنى الرجل أن تزول نعمة غيره عنه ، فهذا الحسد ، وهو التمني المنهي عنه . والآخر : أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يريد زوال النعمة عن غيره ، فهذا غير محظور إذا قصد به وجه المصلحة ، وما يجوز في الحكمة .
ومن التمني المنهي عنه أن يتمنى ما يستحيل وقوعه ، مثل أن تتمنى المرأة أن تكون رجلا أو تتمنى حال الخلافة والإمامة ونحوها من الأمور التي قد علم أنها لا تكون ولا تقع . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن قيل فيه وجوه :
أحدها : أن لكل واحد حظا من الثواب قد عرض له بحسن التدبير في أمره ولطف له فيه حتى استحقه وبلغ علو المنزلة به ، فلا تتمنوا خلاف هذا التدبير ، فإن لكل منهم حظه ونصيبه غير مبخوس ولا منقوص والآخر : أن لكل أحد جزاء ما اكتسب فلا يضيعه بتمني ما لغيره محبطا لعمله .
وقيل فيه : إن لكل فريق من الرجال والنساء نصيبا مما اكتسب من نعم الدنيا ، فعليه أن يرضى بما قسم الله له . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32واسألوا الله من فضله قيل
[ ص: 143 ] فيه : إن معناه إن احتجتم إلى ما لغيركم فسلوا الله أن يعطيكم مثل ذلك من فضله ، لا بأن تتمنوا ما لغيركم ؛ إلا أن هذه المسألة تغني إن تكن معقودة بشريطة المصلحة ، والله تعالى أعلم بالصواب .
بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّمَنِّي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَغْزُو الرِّجَالُ وَلَا تَغْزُو النِّسَاءُ وَيُذْكَرُ الرِّجَالُ وَلَا تُذْكَرُ النِّسَاءُ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ الْآيَةَ ، وَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ قَالَ : " لَا يَتَمَنَّ أَحَدٌ الْمَالَ وَمَا يُدْرِيهِ لَعَلَّ هَلَاكَهُ فِي ذَلِكَ الْمَالِ " .
وَقَالَ
سَعِيدٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_18715_28723_31825_32407_32519_34091_34360_18736nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُوَرِّثُونَ الْمَرْأَةَ شَيْئًا وَلَا الصَّبِيَّ وَيَجْعَلُونَ الْمِيرَاثَ لِمَنْ يُحِبُّونَ فَلَمَّا أُلْحِقَ لِلْمَرْأَةِ نَصِيبُهَا وَلِلصَّبِيِّ نَصِيبُهُ وَجُعِلَ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
[ ص: 142 ] الْأُنْثَيَيْنِ ، قَالَتِ النِّسَاءُ : لَوْ كَانَ أَنْصِبَاؤُنَا فِي الْمِيرَاثِ كَأَنْصِبَاءِ الرِّجَالِ وَقَالَ الرِّجَالُ : إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ نُفَضَّلَ عَلَى النِّسَاءِ فِي الْآخِرَةِ كَمَا فُضِّلْنَا عَلَيْهِنَّ فِي الْمِيرَاثِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ يَقُولُ : الْمَرْأَةُ تُجْزَى بِحَسَنَاتِهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا كَمَا يُجْزَى الرَّجُلُ ؛ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا وَنَهَى اللَّهُ عَنْ تَمَنِّي مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ عَلِمَ أَنَّ الْمَصْلَحَةَ لَهُ فِي إِعْطَائِهِ مَا أَعْطَى الْآخَرَ لَفَعَلَ ، وَلِأَنَّهُ لَا يَمْنَعُ مِنْ بُخْلٍ وَلَا عَدَمٍ وَإِنَّمَا يَمْنَعُ لِيُعْطِيَ مَا هُوَ أَكْثَرَ مِنْهُ .
وَقَدْ تَضَمَّنَ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=18717_18716النَّهْيَ عَنِ الْحَسَدِ وَهُوَ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ غَيْرِهِ إِلَيْهِ ، وَهُوَ مِثْلُ مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=659527لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ وَلَا يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ وَلَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ رَازِقُهَا ، فَنَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ إِذَا كَانَتْ قَدْ رَكَنَتْ إِلَيْهِ وَرَضِيَتْ بِهِ ، وَأَنْ يَسُومَ عَلَى سَوْمِهِ كَذَلِكَ ؛ فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ يَتَمَنَّى أَنْ يُجْعَلَ لَهُ مَا قَدْ صَارَ لِغَيْرِهِ وَمَلَكَهُ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=936442لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا ، يَعْنِي أَنْ تَسْعَى فِي إِسْقَاطِ حَقِّهَا وَتَحْصِيلِهِ لِنَفَسِهَا .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656975لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبُو بَكْرٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=18738_18736_18716وَالتَّمَنِّي عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ أَنْ تَزُولَ نِعْمَةُ غَيْرِهِ عَنْهُ ، فَهَذَا الْحَسَدُ ، وَهُوَ التَّمَنِّي الْمَنْهِيُّ عَنْهُ . وَالْآخَرُ : أَنْ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ مَا لِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرِيدَ زَوَالَ النِّعْمَةِ عَنْ غَيْرِهِ ، فَهَذَا غَيْرُ مَحْظُورٍ إِذَا قُصِدَ بِهِ وَجْهُ الْمَصْلَحَةِ ، وَمَا يَجُوزُ فِي الْحِكْمَةِ .
وَمِنَ التَّمَنِّي الْمَنْهِيِّ عَنْهُ أَنْ يَتَمَنَّى مَا يَسْتَحِيلُ وُقُوعُهُ ، مِثْلُ أَنْ تَتَمَنَّى الْمَرْأَةُ أَنْ تَكُونَ رَجُلًا أَوْ تَتَمَنَّى حَالَ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَامَةِ وَنَحْوِهَا مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي قَدْ عُلِمَ أَنَّهَا لَا تَكُونُ وَلَا تَقَعُ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ قِيلَ فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَظًّا مِنَ الثَّوَابِ قَدْ عَرَضَ لَهُ بِحُسْنِ التَّدْبِيرِ فِي أَمْرِهِ وَلُطِفَ لَهُ فِيهِ حَتَّى اسْتَحَقَّهُ وَبَلَغَ عُلُوَّ الْمَنْزِلَةِ بِهِ ، فَلَا تَتَمَنَّوْا خِلَافَ هَذَا التَّدْبِيرِ ، فَإِنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ حَظَّهُ وَنَصِيبَهُ غَيْرَ مَبْخُوسٍ وَلَا مَنْقُوصٍ وَالْآخَرُ : أَنَّ لِكُلِّ أَحَدٍ جَزَاءَ مَا اكْتَسَبَ فَلَا يُضَيِّعْهُ بِتَمَنِّي مَا لِغَيْرِهِ مُحْبِطًا لِعَمَلِهِ .
وَقِيلَ فِيهِ : إِنَّ لِكُلِّ فَرِيقٍ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ نَصِيبًا مِمَّا اكْتَسَبَ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ قِيلَ
[ ص: 143 ] فِيهِ : إِنَّ مَعْنَاهُ إِنِ احْتَجْتُمْ إِلَى مَا لِغَيْرِكُمْ فَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِهِ ، لَا بِأَنْ تَتَمَنَّوْا مَا لِغَيْرِكُمْ ؛ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ تُغْنِي إِنْ تَكُنْ مَعْقُودَةً بِشَرِيطَةِ الْمَصْلَحَةِ ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ .