[ولما كانت النفس ميالة إلى الدنايا، مرهونة بالحاضر من فاني العطايا، وكان تخليها عن ذلك هو الموصل إلى حريتها المؤذن بعلو همتها، قال مؤكدا إيذانا بصعوبة ذلك -]:
nindex.php?page=treesubj&link=24624_30550_30614_30993_34305_34316_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن مؤكدا له بالنون الثقيلة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131عينيك أي لا تطول نظرهما بعد النظرة الأولى المعفو عنها قاصدا للاستحسان
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131إلى ما متعنا به بما لنا من العظمة التي لا ينقصها تعظم أعدائنا به في هذه الحياة الفانية
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131أزواجا أي أصنافا متشاكلين
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131منهم أي من الكفرة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131زهرة أي تمتيع
[ ص: 370 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131الحياة الدنيا لا ينتفعون به في الآخرة لعدم صرفهم له في أوامر الله، فهو مصدر من المعنى مثل جلست قعودا، ثم علل تمتيعهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131لنفتنهم فيه أي لنفعل بهم فعل المختبر، فيكون سبب عذابهم في الدنيا بالعيش الضنك لما مضى، وفي الآخرة بالعذاب الأليم، فصورته تغر من لم يتأمل معناها حق التأمل، فما أنت فيه خير مما هم فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ورزق ربك الذي عود به أولياءه - وهو في دار السفر- الكفاف الطيب المقرون بالتوفيق
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131خير من زهرتهم، لأنه يكفي ولا يطغي وزادك ما يدني إلى جنابه فيعلي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وأبقى فإنه وفقك لصرفه في الطاعة فكتب لك من أجره ما توفاه يوم الحاجة على وجه لا يمكن أحدا من الخلق حصره، وتكون الدنيا كلها فضلا عما في أيديهم [أقل من قطرة -] بالنسبة إلى بحره، وإضافة رزقه دون رزقهم إليه سبحانه - وإن كان الكل منه - للتشريف، وفي التعبير بالرب إيذان بالحل، وفيه إشارة إلى ظهوره عليهم وحياته بعدهم كما هو الشأن في الصالحين والطالحين.
[وَلَمَّا كَانَتِ النَّفْسُ مَيَّالَةً إِلَى الدَّنَايَا، مَرْهُونَةً بِالْحَاضِرِ مِنْ فَانِي الْعَطَايَا، وَكَانَ تَخَلِّيهَا عَنْ ذَلِكَ هُوَ الْمُوصِلَ إِلَى حُرِّيَّتِهَا الْمُؤْذِنَ بِعُلُوِّ هِمَّتِهَا، قَالَ مُؤَكِّدًا إِيذَانًا بِصُعُوبَةِ ذَلِكَ -]:
nindex.php?page=treesubj&link=24624_30550_30614_30993_34305_34316_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلا تَمُدَّنَّ مُؤَكِّدًا لَهُ بِالنُّونِ الثَّقِيلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131عَيْنَيْكَ أَيْ لَا تُطَوِّلْ نَظَرَهُمَا بَعْدَ النَّظْرَةِ الْأُولَى الْمَعْفُوِّ عَنْهَا قَاصِدًا لِلِاسْتِحْسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ الَّتِي لَا يَنْقُصُهَا تَعَظُّمُ أَعْدَائِنَا بِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131أَزْوَاجًا أَيْ أَصْنَافًا مُتَشَاكِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْكَفَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131زَهْرَةَ أَيْ تَمْتِيعَ
[ ص: 370 ] nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي الْآخِرَةِ لِعَدَمِ صَرْفِهِمْ لَهُ فِي أَوَامِرِ اللَّهِ، فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنَ الْمَعْنَى مِثْلُ جَلَسْتُ قُعُودًا، ثُمَّ عَلَّلَ تَمْتِيعَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أَيْ لِنَفْعَلَ بِهِمْ فِعْلَ الْمُخْتَبِرِ، فَيَكُونَ سَبَبَ عَذَابِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِالْعَيْشِ الضَّنْكِ لِمَا مَضَى، وَفِي الْآخِرَةِ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ، فَصُورَتُهُ تَغُرُّ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْ مَعْنَاهَا حَقَّ التَّأَمُّلِ، فَمَا أَنْتَ فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا هُمْ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَرِزْقُ رَبِّكَ الَّذِي عَوَّدَ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ - وَهُوَ فِي دَارِ السَّفَرِ- الْكَفَافَ الطَّيِّبُ الْمَقْرُونُ بِالتَّوْفِيقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131خَيْرٌ مِنْ زَهْرَتِهِمْ، لِأَنَّهُ يَكْفِي وَلَا يُطْغِي وَزَادَكَ مَا يُدْنِي إِلَى جَنَابِهِ فَيُعْلِي
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَأَبْقَى فَإِنَّهُ وَفَّقَكَ لِصَرْفِهِ فِي الطَّاعَةِ فَكَتَبَ لَكَ مِنْ أَجْرِهِ مَا تُوَفَّاهُ يَوْمَ الْحَاجَةِ عَلَى وَجْهٍ لَا يُمْكِنُ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ حَصْرَهُ، وَتَكُونُ الدُّنْيَا كُلُّهَا فَضْلًا عَمَّا فِي أَيْدِيهِمْ [أَقَلَّ مِنْ قَطْرَةٍ -] بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَحْرِهِ، وَإِضَافَةُ رِزْقِهِ دُونَ رِزْقِهِمْ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ - وَإِنْ كَانَ الْكُلُّ مِنْهُ - لِلتَّشْرِيفِ، وَفِي التَّعْبِيرِ بِالرَّبِّ إِيذَانٌ بِالْحِلِّ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ظُهُورِهِ عَلَيْهِمْ وَحَيَاتِهِ بَعْدَهُمْ كَمَا هُوَ الشَّأْنُ فِي الصَّالِحِينَ وَالطَّالِحِينَ.