ولما علم بهذا أن إيمانهم كالممتنع، وجدالهم لا ينقطع، بل إن جاءهم الهدى طعنوا فيه، وإن عذبوا قبله تظلموا، كان كأنه قيل: فما الذي أفعل معهم؟ فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135قل كل أي مني ومنكم
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135متربص أي منتظر حسن عاقبة أمره ودوائر الزمان على عدوه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135فتربصوا فإنكم كالبهائم ليس لكم تأمل، ولا تجوزون
[ ص: 377 ] الجائز إلا عند وقوعه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135فستعلمون أي عما قريب بوعد لا خلف فيه عند كشف الغطاء
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135من أصحاب الصراط [أي الطريق الواضح الواسع-]
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135السوي أي الذي لا عوج فيه ولا نتو، فهو من شأنه أن يوصل إلى المقاصد.
ولما كان صاحب الشيء قد لا يكون عالما بالشيء ولا عاملا بما يعلم منه، قال
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135ومن اهتدى أي من الضلالة فحصل على جميع ما ينفعه واجتنب جميع ما يضره، نحن أم أنتم؟ ولقد علموا يقينا ذلك يوم فتح مكة المشرفة، واشتد اغتباطهم بالإسلام، ودخلوا رغبة في الحلم والكرم، ورهبة من السيف والنقم، وكانوا بعد ذلك يعجبون من توقفهم عنه ونفرتهم منه، وهذا معناه أنه صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه هم السعداء الأغنياء الراضون في الدنيا والآخرة، وهو عين قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى فقد انطبق الآخر على الأول، ودل على أن العظيم يعامل بالحلم فلا يعجل - والله أعلم.
وَلَمَّا عَلِمَ بِهَذَا أَنَّ إِيمَانَهُمْ كَالْمُمْتَنِعِ، وَجِدَالَهُمْ لَا يَنْقَطِعُ، بَلْ إِنْ جَاءَهُمُ الْهُدَى طَعَنُوا فِيهِ، وَإِنْ عُذِّبُوا قَبْلَهُ تَظَلَّمُوا، كَانَ كَأَنَّهُ قِيلَ: فَمَا الَّذِي أَفْعَلُ مَعَهُمْ؟ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135قُلْ كُلٌّ أَيْ مِنِّي وَمِنْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135مُتَرَبِّصٌ أَيْ مُنْتَظِرٌ حُسْنَ عَاقِبَةِ أَمْرِهِ وَدَوَائِرَ الزَّمَانِ عَلَى عَدُوِّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135فَتَرَبَّصُوا فَإِنَّكُمْ كَالْبَهَائِمِ لَيْسَ لَكُمْ تَأَمُّلٌ، وَلَا تُجَوِّزُونَ
[ ص: 377 ] الْجَائِزَ إِلَّا عِنْدَ وُقُوعِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135فَسَتَعْلَمُونَ أَيْ عَمَّا قَرِيبٍ بِوَعْدٍ لَا خُلْفَ فِيهِ عِنْدَ كَشْفِ الْغِطَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ [أَيِ الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ الْوَاسِعِ-]
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135السَّوِيِّ أَيِ الَّذِي لَا عِوَجَ فِيهِ وَلَا نُتُوَّ، فَهُوَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُوصِلَ إِلَى الْمَقَاصِدِ.
وَلَمَّا كَانَ صَاحِبُ الشَّيْءِ قَدْ لَا يَكُونُ عَالِمًا بِالشَّيْءِ وَلَا عَامِلًا بِمَا يَعْلَمُ مِنْهُ، قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135وَمَنِ اهْتَدَى أَيْ مِنَ الضَّلَالَةِ فَحَصَلَ عَلَى جَمِيعِ مَا يَنْفَعُهُ وَاجْتَنَبَ جَمِيعَ مَا يَضُرُّهُ، نَحْنُ أَمْ أَنْتُمْ؟ وَلَقَدْ عَلِمُوا يَقِينًا ذَلِكَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ، وَاشْتَدَّ اغْتِبَاطُهُمْ بِالْإِسْلَامِ، وَدَخَلُوا رَغْبَةً فِي الْحِلْمِ وَالْكَرَمِ، وَرَهْبَةً مِنَ السَّيْفِ وَالنِّقَمِ، وَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ يَعْجَبُونَ مِنْ تَوَقُّفِهِمْ عَنْهُ وَنَفْرَتِهِمْ مِنْهُ، وَهَذَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنِ اتَّبَعَهُ هُمُ السُّعَدَاءُ الْأَغْنِيَاءُ الرَّاضُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهُوَ عَيْنُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى فَقَدِ انْطَبَقَ الْآخِرُ عَلَى الْأَوَّلِ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْعَظِيمَ يُعَامِلُ بِالْحِلْمِ فَلَا يُعَجِّلُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ.