ولما تم هذان المثلان؛ الدالان على تمام علمه؛ وشمول قدرته؛ والقاضيان بأن غيره عدم؛ عطف على قوله: "إن الله يعلم"؛ قوله - مصرحا بتمام علمه؛ وشمول قدرته -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_30292_33679_34091_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77ولله ؛ أي: هذا علم الله في المشاهدات؛ الذي علم من هذه الأدلة أنه مختص به؛ ولذي الجلال والإكرام؛ وحده؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77غيب السماوات والأرض ؛ كما أن له وحده شهادتهما؛ فما أراد
[ ص: 221 ] من ذلك كانت قدرته عليه كقدرته على الشهادة من الساعة التي تنكرونها استعظاما لها؛ ومن غيرهما بما فصله لكم من أول السورة إلى هنا؛ من خلق السماوات والأرض؛ وما فيهما؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77وما أمر الساعة ؛ وهي الوقت الذي يكون فيه البعث؛ على اعتقادكم أنها لا تكون استبعادا لها؛ واستصعابا لأمرها في سرعته عند الناس لو رأوه؛ ولذا عبر عنه بالساعة؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77إلا كلمح البصر ؛ أي: كرجع الطرف؛ المنسوب إلى البصر؛ أي بصر كان؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77أو هو أقرب ؛ وإذا الخلق قد قاموا من قبورهم مهطعين إلى الداعي - هذا بالنسبة إلى علمهم وقياسهم؛ وأما بالنسبة إليه - سبحانه - فأمره في الجلالة والعظم؛ والسرعة؛ والإتقان؛ يجل عن الوصف؛ وتقصر عنه العقول؛ ولا شك فيه؛ ولا تردد؛ ولذلك علله بقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77إن الله ؛ أي: الملك الأعظم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77على كل شيء ؛ أي: ممكن؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77قدير
وَلَمَّا تَمَّ هَذَانِ الْمَثَلَانِ؛ الدَّالَّانِ عَلَى تَمَامِ عِلْمِهِ؛ وَشُمُولِ قُدْرَتِهِ؛ وَالْقَاضِيَانِ بِأَنَّ غَيْرَهُ عَدَمٌ؛ عَطَفَ عَلَى قَوْلِهِ: "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ"؛ قَوْلَهُ - مُصَرِّحًا بِتَمَامِ عِلْمِهِ؛ وَشُمُولِ قُدْرَتِهِ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_30292_33679_34091_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77وَلِلَّهِ ؛ أَيْ: هَذَا عِلْمُ اللَّهِ فِي الْمُشَاهَدَاتِ؛ الَّذِي عُلِمَ مِنْ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ أَنَّهُ مُخْتَصٌّ بِهِ؛ وَلِذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ؛ وَحْدَهُ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؛ كَمَا أَنَّ لَهُ وَحْدَهُ شَهَادَتَهُمَا؛ فَمَا أَرَادَ
[ ص: 221 ] مِنْ ذَلِكَ كَانَتْ قُدْرَتُهُ عَلَيْهِ كَقُدْرَتِهِ عَلَى الشَّهَادَةِ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي تُنْكِرُونَهَا اسْتِعْظَامًا لَهَا؛ وَمِنْ غَيْرِهِمَا بِمَا فَصَّلَهُ لَكُمْ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ إِلَى هُنَا؛ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؛ وَمَا فِيهِمَا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ ؛ وَهِيَ الْوَقْتُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْبَعْثُ؛ عَلَى اعْتِقَادِكُمْ أَنَّهَا لَا تَكُونُ اسْتِبْعَادًا لَهَا؛ وَاسْتِصْعَابًا لِأَمْرِهَا فِي سُرْعَتِهِ عِنْدَ النَّاسِ لَوْ رَأَوْهُ؛ وَلِذَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالسَّاعَةِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ؛ أَيْ: كَرَجْعِ الطَّرْفِ؛ الْمَنْسُوبِ إِلَى الْبَصَرِ؛ أَيِّ بَصَرٍ كَانَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ؛ وَإِذَا الْخَلْقُ قَدْ قَامُوا مِنْ قُبُورِهِمْ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي - هَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِهِمْ وَقِيَاسِهِمْ؛ وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ - فَأَمْرُهُ فِي الْجَلَالَةِ وَالْعِظَمِ؛ وَالسُّرْعَةِ؛ وَالْإِتْقَانِ؛ يَجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ؛ وَتَقْصُرُ عَنْهُ الْعُقُولُ؛ وَلَا شَكَّ فِيهِ؛ وَلَا تَرَدُّدَ؛ وَلِذَلِكَ عَلَّلَهُ بِقَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77إِنَّ اللَّهَ ؛ أَيْ: الْمَلِكَ الْأَعْظَمَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ؛ أَيْ: مُمْكِنٍ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=77قَدِيرٌ